Status Hadits Carilah IlmuSampai ke Negeri China
Status Hadits Carilah IlmuSampai ke Negeri China
Status Hadits Carilah IlmuSampai ke Negeri China
فحديث: اطلبوا العلم ولو بالصين، فإن طلب العلم فريضة على كل مسلم. إن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يطلب.
قال عنه الإمام العراقي في تخريج أحاديث الإحياء: حديث اطلبوا العلم ولو بالصين أخرجه ابن عدي والبيهقي في المدخل والشعب من حديث أنس.
وقال البيهقي: متنه مشهور وأسانيده ضعيفه.
وقال الإمام المناوي في فيض القدير: قال ابن حبان: باطل لا أصل له والحسن ضعيف وأبو عاتكة منكر الحديث. وفي الميزان أبو عاتكة عن أنس مختلف في اسمه مجمع على ضعفه.. وحكم ابن الجوزي بوضعه ونوزع بقول المزي: له طرق ربما يصل بمجموعها الحسن. اهـ والله أعلم.
***
حديث: "اطلبوا العلم ولو في الصين"[1].
جمهور أهل العلم بالحديث قد حكموا على هذا الحديث بأنه ضعيف من جميع طرقه، وقد بسط الكلام في ذلك الشيخ إسماعيل بن محمد العجلوني رحمه الله في كتابه (كشف الخفا ومزيل الإلباس عن الناس[2] عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس) في حرف الهمزة مع الطاء، وعزاه إلى البيهقي والخطيب وابن عبد البر والديلمي وغيرهم عن أنس -رضي الله عنه-، وجزم بضعفه، ونقل عن الحافظ ابن حبان صاحب الصحيح أنه باطل، كما نقل عن ابن الجوزي أنه ذكره في الموضوعات، ونقل عن المزي أن له طرقاً كثيرة؛ ربما يصل مجموعها إلى الحسن، وعن الذهبي أنه روي من عدة طرق واهية؛ وبعضها صالح.
وبهذا يتضح لطالب العلم حكم هذا الحديث، وأنه من الأحاديث الضعيفة عند جمهور أهل العلم، وقد حكم عليه ابن حبان بأنه باطل، وابن الجوزي بأنه موضوع، أما قول الحافظ المزي رحمه الله أن له طرقاً ربما يصل بمجموعها إلى الحسن فليس بجيد في هذا المقام، لأن كثرة الطرق المشتملة على الكذابين والمتهمين بالوضع وأشباههم لا ترفع الحديث إلى الحسن، وأما قول الحافظ الذهبي رحمه الله إن بعض طرقه صالح؛ فيحتاج إلى بيان ذلك الطريق الصالح حتى يُنظر في رجاله، والجرح في هذا المقام مقدّم على التعديل، والتضعيف مقدم على التصحيح؛ حتى يتضح من الأسانيد وجه التصحيح، وذلك بأن يكون الرواة كلهم عدولاً ضابطين، مع اتصال السند، وعدم الشذوذ والعلة القادحة؛ كما نبه عليه أهل العلم في كتب المصطلح والأصول.
ولو صح لم يكن فيه حجة على فضل الصين وأهلها، لأن المقصود من هذا اللفظ: "اطلبوا العلم ولو في الصين" -لو صح- الحث على طلب العلم ولو بَعُدَ المكان غاية، لأن طلب العلم من أهم المهمات، لما يترتب عليه من صلاح أمر الدنيا والآخرة في حق من عمل به، وليس المقصود ذات الصين، ولكن لما كانت بعيدة بالنسبة إلى أرض العرب مثّل بها النبي -صلى الله عليه وسلم- لو صح الخبر - وهذا بين واضح لمن تأمل المقام، والله ولي التوفيق.[3]
[1] تنبيه: تتمة الحديث المذكور أعلاه: "فإن طلب العلم فريضة على كل مسلم". والكلام الذي نقله العجلوني (1/154) من أحكام الحفاظ -وناقشها سماحة الشيخ- إنما هو على تتمة الحديث -فهو الذي تعددت طرقه، وأفرده غير واحد بالبحث والتخريج- لا أصله المذكور هنا الذي فيه ذكر الصين، فهو حديث مستقل، فخرَّجت أصله الذي ذكره سماحة الشيخ، وأعرضنا عن تخريج تتمته غير المذكورة، لأن استقصاء تخريجه والكلام على علله الظاهرة والخفية يطول.
