Dalil Ukhuwah Insaniyah Wathaniyah Al-A'raf 65
Menurut ulama ahli tafsir QS Al A'raf:65 menjadi dalil adanya ukhuwah (persaudaraan) tanah air (wathaniyah) dan kekerabatan (asyirah). Allah berfirman: "Dan (Kami telah mengutus) kepada kaum 'Aad saudara mereka, Hud. Ia berkata: "Hai kaumku, sembahlah Allah, sekali-kali tidak ada Tuhan bagimu selain dari-Nya. Maka mengapa kamu tidak bertakwa kepada-Nya?"
Menurut ulama ahli tafsir QS Al A'raf:65 menjadi dalil adanya ukhuwah (persaudaraan) tanah air (wathaniyah), ukhuwah insaniyah, ukhuwah qaumiyah (etnis) dan ukhuwah asyiroh (kekerabatan). Allah berfirman: "Dan (Kami telah mengutus) kepada kaum 'Aad saudara mereka, Hud. Ia berkata: "Hai kaumku, sembahlah Allah, sekali-kali tidak ada Tuhan bagimu selain dari-Nya. Maka mengapa kamu tidak bertakwa kepada-Nya?"
PANDANGAN ULAMA AHLI TAFSIR
وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۚ أَفَلَا تَتَّقُونَ الأعراف - الآية (65)
***
تفسير المنار
محمد رشيد رضا
الجزء الثامن [ ص: 441 ]
قوله تعالى : ( وإلى عاد أخاهم هودا ) معطوف على قوله : ( لقد أرسلنا نوحا إلى قومه ) أي وأرسلنا إلى عاد أخاهم في النسب هودا ، كما يقال في أخوة الجنس كله يا أخا العرب . وللدين أخوة روحية كأخوة الجنس القومية والوطنية . والآية دليل على جواز تسمية القريب أو الوطني الكافر أخا . وحكمته كون رسول القوم منهم أن يفهمهم ويفهم منهم ، حتى إذا ما استعد البشر للجامعة العامة ، أرسل الله خاتم رسله إليهم كافة وفرض عليهم توحيد اللغة لتوحيد الدين ، المراد به توحيد البشر وإدخالهم في السلم كافة .
***
التفسير الكبير
الإمام فخر الدين الرازي أبو عبد الله محمد بن عمر بن حسين القرشي الطبرستاني الأصل
أما قوله : ( وإلى عاد أخاهم هودا ) ففيه أبحاث :
البحث الأول : انتصب قوله : ( أخاهم ) بقوله : ( أرسلنا ) في أول الكلام ، والتقدير " لقد أرسلنا نوحا إلى قومه وأرسلنا إلى عاد أخاهم هودا " .
البحث الثاني : اتفقوا على أن هودا ما كان أخا لهم في الدين . واختلفوا في أنه هل كان أخا قرابة قريبة أم لا ؟ قال الكلبي : إنه كان واحدا من تلك القبيلة ، وقال آخرون : إنه كان من بني آدم ومن جنسهم لا من جنس الملائكة فكفى هذا القدر في تسمية هذه الأخوة ، والمعنى أنا بعثنا إلى عاد واحدا من جنسهم وهو البشر ليكون ألفهم والأنس بكلامه وأفعاله أكمل ، وما بعثنا إليهم شخصا من غير جنسهم مثل ملك أو جني .
البحث الثالث : أخاهم : أي صاحبهم ورسولهم ، والعرب تسمي صاحب القوم أخ القوم ، ومنه قوله تعالى : ( كلما دخلت أمة لعنت أختها ) [ الأعراف : 38 ] أي صاحبتها وشبيهتها . وقال عليه السلام : " إن أخا صداء قد أذن ، وإنما يقيم من أذن " يريد صاحبهم .
البحث الرابع : قالوا : نسب هود هذا : هود بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح . وأما عاد فهم قوم كانوا باليمن بالأحقاف ، قال ابن إسحاق : والأحقاف : الرمل الذي بين عمان إلى حضرموت .