وأنوه أن قدامى الأئمة والعارفين بالعلل لم يغتروا بكثرة طرق حديث طلب العلم، وصرحوا أنها ضعاف ومناكير لا تتقوى، وأنه لا يصح في الباب شيء -كما ذهب سماحة الشيخ هنا- ولم يثبتوه، مثل الإمام أحمد، وابن راهويه، والبزار، والعقيلي، وأبي علي النيسابوري، وابن عبدالبر، والبيهقي، وابن الجوزي، وابن القطان الفاسي، وابن الصلاح، والمنذري، والنووي، والذهبي، وأول من قواه بطرقه: المزي في القرن الثامن، فالزركشي، والعراقي، والسيوطي، ومن بعدهم من المتأخرين والمعاصرين.
يُنظر مسند البزار (1/175 و13/240 و14/46)، وضعفاء العقيلي (2/230)، والعلل للخلال (ص128)، والمدخل للبيهقي (1/242)، والشعب له (1663)، وطلب العلم وأقسامه للذهبي (ص201 ضمن مجموع فيه ست رسائل له)، والمقاصد الحسنة (رقم 660)، والجزء المفرد في الحديث للسيوطي (مع التعليقات عليه)، والروض البسام للدوسري (1/140).
[2] كذا في الأصل.
[3] حديث: "اطلبوا العلم ولو بالصين، فإن طلب العلم فريضة على كل مسلم":
رواه الخلال في العلل (63 منتخبه) وابن عدي (4/118) وأبونعيم في أخبار أصبهان (2/156) وابن عَلِيَّك النيسابوري في الفوائد (241/2) وأبوالقاسم القشيري في الأربعين (151/1 ذكرهما الألباني في الضعيفة 416) والحسن بن المظفر بن السبط في فوائده (20) وابن عبد البر في جامع بيان العلم (1/7-8) والخطيب في التاريخ (9/363) وفي الرحلة (1-3) والبيهقي في المدخل (1/241) وفي الشعب (2/253 رقم 1663 العلمية) والشجري في الأمالي (1/57) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في مشيخته (3/رقم 557 و665 و683) والسلفي في المشيخة البغدادية (26/259/ب) والسهروردي في المعارف (رقم 17) وابن الجوزي في الموضوعات (1/215) والرافعي في التدوين (1/492) وابن الدبيثي في الذيل (3/105) والضياء في المنتقى من مسموعاته بمرو (38/أ)، ودانيال في مشيخته (40/ب).
كلهم من طريق الحسن بن عطية بن نجيح، عن أبي عاتكة، عن أنس مرفوعا مطولا ومختصرا.
وعزاه السيوطي في اللآلئ (1/193) لتمام الرازي، ولم أجده في فوائده وأجزائه المطبوعة.
قال ابن عدي: قوله "ولو بالصين" ما أعلم يرويه غير الحسن بن عطية عن أبي عاتكة عن أنس.
ونص الحاكم (كما في الموضوعات) والخطيب أن الحسن تفرد به كذلك، إلا أنه رُويت له متابعة:
فرواه البخاري في تاريخه (4/357) والدولابي في الكنى (2/23 أصل الحديث، وفيه قصة) والعقيلي (2/230) -ومن طريقه ابن الجوزي- من طريق حماد بن خالد الخياط، نا طريف بن سليمان أبوعاتكة به.
قلت: الحسن وحماد ثقتان، وعلته أبوعاتكة، وهو ضعيف جدا، وذكره السليماني فيمن عُرف بوضع الحديث.
واتفق الأئمة على إنكار خبره هذا، فقال الخلال: أخبرني الدوري أنه قال: سألتُ يحيى بن معين عن أبي عاتكة هذا فلم يعرفه.
ولم أجده في تاريخ الدوري عن ابن معين.
وقال الخلال: أخبرني المروذي، أن أبا عبدالله [يعني الإمام أحمد] ذُكر له هذا الحديث فأنكره إنكاراً شديداً.
وأورد البخاري له هذا الحديث الواحد ثم قال: منكر الحديث. كما في الكامل لابن عدي (4/118).
وقال البزار في المسند (1/175): حديث أبي عاتكة: اطلبوا العلم ولو بالصين"؛ لا يُعرف أبوالعاتكة، ولا يُدرى من أين هو، فليس لهذا الحديث أصل.
وساق العقيلي هذا الحديث الواحد في ترجمته، وقال عقبه: لا يُحفظ "ولو بالصين" إلا عن أبي عاتكة، وهو متروك الحديث.
وقال ابن حبان (1/382) إن أبا عاتكة: منكر الحديث جدا يروي عن أنس ما لا يشبه حديثه، وربما روى عنه ما ليس من حديثه، وذكر له هذا الحديث.
بينما نقل ابن الجوزي والسخاوي في المقاصد (63) عن ابن حبان أنه قال: باطل لا أصل له.
وصرح ابن عدي أنه منكر.
وضعفه البيهقي في المدخل وفي الشعب.
وأورده ابن الجوزي في الموضوعات.
وقال الذهبي في الميزان (2/335): هو صاحب حديث اطلبوا العلم ولو بالصين!
وضعّفه في تلخيص الموضوعات (110).
كما ضعفه السخاوي في المقاصد الحسنة (125).
وقال الألباني في الضعيفة (416): باطل.
فهذه حال أشهر طرق الحديث!
وله طريق أخرى:
رواها ابن عبد البر في العلم (1/9) من طريق يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم العسقلاني، ثنا عبيد بن محمد الفريابي، نا ابن عيينة، عن الزهري، عن أنس مرفوعا بمثل حديث أبي عاتكة.
والعسقلاني كذاب، وذكر ابن حجر في اللسان (6/304) الحديث من بلاياه.
وضعفه السخاوي في المقاصد الحسنة (125).
وفي طبعة أبي الأشبال للعلم: يوسف بن محمد الفريابي، وهو خطأ.
وثمة طريق أخيرة عن أنس جاءت في كتاب موضوع، أذكرها تنبيهاً:
فجاء في ترتيب المسند المزعوم للربيع بن حبيب (18) أنه قال: حدثني أبو عبيدة، عن جابر بن زيد، عن أنس بن مالك مرفوعا بالشطر الأول محل الشاهد.
وهذا المسند وضعته الأباضية متأخراً، والربيع وشيخه مختلَقان لا وجود لهما؛ كما صرح بذلك جماعة من العلماء والباحثين، مثل الإمام الألباني وشيخنا المحدّث سعد الحميد.
• ورُوي محل الشاهد من حديث أبي هريرة، رواه ابن عدي (1/177) من طريق محمد بن كرام، عن أحمد الجويباري، عن الفضل بن موسى، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعا.
وقال ابن عدي: وهذا بهذا الإسناد باطل، يرويه الحسن بن عطية عن أبي عاتكة عن أنس.
قلت: آفته الجويباري، قال عنه ابن عدي في الموضع السابق: كان يضع الحديث لابن كرام على ما يريده، وكان ابن كرام يضعها في كتبه عنه، ويسميه أحمد بن عبد الله الشيباني!
فالخلاصة أن الحديث موضوع، وللعلامة مرتضى الزبيدي مؤلف بعنوان: العقد الثمين في حديث اطلبوا العلم ولو بالصين، ذكره الكتاني في فهرس الفهارس (1/539).
وروى ابن الدبيثي في الذيل (1/232 دار الغرب) لطاهر بن محمود الفقيه:
تقرَّب إلى الرحمن بالفقه في الدين
وعاشرْ عبادَ الله بالرفق واللِّينِ
وكُنْ طالباً للعِلمِ بالجُهدِ دائباً
وإنْ كنتَ ترجو نيلَ ذلك بالصِّينِ
رابط الموضوع:
فحديث: اطلبوا العلم ولو بالصين، فإن طلب العلم فريضة على كل مسلم. إن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يطلب.