***
تفسير القرطبي
محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي
الجزء السابع [ ص: 213 ]
قوله تعالى وإلى عاد أخاهم هودا أي وأرسلنا إلى عاد أخاهم هودا . قال ابن عباس أي ابن أبيهم . وقيل : أخاهم في القبيلة . وقيل : أي بشرا من بني أبيهم آدم . وفي مصنف أبي داود أن أخاهم هودا أي صاحبهم . وعاد من ولد سام بن نوح . قال ابن إسحاق : وعاد هو ابن عوص بن إرم بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام . وهود هو هود بن عبد الله بن رباح بن الجلود بن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح . بعثه الله إلى عاد نبيا . وكان من أوسطهم نسبا وأفضلهم حسبا . و عاد من لم يصرفه جعله اسما للقبيلة ، ومن صرفه جعله اسما للحي . قال أبو حاتم : وفي حرف أبي وابن مسعود ( عاد الأولى ) بغير ألف . و " هود " أعجمي ، وانصرف لخفته ; لأنه على ثلاثة أحرف . وقد يجوز أن يكون عربيا مشتقا من هاد يهود . والنصب على البدل . وكان بين هود ونوح فيما ذكر المفسرون سبعة آباء . وكانت عاد فيما روي ثلاث عشرة قبيلة ، ينزلون الرمال ، رمل عالج . وكانوا أهل بساتين وزروع وعمارة ، وكانت بلادهم أخصب البلاد ، فسخط الله عليهم فجعلها مفاوز . وكانت فيما روي بنواحي حضرموت إلى اليمن ، وكانوا يعبدون الأصنام . ولحق هود حين أهلك قومه بمن آمن معه بمكة ، فلم يزالوا بها حتى ماتوا .
***
فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية
محمد بن علي بن محمد الشوكاني
الجزء الأول [ ص: 483 ]
وقد أخرج ابن المنذر ، عن ابن عباس ، في قوله : وإلى عاد أخاهم هودا قال : ليس بأخيهم في الدين ولكنه أخوهم في النسب ؛ لأنه منهم فلذلك جعل أخاهم .
وأخرج ابن أبي حاتم ، عن الربيع بن خيثم قال : كانت عاد ما بين اليمن إلى الشام مثل الذر .
وأخرج ابن عساكر ، عن وهب قال : كان الرجل من عاد ستين ذراعا بذراعهم ، وكان هامة الرجل مثل القبة العظيمة ، وكان عين الرجل لتفرخ فيها السباع ، وكذلك مناخرهم .
وأخرج عبد بن حميد ، عن قتادة ، قال : ذكر لنا أنهم كانوا اثني عشر ذراعا طولا .
***
تفسير الألوسي
شهاب الدين السيد محمود الألوسي
الجزء الثامن [ ص: 155 ]
وإلى عاد متعلق بمضمر معطوف على أرسلنا فيما سبق وهو الناصب لقوله تعالى : أخاهم أي وأرسلنا إلى عاد أخاهم وقيل : لا إضمار والمجموع معطوف على المجموع السابق والعامل الفعل المتقدم وغير الأسلوب لأجل ضمير أخاهم إذ لو أتي به على سنن الأول عاد الضمير على متأخر لفظا ورتبة وعاد في الأصل اسم لأبي القبيلة ثم سميت به القبيلة أو الحي فيجوز فيه الصرف وعدمه كما ذكره سيبويه وقوله تعالى : هودا بدل من أخاهم أو عطف بيان له واشتهر أنه اسم عربي وظاهر كلام سيبويه أنه أعجمي وأيد بما قيل إن أول العرب يعرب وهو هود بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح وعليه محمد بن إسحاق وبعض القائلين بهذا قالوا إن نوحا ابن عم أبي عاد وقيل : ابن عوص بن إرم بن سام بن نوح وقيل : ابن عبد الله بن رباح بن الخلود بن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام .
ومعنى كونه عليه السلام أخاهم أنه منهم نسبا وهو قول الكثير من النسابين ومن لا يقول به يقول : إن المراد صاحبهم وواحد في جملتهم وهو كما يقال يا أخا العرب وحكمة كون النبي يبعث إلى القوم منهم أنهم أفهم لقوله من قول غيره وأعرف بحاله في صدقه وأمانته وشرف أصله قال استئناف بياني كأنه قيل فماذا قال لهم حين أرسل إليهم فقيل قال .. إلخ . ولم يؤت بالفاء كما أتي بها في قصة نوح لأن نوحا كان مواظبا على دعوة قومه غير مؤخر لجواب شبهتهم لحظة واحدة وهود عليه السلام لم يكن مبالغا إلى هذا الحد فلذا جاء التعقيب في كلام نوح ولم يجئ هنا وذكر صاحب الفرائد في التفرقة بين القصتين أن قصة نوح عليه السلام ابتداء كلام فالسؤال غير مقتضي الحال وأما قصة هود فكانت معطوفة على قصة نوح فيمكن أن يقع في خاطر السامع أقال هود ما قال نوح أم قال غيره فكان مظنة أن يسأل ماذا قال لقومه فقيل : قال .. إلخ .
وقيل : اختير الفصل هنا لإرادة استقلال كل من الجمل في معناه حيث أن كفر هؤلاء أعظم من كفر قوم نوح من حيث أنهم علموا ما فعل الله تعالى بالكافرين وأصروا وقوم نوح لم يعلموا ويدل على علمهم بذلك ما سيأتي في ضمن الآيات وفيه نظر .