قال عنه الإمام العراقي في تخريج أحاديث الإحياء: حديث اطلبوا العلم ولو بالصين أخرجه ابن عدي والبيهقي في المدخل والشعب من حديث أنس.
وقال البيهقي: متنه مشهور وأسانيده ضعيفه.
وقال الإمام المناوي في فيض القدير: قال ابن حبان: باطل لا أصل له والحسن ضعيف وأبو عاتكة منكر الحديث. وفي الميزان أبو عاتكة عن أنس مختلف في اسمه مجمع على ضعفه.. وحكم ابن الجوزي بوضعه ونوزع بقول المزي: له طرق ربما يصل بمجموعها الحسن. اهـ والله أعلم.
***
حديث: "اطلبوا العلم ولو في الصين"[1].
جمهور أهل العلم بالحديث قد حكموا على هذا الحديث بأنه ضعيف من جميع طرقه، وقد بسط الكلام في ذلك الشيخ إسماعيل بن محمد العجلوني رحمه الله في كتابه (كشف الخفا ومزيل الإلباس عن الناس[2] عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس) في حرف الهمزة مع الطاء، وعزاه إلى البيهقي والخطيب وابن عبد البر والديلمي وغيرهم عن أنس -رضي الله عنه-، وجزم بضعفه، ونقل عن الحافظ ابن حبان صاحب الصحيح أنه باطل، كما نقل عن ابن الجوزي أنه ذكره في الموضوعات، ونقل عن المزي أن له طرقاً كثيرة؛ ربما يصل مجموعها إلى الحسن، وعن الذهبي أنه روي من عدة طرق واهية؛ وبعضها صالح.
وبهذا يتضح لطالب العلم حكم هذا الحديث، وأنه من الأحاديث الضعيفة عند جمهور أهل العلم، وقد حكم عليه ابن حبان بأنه باطل، وابن الجوزي بأنه موضوع، أما قول الحافظ المزي رحمه الله أن له طرقاً ربما يصل بمجموعها إلى الحسن فليس بجيد في هذا المقام، لأن كثرة الطرق المشتملة على الكذابين والمتهمين بالوضع وأشباههم لا ترفع الحديث إلى الحسن، وأما قول الحافظ الذهبي رحمه الله إن بعض طرقه صالح؛ فيحتاج إلى بيان ذلك الطريق الصالح حتى يُنظر في رجاله، والجرح في هذا المقام مقدّم على التعديل، والتضعيف مقدم على التصحيح؛ حتى يتضح من الأسانيد وجه التصحيح، وذلك بأن يكون الرواة كلهم عدولاً ضابطين، مع اتصال السند، وعدم الشذوذ والعلة القادحة؛ كما نبه عليه أهل العلم في كتب المصطلح والأصول.
ولو صح لم يكن فيه حجة على فضل الصين وأهلها، لأن المقصود من هذا اللفظ: "اطلبوا العلم ولو في الصين" -لو صح- الحث على طلب العلم ولو بَعُدَ المكان غاية، لأن طلب العلم من أهم المهمات، لما يترتب عليه من صلاح أمر الدنيا والآخرة في حق من عمل به، وليس المقصود ذات الصين، ولكن لما كانت بعيدة بالنسبة إلى أرض العرب مثّل بها النبي -صلى الله عليه وسلم- لو صح الخبر - وهذا بين واضح لمن تأمل المقام، والله ولي التوفيق.[3]
[1] تنبيه: تتمة الحديث المذكور أعلاه: "فإن طلب العلم فريضة على كل مسلم". والكلام الذي نقله العجلوني (1/154) من أحكام الحفاظ -وناقشها سماحة الشيخ- إنما هو على تتمة الحديث -فهو الذي تعددت طرقه، وأفرده غير واحد بالبحث والتخريج- لا أصله المذكور هنا الذي فيه ذكر الصين، فهو حديث مستقل، فخرَّجت أصله الذي ذكره سماحة الشيخ، وأعرضنا عن تخريج تتمته غير المذكورة، لأن استقصاء تخريجه والكلام على علله الظاهرة والخفية يطول.
وأنوه أن قدامى الأئمة والعارفين بالعلل لم يغتروا بكثرة طرق حديث طلب العلم، وصرحوا أنها ضعاف ومناكير لا تتقوى، وأنه لا يصح في الباب شيء -كما ذهب سماحة الشيخ هنا- ولم يثبتوه، مثل الإمام أحمد، وابن راهويه، والبزار، والعقيلي، وأبي علي النيسابوري، وابن عبدالبر، والبيهقي، وابن الجوزي، وابن القطان الفاسي، وابن الصلاح، والمنذري، والنووي، والذهبي، وأول من قواه بطرقه: المزي في القرن الثامن، فالزركشي، والعراقي، والسيوطي، ومن بعدهم من المتأخرين والمعاصرين.
يُنظر مسند البزار (1/175 و13/240 و14/46)، وضعفاء العقيلي (2/230)، والعلل للخلال (ص128)، والمدخل للبيهقي (1/242)، والشعب له (1663)، وطلب العلم وأقسامه للذهبي (ص201 ضمن مجموع فيه ست رسائل له)، والمقاصد الحسنة (رقم 660)، والجزء المفرد في الحديث للسيوطي (مع التعليقات عليه)، والروض البسام للدوسري (1/140).
[2] كذا في الأصل.
[3] حديث: "اطلبوا العلم ولو بالصين، فإن طلب العلم فريضة على كل مسلم":
رواه الخلال في العلل (63 منتخبه) وابن عدي (4/118) وأبونعيم في أخبار أصبهان (2/156) وابن عَلِيَّك النيسابوري في الفوائد (241/2) وأبوالقاسم القشيري في الأربعين (151/1 ذكرهما الألباني في الضعيفة 416) والحسن بن المظفر بن السبط في فوائده (20) وابن عبد البر في جامع بيان العلم (1/7-8) والخطيب في التاريخ (9/363) وفي الرحلة (1-3) والبيهقي في المدخل (1/241) وفي الشعب (2/253 رقم 1663 العلمية) والشجري في الأمالي (1/57) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في مشيخته (3/رقم 557 و665 و683) والسلفي في المشيخة البغدادية (26/259/ب) والسهروردي في المعارف (رقم 17) وابن الجوزي في الموضوعات (1/215) والرافعي في التدوين (1/492) وابن الدبيثي في الذيل (3/105) والضياء في المنتقى من مسموعاته بمرو (38/أ)، ودانيال في مشيخته (40/ب).
كلهم من طريق الحسن بن عطية بن نجيح، عن أبي عاتكة، عن أنس مرفوعا مطولا ومختصرا.
وعزاه السيوطي في اللآلئ (1/193) لتمام الرازي، ولم أجده في فوائده وأجزائه المطبوعة.
قال ابن عدي: قوله "ولو بالصين" ما أعلم يرويه غير الحسن بن عطية عن أبي عاتكة عن أنس.
ونص الحاكم (كما في الموضوعات) والخطيب أن الحسن تفرد به كذلك، إلا أنه رُويت له متابعة:
فرواه البخاري في تاريخه (4/357) والدولابي في الكنى (2/23 أصل الحديث، وفيه قصة) والعقيلي (2/230) -ومن طريقه ابن الجوزي- من طريق حماد بن خالد الخياط، نا طريف بن سليمان أبوعاتكة به.
قلت: الحسن وحماد ثقتان، وعلته أبوعاتكة، وهو ضعيف جدا، وذكره السليماني فيمن عُرف بوضع الحديث.
واتفق الأئمة على إنكار خبره هذا، فقال الخلال: أخبرني الدوري أنه قال: سألتُ يحيى بن معين عن أبي عاتكة هذا فلم يعرفه.
ولم أجده في تاريخ الدوري عن ابن معين.
وقال الخلال: أخبرني المروذي، أن أبا عبدالله [يعني الإمام أحمد] ذُكر له هذا الحديث فأنكره إنكاراً شديداً.
وأورد البخاري له هذا الحديث الواحد ثم قال: منكر الحديث. كما في الكامل لابن عدي (4/118).
وقال البزار في المسند (1/175): حديث أبي عاتكة: اطلبوا العلم ولو بالصين"؛ لا يُعرف أبوالعاتكة، ولا يُدرى من أين هو، فليس لهذا الحديث أصل.
وساق العقيلي هذا الحديث الواحد في ترجمته، وقال عقبه: لا يُحفظ "ولو بالصين" إلا عن أبي عاتكة، وهو متروك الحديث.
وقال ابن حبان (1/382) إن أبا عاتكة: منكر الحديث جدا يروي عن أنس ما لا يشبه حديثه، وربما روى عنه ما ليس من حديثه، وذكر له هذا الحديث.
بينما نقل ابن الجوزي والسخاوي في المقاصد (63) عن ابن حبان أنه قال: باطل لا أصل له.
وصرح ابن عدي أنه منكر.
وضعفه البيهقي في المدخل وفي الشعب.
وأورده ابن الجوزي في الموضوعات.
وقال الذهبي في الميزان (2/335): هو صاحب حديث اطلبوا العلم ولو بالصين!
وضعّفه في تلخيص الموضوعات (110).
كما ضعفه السخاوي في المقاصد الحسنة (125).
وقال الألباني في الضعيفة (416): باطل.
فهذه حال أشهر طرق الحديث!
وله طريق أخرى:
رواها ابن عبد البر في العلم (1/9) من طريق يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم العسقلاني، ثنا عبيد بن محمد الفريابي، نا ابن عيينة، عن الزهري، عن أنس مرفوعا بمثل حديث أبي عاتكة.
والعسقلاني كذاب، وذكر ابن حجر في اللسان (6/304) الحديث من بلاياه.
وضعفه السخاوي في المقاصد الحسنة (125).
وفي طبعة أبي الأشبال للعلم: يوسف بن محمد الفريابي، وهو خطأ.
وثمة طريق أخيرة عن أنس جاءت في كتاب موضوع، أذكرها تنبيهاً:
فجاء في ترتيب المسند المزعوم للربيع بن حبيب (18) أنه قال: حدثني أبو عبيدة، عن جابر بن زيد، عن أنس بن مالك مرفوعا بالشطر الأول محل الشاهد.
وهذا المسند وضعته الأباضية متأخراً، والربيع وشيخه مختلَقان لا وجود لهما؛ كما صرح بذلك جماعة من العلماء والباحثين، مثل الإمام الألباني وشيخنا المحدّث سعد الحميد.
• ورُوي محل الشاهد من حديث أبي هريرة، رواه ابن عدي (1/177) من طريق محمد بن كرام، عن أحمد الجويباري، عن الفضل بن موسى، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعا.
وقال ابن عدي: وهذا بهذا الإسناد باطل، يرويه الحسن بن عطية عن أبي عاتكة عن أنس.
قلت: آفته الجويباري، قال عنه ابن عدي في الموضع السابق: كان يضع الحديث لابن كرام على ما يريده، وكان ابن كرام يضعها في كتبه عنه، ويسميه أحمد بن عبد الله الشيباني!
فالخلاصة أن الحديث موضوع، وللعلامة مرتضى الزبيدي مؤلف بعنوان: العقد الثمين في حديث اطلبوا العلم ولو بالصين، ذكره الكتاني في فهرس الفهارس (1/539).
وروى ابن الدبيثي في الذيل (1/232 دار الغرب) لطاهر بن محمود الفقيه:
تقرَّب إلى الرحمن بالفقه في الدين
وعاشرْ عبادَ الله بالرفق واللِّينِ
وكُنْ طالباً للعِلمِ بالجُهدِ دائباً
وإنْ كنتَ ترجو نيلَ ذلك بالصِّينِ
رابط الموضوع: