Surah dan Ayat Quran yang Sunnah Dibaca pada Waktu Tertentu
Surah dan Ayat Quran yang Sunnah Dibaca pada Waktu Tertentu
● السور والآيات المستحب تلاوتها في أوقات وأحوال معينة ●" سورة الفاتحة "
حديث أبو سعيد الخدري رضي الله عنه:{ فرقاه رجل منهم بأم الكتاب...}
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : ( حدثنا هشيم، أخبرنا أبو بشر، عن أبي المتوكل الناجي، عن أبي سعيد الخدري، أن نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مروا بحي من أحياء العرب، فلدغ رجل منهم، فقالوا: هل فيكم من راق؟ , فرقاه رجل منهم بأم الكتاب، فأعطي قطيعا من غنم، فأبى أن يقبله، فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكروا ذلك له، فقال: (( من أخذ برقية باطل، لقد أخذت برقية حق. خذوا، واضربوا لي معكم بسهم)) ). [فضائل القرآن : 2/220](م)
Sunnah membaca Surah Quran setelah Al-Fatihah dalam shalat. Imam Nawawi berkata:
قال النووي :
قوله " ومن قرأ بأم الكتاب أجزأت عنه ، ومن زاد فهو أفضل " : فيه دليل لوجوب الفاتحة ، وأنه لا يجزى غيرها .
وفيه استحباب السورة بعدها ، وهذا مجمع عليه في الصبح والجمعة والأولييْن من كل الصلوات وهو سنة عند جميع العلماء ، وحكى القاضي عياض رحمه الله تعالى عن بعض أصحاب مالك وجوب السورة وهو شاذ مردود .
وأما السورة في الثالثة والرابعة فاختلف العلماء هل تستحب أم لا وكره ذلك مالك رحمه الله تعالى واستحبه الشافعي رضي الله عنه في قوله الجديد دون القديم والقديم هنا أصح .
" شرح مسلم " ( 4 / 105 ، 106 ) .
والأصل في هذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم ; فإن أبا قتادة روى { , أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الركعتين الأوليين من الظهر بفاتحة الكتاب وسورتين , يطول في الأولى , ويقصر في
الثانية , ويسمع الآية أحيانا , وكان يقرأ في الركعتين الأوليين من العصر بفاتحة الكتاب وسورتين , يطول في الأولى , ويقصر في الثانية , وكان يطول في الأولى من صلاة الصبح , ويقصر في الثانية } .
وفي رواية : في الظهر كان يقرأ في الركعتين الأخريين بأم الكتاب . متفق عليه وروى أبو برزة ,
{ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الصبح من الستين إلى المائة . وقد اشتهرت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم للسورة مع الفاتحة في صلاة الجهر , ونقل نقلا متواترا , وأمر به معاذا ,
فقال : اقرأ بالشمس وضحاها , وبسبح اسم ربك الأعلى , والليل إذا يغشى } متفق عليه.)
( ولا خلاف في استحباب قراءة السورة مع الفاتحة في صلاة الصبح والجمعة والأوليين من كل الصلوات ,
قال النووي : إن ذلك سنة عند جميع العلماء وحكى القاضي عياض عن بعض أصحاب مالك وجوب السورة .
قال النووي وهو شاذ مردود . وأما السورة في الركعة الثالثة والرابعة فكره ذلك مالك واستحبه الشافعي في قوله الجديد دون القديم .
وقد ذهب إلى إيجاب قرآن مع الفاتحة عمر وابنه عبد الله وعثمان بن أبي العاص والهادي والقاسم والمؤيد بالله كذا في البحر وقدره الهادي بثلاث آيات ,
وفي كتاب المجموع للنووي:
(قال الشافعي والأصحاب : يستحب أن يقرأ الإمام والمنفرد بعد الفاتحة شيئا من القرآن في الصبح وفي الأوليين من سائر الصلوات , ويحصل أصل الاستحباب بقراءة شيء من القرآن , ولكن سورة كاملة
أفضل , حتى أن سورة قصيرة أفضل من قدرها من طويلة ; لأنه إذا قرأ بعض سورة فقد يقف في غير موضع الوقف , وهو انقطاع الكلام المرتبط , وقد يخفى ذلك .
قالوا : ويستحب أن يقرأ في الصبح بطوال المفصل , ( كالحجرات ) ( والواقعة ) وفي الظهر بقريب من ذلك , وفي العصر والعشاء بأوساطه , وفي المغرب بقصاره , فإن خالف وقرأ بأطول أو أقصر من ذلك جاز).
وجاء في الموسوعة الفقهية الكويتية:
(ذهب الجمهور: المالكية، والشافعية، والحنابلة : إلى أنه تسن القراءة في النفل والوتر . والقراءة المرادة هنا هي ضم سورة إلى الفاتحة , ومن السنة تخفيف القراءة في سنة الفجر , لما روي { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ فيها سورة الكافرون والإخلاص , وأطال القراءة في صلاة الفجر } . ولحديث عائشة – رضي الله عنها – قالت : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي ركعتي الفجر مخففة حتى أني لأقول : هل قرأ فيهما بأم القرآن؟}.
ويستحب الإسرار بالقراءة إذا كانت النافلة نهارا اعتبارا بصلاة النهار , ويتخير بين الجهر والإسرار في الصلاة الليلية إذا كان منفردا , والجهر أفضل بشرط أن لا يشوش على غيره , أما إذا كانت النافلة أو
الوتر تؤدى جماعة فيجهر بها الإمام ليسمع من خلفه , ويتوسط المنفرد بالجهر . وذهب الحنفية : إلى أن القراءة واجبة في جميع ركعات النفل والوتر ; لأن كل شفع منه يعتبر صلاة على حدة , والقيام
إلى الثالثة كتحريمة مبتدأة . وأما الوتر فللاحتياط.)
Surah dan Ayat Quran yang Sunnah Dibaca pada Waktu Tertentu
● السور والآيات المستحب تلاوتها في أوقات وأحوال معينة ●" سورة الفاتحة "
حديث أبو سعيد الخدري رضي الله عنه:{ فرقاه رجل منهم بأم الكتاب...}
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : ( حدثنا هشيم، أخبرنا أبو بشر، عن أبي المتوكل الناجي، عن أبي سعيد الخدري، أن نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مروا بحي من أحياء العرب، فلدغ رجل منهم، فقالوا: هل فيكم من راق؟ , فرقاه رجل منهم بأم الكتاب، فأعطي قطيعا من غنم، فأبى أن يقبله، فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكروا ذلك له، فقال: (( من أخذ برقية باطل، لقد أخذت برقية حق. خذوا، واضربوا لي معكم بسهم)) ). [فضائل القرآن : 2/220](م)
كلام النووى: {وجماهير العلماء تتعين قراءة الفاتحة في كل ركعة...}
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): ([فصل] في أحكام نفيسة تتعلق بالقراءة في الصلاة أبالغ في اختصارها فإنها مشهورة في كتب الفقه
منها أنه يجب القراءة في الصلاة المفروضة بإجماع العلماء ثم قال مالك والشافعي وأحمد وجماهير العلماء تتعين قراءة الفاتحة في كل ركعة وقال أبو حنيفة وجماعة لا تتعين الفاتحة أبدا قال ولا تجب قراءة الفاتحة في الركعتين الأخيرتين والصواب الأول فقد تظاهرت عليها الأدلة من السنة ويكفي من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: ((ولا تجزئ صلاة لا يقرأ فيها بأم القرآن)).
وأجمعوا على استحباب قراءة السورة بعد الفاتحة في ركعتي الصبح والأولتين من باقي الصلوات واختلفوا في استحبابها في الثالثة والرابعة وللشافعي فيها قولان الجديد أنها تستحب والقديم أنها لا تستحب.
قال أصحابنا وإذا قلنا إنها تستحب فلا خلاف أنه يستحب أن يكون أقل من القراءة في الأولتين قالوا وتكون القراءة في الثالثة والرابعة سواء.
وهل تطول الأولى على الثانية فيها وجهان أصحهما عند جمهور أصحابنا أنها لا تطول.
والثاني وهو الصحيح عند المحققين أنها تطول وهو المختار للحديث الصحيح: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يطول في الأولى ما لا يطول في الثانية؛ وفائدته أن يدرك المتأخر الركعة الأولى والله أعلم.
قال الشافعي رحمه الله: وإذا أدرك المسبوق مع الإمام الركعتين الأخيرتين من الظهر وغيرها ثم قام إلى الإتيان بما بقي عليه استحب أن يقرأ السورة، قال الجماهير من أصحابنا هذا على القولين وقال بعضهم هذا على قوله يقرأ السورة في الأخيرتين أما على الآخر فلا والصواب الأول لئلا تخلو صلاته من سورة والله أعلم هذا حكم الإمام المنفرد.
فأما المأموم فإن كانت صلاته سرية وجبت عليه الفاتحة واستحب له السورة وإن كانت جهرية فإن كان يسمع قراءة الإمام كره له قراءة السورة، وفي وجوب الفاتحة قولان: أصحهما تجب والثاني لا تجب
وإن كان لا يسمع القراءة فالصحيح وجوب الفاتحة واستحباب السورة وقيل تجب ولا تستحب السورة والله أعلم.
وتجب قراءة الفاتحة في الركعة الأولى من صلاة الجنازة وأما قراءة الفاتحة في صلاة النافلة فلا بد منها.
واختلف أصحابنا في تسميتها فيها فقال القفال تسمى واجبة * وقال صاحبه القاضي حسين تسمى شرطا وقال غيرهما تسمى ركنا وهو الأظهر والله أعلم.
والعاجز عن الفاتحة في هذا كله يأتي ببدلها فيقرأ بقدرها من غيرها من القرآن فإن لم يحسن أتى بقدرها من الأذكار كالتسبيح والتهليل ونحوهما فإن لم يحسن شيئا وقف بقدر القراءة والله أعلم.). [التبيان في آداب حملة القرآن:123- 126](م)
كلام النووى: {يستحب أن يقرأ عند المريض بالفاتحة لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح فيها: ((وما أدراك أنها رقية))...}
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): ([فصل] فيما يقرأ عند المريض
يستحب أن يقرأ عند المريض بالفاتحة لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح فيها: ((وما أدراك أنها رقية)).
ويستحب أن يقرأ عنده {قل هو الله أحد} و {قل أعوذ برب الفلق} و {قل أعوذ برب الناس}، مع النفث في اليدين فقد ثبت في الصحيحين من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تقدم بيانه في فصل النفث في آخر الباب الذي قبل هذا.
وعن طلحة بن مطرف قال: كان المريض إذا قرئ عنده القرآن وجد لذلك خفة فدخلت على خيمته وهو مريض فقلت إني أراك اليوم صالحا فقال إني قرئ عندي القرآن.
وروى الخطيب أبو بكر البغدادي رحمه الله بإسناده: أن الرمادي رضي الله عنه كان إذا اشتكى شيئا، قال: هاتوا أصحاب الحديث، فإذا حضروا، قال: اقرؤوا علي الحديث. فهذا في الحديث فالقرآن أولى.). [التبيان في آداب حملة القرآن:183- 184](م)
" سورة البقرة "
حديث أبى هريرة: {...فإن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة}
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ): ( حدثنا يحيى بن بكير، عن يعقوب بن عبد الرحمن القاري، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صلوا في بيوتكم ولا تجعلوها قبورا، وزينوا أصواتكم بالقرآن، فإن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة )).). [فضائل القرآن:](م) ؟؟؟؟ زهراوان
أثر أسيد بن حضير: {قرأت الليلة بسورة البقرة...}
قالَ أحمدُ بنُ شُعيبٍ النَّسَائِيُّ (ت:303هـ): ( أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم , عن شعيب قال: أنا الليث , قال: أنا خالد , عن ابن أبي هلال , عن يزيد بن عبد الله بن أسامة, عن عبد الله بن خباب, عن أبي سعيد الخدري, عن أسيد بن حضير , وكان من أحسن الناس صوتا بالقرآن, قال:قرأت الليلة بسورة البقرة , وفرس لي مربوط , ويحيى ابني مضطجع قريبا مني وهو غلام , فجالت جولة, فقمت ليس لي هم إلا يحيى ابني , فسكنت الفرس , ثم قرأت فجالت الفرس, فقمت ليس لي ب هم إلا ابني , ثم قرأت فجالت الفرس فرفعت رأسي , فإذا بشيء كهيئة الظلة في مثل المصابيح مقبل من السماء , فهالني فسكنت , فلما أصبحت غدوت إلى رسول الله فأخبرته , فقال: ((اقرأ, يا أبا يحيى))، قلت: قد قرأت يا رسول الله, فجالت الفرس وليس لي هم إلا ابني، فقال: ((اقرأ, يا ابن حضير))، قال: قد قرأت , فرفعت رأسي فإذا كهيئة الظلة فيها مصابيح فهالني، فقال: ((ذلك الملائكة دنوا لصوتك, ولو قرأت حتى تصبح لأصبح الناس ينظرون إليهم)).). [فضائل القرآن للنَّسائي: ](م) ؟؟؟؟ زهراوان
حديث أبى أمامة : {((اقرؤوا الزهراوين: البقرة وآل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان...}
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (وروى أبو أمامة عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال: ((اقرؤوا الزهراوين: البقرة وآل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان أو فرقان من طير صواف اقرؤوا البقرة فان أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة)).
والمراد بالزهراوين: المنيرتين يقال لكل منير: زاهر، والغياية: كل شيء أظل الإنسان فوق رأسه مثل السحابة والغبرة، يقال: غايا القوم فوق رأس فلان بالسيف كأنهم أظلوه به.
قال لبيد:
فتدليت عليه قافلا = وعلى الأرض غيايات الطفل
ومعنى فرقان: قطعتان.
والفرق: القطعة من الشيء قال عز وجل: {فكان كل فرق كالطود العظيم}[الشعراء:63]
والصواف: المصطفة المتضامة لنظل قارئها.
والبطلة: السحرة). [زاد المسير:1/19] (م)؟؟؟للآداب
أثر بن مسعود: {ما من بيتٍ تقرأ فيه سورة البقرة إلّا خرج منه الشّيطان وله ضراطٌ...}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَبْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (وروى الدّارميّ في مسنده، عن ابن مسعودٍ قال: ما من بيتٍ تقرأ فيه سورة البقرة إلّا خرج منه الشّيطان وله ضراطٌ.
وقال: إنّ لكلّ شيءٍ سنامًا، وإنّ سنام القرآن سورة البقرة، وإنّ لكلّ شيءٍ لبابًا، وإنّ لباب القرآن المفصّل.
وروى -أيضًا- من طريق الشّعبيّ، قال: قال عبد اللّه بن مسعودٍ: من قرأ عشر آياتٍ من سورة البقرة في ليلةٍ لم يدخل ذلك البيت شيطانٌ تلك اللّيلة، أربعٌ من أوّلها وآية الكرسيّ وآيتان بعدها وثلاث آياتٍ من آخرها. وفي روايةٍ: لم يقربه ولا أهله يومئذٍ شيطانٌ ولا شيءٌ يكرهه، ولايقرآن على مجنونٍ إلّا أفاق). [تفسير القرآن العظيم:1/150] (م)
حديث أبى هريرة: {وزينوا أصواتكم بالقرآن فإن الشيطان ينفر من البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة)...}
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وأخرج أبو عبيد والنسائي، وَابن الضريس ومحمد بن نصر في كتاب الصلاة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صلوا في بيوتكم ولا تجعلوها قبورا وزينوا أصواتكم بالقرآن فإن الشيطان ينفر من البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة)).). [الدر المنثور:1/105](م)
"سورة يس"
كلام النووى: {قال العلماء من أصحابنا وغيرهم: يستحب أن تقرأ عنده يس...}
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ):([فصل] فيما يقرأ عند الميت
قال العلماء من أصحابنا وغيرهم: يستحب أن تقرأ عنده يس؛ لحديث معقل بن يسار رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((اقرؤوا يس على موتاكم)). رواه أبو داود والنسائي في عمل اليوم والليلة وابن ماجه بإسناد ضعيف.
وروى مجالد عن الشعبي قال: (كانت الأنصار إذا حضروا عند الميت قرؤوا سورة البقرة). ومجالد ضعيف والله أعلم.).[التبيان في آداب حملة القرآن: 185]
" سور الحواميم "
*حديث إسحاق بن عبدالله بن أبي فروة:{بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن لكل شجر ثمرا، وإن ثمر القرآن ذوات {حم} هن روضات مخصبات، معشبات متجاورات...}
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ (ت:294 هـ): (أخبرنا يزيد بن عبد العزيز، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن إسماعيل بن رافع، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة قال: بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن لكل شجر ثمرا، وإن ثمر القرآن ذوات {حم} هن روضات مخصبات، معشبات متجاورات، فمن أحب أن يرتع في رياض الجنة فليقرأ الحواميم، ومن قرأ سورة الدخان في ليلة الجمعة أصبح مغفورا له، ومن قرأ {الم تنزيل} السجدة، و{تبارك الذي بيده الملك} في يوم وليلة، فكأنما وافق ليلة القدر ومن قرأ {إذا زلزلت الأرض زلزالها} فكأنما قرأ ربع القرآن، ومن قرأ {قل يا أيها الكافرون} فكأنما قرأ ربع القرآن، ومن {قرأ قل هو الله أحد} عشر مرات، بنى له قصرا في الجنة))، فقال أبو بكر الصديق: إذا نستكثر من القصور، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الله أكثر وأطيب، ومن {قرأ قل أعوذ برب الناس} و {قل أعوذ برب الفلق} لم يبق شيء من الشر إلا قال: أي رب، أعذه من شري، ومن قرأ بأم القرآن، فكأنما قرأ ربع القرآن، ومن قرأ {ألهاكم التكاثر} فكأنما قرأ ألف آية)).) [فضائل القران]م2 ****الأداب؟؟؟
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ (ت:294 هـ): (أخبرنا يزيد بن عبد العزيز، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن إسماعيل بن رافع، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة قال: بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن لكل شجر ثمرا، وإن ثمر القرآن ذوات حم هن روضات مخصبات، معشبات متجاورات، فمن أحب أن يرتع في رياض الجنة فليقرأ الحواميم، ومن قرأ سورة الدخان في ليلة الجمعة أصبح مغفورا له، ومن قرأ {الم تنزيل السجدة}، و{تبارك الذي بيده الملك} في يوم وليلة، فكأنما وافق ليلة القدر ومن قرأ {إذا زلزلت الأرض زلزالها} فكأنما قرأ ربع القرآن، ومن قرأ قل يا أيها الكافرون فكأنما قرأ ربع القرآن، ومن قرأ {قل هو الله أحد} عشر مرات، بنى له قصرا في الجنة)) فقال أبو بكر الصديق: إذا نستكثر من القصور، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الله أكثر وأطيب، ومن قرأ {قل أعوذ برب الناس} و {قل أعوذ برب الفلق} لم يبق شيء من الشر إلا قال: أي رب، أعذه من شري، ومن قرأ بأم القرآن، فكأنما قرأ ربع القرآن، ومن قرأ {ألهاكم التكاثر} فكأنما قرأ ألف آية)).) [فضائل القران:م3]؟؟؟؟؟للآداب
*حديث أبي برزة الأسلميّ رضي الله عنه: {((من أحبّ أن يرتع في رياض الجنّة فليقرأ بالحواميم في صلاة اللّيل))}
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (أخبرنا سعيد بن محمّد بن أحمد بن جعفرٍ المطّوعيّ، أنا أبو عليّ بن أحمد الفقيه، نا محمّد بن القاسم بن زكريّا المحاربيّ، نا عبد الرّحمن بن سرّاجٍ الكنديّ، نا محمّد بن مروان السّدّيّ، حدّثني إسماعيل بن رافعٍ، عن أبي إسحاق، عن أبي برزة الأسلميّ، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: ((من أحبّ أن يرتع في رياض الجنّة فليقرأ بالحواميم في صلاة اللّيل)).) [الوسيط:4/3] (م) جمع
" سور المسبحات "
حديث أبى تميم : {فقال أبي بن كعب : " فلعلها {سبح اسم ربك الأعلى}"...}
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ) : ( حدثنا ابن أبي مريم، عن ابن لهيعة، عن عبد الله بن هبيرة السبائي، عن أبي تميم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إني نسيت أفضل المسبحات)) .
فقال أبي بن كعب : " فلعلها {سبح اسم ربك الأعلى}" .
قال: ((نعم)) ). [فضائل القرآن:]
**لجمع القرآن
حديث خالد بن معدان : {كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ المسبحات، ويقول: (( إن فيها آية كألف آية))}
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ) : (حدثنا عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح بن حدير بن سعيد الكلاعي، عن خالد بن معدان، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ المسبحات، ويقول: (( إن فيها آية كألف آية)) ). [فضائل القرآن:](م) جمع
حديث عرباض بن سارية رضي الله عنه : {أنّ النّبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ المسبّحات قبل أن يرقد , ويقول: (( إنّ فيهنّ آيةً خيرٌ من ألف آيةٍ))}
قالَ محمدُ بنُ عيسى بنِ سَورةَ الترمذيُّ (ت:279هـ): (حدّثنا علي بن حجرٍ أخبرنا بقيّة بن الوليد عن بحير بن سعدٍ عن خالد بن معدان عن عبد اللّه بن أبي بلالٍ عن عرباض بن سارية أنّه حدّثه : أنّ النّبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ المسبّحات قبل أن يرقد , ويقول: (( إنّ فيهنّ آيةً خيرٌ من ألف آيةٍ)) .
قال أبو عيسى: هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ). [سنن الترمذي: 5/181](م) جمع
حديث يحيى بن أبي كثير: {كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ المسبحات، وكان يقول: ((إن فيهن آية هي أفضل من ألف آية))}
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ (ت:294 هـ): (أخبرنا علي بن الحسن قال: حدثنا عامر بن يساف، عن يحيى بن أبي كثير قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ المسبحات، وكان يقول: ((إن فيهن آية هي أفضل من ألف آية))
قال يحيى: فنراها الآية إلى آخر سورة الحشر). [فضائل القران](م) جمع
حديث العرباض بن سارية: {أن النبي كان يقرأ المسبحات قبل أن يرقد , ويقول: (( إن فيهن آية أفضل من ألف آية))}
قالَ أحمدُ بنُ شُعيبٍ النَّسَائِيُّ (ت:303هـ): (أخبرنا علي بن حجر قال: ثنا بقية بن الوليد , عن بجير بن سعد , عن خالد بن معدان , عن عبد الله بن أبي بلال, عن العرباض بن سارية : أن النبي كان يقرأ المسبحات قبل أن يرقد , ويقول: (( إن فيهن آية أفضل من ألف آية)) ). [فضائل القرآن للنَّسائي: ](م)
*حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه:{أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يقرأ بالمسبّحات قبل أن يرقد ويقول: ((إن فيهن آية أفضل من ألف آية)).}
قالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّعْلَبيُّ (ت: 427هـ): (أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ، حدّثنا أبو محمد عبد الله بن محمد الحافظ أخبرنا أبو بكر بن أبي عاصم النبيل، حدّثنا الحوصي، حدّثنا بقية، عن يحيى بن سعيد، عن خالد بن معدان عن أبي بلال عن العرباض بن سارية: أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يقرأ بالمسبّحات قبل أن يرقد ويقول: ((إن فيهن آية أفضل من ألف آية)).
قال يعني بالمسبحات: الحديد والحشر والصف والجمعة والتغابن). [الكشف والبيان:9/226](م) جمع
حديث العرباض بن سارية: { أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ المسبحات قبل أن يرقد ويقول: ((إن فيهن آية أفضل من ألف آية))}
****قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (وعن النسائي بالإسناد المتقدم، أخبرنا علي بن حجر، أنا بقية بن الوليد عن بجير بن سعد عن خالد بن معدان عن عبد الله بن أبي بلال عن العرباض بن سارية، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ المسبحات قبل أن يرقد ويقول: ((إن فيهن آية أفضل من ألف آية)). وفي رواية أبي عبيد: حتى يقرأ المسبحات ويقول: ((إن فيها آية كألف آية)) ). [جمال القراء : 1/69 - 70 ](م) جمع
*حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه:{كان يقرأ المسبّحات قبل أن يرقد وقال: ((إنّ فيهنّ آيةً أفضل من ألف آيةٍ))...}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (قال الإمام أحمد: حدّثنا يزيد بن عبد ربّه، حدّثنا بقيّة بن الوليد، حدّثني بحير بن سعدٍ، عن خالد بن معدان، عن بن أبي بلالٍ، عن عرباض بن سارية، أنّه حدّثهم أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان يقرأ المسبّحات قبل أن يرقد وقال: ((إنّ فيهنّ آيةً أفضل من ألف آيةٍ)).
وهكذا رواه أبو داود، والتّرمذيّ، والنّسائيّ، من طرقٍ عن بقيّة، به وقال التّرمذيّ: حسنٌ غريبٌ.
ورواه النّسائيّ عن ابن أبي السّرح، عن ابن وهبٍ، عن معاوية بن صالحٍ، عن بحير بن سعدٍ، عن خالد بن معدان قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم = فذكره مرسلا لم يذكر عبد اللّه بن أبي بلالٍ، ولا العرباض بن سارية،
والآية المشار إليها في الحديث هي-واللّه أعلم-قوله: {هو الأوّل والآخر والظّاهر والباطن وهو بكلّ شيءٍ عليمٌ} كما سيأتي بيانه إن شاء اللّه وبه الثّقة). [تفسير القرآن: العظيم8/5](م) جمع
*حديث يحيى بن أبي كثير: {كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ المسبحات وكان يقول:((إن فيهن آية هي أفضل من ألف آية))...}
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وأخرج ابن الضريس عن يحيى بن أبي كثير قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ المسبحات وكان يقول: ((إن فيهن آية هي أفضل من ألف آية)).
قال يحيى: فنراها الآية التي في آخر الحشر). [الدر المنثور:14/256](م)
*حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه: {كان يقرأ المسبّحات قبل أن يرقد وقال:((إنّ فيهنّ آيةً أفضل من ألف آيةٍ)).}
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وأخرج أحمد، والتّرمذيّ وحسّنه، والنّسائيّ وابن مردويه، والبيهقيّ في الشّعب، عن العرباض بن سارية: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان يقرأ المسبّحات قبل أن يرقد وقال: ((إنّ فيهنّ آيةً أفضل من ألف آيةٍ)). وفي إسناده بقيّة بن الوليد، وفيه مقالٌ معروفٌ.
وقد أخرجه النّسائيّ عن خالد بن معدان قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، ولم يذكر العرباض بن سارية، فهو مرسلٌ). [فتح القدير:5/219](م)
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وأخرج ابن الضّريس عن يحيى ابن أبي كثيرٍ قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لا ينام حتّى يقرأ المسبّحات، وكان يقول: ((إنّ فيهنّ آيةً أفضل من ألف آيةٍ)).
قال يحيى: فنراها الآية الّتي في آخر الحشر.
وقال ابن كثيرٍ في تفسيره: والآية المشار إليها واللّه أعلم هي قوله: {هو الأوّل والآخر والظّاهر والباطن} الآية.
والمسبّحات المذكورة هي: الحديد، والحشر، والصّفّ، والجمعة، والتغابن). [فتح القدير:5/219](م)
*حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه:{كان يقرأ بالمسبّحات قبل أن يرقد ويقول:((إنّ فيهنّ آيةً أفضل من ألف آيةٍ))...}
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وورد في فضلها* مع غيرها من السّور المفتتحة بالتّسبيح ما رواه أبو داود والتّرمذيّ والنّسائيّ عن العرباض بن سارية أنّ النّبي صلّى الله عليه وسلّم كان يقرأ بالمسبّحات قبل أن يرقد ويقول: ((إنّ فيهنّ آيةً أفضل من ألف آيةٍ)).
وقال التّرمذيّ: حديثٌ حسنٌ غريبٌ.
وظنّ ابن كثيرٍ أنّ الآية المشار إليها في حديث العرباض هي قوله تعالى: {هو الأوّل والآخر والظّاهر والباطن وهو بكلّ شيءٍ عليمٌ} [الحديد:3] لما ورد في الآثار من كثرة ذكر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إيّاها). [التحرير والتنوير:27/355]
حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه:{كان يقرأ بالمسبّحات قبل أن يرقد ويقول:((إنّ فيهنّ آيةً أفضل من ألف آيةٍ))...}
قال عبيدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ سُلَيمانَ الجابريُّ (م): (وروى الإمام أحمد عن العرباض بن سارية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ المسبحات قبل أن يرقد وقال: ((إن فيهن آية أفضل من ألف آية)).
وهكذا رواه أبو داود والترمذي والنسائي عن ابن أبي السرح عن وهب عن معاوية بن صالح عن بجير بن سعد عن خالد بن معدان قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره مرسلاً ولم يذكر عبد الله بن أبي بلال ولا العرباض بن سارية حكاه ابن كثير
قلت: وهذه السورة إحدى المسبحات لكونها مبدؤة بقوله تعالى: {سبح لله ما في السموات وما في الأرض}). [إمداد القاري:4/122](م)
" الأخلاص والمعوذاتين"
حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: {أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا مرض يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث}
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : ( حدثنا عبد الرحمن، عن مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا مرض يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث" ). [فضائل القرآن :2/220 ](م)
حديث عقبه بن عامر: {فقال: (( {قل أعوذ برب الفلق} )) فقرأتها حتى أتيت على آخرها}
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (وعن عقبة بن عامر: كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((يا عقبة قل))، قلت: ماذا أقول؟ فسكت عني ثم قال: ((يا عقبة قل)). قلت: ماذا أقول يا رسول الله؟ فسكت عني، فقلت: اللهم اردده علي، فقال: ((يا عقبة قل)) فقلت: ماذا أقول؟ فقال: (( {قل أعوذ برب الفلق} )) فقرأتها حتى أتيت على آخرها. ثم قال: ((قل)) قلت: ماذا أقول يا رسول الله؟ قال: (( {قل أعوذ برب الناس} ))فقرأتها حتى أتيت على آخرها. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: ((ما سأل سائل بمثلها، ولا استعاذ مستعيذ بمثلها)). ).[جمال القراء:1/100](م)
حديث عائشة رضى الله عنها: {(أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ فيهما {قل هو الله أحد} و {قل أعوذ برب الفلق} و {قل أعوذ برب الناس}...}
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ):([فصل] في النفث مع القرآن للرقية
روى ابن أبي داود عن أبي جحيفة الصحابي رضي الله عنه واسمه وهب بن عبد الله وقيل غير ذلك وعن الحسن البصري وإبراهيم النخعي أنهم كرهوا ذلك، والمختار أن ذلك غير مكروه بل هو سنة مستحبة فقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ فيهما {قل هو الله أحد} و {قل أعوذ برب الفلق} و {قل أعوذ برب الناس}، ثم مسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات). رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما.
وفي روايات في الصحيحين زيادة على هذا ففي بعضها:
قالت عائشة رضي الله عنها: (فلما اشتكى كان يأمرني أن أفعل ذلك به).
وفي بعضها كان النبي صلى الله عليه وسلم ينفث على نفسه في المرض الذي مات فيه بالمعوذات، قالت عائشة رضي الله عنها: (فلما ثقل كنت أنفث عليه بهن وأمسح بيد نفسه لبركتها).
وفي بعضها كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث.
قال أهل اللغة: (النفث نفخ لطيف بلا ريق). والله أعلم.). [التبيان في آداب حملة القرآن:173- 175](م)
بعض من السور والآيات المستحب تلاوتها في أوقات وأحوال معينة
أثر عامر بن عبد قيس رحمه الله: { أربع آيات من كتاب الله إذا قرأتهن ما أبالي ما أصبح عليه وما أمسي...}
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ) : (حدثنا يوسف بن عطية، عن المعلى بن زياد، قال: قال عامر بن عبد قيس: " أربع آيات من كتاب الله إذا قرأتهن ما أبالي ما أصبح عليه وما أمسي:{ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم}، وقوله: {وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله }، {وسيجعل الله بعد عسر يسرا }،
وقوله:{وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها }" ). [فضائل القرآن : ]
حديث على بن أبى طالب:{... وقد قال أخي يعقوب لبنيه {سوف أستغفر لكم ربي}...}
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( ومما روي في الإعانة على حفظ القرآن العزيز: ما حدثني به الإمام أبو الفضل الغزنوي رحمه الله بالسند المتقدم إلى أبي عيسى رحمه الله قال: حدثنا أحمد بن الحسن، نا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، نا الوليد بن مسلم، نا ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح، وعكرمة مولى ابن عباس عن ابن عباس أنه قال:
"بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال: "بأبي أنت وأمي، تفلت هذا القرآن من صدري فما أجدني أقدر عليه".. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( يا أبا الحسن، أفلا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن، وينفع بهن من علمته، ويثبت ما تعلمت في صدرك)).. قال:" أجل يا رسول الله فعلمني".
قال: ((إذا كان ليلة الجمعة، فإن استطعت أن تقوم في ثلث الليل الآخر، فإنها ساعة مشهودة، والدعاء فيها مستجاب. وقد قال أخي يعقوب لبنيه {سوف أستغفر لكم ربي} يقول حتى تأتي ليلة الجمعة فإن لم تستطع فقم في وسطها فإن لم تستطع فقم في أولها، فصل أربع ركعات: تقرأ في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب وسورة يس، وفي الركعة الثانية بفاتحة الكتاب وحم الدخان، وفي الركعة الثالثة بفاتحة الكتاب و{ألم تنزيل} السجدة، وفي الركعة الرابعة بفاتحة الكتاب و{تبارك} المفصل. وإذا فرغت من التشهد؛ فاحمد الله، وأحسن الثناء على الله، وصل علي وأحسن، وعلى سائر النبيين، واستغفر للمؤمنين والمؤمنات، ولإخوانك الذين سبقوك بالإيمان، ثم قل في آخر ذلك: اللهم ارحمني بترك المعاصي أبدا ما أبقيتني، وارحمني أن أتكلف ما لا يعنيني، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني.اللهم بديع السموات والأرض، ذا الجلال والإكرام، والعزة التي لا ترام، أسألك يا الله يا رحمن، بجلالك ونور وجهك: أن تلزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني، وارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عني.
اللهم بديع السموات والأرض، ذا الجلال والإكرام، والعزة التي لا ترام، أسألك يا الله يا رحمن، بجلالك ونور وجهك: أن تنور بكتابك بصري، وأن تطلق به لساني، وأن تفرج به عن قلبي، وأن تشرح به صدري، وأن تعمل به بدني، فإنه لا يعينني على الحق غيرك، ولا يؤتينيه إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.يا أبا الحسن، تفعل ذلك ثلاث جمع أو خمسا أو سبعا، تجاب بإذن الله. والذي بعثني بالحق ما أخطأ مؤمنا قط)). قال ابن عباس: فوالله ما لبثت إلا خمسا أو سبعا حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في مثل ذلك المجلس فقال: "يا رسول الله، إني كنت فيما خلا لا آخذ إلا أربع آيات ونحوهن، فإذا قرأتهن على نفسي تفلتن، وأنا أتعلم اليوم أربعين آية ونحوها، فإذا قرأتهن على نفسي فكأنما كتاب الله بين عيني، ولقد كنت أسمع الحديث، فإذا رددته تفلت، وأنا اليوم أسمع الأحاديث، فإذا تحدثت بها لم أخرم منها حرفا". فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: ((مؤمن ورب الكعبة يا أبا الحسن)).[جمال القراء: 1/187 - 188](م)
أثر بن مسعود : {أن رجلا مصابا مر به على ابن مسعود، فقرأ في أذنه: {أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا}...}
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (وعن حنش الصنعاني أن رجلا مصابا مر به على ابن مسعود، فقرأ في أذنه: {أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا} حتى ختم الآية، فبرأ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ماذا قرأت في أذنه؟)) فأخبره، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده، لو أن رجلا قرأ بها على جبل لزال)) ). [جمال القراء : 1/78]
أثر عامر بن عبد قيس : {أربع آيات من كتاب الله عز وجل، إذا قرأتهن فما أبالي ما أصبح عليه وما أمسي}
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (وقال عامر بن عبد قيس رحمه الله: " أربع آيات من كتاب الله عز وجل، إذا قرأتهن فما أبالي ما أصبح عليه وما أمسي، قوله عز وجل: {ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده}، وقوله عز وجل: {وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله}، وقوله عز وجل: {سيجعل الله بعد عسر يسرا}، وقوله عز وجل: {وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها}"). [جمال القراء : 1/78]
كلام النووى: {كصلاة الصبح يوم الجمعة يقرأ في الأولى سورة السجدة وفي الثانية {هل أتى على الإنسان}}
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): ([فصل]
قال العلماء: الاختيار أن يقرأ على ترتيب المصحف فيقرأ الفاتحة ثم البقرة ثم آل عمران ثم ما بعدها على الترتيب، وسواء قرأ في الصلاة أو في غيرها، حتى قال بعض أصحابنا: إذا قرأ في الركعة الأولى سورة "قل أعوذ برب الناس" يقرأ في الثانية بعد الفاتحة من البقرة.
قال بعض أصحابنا: ويستحب إذا قرأ سورة أن يقرأ بعدها التي تليها؛ ودليل هذا أن ترتيب المصحف إنما جعل هكذا لحكمة فينبغي أن يحافظ عليها إلا فيما ورد المشرع باستثنائه؛ كصلاة الصبح يوم الجمعة يقرأ في الأولى سورة السجدة وفي الثانية {هل أتى على الإنسان}، وصلاة العيد في الأولى قاف وفي الثانية {اقتربت الساعة} وركعتين سنة الفجر في الأولى "قل يا أيها الكافرون" وفي الثانية "قل هو الله أحد"، وركعات الوتر في الأولى "سبح اسم ربك الأعلى" وفي الثانية "قل يا أيها الكافرون" وفي الثالثة "قل هو الله أحد" والمعوذتين.
ولو خالف الموالاة فقرأ سورة لا تلي الأولى أو خالف الترتيب فقرأ سورة ثم قرأ سورة قبلها جاز فقد جاء بذلك آثار كثيرة، وقد قرأ عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الركعة الأولى من الصبح بالكهف وفي الثانية بيوسف، وقد كره جماعة مخالفة ترتيب المصحف. ). [التبيان في آداب حملة القرآن:95- 97](م)
كلام النووى: {...وإنما السنة قراءة ألم تنزيل في الركعة الأولى وهل أتى في الثانية}
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): (... ومن البدع المشابهة لهذا قراءة بعض جهلتهم في الصبح يوم الجمعة بسجدة غير سجدة ألم تنزيل قاصدا ذلك، وإنما السنة قراءة ألم تنزيل في الركعة الأولى وهل أتى في الثانية.). [التبيان في آداب حملة القرآن: 117](م)
كلام النووى: {ويقرأ في ركعتي سنة الفجر بعد الفاتحة الأولى: {قل يا أيها الكافرون}، وفي الثانية: {قل هو الله أحد}...}
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): (الباب الثامن: في الآيات والسور المستحبة في أوقات وأحوال مخصوصة
اعلم أن هذا الباب واسع جدا لا يمكن حصره لكثرة ما جاء فيه ولكن نشير إلى أكثره أو كثير منه بعبارات وجيزة فإن أكثر الذي نذكره فيه معروف للخاصة والعامة ولهذا لا أذكر الأدلة في أكثره فمن ذلك:
السنة كثرة الاعتناء بتلاوة القرآن في شهر رمضان وفي العشر آكد، وليالي الوتر منه آكد، ومن ذلك العشر الأول من ذي الحجة ويوم عرفة ويوم الجمعة وبعد الصبح وفي الليل.
وينبغي أن يحافظ على قراءة يس والواقعة وتبارك الملك.
[فصل] السنة أن يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة بعد الفاتحة في الركعة الأولى سورة ألم تنزيل بكمالها وفي الثانية هل أتى على الإنسان بكمالها، ولا يفعل ما يفعله كثير من أئمة المساجد من الاقتصار على آيات من كل واحدة منهما مع تمطيط القراءة بل ينبغي أن يقرأهما بكمالهما ويدرج قراءته مع ترتيل.
والسنة أن يقرأ في صلاة الجمعة في الركعة الأولى سورة الجمعة بكمالها، وإن شاء {سبح اسم ربك الأعلى}، وفي الثانية {هل أتاك حديث الغاشية}، فكلاهما صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وليتجنب الاقتصار على البعض وليفعل ما قدمناه.
والسنة في صلاة العيد في الركعة الأولى سورة ق، وفي الثانية سورة الساعة بكمالها، وإن شاء سبح وهل أتاك فكلاهما صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وليجتنب الاقتصار على البعض.
[فصل] ويقرأ في ركعتي سنة الفجر بعد الفاتحة الأولى: {قل يا أيها الكافرون}، وفي الثانية: {قل هو الله أحد}، وإن شاء قرأ في الأولى: {قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا}الآية، وفي الثانية: {قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم}، فكلاهما صحيح من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ويقرأ في سنة المغرب {قل يا أيها الكافرون} و {قل هو الله أحد} ويقرأ بهما أيضا في ركعتي الطواف وركعتي الاستخارة.
ويقرأ من أوتر بثلاث ركعات في الركعة الأولى: {سبح اسم ربك الأعلى}، وفي الثانية: {قل يا أيها الكافرون}، وفي الثالثة: {قل هو الله أحد} والمعوذتين.
[فصل] ويستحب أن يقرأ سورة الكهف يوم الجمعة؛ لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وغيره فيه.
قال الإمام الشافعي في الأم ويستحب أن يقرأها أيضا ليلة الجمعة؛ ودليل هذا ما رواه أبو محمد الدارمي بإسناده عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: (من قرأ سورة الكهف ليلة الجمعة أضاء له النور فيما بينه وبين البيت العتيق).
وذكر الدارمي حديثا في استحباب قراءة سورة هود يوم الجمعة وعن مكحول التابعي الجليل استحباب قراءة آل عمران يوم الجمعة.
[فصل] ويستحب الإكثار من تلاوة آية الكرسي في جميع المواطن وأن يقرأها كل ليلة إذا أوى إلى فراشه وأن يقرأ المعوذتين عقب كل صلاة؛ فقد صح عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: (أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ المعوذتين دبر كل صلاة). رواه أبو داود والترمذي والنسائي قال الترمذي حديث حسن صحيح.
[فصل] يستحب أن يقرأ عند النوم: آية الكرسي و {قل هو الله أحد} والمعوذتين وآخر سورة البقرة، فهذا مما يهتم له ويتأكد الاعتناء به فقد ثبت فيه أحاديث صحيحة عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأ بهما في ليلة كفتاه)). قال جماعة من العلماء كفتاه من قيام الليل وقال آخرون كفتاه المكروه في ليلته.
وعن عائشة رضي الله عنها: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان كل ليلة يقرأ قل هو الله أحد والمعوذتين). وقد قدمناه في فصل النفث بالقرآن .وروى عن أبي داود بإسناده عن علي كرم الله وجهه قال: (ما كنت أرى أحدا يعقل دخل في الإسلام ينام حتى يقرأ آية الكرسي).
وعن علي رضي الله عنه أيضا قال: (ما كنت أرى أحدا يعقل ينام قبل أن يقرأ الآيات الثلاث الأواخر من سورة البقرة). إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم.
وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: (قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تمر بك ليلة إلا قرأت فيها {قل هو الله أحد} والمعوذتين)) فما أتت علي ليلة إلا وأنا أقرؤهن).
وعن إبراهيم النخعي قال: (كانوا يستحبون أن يقرؤوا هذه السور كل ليلة ثلاث مرات: {قل هو الله أحد} والمعوذتين). إسناده صحيح على شرط مسلم * وعن إبراهيم أيضا :كانوا يعلمونهم إذا أووا إلى فراشهم أن يقرؤوا المعوذتين.
وعن عائشة رضي الله عنها: (كان النبي صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ الزمر وبني إسرائيل). رواه الترمذي وقال حسن.
فصل: ويستحب أن يقرأ إذا استيقظ من النوم كل ليلة آخر آل عمران من قوله تعالى: {إن في خلق السماوات والأرض} إلى آخرها، فقد ثبت في الصحيحين: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ خواتيم آل عمران إذا استيقظ).). [التبيان في آداب حملة القرآن:176- 182](م)
فصل: هل في القرآن شيء أفضل من شيء؟
كلام الزركشى: {وقد اختلف الناس في ذلك:...}
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ): ( النوع الثامن والعشرون: هل في القرآن شيء أفضل من شيء
وقد اختلف الناس في ذلك:
- فذهب الشيخ أبو الحسن الأشعري، والقاضي أبو بكر، وأبو حاتم بن حبان، وغيرهم إلى أنه: لا فضل لبعض على بعض؛ لأن الكل كلام الله، وكذلك أسماؤه تعالى لا تفاضل بينهما. وروى معناه عن مالك، قال يحيى بن يحيى: تفضيل بعض القرآن على بعض خطأ. وكذلك كره مالك أن تعاد سورة أو تردد دون غيرها، احتجوا بأن الأفضل يشعر بنقص المفضول وكلام الله حقيقة واحدة لا نقص فيه.
قال ابن حبان في حديث أبى بن كعب رضي الله عنه: "ما أنزل الله في التوارة ولا في الإنجيل مثل أم القرآن" إن الله لا يعطي لقارئ التوراة والإنجيل من الثواب مثل ما يعطى لقارئ أم القرآن؛ إذ الله بفضله فضل هذه الأمة على غيرها من الأمم، وأعطاها من الفضل على قراءة كلامه أكثر مما أعطى غيرها من الفضل على قراءة كلامه. قال: وقوله "أعظم سورة" أراد به في الأجر، لا أن بعض القرآن أفضل من بعض.
- وقال قوم بالتفضيل؛ لظواهر الأحاديث، ثم اختلفوا، فقال بعضهم: الفضل راجع إلى عظم الأجر ومضاعفة الثواب، بحسب انفعالات النفس وخشيتها، وتدبرها، وتفكرها عند ورود أوصاف العلا. وقيل: بل يرجع لذات اللفظ وأن ما تضمنه قوله تعالى: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} وآية الكرسي وآخر سورة الحشر وسورة الإخلاص من الدلالات على وحدانيته وصفاته ليس موجودا مثلا في {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} وما كان مثلها، فالتفضيل إنما هو بالمعاني العجيبة وكثرتها لا من حيث الصفة وهذا هو الحق.
وممن قال بالتفضيل: إسحاق بن راهويه وغيره من العلماء.
- وتوسط الشيخ عز الدين فقال: كلام الله في الله أفضل من كلام الله في غيره، فـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} أفضل من {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} وعلى ذلك بنى الغزالي كتابه المسمى بـ"جواهر القرآن". واختاره القاضي أبو بكر بن العربي لحديث أبي سعيد بن المعلى في صحيح البخاري: ((إني لأعلمك سورة هي أعظم السور في القرآن)) قال: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}. ولحديث أبي بن كعب في الصحيحين: قال لي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أي آية في كتاب الله أعظم؟)) قلت: الله ورسوله أعلم! قال: ((يا أبي أتدري أي آية في كتاب الله أعظم؟)) قال: قلت: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} قال: فضرب في صدري وقال: ((ليهنك العلم أبا المنذر))
وأخرج الحاكم في مستدركه بسند صحيح عن أبي هريرة: "سيدة آي القرآن آية الكرسي"
وفي الترمذي غريبا عنه مرفوعا: "لكل شيء سنام وإن سنام القرآن سورة البقرة فيها آية الكرسي"
وروى ابن عيينة في جامعه عن أبي صالح عنه: "فيها آية الكرسي وهي سنام أي القرآن ولا تقرأ في دار فيها شيطان إلا خرج منها" وهذا لا يعارض ما قبله بأفضلية الفاتحة؛ لأن تلك باعتبار السور وهذه باعتبار الآيات.
وقال القاضي شمس الدين الخويي: كلام الله أبلغ من كلام المخلوقين، وهل يجوز أن يقال بعض كلامه أبلغ من بعض؟
جوزه بعضهم لقصور نظرهم، وينبغي أن يعلم أن معنى قول القائل "هذا الكلام أبلغ من هذا الكلام" أن هذا في موضعه له حسن ولطف، وذاك في موضعه له حسن ولطف، وهذا الحسن في موضعه أكمل من ذاك في موضعه، فإن من قال إن {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} أبلغ من {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} يجعل المقابلة بين ذكر الله وذكر أبي لهب وبين التوحيد والدعاء على الكافرين، وذلك غير صحيح، بل ينبغي أن يقال: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} دعاء عليه بالخسران، فهل توجد عبارة للدعاء بالخسران أحسن من هذه؟! وكذلك في {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} لا توجد عبارة تدل على الوحدانية أبلغ منها، فالعالم إذا نظر إلى: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} في باب الدعاء والخسران ونظر إلى {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} في باب التوحيد لا يمكنه أن يقول أحدهما أبلغ من الآخر، وهذا القيد يغفل عنه بعض من لا يكون عنده علم البيان.
قلت: ولعل الخلاف في هذه المسألة يلفت عن الخلاف المشهور إن كلام الله شيء واحد أولا عند الأشعري أنه لا يتنوع في ذاته إنما هو بحسب متعلقاته.
فإن قيل: فقد قال تعالى: {مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} فجعله شيئين وأنتم تقولون بعدمه وأنه صفة واحدة.
قلنا: من حيث أنه كلام الله لا مزية لشيء منه على شيء ثم قولنا: شيء منه يوهم التبعيض، وليس لكلام الله الذي هو صفته بعض، ولكن بالتأويل والتفسير وفهم السامعين اشتمل على جميع أنواع المخاطبات، ولولا تنزله في هذه المواقع لما وصلنا إلى فهم شيء منه.
وقال الحليمي: قد ذكرنا أخبار تدل على جوار المفاضلة بين السور والآيات وقال الله تعالى: {نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا} ومعنى ذلك يرجع إلى أشياء:
أحدها: أن تكون آيتا عمل ثابتتان في التلاوة إلا أن إحداهما منسوخة والأخرى ناسخة فنقول إن الناسخ خير أي أن العمل بها أولى بالناس وأعود عليهم، وعلى هذا فيقال: آيات الأمر والنهي والوعد والوعيد خير من آيات القصص لأن القصص إنما أريد بها تأكيد الأمر والنهي والتبشير ولا غنى بالناس عن هذه الأمور، وقد يستغنون عن القصص، فكل ما هو أعود عليهم وأنفع لهم مما يجري مجرى الأصول خير لهم مما يحصل تبعا لما لا بد منه.
والثاني: أن يقال: إن الآيات التي تشتمل على تعديد أسماء الله تعالى وبيان صفاته والدلالة على عظمته وقدسيته أفضل أو خير بمعنى أن مخبراتها أسنى وأجل قدرا.
والثالث: أن يقال: سورة خير من سورة أو آية خير من آية، بمعنى أن القارئ يتعجل بقراءتها فائدة سوى الثواب الآجل، ويتأدى منه بتلاوتها عبادة كقراءة آية الكرسي وسورة الإخلاص والمعوذتين، فإن قارئها يتعجل بقراءتها الاحتراز مما يخشى والاعتصام بالله جل ثناؤه ويتأدى بتلاوتها منه لله تعالى عبادة لما فيها من ذكر اسم الله تعالى جده بالصفات العلا على سبيل الاعتقاد لها، وسكون النفس إلى فضل الذكر وبركته.
فأما آيات الحكم فلا يقع بنفس تلاوتها إقامة حكم وإنما يقع بها علم.
قال: ثم لو قيل في الجملة: إن القرآن خير من التوراة والإنجيل والزبور بمعنى أن التعبد بالتلاوة والعمل واقع به دونها والثواب بحسب بقراءته لا بقراءتها أو أنه من حيث الإعجاز حجة النبي المبعوث وتلك الكتب لم تكن معجزة ولا كانت حجج أولئك الأنبياء بل كانت دعوتهم والحجج غيرها وكان ذلك أيضا نظير ما مضى.
وقد يقال: إن سورة أفضل من سورة لأن الله تعالى اعتد قراءتها كقراءة أضعافها مما سواها، وأوجب بها من الثواب ما لم يوجب بغيرها، وإن كان المعنى الذي لأجله بلغ بها هذا المقدار لا يظهر لنا، كما يقال: إن قوما أفضل من قوم وشهرا أفضل من شهر، بمعنى أن العبادة فيه تفضل على العبادة في غيره، والذنب يكون أعظم من الذنب منه في غيره وكما يقال إن الحرم أفضل من الحل؛ لأنه يتأدى فيه من المناسك مالا يتأدى في غيره والصلاة فيه تكون كصلاة مضاعفة مما تقام في غيره والله أعلم.).[البرهان في علوم القرآن: 1/438-442]
كلام الزركشى: {فصل: في أعظمية آية الكرسي...}
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ): ( النوع الثامن والعشرون: هل في القرآن شيء أفضل من شيء
فصل: في أعظمية آية الكرسي
قال ابن العربي: إنما صارت آية الكرسي أعظم لعظم مقتضاها، فإن الشيء إنما يشرف بشرف ذاته ومقتضاه ومتعلقاته وهي في أي القرآن كـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} في سوره، إلا أن سورة الإخلاص تفضلها بوجهين:
أحدهما: أنها سورة وهذه آية فالسورة أعظم من الآية لأنه وقع التحدي بها فهي أفضل من الآية التي لم يتحد بها.
والثاني: أن سورة الإخلاص اقتضت التوحيد في خمسة عشر حرفا، وآية الكرسي اقتضت التوحيد في خمسين حرفا فظهرت القدرة في الإعجاز بوضع معنى معبر عنه مكتوب مدده السبعة الأبحر لا ينفد عدد حروفه خمسون كلمة ثم يعبر عن معنى الخمسين كلمة خمسة عشر كلمة وذلك كله بيان لعظم القدرة والانفراد بالوحدانية.
وقال أبو العباس أحمد بن المنير المالكي: كان جدي رحمه الله يقول: اشتملت آية الكرسي على ما لم يشتمل عليه اسم من أسماء الله تعالى وذلك أنها مشتملة على سبعة عشر موضعا؛ فيها اسم الله ظاهرا في بعضها، ومستكنا في بعض، ويظهر للكثير من العادين فيها ستة عشر إلا على حاد البصيرة لدقة استخراجه: 1: "الله"، 2: "هو"، 3: "الحي"، 4: "القيوم"، 5: ضمير "لا تأخذه"، 6: ضمير "له"، 7: ضمير "عنده"، 8: ضمير "إلا بإذنه"، 9: ضمير "يعلم"، 10: ضمير علمه، 11: ضمير شاء، 12: ضمير "كرسيه، 13: ضمير "يؤوده"، 14: وهو، 15: العلي، 16: العظيم، فهذه عدة الأسماء.
وأما الخفي في الضمير الذي اشتمل عليه المصدر في قوله "حفظهما" فإنه مصدر مضاف إلى المفعول وهو الضمير البارز ولا بد له من فاعل وهو والله ويظهر عند فك المصدر فتقول ولا يؤوده أن يحفظهما هو
قال: وكان الشيخ أبو عبد الله محمد بن الفضل المرسي قد رام الزيادة على هذا العدد لما أخبرته عن الجد، فقال: يمكن أن تعد ما في الآية من الأسماء المشتقة كل واحد منها باثنين؛ لأن كل واحد منها يحمل ضميرا ضرورة كونه مشتقا، وذلك الضمير إنما يعود إلى الله وهو باعتبار ظهورها اسم، وقد اشتملت على آخر مضمر فتكون جملة العدد على هذا أحدا وعشرين اسما، فأجريت معه وجها لطيفا؛ وهو أن الاسم المشتق لا يحتمل الضمير بعد صيرورته بالتسمية علما على الأصح، وهذه الصفات كلها أسماء الله تعالى، ثم ولو فرضناها محتملة للضمائر بعد التسمية على سبيل التنزل، فالمشتق إنما يقع على موصوفه باعتبار تحمله ضميره، ألا تراك إذا قلت: "زيد كريم" إذا وجدت كريما إنما يقع على زيد؛ لأن فيه ضميره حتى لو جردت النظر إليه لم تجده مختصا بزيد، بل لك أن توقعه على كل موصوف بالكرم من الناس، ولا تجده مختصا بزيد إلا باعتبار اشتماله على ضميره فليس المشتق إذا مستقلا بوقوعه على موصوفه إلا بضميمة الضمير إليه، فلا يمكن أن تجعله له حكم الانفراد عن الضمير مع الحكم برجوعه إلى معين البتة. قال: فرضي عن هذا البحث وصوبه.
**وقال الغزالي في قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((إن لكل شيء قلبا وقلب القرآن يس)): إن ذلك لأن الإيمان صحته بالاعتراف بالحشر والنشر، وهو مقرر في هذه السورة بأبلغ وجه، فجعلت قلب القرآن لذلك. واستحسنه فخر الدين الرازي.
قال الجويني: سمعته يترحم عليه بسبب هذا الكلام.
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "آل حم ديباج. القرآن".
وقال ابن عباس: "لكل شيء لباب ولباب القرآن آل حم أو قال الحواميم".
وقال مسعر بن كدام: كان يقال لهن العرائس.
روى ذلك كله أبو عبيد في كتاب فضائل القرآن.
وقال حميد بن زنجويه: حدثنا عبيد الله بن موسى حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله، قال: إن مثل القرآن كمثل رجل انطلق يرتاد لأهله منزلا، فمر بأثر غيث، فبينما هو يسير فيه، ويتعجب منه إذ هبط على روضات دمثات، فقال: عجبت من الغيث الأول فهذا أعجب وأعجب، فقيل له: إن مثل الغيث الأول مثل عظم القرآن، وإن مثل هذه الروضات الدمثات مثل آل حم في القرآن. أورده البغوي.
وروى أبو عبيد عن بعض السلف، منهم محمد بن سيرين كراهة أن يقال "الحواميم" وإنما يقال "آل حم".**للجمع
وفي الترمذي عن ابن عباس قال: قال أبو بكر رضي الله عنه للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يا رسول الله قد شبت قال: ((شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت)) خص هذه السور بالشيب لأنهن أجمع لكيفية القيامة وأهوالها من غيرهن، ولهذا قال في حديث آخر ((من أحب أن يرى القيامة رأي العين فليقرأ : {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}))
وروى الترمذي من حديث ابن عباس ومن حديث أنس: "إذا زلزلت تعدل نصف القرآن وقل يأيها الكافرون تعدل ربعه " وقال: في كل منهما غريب.
وقد تكلم ابن عبد البر على حديث: "{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} تعدل ثلث القرآن" وحكى خلاف الناس فيه فقيل لأنه سمع شخصا يكررها تكرار من يقرأ ثلث القرآن فخرج الجواب على هذا.
وفيه بعد عن ظاهر الحديث.
قيل: لأن القرآن يشتمل على قصص وشرائع وصفات، و(قل هو الله أحد) كلها صفات؛ فكانت ثلثا بهذا الاعتبار، واعترض على ذلك باستلزام كون آية الكرسي وآخر الحشر ثلث القرآن ولم يرد فيه.
وقيل: تعدل في الثواب وهو الذي يشهد لظاهر الحديث.
قلت: ضعف ابن عقيل هذا وقال: لا يجوز أن يكون المعنى فله أجر ثلث القرآن لقوله: صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((من قرأ القرآن فله بكل حرف عشر حسنات)).
ثم قال ابن عبد البر على أني أقول السكوت في هذه المسألة أفضل من الكلام فيها وأسلم، ثم أسند إلى إسحاق بن منصور: قلت: لأحمد بن حنبل قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن)) ما وجهه؟ فلم يقم لي فيها على أمر.
وقال لي إسحاق بن راهويه معناه أن الله لما فضل كلامه على سائر الكلام؛ جعل لبعضه أيضا فضلا في الثواب لمن قرأه تحريضا على تعلمه لا أن من قرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ثلاث مرات كان كمن قرأ القرآن جميع،ه هذا لا يستقيم ولو قرأها مائتي مرة.
قال أبو عمرو: وهذان إمامان بالسنة ما قاما ولا قعدا في هذه المسألة.
قلت: وأحسن ما قيل فيه أن القرآن قسمان: خبر وإنشاء. والخبر قسمان: خبر عن الخالق، وخبر عن المخلوق. فهذه ثلاثة وسورة الإخلاص أخلصت الخبر عن الخالق، فهي بهذا الاعتبار ثلث القرآن.
فائدة: في أي آية في القرآن أرجى **** لقسم عد الآي ****
اختلف في أرجى آية في القرآن على بضعة عشر قولا:
الأول: آية الدين ومأخذه أن الله تعالى أرشد عباده إلى مصالحهم الدنيوية حتى انتهت العناية بمصالحهم إلى أن أمرهم بكتابة الدين الكبير والحقير فبمقتضى ذلك يرجى عفو الله تعالى عنهم لظهور أمر العناية العظيمة بهم حتى في مصلحتهم الحقيرة.
الثاني: {وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ} إلى قوله: {أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ} وهذا رواه مسلم في الصحيح أثر حديث الإفك عن الإمام الجليل عبد الله بن المبارك.
الثالث: قال الشبلي: في قوله تعالى: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ}
فالله تعالى لما أذن الكافرين بدخول الباكل إذا أتوا بالتوحيد والشهادة أتراه يخرج الداخل فيها والمقيم عليها
الرابع: قوله تعالى: {وَهَلْ نُجَازِي إِلاَّ الْكَفُورَ}.
الخامس: قوله: {إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى}.
السادس: قوله تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}.
السابع: قوله تعالى: {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ}.
الثامن: قوله تعالى: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى}.
حكى هذه الأقوال الخمسة الأخيرة الشيخ محيى الدين في رءوس المسائل.
التاسع: رأيت في مناقب الشافعي للإمام أبي محمد إسماعيل الهروي صاحب الحاكم بإسناده عن ابن عبد الحكم قال: سألت الشافعي: أي آية أرجى؟ قال: قوله تعالى: {يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ } قال: وسألته عن أرجى حديث للمؤمن؟ قال: حديث: ((إذا كان يوم القيامة يدفع إلى كل مسلم رجل من الكفار فيذهب به إلى النار))
العاشر: والحادي عشر: روى الحاكم في مستدركه عن محمد بن المنكدر قال: التقى ابن عباس وعبد الله بن عمرو بن العاص، فقال ابن عباس: أي آية في كتاب الله أرجى عندك؟ فقال عبد الله بن عمرو: {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ}. قال: لكن قول إبراهيم: {قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} هذا لما في الصدور من وسوسة الشيطان فرضي الله تعالى من إبراهيم بقوله: {أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى}. وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
وقال النحاس في سورة الأحقاف: {فَهَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ} فقال: إن هذه الآية من أرجى آية في القرآن إلا أن ابن عباس قال: أرجى آية في القرآن: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ}.
وأما أخوف آية؛ فعن الإمام أبي حنيفة أنه قال هي قوله تعالى: {وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} ولو قيل إنها {سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ} لكان له وجه ولهذا قال بعضهم: لو سمعت هذه الكلمة من خفير الحارة لم أنم). [البرهان في علوم القرآن: 1/438-448](م)
*** لعد الآي ؟ أسماء السور؟
كلام السيوطى: {واختلف في تفاضل الآيات والسور على بعض:...}
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (النوع الثالث والرابع والخامس والثمانون: أفضل القرآن وفاضله ومفضوله
هذه الأنواع من زيادتي، ويُشبهها من علم الحديث: الكلام على أصح الأسانيد.
واختلف في تفاضل الآيات والسور على بعض:
- فذهب كثيرون إلى القول به منهم: إسحاق بن راهويه، وأبو بكر ابن العربي، والشيخ عز الدين بن عبد السلام.
- وقال القرطبي: إنه الحق ونقله عن جماعة من العلماء والمتكلمين.
- وقال ابن الحصار: العجب ممن يذكر الاختلاف في ذلك مع النصوص الواردة بالتفصيل، قال البيهقي في شُعب الإيمان: قال الحليمي: ومعنى التفصيل يرجع إلى أشياء:
أحدها: أن يكون العمل بآية أولى من العمل بأخرى وأعود على الناس، وعلى هذا يقال: آيات الأمر والنهي، والوعد والوعيد خير من آيات القصص لأنها إنما أُريد بها تأكيد الأمر والنهي والإنذار والتبشير ولا غنى بالناس عن هذه الأمور، وقد يُستغنون عن القصص، فكان ما هو أعود عليهم وأنفع لهم مما يجري مجرى الأصول خيرا ًلهم مما يُجعل تبعاً لما لا بد منه.
الثاني: أن يقال: الآيات التي تشتمل على تعديد أسماء الله وبيان صفاته والدلالة على عظمته أفصل، بمعنى أن مخبراتها أسنى وأجل قدراً وعلى هذا نحا ابن عبد السلام في قوله الآتي.
الثالث: أن يقال: إن سورة خير من سورة، أو آية خير من آية، يعني أن القارئ يتعجل له بقراءتها فائدة سوى الثواب الآجل ويتأدى منه بتلاوتها عبادة، كقراءة آية الكرسي والإخلاص والمعوذتين فإن قارئها يتعجل بقراءتها الاحتراز مما يخشى والاعتصام بالله، ويتأدى بتلاوتها عبادة لله لما فيها من ذكره سبحانه بالصفات العُلى عل سبيل الاعتقاد لها وسكون النفس إلى فضل ذلك الذكر.
وذهبت طائفة إلى أنه لا تفاضل لأن الجميع كلام الله ولئلا يوهم التفضيل نقص المفضل عليه.
ونُقل عن الأشعري والباقلاني وابن حبان ورُوي عن مالك وعلى الأول: قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام: القرآن على قسمين: فاضل: وهو كلام الله في الله ـ ومفضول وهو: كلامه عن غيره كقوله تعالى حكاية عن فرعون: {ما علمت لكم من إله غيري..} وكحكاياته عن الكفار ونحو ذلك.
قلت: بل هو ثلاثة أقسام: أفضل، وفاضل، ومفضول، لأن كلامه تعالى فيه بعض أفضل من بعض كتفضيل الفاتحة والإخلاص كما سنذكره.
وقد ثبت في الصحيح من حديث أبي سعيد المُعلى: أعظم سورة في القرآن الفاتحة، وكذا رواه الترمذي من حديث أبي هريرة وأُبي وأحمد من حديث عبد الله بن جابر العبدي ولفظه: أخير سورة في القرآن.
وفي صحيح مسلم وغيره من طريق مرفوعاً: أعظم آية في القرآن آية الكرسي.
وروى ابن خزيمة والبيهقي وغيرهما عن ابن عباس: أعظم آية في القرآن البسملة.
وعند الترمذي: سيدة آي القرآن آية الكرسي، وسنام القرآن سورة البقرة، وقلب القرآن يس.
وكذا وردت أحاديث مشعرة بالتفضيل، ككون "الإخلاص" تعدل ثلث القرآن.
وذكر في حكمة ذلك: أن القرآن توحيد وأحكام ووعظ، وسورة الإخلاص فيها التوحيد كله.
وفي مسند عبد بن حميد: أن الفاتحة تعدل ثلثيه وفي المستدرك أحاديث: أن الزلزلة تعدل نصفه، والكافرين تعدل ربعه، والمعوذتين تعدل ثلثه، وألهاكم تعدل ألف آية وعند الترمذي: {إذا جاء نصر الله} تعدل ربعه). [التحبير في علم التفسير:305-309]
كلام السيوطى: {...اختلف الناس هل في القرآن شيء أفضل من شيء؟...}
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (النوع الثالث والسبعون في: أفضل القرآن وفاضله
اختلف الناس هل في القرآن شيء أفضل من شيء؟
- فذهب الإمام أبو الحسن الأشعري، والقاضي أبو بكر الباقلاني وابن حبان إلى المنع؛ لأن الجميع كلام الله، ولئلا يوهم التفضيل نقص المفضل عليه
وروي هذا القول عن مالك، قال يحيى بن يحيى: تفضيل بعض القرآن على بعض خطأ، ولذلك كره مالك أن تعاد سورة أو تردد دون غيرها.
- وقال ابن حبان في حديث أبي بن كعب "ما أنزل الله في التوراة ولا في الإنجيل مثل أم القرآن": إن الله لا يعطي لقارئ التوراة والإنجيل من الثواب مثل ما يعطي القارئ أم القرآن؛ إذ الله سبحانه وتعالى بفضله فضل هذه الأمة على غيرها من الأمم وأعطاها من الفضل على قراءة كلامه أكثر مما أعطى غيرها من الفضل على قراءة كلامه. قال: وقوله "أعظم سورة" أراد به الأجر، لا أن بعض القرآن أفضل من بعض.
- وذهب آخرون إلى التفضيل لظواهر الأحاديث، منهم إسحاق بن راهوية وأبو بكر بن العربي والغزالي.
- وقال القرطبي: إنه الحق ونقله عن جماعة من العلماء والمتكلمين.
- وقال الغزالي في جواهر القرآن: لعلك أن تقول قد أشرت إلى تفضيل بعض آيات القرآن على بعض، والكلام كلام الله، فكيف يفارق بعضها بعضا وكيف يكون بعضها أشرف من بعض، فاعلم أن نور البصيرة إن كان لا يرشدك إلى الفرق بين آية الكرسي وآية المداينات، وبين سورة الإخلاص وسورة تبت، وترتاع على اعتقاد الفرق نفسك الخوارة المستغرقة بالتقليد؛ فقلد صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم فهو الذي أنزل عليه القرآن وقال: يس قلب القرآن، وفاتحة الكتاب أفضل سور القرآن، وآية الكرسي سيده آي القرآن، وقل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن، والأخبار الواردة في فضائل القرآن وتخصيص بعض السور والآيات بالفضل وكثرة الثواب في تلاوتها لا تحصى. انتهى.
- وقال ابن الحصار: العجب ممن يذكر الاختلاف في ذلك مع النصوص الواردة بالتفضيل.
- وقال الشيخ عز الدين بن عبد السلام: كلام الله في الله أفضل من كلامه في غيره، و{قل هو الله أحد} أفضل من {تبت يدا أبي لهب}.
- وقال الخويي: كلام الله أبلغ ن كلام المخلوقين، وهل يجوز أن يقال بعض كلامه أبلغ من بعض الكلام؟ جوزه قوم لقصور نظرهم. وينبغي أن تعلم أن معنى قول القائل هذا الكلام أبلغ من هذا أن هذا في موضعه له حسن ولطف، وذاك في موضعه له حسن ولطف، وهذا الحسن في موضعه أكمل من ذاك في موضعه.
قال: فإن من قال: إن {قل هو الله أحد} أبلغ من {تبت يدا أبي لهب} يجعل المقابلة بين ذكر الله وذكر أبي لهب، وبين التوحيد والدعاء على الكافر، وذلك غير صحيح بل ينبغي أن يقال: {تبت يدا أبي لهب} دعاء عليه بالخسران فهل توجد عبارة للدعاء بالخسران أحسن من هذه؟! وكذلك في {قل هو الله أحد} لا توجد عبارة تدل على الوحدانية أبلغ منها، فالعالم إذا نظر إلى {تبت يدا أبي لهب} في باب الدعاء بالخسران ونظر إلى {قل هو الله أحد} في باب التوحيد لا يمكنه أن يقول أحدهما أبلغ من الآخر. انتهى.
- وقال غيره: اختلف القائلون بالتفضيل فقال بعضهم الفضل راجع إلى عظم الأجر، ومضاعفة الثواب بحسب انفعالات النفس، وخشيتها، وتدبرها، وتفكرها عند ورود أوصاف العلا.
- وقيل: بل يرجع لذات اللفظ، وأن ما تضمنه قوله تعالى: {وإلهكم إله واحد} الآية، وآية الكرسي، وآخر سورة الحشر، وسورة الإخلاص من الدلالات على وحدانيته وصفاته ليس موجودا مثلا في {تبت يدا أبي لهب}، وما كان مثلها فالتفضيل إنما هو بالمعاني العجيبة وكثرتها.
- وقال الحليمي، ونقله عنه البيهقي: معنى التفضيل يرجع إلى أشياء:
أحدها: أن يكون العمل بآية أولى من العمل بأخرى وأعود على الناس.
وعلى هذا يقال آيات الأمر والنهي والوعد والوعيد خبر من آيات القصص؛ لأنها إنما أريد بها تأكيد الأمر والنهي والإنذار والتبشير ولا غنى بالناس عن هذه الأمور، وقد يستغنون عن القصص فكان ما هو أعود عليهم وأنفع لهم مما يجري مجرى الأصول؛ خيرا لهم مما يجعل تبعا لما لا بد منه.
الثاني: أن يقال الآيات التي تشتمل على تعديد أسماء الله تعالى وبيان صفاته والدلالة على عظمته أفضل؛ بمعنى أن مخبراتها أسنى وأجل قدرا.
الثالث: أن يقال سورة خير من سورة، أو آية خير من آية؛ بمعنى أن القارئ يتعجل له بقراءتها فائدة سوى الثواب الآجل ويتأدى منه بتلاوتها عبادة كقراءة آية الكرسي والإخلاص والمعوذتين فإن قارئها يتعجل بقراءتها الاحتراز مما يخشى والاعتصام بالله، ويتأدى بتلاوتها عبادة الله لما فيها من ذكره سبحانه وتعالى بالصفات العلا على سبيل الاعتقاد لها، وسكون النفس إلى فضل ذلك بالذكر وبركته.
فأما آيات الحكم فلا يقع بنفس تلاوتها إقامة حكم وإنما يقع بها علم.
ثم لو قيل في الجملة إن: القرآن خير من التوراة والإنجيل والزبور؛ بمعنى أن التعبد بالتلاوة والعمل واقع به دونها والثواب بحسب قراءته، لا بقراءتها أو أنه من حيث الإعجاز حجة النبي المبعوث، وتلك الكتب لم تكن معجزة ولا كانت حجج أولئك الأنبياء بل كانت دعوتهم والحجج غيرها لكان ذلك أيضا نظير ما مضى.
وقد يقال: إن سورة أفضل من سورة لأن الله جعل قراءتها كقراءة أضعافها مما سواها، وأوجب بها من الثواب ما لم يوجب بغيرها، وإن كان المعنى الذي لأجله بلغ بها هذا المقدار لا يظهر لنا، كما يقال إن يوما أفضل من يوم وشهرا أفضل من شهر؛ بمعنى العبادة فيه تفضل على العبادة في غيره، والذنب فيه أعظم منه في غيره، وكما يقال إن الحرم أفضل من الحل؛ لأنه يتأدى فيه من المناسك ما لا يتأدى في غيره، والصلاة فيه تكون كصلاة مضاعفة مما تقام في غيره. انتهى كلام الحليمي.
- وقال ابن التين في حديث البخاري ((لأعلمنك سورة هي أعظم السور)): معناه أن ثوابها أعظم من غيرها.
- وقال غيره: إنما كانت أعظم السور لأنها جمعت جميع مقاصد القرآن؛ ولذلك سميت أم القرآن.
- وقال الحسن البصري إن الله أودع علوم الكتب السابقة في القرآن ثم أودع علوم القرآن الفاتحة فمن علم تفسيرها كان كمن علم تفسير جميع الكتب المنزلة. أخرجه البيهقي.
وبيان اشتمالها على علوم القرآن قرره الزمخشري باشتمالها على الثناء على الله تعالى بما هو أهله وعلى التعبد بالأمر والنهي وعلى الوعد والوعيد وآيات القرآن لا تخلو عن أحد هذه الأمور
- وقال الإمام فخر الدين: المقصود من القرآن كله تقرير أمور أربعة الإلهيات والمعاد والنبوات وإثبات القضاء والقدر لله تعالى فقوله: {الحمد لله رب العالمين} يدل على الإلهيات وقوله: {مالك يوم الدين} يدل على المعاد وقوله: {إياك نعبد وإياك نستعين} يدل على نفي الجبر وعلى إثبات أن الكل بقضاء الله وقدره وقوله: {اهدنا الصراط المستقيم} إلى آخر السورة يدل على إثبات قضاء الله وعلى النبوات، فلما كان المقصد الأعظم من القرآن هذه المطالب الأربعة وهذه السورة مشتملة عليها؛ سميت أم القرآن.
- وقال البيضاوي: هي مشتملة على الحكم النظرية، والأحكام العملية التي هي سلوك الطريق المستقيم والاطلاع على مراتب السعداء، ومنازل الأشقياء.
- وقال الطيبي: هي مشتملة على أربعة أنواع من العلوم التي هي مناط الدين:
أحدها: علم الأصول ومعاقده معرفة الله تعالى وصفاته، وإليها الإشارة بقوله: {الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم}، ومعرفة النبوة وهي المرادة بقوله: {أنعمت عليهم}، ومعرفة المعاد وهو المومئ إليه قوله: {مالك يوم الدين}.
وثانيها: علم الفروع وأسه العبادات، وهو المراد بقوله: {إياك نعبد}.
وثالثها: علم ما يحصل به الكمال، وهو علم الأخلاق، وأجله الوصول إلى الحضرة الصمدانية، والالتجاء إلى جناب الفردانية، والسلوك لطريقه والاستقامة فيها، وإليه الإشارة بقوله: {وإياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم}.
ورابعها: علم القصص والأخبار عن الأمم السالفة والقرون الخالية السعداء منهم والأشقياء وما يتصل بها من وعد محسنهم ووعيد مسيئهم وهو
المراد بقوله: {أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين}.
- وقال الغزالي: مقاصد القرآن سنة، ثلاثة مهمة، وثلاثة متمة:
الأولى: تعريف المدعو إليه كما أشير إليه بصدرها، وتعريف الصراط المستقيم وقد صرح به فيها، وتعريف الحال عند الرجوع إليه تعالى وهو الآخرة، كما أشير إليه بـ {مالك يوم الدين}.
والأخرى: تعريف أحوال المطيعين كما أشير إليه بقوله: {الذين أنعمت عليهم}، وحكاية أقوال الجاحدين وقد أشير إليها بـ {المغضوب عليهم ولا الضالين}، وتعريف منازل الطريق كما أشير إليه بقوله: {إياك نعبد وإياك نستعين}. انتهى.
ولا ينافي هذا وصفها في الحديث الآخر بكونها ثلثي القرآن؛ لأن بعضهم وجهه بأن دلالات القرآن الكريم إما أن تكون بالمطابقة أو بالتضمن أو بالالتزام، وهذه السورة تدل على جميع مقاصد القرآن بالتضمن والالتزام دون المطابقة والاثنان من الثلاثة ثلثان. ذكره الزركشي في شرح التنبيه وناصر الدين بن الميلق. قال: وأيضا الحقوق ثلاثة: حق الله على عباده، وحق العباد على الله، وحق بعض العباد على بعض، وقد اشتملت الفاتحة صريحا على الحقين الأولين فناسب كونها بصريحها ثلثين.
وحديث [قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين] شاهد لذلك.
- قلت: ولا تنافي أيضا بين كون الفاتحة أعظم السور، وبين الحديث الآخر أن البقرة أعظم السور؛ لأن المراد به ما عدا الفاتحة من السور التي فصلت فيها الأحكام، وضربت الأمثال وأقيمت الحجج؛ إذ لم تشتمل سورة على ما اشتملت عليه ولذلك سميت فسطاط القرآن.
- قال ابن العربي في أحكامه: سمعت بعض أشياخي يقول: فيها ألف أمر، وألف نهي، وألف حكم، وألف خبر، ولعظيم فقهها أقام ابن عمر ثماني سنين على تعليمها. أخرجه مالك في الموطأ.
- وقال ابن العربي أيضا: إنما صارت آية الكرسي أعظم الآيات لعظم مقتضاها؛ فإن الشيء إنما يشرف بشرف ذاته ومقتضاه وتعلقاته، وهي في آي القرآن كسورة الإخلاص في سورة إلا أن سورة الإخلاص تفضلها بوجهين:
أحدهما: أنها سورة، وهذه آية والسورة أعظم؛ لأنه وقع التحدي بها فهي أفضل من الآية التي لم يتحد بها.
والثاني: أن سورة الإخلاص اقتضت التوحيد في خمسة عشر حرفا، وآية الكرسي اقتضت التوحيد في خمسين حرفا، فظهرت القدرة في الإعجاز بوضع معنى معبر عنه بخمسين حرفا ثم يعبر عنه بخمسة عشر وذلك بيان لعظيم القدرة والانفراد بالوحدانية.
- وقال ابن المنير: اشتملت آية الكرسي على ما لم تشمل عليه آية من أسماء الله تعالى؛ وذلك أنها مشتملة على سبعة عشر موضعا فيها اسم الله تعالى ظاهرا في بعضها ومستكنا في بعض وهي: {الله}، {هو}، {الحي}، {القيوم}، ضمير {لا تأخذه}، و{له}، و{عنده}، و{بإذنه}، و{يعلم}، و{علمه}، و{شاء}، و{كرسيه}، و{يؤوده}، ضمير {حفظهما} المستتر الذي هو فاعل المصدر، {وهو}، {العلي}، {العظيم}.
وإن عددت الضمائر المتحملة في {الحي القيوم}، {العلي العظيم}، والضمير المقدر قبل {الحي} على أحد الأعاريب صارت اثنين وعشرين.
- وقال الغزالي: إنما كانت آية الكرسي سيدة الآيات؛ لأنها اشتملت على ذات الله وصفاته وأفعاله فقط، ليس فيها غير ذلك ومعرفة ذلك هي المقصد الأقصى في العلوم وما عداه تابع له.
* و"السيد" اسم للمتبوع المقدم فقوله: {الله} إشارة إلى الذات.
* {لا إله إلا هو}: إشارة إلى توحيد الذات.
* {الحي القيوم}: إشارة إلى صفة الذات وجلاله؛ فإن معنى {القيوم}: الذي يقوم بنفسه ويقوم به غيره، وذلك غاية الجلال والعظمة.
* {لا تأخذه سنة ولا نوم}: تنزيه وتقديس له عما يستحيل عليه من أوصاف الحوادث والتقديس عما يستحيل أحد أقسام المعرفة.
* {له ما في السموات وما في الأرض}: إشارة إلى الأفعال كلها وإن جميعها منه وإليه.
* {من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه}: إشارة إلى انفراده بالملك والحكم والأمر، وأن من يملك الشفاعة إنما يملكها بتشريفه إياه والإذن فيها وهذا نفي الشركة عنه في الحكم والأمر.
* {يعلم ما بين أيديهم} إلى قوله {شاء}: إشارة إلى صفة العلم وتفضيل بعض المعلومات والانفراد بالعلم، حتى لا علم لغيره إلا ما أعطاه ووهبه على قدر مشيئته وإرادته.
* {وسع كرسيه السموات والأرض}: إشارة إلى عظمة ملكه وكمال قدرته.
* {ولا يؤده حفظهما}: إشارة إلى صفة القدرة وكمالها، وتنزيهها عن الضعف والنقصان.
* {وهو العلي العظيم}: إشارة إلى أصلين عظيمين في الصفات.
فإذا تأملت هذه المعاني ثم تلوت جميع آي القرآن لم تجد جملتها مجموعة في آية واحدة؛ فإن {شهد الله} فيها إلا التوحيد، وسورة الإخلاص ليس فيها إلا التوحيد والتقديس، و{قل اللهم مالك الملك} ليس فيها إلا الأفعال، والفاتحة فيها الثلاثة لكن غير مشروحة بل مرموزة، والثلاثة مجموعة مشروحة في آية الكرسي.
والذي يقرب منها في جمعها آخر الحشر، وأول الحديد، ولكنها آيات لا آية واحدة؛ فإذا قابلت آية الكرسي بإحدى تلك الآيات وجدتها أجمع للمقاصد فلذلك استحقت السيادة على الآي كيف وفيها {الحي القيوم}، وهو الاسم الأعظم، كما ورد به الخبر. انتهى كلام الغزالي.
ثم قال: إنما صلى الله عليه وسلم قال في الفاتحة أفضل، وفي آية الكرسي سيدة لسر؛ وهو أن الجامع بين فنون الفضل وأنواعها الكثيرة يسمى أفضل، فإن الفضل هو الزيادة، والأفضل هو الأزيد، وأما السؤدد فهو رسوخ معنى الشرف الذي يقتضي الاستتباع ويأبى التبعية والفاتحة تتضمن التنبيه على معان كثيرة ومعارف مختلفة، فكانت أفضل وآية الكرسي تشتمل على المعرفة العظمى، التي هي المقصودة المتبوعة التي يتبعها سائر المعارف؛ فكان اسم "السيد" بها أليق. انتهى.
ثم قال في حديث ((قلب القرآن يس)): إن ذلك لأن الإيمان صحته بالاعتراف بالحشر والنشر، وهو مقرر في هذه السورة بأبلغ وجه، فجعلت قلب القرآن لذلك. واستحسنه الإمام فخر الدين.
- وقال النسفي: يمكن أن يقال إن هذه السورة ليس فيها إلا تقرير الأصول الثلاثة: الوحدانية، والرسالة، والحشر، وهو القدر الذي يتعلق بالقلب والجنان، وأما الذي باللسان وبالأركان ففي غير هذه السورة، فلما كان فيها أعمال القلب لا غير سماها قلبا؛ ولهذا أمر بقراءتها عند المحتضر لأن في ذلك الوقت يكون اللسان ضعيف القوة، والأعضاء ساقطة لكن القلب قد أقبل على الله تعالى، ورجع عما سواه؛ فيقرأ عنده ما يزداد به قوة في قلبه ويشتد تصديقه بالأصول الثلاثة. انتهى.
واختلف الناس في معنى كون سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن:
= فقيل: كأنه صلى الله عليه وسلم سمع شخصا يكررها تكرار من "يقرأ ثلث القرآن" فخرج الجواب على هذا.
وفيه بعد عن ظاهر الحديث وسائر طرق الحديث ترده.
= وقيل: لأن القرآن يشتمل على قصص وشرائع وصفات، وسورة الإخلاص كلها صفات؛ فكانت ثلثا بهذا الاعتبار.
= وقال الغزالي في الجواهر: معارف القرآن المهمة ثلاثة: معرفة التوحيد، والصراط المستقيم، والآخرة ، وهي مشتملة على الأول فكانت ثلثا.
وقال أيضا فيما نقله عنه الرازي: القرآن مشتمل على البراهين القاطعة على وجود الله تعالى ووحدانيته وصفاته؛ إما صفات الحقيقة، وإما صفات الفعل، وإما صفات الحكم.. فهذه ثلاثة أمور وهذه السورة تشتمل على صفات الحقيقة فهي ثلث.
= وقال الخويي: المطالب التي في القرآن معظمها الأصول الثلاثة التي بها يصح الإسلام ويحصل الإيمان؛ وهي معرفة الله والاعتراف بصدق رسوله واعتقاد القيام بين يدي الله تعالى؛ فإن من عرف أن الله واحد، وأن النبي صلى الله عليه وسلم صادق، وأن الدين واقع صار مؤمنا حقا ومن أنكر شيئا منها كفر قطعا، وهذه السورة تفيد الأصل الأول فهي ثلث القرآن من هذا الوجه.
= وقال غيره: القرآن قسمان: خبر وإنشاء، والخبر قسمان: خبر عن الخالق، وخبر عن المخلوق؛ فهذه ثلاثة أثلاث وسورة الإخلاص أخلصت الخبر عن الخالق فهي بهذا الاعتبار ثلث، وقيل تعدل في الثواب، وهو الذي يشهد له ظاهر الحديث والأحاديث الواردة في سورة الزلزلة والنصر والكافرين. لكن ضعف ابن عقيل ذلك، وقال: لا يجوز أن يكون المعنى فله أجر ثلث القرآن، لقوله ((من قرأ القرآن فله بكل حرف عشر حسنات)).
= قال ابن عبد البر: السكوت في هذه المسألة أفضل من الكلام فيها وأسلم. ثم أسند إلى إسحاق بن منصور: قلت لأحمد بن حنبل: قوله: {قل هو الله أحد} تعدل ثلث القرآن ما وجهه؟ فلم يقل لي فيها على أمر، وقال لي إسحاق بن راهويه معناه أن: الله لما فضل كلامه على سائر الكلام، جعل لبعضه أيضا فضلا في الثواب، لمن قرأه تحريضا على تعليمه، لا أن من قرأ {قل هو الله أحد} ثلاث مرات كان كمن قرأ القرآن جميعه! هذا لا يستقيم، ولو قرأها مائتي مرة.
قال ابن عبد البر: فهذان إمامان بالسنة ما قاما ولا قعدا في هذه المسألة.
= وقال ابن الميلق في حديث إن الزلزلة نصف القرآن: لأن أحكام القرآن تنقسم إلى أحكام الدنيا وأحكام الآخرة، وهذه السورة تشتمل على أحكام
الآخرة كلها إجمالا، وزادت على القارعة بإخراج الأثقال وتحديث الأخبار.
وأما تسميتها في الحديث الآخر "ربعا" فلأن الإيمان بالبعث ربع الإيمان في الحديث الذي رواه الترمذي: ((لا يؤمن عبد حتى يؤمن بأربع: يشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله بعثني بالحق، ويؤمن بالموت، ويؤمن بالبعث بعد الموت، ويؤمن بالقدر)) فاقتضى هذا الحديث أن الإيمان بالبعث الذي قررته هذه السورة ربع الإيمان الكامل الذي دعا إليه القرآن.
وقال أيضا في سر كون {ألهاكم} تعدل ألف آية: إن القرآن ستة آلاف آية ومائتا آية وكسر، فإذا تركنا الكسر كان الألف سدس القرآن، وهذه السورة تشتمل على سدس مقاصد القرآن؛ فإنها فيما ذكره الغزالي ستة: ثلاث مهمة، وثلاث متمة.. وتقدمت، وأحدها: معرفة الآخرة المشتمل عليه السورة، والتعبير عن هذا المعنى بألف آية أفخم وأجل وأضخم من التعبير بالسدس.
وقال أيضا في سر كون سورة الكافرين ربعا وسورة الإخلاص ثلثا مع أن كلا منهما يسمى الإخلاص أن سورة الإخلاص اشتملت من صفات الله على ما لم تشتمل عليه الكافرون.
وأيضا فالتوحيد إثبات إلهية المعبود، وتقديسه، ونفي إلهية ما سواه، وقد صرحت الإخلاص بالإثبات والتقديس ولوحت إلى نفي عبادة غيره، والكافرون صرحت بالنفي ولوحت بالإثبات والتقديس؛ فكان بين الرتبتين من التصريحين والتلويحين ما بين الثلث والربع. انتهى.
تذنيب
ذكر كثيرون في أثر أن الله جمع علوم الأولين والآخرين في الكتب الأربعة وعلومها في القرآن وعلومه في الفاتحة فزادوا علوم الفاتحة في البسملة وعلوم البسملة في بائها، ووجه بأن المقصود من كل العلوم وصول العبد إلى الرب وهذه الباء باء الإلصاق فهي تلصق العبد بجناب الرب وذلك كمال المقصود. ذكره الإمام الرازي وابن النقيب في تفسيرهما). [الإتقان في علوم القرآن: 6/2139-2158]
قال النووي :
قوله " ومن قرأ بأم الكتاب أجزأت عنه ، ومن زاد فهو أفضل " : فيه دليل لوجوب الفاتحة ، وأنه لا يجزى غيرها .
وفيه استحباب السورة بعدها ، وهذا مجمع عليه في الصبح والجمعة والأولييْن من كل الصلوات وهو سنة عند جميع العلماء ، وحكى القاضي عياض رحمه الله تعالى عن بعض أصحاب مالك وجوب السورة وهو شاذ مردود .
وأما السورة في الثالثة والرابعة فاختلف العلماء هل تستحب أم لا وكره ذلك مالك رحمه الله تعالى واستحبه الشافعي رضي الله عنه في قوله الجديد دون القديم والقديم هنا أصح .
" شرح مسلم " ( 4 / 105 ، 106 ) .
والأصل في هذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم ; فإن أبا قتادة روى { , أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الركعتين الأوليين من الظهر بفاتحة الكتاب وسورتين , يطول في الأولى , ويقصر في
الثانية , ويسمع الآية أحيانا , وكان يقرأ في الركعتين الأوليين من العصر بفاتحة الكتاب وسورتين , يطول في الأولى , ويقصر في الثانية , وكان يطول في الأولى من صلاة الصبح , ويقصر في الثانية } .
وفي رواية : في الظهر كان يقرأ في الركعتين الأخريين بأم الكتاب . متفق عليه وروى أبو برزة ,
{ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الصبح من الستين إلى المائة . وقد اشتهرت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم للسورة مع الفاتحة في صلاة الجهر , ونقل نقلا متواترا , وأمر به معاذا ,
فقال : اقرأ بالشمس وضحاها , وبسبح اسم ربك الأعلى , والليل إذا يغشى } متفق عليه.)
( ولا خلاف في استحباب قراءة السورة مع الفاتحة في صلاة الصبح والجمعة والأوليين من كل الصلوات ,
قال النووي : إن ذلك سنة عند جميع العلماء وحكى القاضي عياض عن بعض أصحاب مالك وجوب السورة .
قال النووي وهو شاذ مردود . وأما السورة في الركعة الثالثة والرابعة فكره ذلك مالك واستحبه الشافعي في قوله الجديد دون القديم .
وقد ذهب إلى إيجاب قرآن مع الفاتحة عمر وابنه عبد الله وعثمان بن أبي العاص والهادي والقاسم والمؤيد بالله كذا في البحر وقدره الهادي بثلاث آيات ,
وفي كتاب المجموع للنووي:
(قال الشافعي والأصحاب : يستحب أن يقرأ الإمام والمنفرد بعد الفاتحة شيئا من القرآن في الصبح وفي الأوليين من سائر الصلوات , ويحصل أصل الاستحباب بقراءة شيء من القرآن , ولكن سورة كاملة
أفضل , حتى أن سورة قصيرة أفضل من قدرها من طويلة ; لأنه إذا قرأ بعض سورة فقد يقف في غير موضع الوقف , وهو انقطاع الكلام المرتبط , وقد يخفى ذلك .
قالوا : ويستحب أن يقرأ في الصبح بطوال المفصل , ( كالحجرات ) ( والواقعة ) وفي الظهر بقريب من ذلك , وفي العصر والعشاء بأوساطه , وفي المغرب بقصاره , فإن خالف وقرأ بأطول أو أقصر من ذلك جاز).
وجاء في الموسوعة الفقهية الكويتية:
(ذهب الجمهور: المالكية، والشافعية، والحنابلة : إلى أنه تسن القراءة في النفل والوتر . والقراءة المرادة هنا هي ضم سورة إلى الفاتحة , ومن السنة تخفيف القراءة في سنة الفجر , لما روي { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ فيها سورة الكافرون والإخلاص , وأطال القراءة في صلاة الفجر } . ولحديث عائشة – رضي الله عنها – قالت : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي ركعتي الفجر مخففة حتى أني لأقول : هل قرأ فيهما بأم القرآن؟}.
ويستحب الإسرار بالقراءة إذا كانت النافلة نهارا اعتبارا بصلاة النهار , ويتخير بين الجهر والإسرار في الصلاة الليلية إذا كان منفردا , والجهر أفضل بشرط أن لا يشوش على غيره , أما إذا كانت النافلة أو
الوتر تؤدى جماعة فيجهر بها الإمام ليسمع من خلفه , ويتوسط المنفرد بالجهر . وذهب الحنفية : إلى أن القراءة واجبة في جميع ركعات النفل والوتر ; لأن كل شفع منه يعتبر صلاة على حدة , والقيام
إلى الثالثة كتحريمة مبتدأة . وأما الوتر فللاحتياط.)
Surah dan Ayat Quran yang Sunnah Dibaca pada Waktu Tertentu
● السور والآيات المستحب تلاوتها في أوقات وأحوال معينة ●" سورة الفاتحة "
حديث أبو سعيد الخدري رضي الله عنه:{ فرقاه رجل منهم بأم الكتاب...}
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : ( حدثنا هشيم، أخبرنا أبو بشر، عن أبي المتوكل الناجي، عن أبي سعيد الخدري، أن نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مروا بحي من أحياء العرب، فلدغ رجل منهم، فقالوا: هل فيكم من راق؟ , فرقاه رجل منهم بأم الكتاب، فأعطي قطيعا من غنم، فأبى أن يقبله، فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكروا ذلك له، فقال: (( من أخذ برقية باطل، لقد أخذت برقية حق. خذوا، واضربوا لي معكم بسهم)) ). [فضائل القرآن : 2/220](م)
كلام النووى: {وجماهير العلماء تتعين قراءة الفاتحة في كل ركعة...}
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): ([فصل] في أحكام نفيسة تتعلق بالقراءة في الصلاة أبالغ في اختصارها فإنها مشهورة في كتب الفقه
منها أنه يجب القراءة في الصلاة المفروضة بإجماع العلماء ثم قال مالك والشافعي وأحمد وجماهير العلماء تتعين قراءة الفاتحة في كل ركعة وقال أبو حنيفة وجماعة لا تتعين الفاتحة أبدا قال ولا تجب قراءة الفاتحة في الركعتين الأخيرتين والصواب الأول فقد تظاهرت عليها الأدلة من السنة ويكفي من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: ((ولا تجزئ صلاة لا يقرأ فيها بأم القرآن)).
وأجمعوا على استحباب قراءة السورة بعد الفاتحة في ركعتي الصبح والأولتين من باقي الصلوات واختلفوا في استحبابها في الثالثة والرابعة وللشافعي فيها قولان الجديد أنها تستحب والقديم أنها لا تستحب.
قال أصحابنا وإذا قلنا إنها تستحب فلا خلاف أنه يستحب أن يكون أقل من القراءة في الأولتين قالوا وتكون القراءة في الثالثة والرابعة سواء.
وهل تطول الأولى على الثانية فيها وجهان أصحهما عند جمهور أصحابنا أنها لا تطول.
والثاني وهو الصحيح عند المحققين أنها تطول وهو المختار للحديث الصحيح: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يطول في الأولى ما لا يطول في الثانية؛ وفائدته أن يدرك المتأخر الركعة الأولى والله أعلم.
قال الشافعي رحمه الله: وإذا أدرك المسبوق مع الإمام الركعتين الأخيرتين من الظهر وغيرها ثم قام إلى الإتيان بما بقي عليه استحب أن يقرأ السورة، قال الجماهير من أصحابنا هذا على القولين وقال بعضهم هذا على قوله يقرأ السورة في الأخيرتين أما على الآخر فلا والصواب الأول لئلا تخلو صلاته من سورة والله أعلم هذا حكم الإمام المنفرد.
فأما المأموم فإن كانت صلاته سرية وجبت عليه الفاتحة واستحب له السورة وإن كانت جهرية فإن كان يسمع قراءة الإمام كره له قراءة السورة، وفي وجوب الفاتحة قولان: أصحهما تجب والثاني لا تجب
وإن كان لا يسمع القراءة فالصحيح وجوب الفاتحة واستحباب السورة وقيل تجب ولا تستحب السورة والله أعلم.
وتجب قراءة الفاتحة في الركعة الأولى من صلاة الجنازة وأما قراءة الفاتحة في صلاة النافلة فلا بد منها.
واختلف أصحابنا في تسميتها فيها فقال القفال تسمى واجبة * وقال صاحبه القاضي حسين تسمى شرطا وقال غيرهما تسمى ركنا وهو الأظهر والله أعلم.
والعاجز عن الفاتحة في هذا كله يأتي ببدلها فيقرأ بقدرها من غيرها من القرآن فإن لم يحسن أتى بقدرها من الأذكار كالتسبيح والتهليل ونحوهما فإن لم يحسن شيئا وقف بقدر القراءة والله أعلم.). [التبيان في آداب حملة القرآن:123- 126](م)
كلام النووى: {يستحب أن يقرأ عند المريض بالفاتحة لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح فيها: ((وما أدراك أنها رقية))...}
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): ([فصل] فيما يقرأ عند المريض
يستحب أن يقرأ عند المريض بالفاتحة لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح فيها: ((وما أدراك أنها رقية)).
ويستحب أن يقرأ عنده {قل هو الله أحد} و {قل أعوذ برب الفلق} و {قل أعوذ برب الناس}، مع النفث في اليدين فقد ثبت في الصحيحين من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تقدم بيانه في فصل النفث في آخر الباب الذي قبل هذا.
وعن طلحة بن مطرف قال: كان المريض إذا قرئ عنده القرآن وجد لذلك خفة فدخلت على خيمته وهو مريض فقلت إني أراك اليوم صالحا فقال إني قرئ عندي القرآن.
وروى الخطيب أبو بكر البغدادي رحمه الله بإسناده: أن الرمادي رضي الله عنه كان إذا اشتكى شيئا، قال: هاتوا أصحاب الحديث، فإذا حضروا، قال: اقرؤوا علي الحديث. فهذا في الحديث فالقرآن أولى.). [التبيان في آداب حملة القرآن:183- 184](م)
" سورة البقرة "
حديث أبى هريرة: {...فإن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة}
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ): ( حدثنا يحيى بن بكير، عن يعقوب بن عبد الرحمن القاري، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صلوا في بيوتكم ولا تجعلوها قبورا، وزينوا أصواتكم بالقرآن، فإن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة )).). [فضائل القرآن:](م) ؟؟؟؟ زهراوان
أثر أسيد بن حضير: {قرأت الليلة بسورة البقرة...}
قالَ أحمدُ بنُ شُعيبٍ النَّسَائِيُّ (ت:303هـ): ( أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم , عن شعيب قال: أنا الليث , قال: أنا خالد , عن ابن أبي هلال , عن يزيد بن عبد الله بن أسامة, عن عبد الله بن خباب, عن أبي سعيد الخدري, عن أسيد بن حضير , وكان من أحسن الناس صوتا بالقرآن, قال:قرأت الليلة بسورة البقرة , وفرس لي مربوط , ويحيى ابني مضطجع قريبا مني وهو غلام , فجالت جولة, فقمت ليس لي هم إلا يحيى ابني , فسكنت الفرس , ثم قرأت فجالت الفرس, فقمت ليس لي ب هم إلا ابني , ثم قرأت فجالت الفرس فرفعت رأسي , فإذا بشيء كهيئة الظلة في مثل المصابيح مقبل من السماء , فهالني فسكنت , فلما أصبحت غدوت إلى رسول الله فأخبرته , فقال: ((اقرأ, يا أبا يحيى))، قلت: قد قرأت يا رسول الله, فجالت الفرس وليس لي هم إلا ابني، فقال: ((اقرأ, يا ابن حضير))، قال: قد قرأت , فرفعت رأسي فإذا كهيئة الظلة فيها مصابيح فهالني، فقال: ((ذلك الملائكة دنوا لصوتك, ولو قرأت حتى تصبح لأصبح الناس ينظرون إليهم)).). [فضائل القرآن للنَّسائي: ](م) ؟؟؟؟ زهراوان
حديث أبى أمامة : {((اقرؤوا الزهراوين: البقرة وآل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان...}
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (وروى أبو أمامة عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال: ((اقرؤوا الزهراوين: البقرة وآل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان أو فرقان من طير صواف اقرؤوا البقرة فان أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة)).
والمراد بالزهراوين: المنيرتين يقال لكل منير: زاهر، والغياية: كل شيء أظل الإنسان فوق رأسه مثل السحابة والغبرة، يقال: غايا القوم فوق رأس فلان بالسيف كأنهم أظلوه به.
قال لبيد:
فتدليت عليه قافلا = وعلى الأرض غيايات الطفل
ومعنى فرقان: قطعتان.
والفرق: القطعة من الشيء قال عز وجل: {فكان كل فرق كالطود العظيم}[الشعراء:63]
والصواف: المصطفة المتضامة لنظل قارئها.
والبطلة: السحرة). [زاد المسير:1/19] (م)؟؟؟للآداب
أثر بن مسعود: {ما من بيتٍ تقرأ فيه سورة البقرة إلّا خرج منه الشّيطان وله ضراطٌ...}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَبْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (وروى الدّارميّ في مسنده، عن ابن مسعودٍ قال: ما من بيتٍ تقرأ فيه سورة البقرة إلّا خرج منه الشّيطان وله ضراطٌ.
وقال: إنّ لكلّ شيءٍ سنامًا، وإنّ سنام القرآن سورة البقرة، وإنّ لكلّ شيءٍ لبابًا، وإنّ لباب القرآن المفصّل.
وروى -أيضًا- من طريق الشّعبيّ، قال: قال عبد اللّه بن مسعودٍ: من قرأ عشر آياتٍ من سورة البقرة في ليلةٍ لم يدخل ذلك البيت شيطانٌ تلك اللّيلة، أربعٌ من أوّلها وآية الكرسيّ وآيتان بعدها وثلاث آياتٍ من آخرها. وفي روايةٍ: لم يقربه ولا أهله يومئذٍ شيطانٌ ولا شيءٌ يكرهه، ولايقرآن على مجنونٍ إلّا أفاق). [تفسير القرآن العظيم:1/150] (م)
حديث أبى هريرة: {وزينوا أصواتكم بالقرآن فإن الشيطان ينفر من البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة)...}
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وأخرج أبو عبيد والنسائي، وَابن الضريس ومحمد بن نصر في كتاب الصلاة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صلوا في بيوتكم ولا تجعلوها قبورا وزينوا أصواتكم بالقرآن فإن الشيطان ينفر من البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة)).). [الدر المنثور:1/105](م)
"سورة يس"
كلام النووى: {قال العلماء من أصحابنا وغيرهم: يستحب أن تقرأ عنده يس...}
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ):([فصل] فيما يقرأ عند الميت
قال العلماء من أصحابنا وغيرهم: يستحب أن تقرأ عنده يس؛ لحديث معقل بن يسار رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((اقرؤوا يس على موتاكم)). رواه أبو داود والنسائي في عمل اليوم والليلة وابن ماجه بإسناد ضعيف.
وروى مجالد عن الشعبي قال: (كانت الأنصار إذا حضروا عند الميت قرؤوا سورة البقرة). ومجالد ضعيف والله أعلم.).[التبيان في آداب حملة القرآن: 185]
" سور الحواميم "
*حديث إسحاق بن عبدالله بن أبي فروة:{بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن لكل شجر ثمرا، وإن ثمر القرآن ذوات {حم} هن روضات مخصبات، معشبات متجاورات...}
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ (ت:294 هـ): (أخبرنا يزيد بن عبد العزيز، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن إسماعيل بن رافع، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة قال: بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن لكل شجر ثمرا، وإن ثمر القرآن ذوات {حم} هن روضات مخصبات، معشبات متجاورات، فمن أحب أن يرتع في رياض الجنة فليقرأ الحواميم، ومن قرأ سورة الدخان في ليلة الجمعة أصبح مغفورا له، ومن قرأ {الم تنزيل} السجدة، و{تبارك الذي بيده الملك} في يوم وليلة، فكأنما وافق ليلة القدر ومن قرأ {إذا زلزلت الأرض زلزالها} فكأنما قرأ ربع القرآن، ومن قرأ {قل يا أيها الكافرون} فكأنما قرأ ربع القرآن، ومن {قرأ قل هو الله أحد} عشر مرات، بنى له قصرا في الجنة))، فقال أبو بكر الصديق: إذا نستكثر من القصور، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الله أكثر وأطيب، ومن {قرأ قل أعوذ برب الناس} و {قل أعوذ برب الفلق} لم يبق شيء من الشر إلا قال: أي رب، أعذه من شري، ومن قرأ بأم القرآن، فكأنما قرأ ربع القرآن، ومن قرأ {ألهاكم التكاثر} فكأنما قرأ ألف آية)).) [فضائل القران]م2 ****الأداب؟؟؟
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ (ت:294 هـ): (أخبرنا يزيد بن عبد العزيز، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن إسماعيل بن رافع، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة قال: بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن لكل شجر ثمرا، وإن ثمر القرآن ذوات حم هن روضات مخصبات، معشبات متجاورات، فمن أحب أن يرتع في رياض الجنة فليقرأ الحواميم، ومن قرأ سورة الدخان في ليلة الجمعة أصبح مغفورا له، ومن قرأ {الم تنزيل السجدة}، و{تبارك الذي بيده الملك} في يوم وليلة، فكأنما وافق ليلة القدر ومن قرأ {إذا زلزلت الأرض زلزالها} فكأنما قرأ ربع القرآن، ومن قرأ قل يا أيها الكافرون فكأنما قرأ ربع القرآن، ومن قرأ {قل هو الله أحد} عشر مرات، بنى له قصرا في الجنة)) فقال أبو بكر الصديق: إذا نستكثر من القصور، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الله أكثر وأطيب، ومن قرأ {قل أعوذ برب الناس} و {قل أعوذ برب الفلق} لم يبق شيء من الشر إلا قال: أي رب، أعذه من شري، ومن قرأ بأم القرآن، فكأنما قرأ ربع القرآن، ومن قرأ {ألهاكم التكاثر} فكأنما قرأ ألف آية)).) [فضائل القران:م3]؟؟؟؟؟للآداب
*حديث أبي برزة الأسلميّ رضي الله عنه: {((من أحبّ أن يرتع في رياض الجنّة فليقرأ بالحواميم في صلاة اللّيل))}
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (أخبرنا سعيد بن محمّد بن أحمد بن جعفرٍ المطّوعيّ، أنا أبو عليّ بن أحمد الفقيه، نا محمّد بن القاسم بن زكريّا المحاربيّ، نا عبد الرّحمن بن سرّاجٍ الكنديّ، نا محمّد بن مروان السّدّيّ، حدّثني إسماعيل بن رافعٍ، عن أبي إسحاق، عن أبي برزة الأسلميّ، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: ((من أحبّ أن يرتع في رياض الجنّة فليقرأ بالحواميم في صلاة اللّيل)).) [الوسيط:4/3] (م) جمع
" سور المسبحات "
حديث أبى تميم : {فقال أبي بن كعب : " فلعلها {سبح اسم ربك الأعلى}"...}
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ) : ( حدثنا ابن أبي مريم، عن ابن لهيعة، عن عبد الله بن هبيرة السبائي، عن أبي تميم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إني نسيت أفضل المسبحات)) .
فقال أبي بن كعب : " فلعلها {سبح اسم ربك الأعلى}" .
قال: ((نعم)) ). [فضائل القرآن:]
**لجمع القرآن
حديث خالد بن معدان : {كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ المسبحات، ويقول: (( إن فيها آية كألف آية))}
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ) : (حدثنا عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح بن حدير بن سعيد الكلاعي، عن خالد بن معدان، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ المسبحات، ويقول: (( إن فيها آية كألف آية)) ). [فضائل القرآن:](م) جمع
حديث عرباض بن سارية رضي الله عنه : {أنّ النّبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ المسبّحات قبل أن يرقد , ويقول: (( إنّ فيهنّ آيةً خيرٌ من ألف آيةٍ))}
قالَ محمدُ بنُ عيسى بنِ سَورةَ الترمذيُّ (ت:279هـ): (حدّثنا علي بن حجرٍ أخبرنا بقيّة بن الوليد عن بحير بن سعدٍ عن خالد بن معدان عن عبد اللّه بن أبي بلالٍ عن عرباض بن سارية أنّه حدّثه : أنّ النّبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ المسبّحات قبل أن يرقد , ويقول: (( إنّ فيهنّ آيةً خيرٌ من ألف آيةٍ)) .
قال أبو عيسى: هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ). [سنن الترمذي: 5/181](م) جمع
حديث يحيى بن أبي كثير: {كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ المسبحات، وكان يقول: ((إن فيهن آية هي أفضل من ألف آية))}
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ (ت:294 هـ): (أخبرنا علي بن الحسن قال: حدثنا عامر بن يساف، عن يحيى بن أبي كثير قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ المسبحات، وكان يقول: ((إن فيهن آية هي أفضل من ألف آية))
قال يحيى: فنراها الآية إلى آخر سورة الحشر). [فضائل القران](م) جمع
حديث العرباض بن سارية: {أن النبي كان يقرأ المسبحات قبل أن يرقد , ويقول: (( إن فيهن آية أفضل من ألف آية))}
قالَ أحمدُ بنُ شُعيبٍ النَّسَائِيُّ (ت:303هـ): (أخبرنا علي بن حجر قال: ثنا بقية بن الوليد , عن بجير بن سعد , عن خالد بن معدان , عن عبد الله بن أبي بلال, عن العرباض بن سارية : أن النبي كان يقرأ المسبحات قبل أن يرقد , ويقول: (( إن فيهن آية أفضل من ألف آية)) ). [فضائل القرآن للنَّسائي: ](م)
*حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه:{أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يقرأ بالمسبّحات قبل أن يرقد ويقول: ((إن فيهن آية أفضل من ألف آية)).}
قالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّعْلَبيُّ (ت: 427هـ): (أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ، حدّثنا أبو محمد عبد الله بن محمد الحافظ أخبرنا أبو بكر بن أبي عاصم النبيل، حدّثنا الحوصي، حدّثنا بقية، عن يحيى بن سعيد، عن خالد بن معدان عن أبي بلال عن العرباض بن سارية: أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يقرأ بالمسبّحات قبل أن يرقد ويقول: ((إن فيهن آية أفضل من ألف آية)).
قال يعني بالمسبحات: الحديد والحشر والصف والجمعة والتغابن). [الكشف والبيان:9/226](م) جمع
حديث العرباض بن سارية: { أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ المسبحات قبل أن يرقد ويقول: ((إن فيهن آية أفضل من ألف آية))}
****قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (وعن النسائي بالإسناد المتقدم، أخبرنا علي بن حجر، أنا بقية بن الوليد عن بجير بن سعد عن خالد بن معدان عن عبد الله بن أبي بلال عن العرباض بن سارية، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ المسبحات قبل أن يرقد ويقول: ((إن فيهن آية أفضل من ألف آية)). وفي رواية أبي عبيد: حتى يقرأ المسبحات ويقول: ((إن فيها آية كألف آية)) ). [جمال القراء : 1/69 - 70 ](م) جمع
*حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه:{كان يقرأ المسبّحات قبل أن يرقد وقال: ((إنّ فيهنّ آيةً أفضل من ألف آيةٍ))...}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (قال الإمام أحمد: حدّثنا يزيد بن عبد ربّه، حدّثنا بقيّة بن الوليد، حدّثني بحير بن سعدٍ، عن خالد بن معدان، عن بن أبي بلالٍ، عن عرباض بن سارية، أنّه حدّثهم أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان يقرأ المسبّحات قبل أن يرقد وقال: ((إنّ فيهنّ آيةً أفضل من ألف آيةٍ)).
وهكذا رواه أبو داود، والتّرمذيّ، والنّسائيّ، من طرقٍ عن بقيّة، به وقال التّرمذيّ: حسنٌ غريبٌ.
ورواه النّسائيّ عن ابن أبي السّرح، عن ابن وهبٍ، عن معاوية بن صالحٍ، عن بحير بن سعدٍ، عن خالد بن معدان قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم = فذكره مرسلا لم يذكر عبد اللّه بن أبي بلالٍ، ولا العرباض بن سارية،
والآية المشار إليها في الحديث هي-واللّه أعلم-قوله: {هو الأوّل والآخر والظّاهر والباطن وهو بكلّ شيءٍ عليمٌ} كما سيأتي بيانه إن شاء اللّه وبه الثّقة). [تفسير القرآن: العظيم8/5](م) جمع
*حديث يحيى بن أبي كثير: {كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ المسبحات وكان يقول:((إن فيهن آية هي أفضل من ألف آية))...}
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وأخرج ابن الضريس عن يحيى بن أبي كثير قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ المسبحات وكان يقول: ((إن فيهن آية هي أفضل من ألف آية)).
قال يحيى: فنراها الآية التي في آخر الحشر). [الدر المنثور:14/256](م)
*حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه: {كان يقرأ المسبّحات قبل أن يرقد وقال:((إنّ فيهنّ آيةً أفضل من ألف آيةٍ)).}
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وأخرج أحمد، والتّرمذيّ وحسّنه، والنّسائيّ وابن مردويه، والبيهقيّ في الشّعب، عن العرباض بن سارية: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان يقرأ المسبّحات قبل أن يرقد وقال: ((إنّ فيهنّ آيةً أفضل من ألف آيةٍ)). وفي إسناده بقيّة بن الوليد، وفيه مقالٌ معروفٌ.
وقد أخرجه النّسائيّ عن خالد بن معدان قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، ولم يذكر العرباض بن سارية، فهو مرسلٌ). [فتح القدير:5/219](م)
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وأخرج ابن الضّريس عن يحيى ابن أبي كثيرٍ قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لا ينام حتّى يقرأ المسبّحات، وكان يقول: ((إنّ فيهنّ آيةً أفضل من ألف آيةٍ)).
قال يحيى: فنراها الآية الّتي في آخر الحشر.
وقال ابن كثيرٍ في تفسيره: والآية المشار إليها واللّه أعلم هي قوله: {هو الأوّل والآخر والظّاهر والباطن} الآية.
والمسبّحات المذكورة هي: الحديد، والحشر، والصّفّ، والجمعة، والتغابن). [فتح القدير:5/219](م)
*حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه:{كان يقرأ بالمسبّحات قبل أن يرقد ويقول:((إنّ فيهنّ آيةً أفضل من ألف آيةٍ))...}
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وورد في فضلها* مع غيرها من السّور المفتتحة بالتّسبيح ما رواه أبو داود والتّرمذيّ والنّسائيّ عن العرباض بن سارية أنّ النّبي صلّى الله عليه وسلّم كان يقرأ بالمسبّحات قبل أن يرقد ويقول: ((إنّ فيهنّ آيةً أفضل من ألف آيةٍ)).
وقال التّرمذيّ: حديثٌ حسنٌ غريبٌ.
وظنّ ابن كثيرٍ أنّ الآية المشار إليها في حديث العرباض هي قوله تعالى: {هو الأوّل والآخر والظّاهر والباطن وهو بكلّ شيءٍ عليمٌ} [الحديد:3] لما ورد في الآثار من كثرة ذكر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إيّاها). [التحرير والتنوير:27/355]
حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه:{كان يقرأ بالمسبّحات قبل أن يرقد ويقول:((إنّ فيهنّ آيةً أفضل من ألف آيةٍ))...}
قال عبيدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ سُلَيمانَ الجابريُّ (م): (وروى الإمام أحمد عن العرباض بن سارية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ المسبحات قبل أن يرقد وقال: ((إن فيهن آية أفضل من ألف آية)).
وهكذا رواه أبو داود والترمذي والنسائي عن ابن أبي السرح عن وهب عن معاوية بن صالح عن بجير بن سعد عن خالد بن معدان قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره مرسلاً ولم يذكر عبد الله بن أبي بلال ولا العرباض بن سارية حكاه ابن كثير
قلت: وهذه السورة إحدى المسبحات لكونها مبدؤة بقوله تعالى: {سبح لله ما في السموات وما في الأرض}). [إمداد القاري:4/122](م)
" الأخلاص والمعوذاتين"
حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: {أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا مرض يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث}
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : ( حدثنا عبد الرحمن، عن مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا مرض يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث" ). [فضائل القرآن :2/220 ](م)
حديث عقبه بن عامر: {فقال: (( {قل أعوذ برب الفلق} )) فقرأتها حتى أتيت على آخرها}
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (وعن عقبة بن عامر: كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((يا عقبة قل))، قلت: ماذا أقول؟ فسكت عني ثم قال: ((يا عقبة قل)). قلت: ماذا أقول يا رسول الله؟ فسكت عني، فقلت: اللهم اردده علي، فقال: ((يا عقبة قل)) فقلت: ماذا أقول؟ فقال: (( {قل أعوذ برب الفلق} )) فقرأتها حتى أتيت على آخرها. ثم قال: ((قل)) قلت: ماذا أقول يا رسول الله؟ قال: (( {قل أعوذ برب الناس} ))فقرأتها حتى أتيت على آخرها. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: ((ما سأل سائل بمثلها، ولا استعاذ مستعيذ بمثلها)). ).[جمال القراء:1/100](م)
حديث عائشة رضى الله عنها: {(أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ فيهما {قل هو الله أحد} و {قل أعوذ برب الفلق} و {قل أعوذ برب الناس}...}
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ):([فصل] في النفث مع القرآن للرقية
روى ابن أبي داود عن أبي جحيفة الصحابي رضي الله عنه واسمه وهب بن عبد الله وقيل غير ذلك وعن الحسن البصري وإبراهيم النخعي أنهم كرهوا ذلك، والمختار أن ذلك غير مكروه بل هو سنة مستحبة فقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ فيهما {قل هو الله أحد} و {قل أعوذ برب الفلق} و {قل أعوذ برب الناس}، ثم مسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات). رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما.
وفي روايات في الصحيحين زيادة على هذا ففي بعضها:
قالت عائشة رضي الله عنها: (فلما اشتكى كان يأمرني أن أفعل ذلك به).
وفي بعضها كان النبي صلى الله عليه وسلم ينفث على نفسه في المرض الذي مات فيه بالمعوذات، قالت عائشة رضي الله عنها: (فلما ثقل كنت أنفث عليه بهن وأمسح بيد نفسه لبركتها).
وفي بعضها كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث.
قال أهل اللغة: (النفث نفخ لطيف بلا ريق). والله أعلم.). [التبيان في آداب حملة القرآن:173- 175](م)
بعض من السور والآيات المستحب تلاوتها في أوقات وأحوال معينة
أثر عامر بن عبد قيس رحمه الله: { أربع آيات من كتاب الله إذا قرأتهن ما أبالي ما أصبح عليه وما أمسي...}
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ) : (حدثنا يوسف بن عطية، عن المعلى بن زياد، قال: قال عامر بن عبد قيس: " أربع آيات من كتاب الله إذا قرأتهن ما أبالي ما أصبح عليه وما أمسي:{ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم}، وقوله: {وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله }، {وسيجعل الله بعد عسر يسرا }،
وقوله:{وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها }" ). [فضائل القرآن : ]
حديث على بن أبى طالب:{... وقد قال أخي يعقوب لبنيه {سوف أستغفر لكم ربي}...}
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( ومما روي في الإعانة على حفظ القرآن العزيز: ما حدثني به الإمام أبو الفضل الغزنوي رحمه الله بالسند المتقدم إلى أبي عيسى رحمه الله قال: حدثنا أحمد بن الحسن، نا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، نا الوليد بن مسلم، نا ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح، وعكرمة مولى ابن عباس عن ابن عباس أنه قال:
"بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال: "بأبي أنت وأمي، تفلت هذا القرآن من صدري فما أجدني أقدر عليه".. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( يا أبا الحسن، أفلا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن، وينفع بهن من علمته، ويثبت ما تعلمت في صدرك)).. قال:" أجل يا رسول الله فعلمني".
قال: ((إذا كان ليلة الجمعة، فإن استطعت أن تقوم في ثلث الليل الآخر، فإنها ساعة مشهودة، والدعاء فيها مستجاب. وقد قال أخي يعقوب لبنيه {سوف أستغفر لكم ربي} يقول حتى تأتي ليلة الجمعة فإن لم تستطع فقم في وسطها فإن لم تستطع فقم في أولها، فصل أربع ركعات: تقرأ في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب وسورة يس، وفي الركعة الثانية بفاتحة الكتاب وحم الدخان، وفي الركعة الثالثة بفاتحة الكتاب و{ألم تنزيل} السجدة، وفي الركعة الرابعة بفاتحة الكتاب و{تبارك} المفصل. وإذا فرغت من التشهد؛ فاحمد الله، وأحسن الثناء على الله، وصل علي وأحسن، وعلى سائر النبيين، واستغفر للمؤمنين والمؤمنات، ولإخوانك الذين سبقوك بالإيمان، ثم قل في آخر ذلك: اللهم ارحمني بترك المعاصي أبدا ما أبقيتني، وارحمني أن أتكلف ما لا يعنيني، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني.اللهم بديع السموات والأرض، ذا الجلال والإكرام، والعزة التي لا ترام، أسألك يا الله يا رحمن، بجلالك ونور وجهك: أن تلزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني، وارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عني.
اللهم بديع السموات والأرض، ذا الجلال والإكرام، والعزة التي لا ترام، أسألك يا الله يا رحمن، بجلالك ونور وجهك: أن تنور بكتابك بصري، وأن تطلق به لساني، وأن تفرج به عن قلبي، وأن تشرح به صدري، وأن تعمل به بدني، فإنه لا يعينني على الحق غيرك، ولا يؤتينيه إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.يا أبا الحسن، تفعل ذلك ثلاث جمع أو خمسا أو سبعا، تجاب بإذن الله. والذي بعثني بالحق ما أخطأ مؤمنا قط)). قال ابن عباس: فوالله ما لبثت إلا خمسا أو سبعا حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في مثل ذلك المجلس فقال: "يا رسول الله، إني كنت فيما خلا لا آخذ إلا أربع آيات ونحوهن، فإذا قرأتهن على نفسي تفلتن، وأنا أتعلم اليوم أربعين آية ونحوها، فإذا قرأتهن على نفسي فكأنما كتاب الله بين عيني، ولقد كنت أسمع الحديث، فإذا رددته تفلت، وأنا اليوم أسمع الأحاديث، فإذا تحدثت بها لم أخرم منها حرفا". فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: ((مؤمن ورب الكعبة يا أبا الحسن)).[جمال القراء: 1/187 - 188](م)
أثر بن مسعود : {أن رجلا مصابا مر به على ابن مسعود، فقرأ في أذنه: {أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا}...}
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (وعن حنش الصنعاني أن رجلا مصابا مر به على ابن مسعود، فقرأ في أذنه: {أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا} حتى ختم الآية، فبرأ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ماذا قرأت في أذنه؟)) فأخبره، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده، لو أن رجلا قرأ بها على جبل لزال)) ). [جمال القراء : 1/78]
أثر عامر بن عبد قيس : {أربع آيات من كتاب الله عز وجل، إذا قرأتهن فما أبالي ما أصبح عليه وما أمسي}
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (وقال عامر بن عبد قيس رحمه الله: " أربع آيات من كتاب الله عز وجل، إذا قرأتهن فما أبالي ما أصبح عليه وما أمسي، قوله عز وجل: {ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده}، وقوله عز وجل: {وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله}، وقوله عز وجل: {سيجعل الله بعد عسر يسرا}، وقوله عز وجل: {وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها}"). [جمال القراء : 1/78]
كلام النووى: {كصلاة الصبح يوم الجمعة يقرأ في الأولى سورة السجدة وفي الثانية {هل أتى على الإنسان}}
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): ([فصل]
قال العلماء: الاختيار أن يقرأ على ترتيب المصحف فيقرأ الفاتحة ثم البقرة ثم آل عمران ثم ما بعدها على الترتيب، وسواء قرأ في الصلاة أو في غيرها، حتى قال بعض أصحابنا: إذا قرأ في الركعة الأولى سورة "قل أعوذ برب الناس" يقرأ في الثانية بعد الفاتحة من البقرة.
قال بعض أصحابنا: ويستحب إذا قرأ سورة أن يقرأ بعدها التي تليها؛ ودليل هذا أن ترتيب المصحف إنما جعل هكذا لحكمة فينبغي أن يحافظ عليها إلا فيما ورد المشرع باستثنائه؛ كصلاة الصبح يوم الجمعة يقرأ في الأولى سورة السجدة وفي الثانية {هل أتى على الإنسان}، وصلاة العيد في الأولى قاف وفي الثانية {اقتربت الساعة} وركعتين سنة الفجر في الأولى "قل يا أيها الكافرون" وفي الثانية "قل هو الله أحد"، وركعات الوتر في الأولى "سبح اسم ربك الأعلى" وفي الثانية "قل يا أيها الكافرون" وفي الثالثة "قل هو الله أحد" والمعوذتين.
ولو خالف الموالاة فقرأ سورة لا تلي الأولى أو خالف الترتيب فقرأ سورة ثم قرأ سورة قبلها جاز فقد جاء بذلك آثار كثيرة، وقد قرأ عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الركعة الأولى من الصبح بالكهف وفي الثانية بيوسف، وقد كره جماعة مخالفة ترتيب المصحف. ). [التبيان في آداب حملة القرآن:95- 97](م)
كلام النووى: {...وإنما السنة قراءة ألم تنزيل في الركعة الأولى وهل أتى في الثانية}
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): (... ومن البدع المشابهة لهذا قراءة بعض جهلتهم في الصبح يوم الجمعة بسجدة غير سجدة ألم تنزيل قاصدا ذلك، وإنما السنة قراءة ألم تنزيل في الركعة الأولى وهل أتى في الثانية.). [التبيان في آداب حملة القرآن: 117](م)
كلام النووى: {ويقرأ في ركعتي سنة الفجر بعد الفاتحة الأولى: {قل يا أيها الكافرون}، وفي الثانية: {قل هو الله أحد}...}
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): (الباب الثامن: في الآيات والسور المستحبة في أوقات وأحوال مخصوصة
اعلم أن هذا الباب واسع جدا لا يمكن حصره لكثرة ما جاء فيه ولكن نشير إلى أكثره أو كثير منه بعبارات وجيزة فإن أكثر الذي نذكره فيه معروف للخاصة والعامة ولهذا لا أذكر الأدلة في أكثره فمن ذلك:
السنة كثرة الاعتناء بتلاوة القرآن في شهر رمضان وفي العشر آكد، وليالي الوتر منه آكد، ومن ذلك العشر الأول من ذي الحجة ويوم عرفة ويوم الجمعة وبعد الصبح وفي الليل.
وينبغي أن يحافظ على قراءة يس والواقعة وتبارك الملك.
[فصل] السنة أن يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة بعد الفاتحة في الركعة الأولى سورة ألم تنزيل بكمالها وفي الثانية هل أتى على الإنسان بكمالها، ولا يفعل ما يفعله كثير من أئمة المساجد من الاقتصار على آيات من كل واحدة منهما مع تمطيط القراءة بل ينبغي أن يقرأهما بكمالهما ويدرج قراءته مع ترتيل.
والسنة أن يقرأ في صلاة الجمعة في الركعة الأولى سورة الجمعة بكمالها، وإن شاء {سبح اسم ربك الأعلى}، وفي الثانية {هل أتاك حديث الغاشية}، فكلاهما صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وليتجنب الاقتصار على البعض وليفعل ما قدمناه.
والسنة في صلاة العيد في الركعة الأولى سورة ق، وفي الثانية سورة الساعة بكمالها، وإن شاء سبح وهل أتاك فكلاهما صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وليجتنب الاقتصار على البعض.
[فصل] ويقرأ في ركعتي سنة الفجر بعد الفاتحة الأولى: {قل يا أيها الكافرون}، وفي الثانية: {قل هو الله أحد}، وإن شاء قرأ في الأولى: {قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا}الآية، وفي الثانية: {قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم}، فكلاهما صحيح من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ويقرأ في سنة المغرب {قل يا أيها الكافرون} و {قل هو الله أحد} ويقرأ بهما أيضا في ركعتي الطواف وركعتي الاستخارة.
ويقرأ من أوتر بثلاث ركعات في الركعة الأولى: {سبح اسم ربك الأعلى}، وفي الثانية: {قل يا أيها الكافرون}، وفي الثالثة: {قل هو الله أحد} والمعوذتين.
[فصل] ويستحب أن يقرأ سورة الكهف يوم الجمعة؛ لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وغيره فيه.
قال الإمام الشافعي في الأم ويستحب أن يقرأها أيضا ليلة الجمعة؛ ودليل هذا ما رواه أبو محمد الدارمي بإسناده عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: (من قرأ سورة الكهف ليلة الجمعة أضاء له النور فيما بينه وبين البيت العتيق).
وذكر الدارمي حديثا في استحباب قراءة سورة هود يوم الجمعة وعن مكحول التابعي الجليل استحباب قراءة آل عمران يوم الجمعة.
[فصل] ويستحب الإكثار من تلاوة آية الكرسي في جميع المواطن وأن يقرأها كل ليلة إذا أوى إلى فراشه وأن يقرأ المعوذتين عقب كل صلاة؛ فقد صح عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: (أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ المعوذتين دبر كل صلاة). رواه أبو داود والترمذي والنسائي قال الترمذي حديث حسن صحيح.
[فصل] يستحب أن يقرأ عند النوم: آية الكرسي و {قل هو الله أحد} والمعوذتين وآخر سورة البقرة، فهذا مما يهتم له ويتأكد الاعتناء به فقد ثبت فيه أحاديث صحيحة عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأ بهما في ليلة كفتاه)). قال جماعة من العلماء كفتاه من قيام الليل وقال آخرون كفتاه المكروه في ليلته.
وعن عائشة رضي الله عنها: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان كل ليلة يقرأ قل هو الله أحد والمعوذتين). وقد قدمناه في فصل النفث بالقرآن .وروى عن أبي داود بإسناده عن علي كرم الله وجهه قال: (ما كنت أرى أحدا يعقل دخل في الإسلام ينام حتى يقرأ آية الكرسي).
وعن علي رضي الله عنه أيضا قال: (ما كنت أرى أحدا يعقل ينام قبل أن يقرأ الآيات الثلاث الأواخر من سورة البقرة). إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم.
وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: (قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تمر بك ليلة إلا قرأت فيها {قل هو الله أحد} والمعوذتين)) فما أتت علي ليلة إلا وأنا أقرؤهن).
وعن إبراهيم النخعي قال: (كانوا يستحبون أن يقرؤوا هذه السور كل ليلة ثلاث مرات: {قل هو الله أحد} والمعوذتين). إسناده صحيح على شرط مسلم * وعن إبراهيم أيضا :كانوا يعلمونهم إذا أووا إلى فراشهم أن يقرؤوا المعوذتين.
وعن عائشة رضي الله عنها: (كان النبي صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ الزمر وبني إسرائيل). رواه الترمذي وقال حسن.
فصل: ويستحب أن يقرأ إذا استيقظ من النوم كل ليلة آخر آل عمران من قوله تعالى: {إن في خلق السماوات والأرض} إلى آخرها، فقد ثبت في الصحيحين: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ خواتيم آل عمران إذا استيقظ).). [التبيان في آداب حملة القرآن:176- 182](م)
فصل: هل في القرآن شيء أفضل من شيء؟
كلام الزركشى: {وقد اختلف الناس في ذلك:...}
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ): ( النوع الثامن والعشرون: هل في القرآن شيء أفضل من شيء
وقد اختلف الناس في ذلك:
- فذهب الشيخ أبو الحسن الأشعري، والقاضي أبو بكر، وأبو حاتم بن حبان، وغيرهم إلى أنه: لا فضل لبعض على بعض؛ لأن الكل كلام الله، وكذلك أسماؤه تعالى لا تفاضل بينهما. وروى معناه عن مالك، قال يحيى بن يحيى: تفضيل بعض القرآن على بعض خطأ. وكذلك كره مالك أن تعاد سورة أو تردد دون غيرها، احتجوا بأن الأفضل يشعر بنقص المفضول وكلام الله حقيقة واحدة لا نقص فيه.
قال ابن حبان في حديث أبى بن كعب رضي الله عنه: "ما أنزل الله في التوارة ولا في الإنجيل مثل أم القرآن" إن الله لا يعطي لقارئ التوراة والإنجيل من الثواب مثل ما يعطى لقارئ أم القرآن؛ إذ الله بفضله فضل هذه الأمة على غيرها من الأمم، وأعطاها من الفضل على قراءة كلامه أكثر مما أعطى غيرها من الفضل على قراءة كلامه. قال: وقوله "أعظم سورة" أراد به في الأجر، لا أن بعض القرآن أفضل من بعض.
- وقال قوم بالتفضيل؛ لظواهر الأحاديث، ثم اختلفوا، فقال بعضهم: الفضل راجع إلى عظم الأجر ومضاعفة الثواب، بحسب انفعالات النفس وخشيتها، وتدبرها، وتفكرها عند ورود أوصاف العلا. وقيل: بل يرجع لذات اللفظ وأن ما تضمنه قوله تعالى: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} وآية الكرسي وآخر سورة الحشر وسورة الإخلاص من الدلالات على وحدانيته وصفاته ليس موجودا مثلا في {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} وما كان مثلها، فالتفضيل إنما هو بالمعاني العجيبة وكثرتها لا من حيث الصفة وهذا هو الحق.
وممن قال بالتفضيل: إسحاق بن راهويه وغيره من العلماء.
- وتوسط الشيخ عز الدين فقال: كلام الله في الله أفضل من كلام الله في غيره، فـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} أفضل من {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} وعلى ذلك بنى الغزالي كتابه المسمى بـ"جواهر القرآن". واختاره القاضي أبو بكر بن العربي لحديث أبي سعيد بن المعلى في صحيح البخاري: ((إني لأعلمك سورة هي أعظم السور في القرآن)) قال: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}. ولحديث أبي بن كعب في الصحيحين: قال لي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أي آية في كتاب الله أعظم؟)) قلت: الله ورسوله أعلم! قال: ((يا أبي أتدري أي آية في كتاب الله أعظم؟)) قال: قلت: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} قال: فضرب في صدري وقال: ((ليهنك العلم أبا المنذر))
وأخرج الحاكم في مستدركه بسند صحيح عن أبي هريرة: "سيدة آي القرآن آية الكرسي"
وفي الترمذي غريبا عنه مرفوعا: "لكل شيء سنام وإن سنام القرآن سورة البقرة فيها آية الكرسي"
وروى ابن عيينة في جامعه عن أبي صالح عنه: "فيها آية الكرسي وهي سنام أي القرآن ولا تقرأ في دار فيها شيطان إلا خرج منها" وهذا لا يعارض ما قبله بأفضلية الفاتحة؛ لأن تلك باعتبار السور وهذه باعتبار الآيات.
وقال القاضي شمس الدين الخويي: كلام الله أبلغ من كلام المخلوقين، وهل يجوز أن يقال بعض كلامه أبلغ من بعض؟
جوزه بعضهم لقصور نظرهم، وينبغي أن يعلم أن معنى قول القائل "هذا الكلام أبلغ من هذا الكلام" أن هذا في موضعه له حسن ولطف، وذاك في موضعه له حسن ولطف، وهذا الحسن في موضعه أكمل من ذاك في موضعه، فإن من قال إن {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} أبلغ من {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} يجعل المقابلة بين ذكر الله وذكر أبي لهب وبين التوحيد والدعاء على الكافرين، وذلك غير صحيح، بل ينبغي أن يقال: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} دعاء عليه بالخسران، فهل توجد عبارة للدعاء بالخسران أحسن من هذه؟! وكذلك في {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} لا توجد عبارة تدل على الوحدانية أبلغ منها، فالعالم إذا نظر إلى: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} في باب الدعاء والخسران ونظر إلى {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} في باب التوحيد لا يمكنه أن يقول أحدهما أبلغ من الآخر، وهذا القيد يغفل عنه بعض من لا يكون عنده علم البيان.
قلت: ولعل الخلاف في هذه المسألة يلفت عن الخلاف المشهور إن كلام الله شيء واحد أولا عند الأشعري أنه لا يتنوع في ذاته إنما هو بحسب متعلقاته.
فإن قيل: فقد قال تعالى: {مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} فجعله شيئين وأنتم تقولون بعدمه وأنه صفة واحدة.
قلنا: من حيث أنه كلام الله لا مزية لشيء منه على شيء ثم قولنا: شيء منه يوهم التبعيض، وليس لكلام الله الذي هو صفته بعض، ولكن بالتأويل والتفسير وفهم السامعين اشتمل على جميع أنواع المخاطبات، ولولا تنزله في هذه المواقع لما وصلنا إلى فهم شيء منه.
وقال الحليمي: قد ذكرنا أخبار تدل على جوار المفاضلة بين السور والآيات وقال الله تعالى: {نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا} ومعنى ذلك يرجع إلى أشياء:
أحدها: أن تكون آيتا عمل ثابتتان في التلاوة إلا أن إحداهما منسوخة والأخرى ناسخة فنقول إن الناسخ خير أي أن العمل بها أولى بالناس وأعود عليهم، وعلى هذا فيقال: آيات الأمر والنهي والوعد والوعيد خير من آيات القصص لأن القصص إنما أريد بها تأكيد الأمر والنهي والتبشير ولا غنى بالناس عن هذه الأمور، وقد يستغنون عن القصص، فكل ما هو أعود عليهم وأنفع لهم مما يجري مجرى الأصول خير لهم مما يحصل تبعا لما لا بد منه.
والثاني: أن يقال: إن الآيات التي تشتمل على تعديد أسماء الله تعالى وبيان صفاته والدلالة على عظمته وقدسيته أفضل أو خير بمعنى أن مخبراتها أسنى وأجل قدرا.
والثالث: أن يقال: سورة خير من سورة أو آية خير من آية، بمعنى أن القارئ يتعجل بقراءتها فائدة سوى الثواب الآجل، ويتأدى منه بتلاوتها عبادة كقراءة آية الكرسي وسورة الإخلاص والمعوذتين، فإن قارئها يتعجل بقراءتها الاحتراز مما يخشى والاعتصام بالله جل ثناؤه ويتأدى بتلاوتها منه لله تعالى عبادة لما فيها من ذكر اسم الله تعالى جده بالصفات العلا على سبيل الاعتقاد لها، وسكون النفس إلى فضل الذكر وبركته.
فأما آيات الحكم فلا يقع بنفس تلاوتها إقامة حكم وإنما يقع بها علم.
قال: ثم لو قيل في الجملة: إن القرآن خير من التوراة والإنجيل والزبور بمعنى أن التعبد بالتلاوة والعمل واقع به دونها والثواب بحسب بقراءته لا بقراءتها أو أنه من حيث الإعجاز حجة النبي المبعوث وتلك الكتب لم تكن معجزة ولا كانت حجج أولئك الأنبياء بل كانت دعوتهم والحجج غيرها وكان ذلك أيضا نظير ما مضى.
وقد يقال: إن سورة أفضل من سورة لأن الله تعالى اعتد قراءتها كقراءة أضعافها مما سواها، وأوجب بها من الثواب ما لم يوجب بغيرها، وإن كان المعنى الذي لأجله بلغ بها هذا المقدار لا يظهر لنا، كما يقال: إن قوما أفضل من قوم وشهرا أفضل من شهر، بمعنى أن العبادة فيه تفضل على العبادة في غيره، والذنب يكون أعظم من الذنب منه في غيره وكما يقال إن الحرم أفضل من الحل؛ لأنه يتأدى فيه من المناسك مالا يتأدى في غيره والصلاة فيه تكون كصلاة مضاعفة مما تقام في غيره والله أعلم.).[البرهان في علوم القرآن: 1/438-442]
كلام الزركشى: {فصل: في أعظمية آية الكرسي...}
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ): ( النوع الثامن والعشرون: هل في القرآن شيء أفضل من شيء
فصل: في أعظمية آية الكرسي
قال ابن العربي: إنما صارت آية الكرسي أعظم لعظم مقتضاها، فإن الشيء إنما يشرف بشرف ذاته ومقتضاه ومتعلقاته وهي في أي القرآن كـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} في سوره، إلا أن سورة الإخلاص تفضلها بوجهين:
أحدهما: أنها سورة وهذه آية فالسورة أعظم من الآية لأنه وقع التحدي بها فهي أفضل من الآية التي لم يتحد بها.
والثاني: أن سورة الإخلاص اقتضت التوحيد في خمسة عشر حرفا، وآية الكرسي اقتضت التوحيد في خمسين حرفا فظهرت القدرة في الإعجاز بوضع معنى معبر عنه مكتوب مدده السبعة الأبحر لا ينفد عدد حروفه خمسون كلمة ثم يعبر عن معنى الخمسين كلمة خمسة عشر كلمة وذلك كله بيان لعظم القدرة والانفراد بالوحدانية.
وقال أبو العباس أحمد بن المنير المالكي: كان جدي رحمه الله يقول: اشتملت آية الكرسي على ما لم يشتمل عليه اسم من أسماء الله تعالى وذلك أنها مشتملة على سبعة عشر موضعا؛ فيها اسم الله ظاهرا في بعضها، ومستكنا في بعض، ويظهر للكثير من العادين فيها ستة عشر إلا على حاد البصيرة لدقة استخراجه: 1: "الله"، 2: "هو"، 3: "الحي"، 4: "القيوم"، 5: ضمير "لا تأخذه"، 6: ضمير "له"، 7: ضمير "عنده"، 8: ضمير "إلا بإذنه"، 9: ضمير "يعلم"، 10: ضمير علمه، 11: ضمير شاء، 12: ضمير "كرسيه، 13: ضمير "يؤوده"، 14: وهو، 15: العلي، 16: العظيم، فهذه عدة الأسماء.
وأما الخفي في الضمير الذي اشتمل عليه المصدر في قوله "حفظهما" فإنه مصدر مضاف إلى المفعول وهو الضمير البارز ولا بد له من فاعل وهو والله ويظهر عند فك المصدر فتقول ولا يؤوده أن يحفظهما هو
قال: وكان الشيخ أبو عبد الله محمد بن الفضل المرسي قد رام الزيادة على هذا العدد لما أخبرته عن الجد، فقال: يمكن أن تعد ما في الآية من الأسماء المشتقة كل واحد منها باثنين؛ لأن كل واحد منها يحمل ضميرا ضرورة كونه مشتقا، وذلك الضمير إنما يعود إلى الله وهو باعتبار ظهورها اسم، وقد اشتملت على آخر مضمر فتكون جملة العدد على هذا أحدا وعشرين اسما، فأجريت معه وجها لطيفا؛ وهو أن الاسم المشتق لا يحتمل الضمير بعد صيرورته بالتسمية علما على الأصح، وهذه الصفات كلها أسماء الله تعالى، ثم ولو فرضناها محتملة للضمائر بعد التسمية على سبيل التنزل، فالمشتق إنما يقع على موصوفه باعتبار تحمله ضميره، ألا تراك إذا قلت: "زيد كريم" إذا وجدت كريما إنما يقع على زيد؛ لأن فيه ضميره حتى لو جردت النظر إليه لم تجده مختصا بزيد، بل لك أن توقعه على كل موصوف بالكرم من الناس، ولا تجده مختصا بزيد إلا باعتبار اشتماله على ضميره فليس المشتق إذا مستقلا بوقوعه على موصوفه إلا بضميمة الضمير إليه، فلا يمكن أن تجعله له حكم الانفراد عن الضمير مع الحكم برجوعه إلى معين البتة. قال: فرضي عن هذا البحث وصوبه.
**وقال الغزالي في قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((إن لكل شيء قلبا وقلب القرآن يس)): إن ذلك لأن الإيمان صحته بالاعتراف بالحشر والنشر، وهو مقرر في هذه السورة بأبلغ وجه، فجعلت قلب القرآن لذلك. واستحسنه فخر الدين الرازي.
قال الجويني: سمعته يترحم عليه بسبب هذا الكلام.
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "آل حم ديباج. القرآن".
وقال ابن عباس: "لكل شيء لباب ولباب القرآن آل حم أو قال الحواميم".
وقال مسعر بن كدام: كان يقال لهن العرائس.
روى ذلك كله أبو عبيد في كتاب فضائل القرآن.
وقال حميد بن زنجويه: حدثنا عبيد الله بن موسى حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله، قال: إن مثل القرآن كمثل رجل انطلق يرتاد لأهله منزلا، فمر بأثر غيث، فبينما هو يسير فيه، ويتعجب منه إذ هبط على روضات دمثات، فقال: عجبت من الغيث الأول فهذا أعجب وأعجب، فقيل له: إن مثل الغيث الأول مثل عظم القرآن، وإن مثل هذه الروضات الدمثات مثل آل حم في القرآن. أورده البغوي.
وروى أبو عبيد عن بعض السلف، منهم محمد بن سيرين كراهة أن يقال "الحواميم" وإنما يقال "آل حم".**للجمع
وفي الترمذي عن ابن عباس قال: قال أبو بكر رضي الله عنه للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يا رسول الله قد شبت قال: ((شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت)) خص هذه السور بالشيب لأنهن أجمع لكيفية القيامة وأهوالها من غيرهن، ولهذا قال في حديث آخر ((من أحب أن يرى القيامة رأي العين فليقرأ : {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}))
وروى الترمذي من حديث ابن عباس ومن حديث أنس: "إذا زلزلت تعدل نصف القرآن وقل يأيها الكافرون تعدل ربعه " وقال: في كل منهما غريب.
وقد تكلم ابن عبد البر على حديث: "{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} تعدل ثلث القرآن" وحكى خلاف الناس فيه فقيل لأنه سمع شخصا يكررها تكرار من يقرأ ثلث القرآن فخرج الجواب على هذا.
وفيه بعد عن ظاهر الحديث.
قيل: لأن القرآن يشتمل على قصص وشرائع وصفات، و(قل هو الله أحد) كلها صفات؛ فكانت ثلثا بهذا الاعتبار، واعترض على ذلك باستلزام كون آية الكرسي وآخر الحشر ثلث القرآن ولم يرد فيه.
وقيل: تعدل في الثواب وهو الذي يشهد لظاهر الحديث.
قلت: ضعف ابن عقيل هذا وقال: لا يجوز أن يكون المعنى فله أجر ثلث القرآن لقوله: صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((من قرأ القرآن فله بكل حرف عشر حسنات)).
ثم قال ابن عبد البر على أني أقول السكوت في هذه المسألة أفضل من الكلام فيها وأسلم، ثم أسند إلى إسحاق بن منصور: قلت: لأحمد بن حنبل قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن)) ما وجهه؟ فلم يقم لي فيها على أمر.
وقال لي إسحاق بن راهويه معناه أن الله لما فضل كلامه على سائر الكلام؛ جعل لبعضه أيضا فضلا في الثواب لمن قرأه تحريضا على تعلمه لا أن من قرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ثلاث مرات كان كمن قرأ القرآن جميع،ه هذا لا يستقيم ولو قرأها مائتي مرة.
قال أبو عمرو: وهذان إمامان بالسنة ما قاما ولا قعدا في هذه المسألة.
قلت: وأحسن ما قيل فيه أن القرآن قسمان: خبر وإنشاء. والخبر قسمان: خبر عن الخالق، وخبر عن المخلوق. فهذه ثلاثة وسورة الإخلاص أخلصت الخبر عن الخالق، فهي بهذا الاعتبار ثلث القرآن.
فائدة: في أي آية في القرآن أرجى **** لقسم عد الآي ****
اختلف في أرجى آية في القرآن على بضعة عشر قولا:
الأول: آية الدين ومأخذه أن الله تعالى أرشد عباده إلى مصالحهم الدنيوية حتى انتهت العناية بمصالحهم إلى أن أمرهم بكتابة الدين الكبير والحقير فبمقتضى ذلك يرجى عفو الله تعالى عنهم لظهور أمر العناية العظيمة بهم حتى في مصلحتهم الحقيرة.
الثاني: {وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ} إلى قوله: {أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ} وهذا رواه مسلم في الصحيح أثر حديث الإفك عن الإمام الجليل عبد الله بن المبارك.
الثالث: قال الشبلي: في قوله تعالى: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ}
فالله تعالى لما أذن الكافرين بدخول الباكل إذا أتوا بالتوحيد والشهادة أتراه يخرج الداخل فيها والمقيم عليها
الرابع: قوله تعالى: {وَهَلْ نُجَازِي إِلاَّ الْكَفُورَ}.
الخامس: قوله: {إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى}.
السادس: قوله تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}.
السابع: قوله تعالى: {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ}.
الثامن: قوله تعالى: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى}.
حكى هذه الأقوال الخمسة الأخيرة الشيخ محيى الدين في رءوس المسائل.
التاسع: رأيت في مناقب الشافعي للإمام أبي محمد إسماعيل الهروي صاحب الحاكم بإسناده عن ابن عبد الحكم قال: سألت الشافعي: أي آية أرجى؟ قال: قوله تعالى: {يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ } قال: وسألته عن أرجى حديث للمؤمن؟ قال: حديث: ((إذا كان يوم القيامة يدفع إلى كل مسلم رجل من الكفار فيذهب به إلى النار))
العاشر: والحادي عشر: روى الحاكم في مستدركه عن محمد بن المنكدر قال: التقى ابن عباس وعبد الله بن عمرو بن العاص، فقال ابن عباس: أي آية في كتاب الله أرجى عندك؟ فقال عبد الله بن عمرو: {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ}. قال: لكن قول إبراهيم: {قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} هذا لما في الصدور من وسوسة الشيطان فرضي الله تعالى من إبراهيم بقوله: {أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى}. وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
وقال النحاس في سورة الأحقاف: {فَهَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ} فقال: إن هذه الآية من أرجى آية في القرآن إلا أن ابن عباس قال: أرجى آية في القرآن: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ}.
وأما أخوف آية؛ فعن الإمام أبي حنيفة أنه قال هي قوله تعالى: {وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} ولو قيل إنها {سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ} لكان له وجه ولهذا قال بعضهم: لو سمعت هذه الكلمة من خفير الحارة لم أنم). [البرهان في علوم القرآن: 1/438-448](م)
*** لعد الآي ؟ أسماء السور؟
كلام السيوطى: {واختلف في تفاضل الآيات والسور على بعض:...}
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (النوع الثالث والرابع والخامس والثمانون: أفضل القرآن وفاضله ومفضوله
هذه الأنواع من زيادتي، ويُشبهها من علم الحديث: الكلام على أصح الأسانيد.
واختلف في تفاضل الآيات والسور على بعض:
- فذهب كثيرون إلى القول به منهم: إسحاق بن راهويه، وأبو بكر ابن العربي، والشيخ عز الدين بن عبد السلام.
- وقال القرطبي: إنه الحق ونقله عن جماعة من العلماء والمتكلمين.
- وقال ابن الحصار: العجب ممن يذكر الاختلاف في ذلك مع النصوص الواردة بالتفصيل، قال البيهقي في شُعب الإيمان: قال الحليمي: ومعنى التفصيل يرجع إلى أشياء:
أحدها: أن يكون العمل بآية أولى من العمل بأخرى وأعود على الناس، وعلى هذا يقال: آيات الأمر والنهي، والوعد والوعيد خير من آيات القصص لأنها إنما أُريد بها تأكيد الأمر والنهي والإنذار والتبشير ولا غنى بالناس عن هذه الأمور، وقد يُستغنون عن القصص، فكان ما هو أعود عليهم وأنفع لهم مما يجري مجرى الأصول خيرا ًلهم مما يُجعل تبعاً لما لا بد منه.
الثاني: أن يقال: الآيات التي تشتمل على تعديد أسماء الله وبيان صفاته والدلالة على عظمته أفصل، بمعنى أن مخبراتها أسنى وأجل قدراً وعلى هذا نحا ابن عبد السلام في قوله الآتي.
الثالث: أن يقال: إن سورة خير من سورة، أو آية خير من آية، يعني أن القارئ يتعجل له بقراءتها فائدة سوى الثواب الآجل ويتأدى منه بتلاوتها عبادة، كقراءة آية الكرسي والإخلاص والمعوذتين فإن قارئها يتعجل بقراءتها الاحتراز مما يخشى والاعتصام بالله، ويتأدى بتلاوتها عبادة لله لما فيها من ذكره سبحانه بالصفات العُلى عل سبيل الاعتقاد لها وسكون النفس إلى فضل ذلك الذكر.
وذهبت طائفة إلى أنه لا تفاضل لأن الجميع كلام الله ولئلا يوهم التفضيل نقص المفضل عليه.
ونُقل عن الأشعري والباقلاني وابن حبان ورُوي عن مالك وعلى الأول: قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام: القرآن على قسمين: فاضل: وهو كلام الله في الله ـ ومفضول وهو: كلامه عن غيره كقوله تعالى حكاية عن فرعون: {ما علمت لكم من إله غيري..} وكحكاياته عن الكفار ونحو ذلك.
قلت: بل هو ثلاثة أقسام: أفضل، وفاضل، ومفضول، لأن كلامه تعالى فيه بعض أفضل من بعض كتفضيل الفاتحة والإخلاص كما سنذكره.
وقد ثبت في الصحيح من حديث أبي سعيد المُعلى: أعظم سورة في القرآن الفاتحة، وكذا رواه الترمذي من حديث أبي هريرة وأُبي وأحمد من حديث عبد الله بن جابر العبدي ولفظه: أخير سورة في القرآن.
وفي صحيح مسلم وغيره من طريق مرفوعاً: أعظم آية في القرآن آية الكرسي.
وروى ابن خزيمة والبيهقي وغيرهما عن ابن عباس: أعظم آية في القرآن البسملة.
وعند الترمذي: سيدة آي القرآن آية الكرسي، وسنام القرآن سورة البقرة، وقلب القرآن يس.
وكذا وردت أحاديث مشعرة بالتفضيل، ككون "الإخلاص" تعدل ثلث القرآن.
وذكر في حكمة ذلك: أن القرآن توحيد وأحكام ووعظ، وسورة الإخلاص فيها التوحيد كله.
وفي مسند عبد بن حميد: أن الفاتحة تعدل ثلثيه وفي المستدرك أحاديث: أن الزلزلة تعدل نصفه، والكافرين تعدل ربعه، والمعوذتين تعدل ثلثه، وألهاكم تعدل ألف آية وعند الترمذي: {إذا جاء نصر الله} تعدل ربعه). [التحبير في علم التفسير:305-309]
كلام السيوطى: {...اختلف الناس هل في القرآن شيء أفضل من شيء؟...}
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (النوع الثالث والسبعون في: أفضل القرآن وفاضله
اختلف الناس هل في القرآن شيء أفضل من شيء؟
- فذهب الإمام أبو الحسن الأشعري، والقاضي أبو بكر الباقلاني وابن حبان إلى المنع؛ لأن الجميع كلام الله، ولئلا يوهم التفضيل نقص المفضل عليه
وروي هذا القول عن مالك، قال يحيى بن يحيى: تفضيل بعض القرآن على بعض خطأ، ولذلك كره مالك أن تعاد سورة أو تردد دون غيرها.
- وقال ابن حبان في حديث أبي بن كعب "ما أنزل الله في التوراة ولا في الإنجيل مثل أم القرآن": إن الله لا يعطي لقارئ التوراة والإنجيل من الثواب مثل ما يعطي القارئ أم القرآن؛ إذ الله سبحانه وتعالى بفضله فضل هذه الأمة على غيرها من الأمم وأعطاها من الفضل على قراءة كلامه أكثر مما أعطى غيرها من الفضل على قراءة كلامه. قال: وقوله "أعظم سورة" أراد به الأجر، لا أن بعض القرآن أفضل من بعض.
- وذهب آخرون إلى التفضيل لظواهر الأحاديث، منهم إسحاق بن راهوية وأبو بكر بن العربي والغزالي.
- وقال القرطبي: إنه الحق ونقله عن جماعة من العلماء والمتكلمين.
- وقال الغزالي في جواهر القرآن: لعلك أن تقول قد أشرت إلى تفضيل بعض آيات القرآن على بعض، والكلام كلام الله، فكيف يفارق بعضها بعضا وكيف يكون بعضها أشرف من بعض، فاعلم أن نور البصيرة إن كان لا يرشدك إلى الفرق بين آية الكرسي وآية المداينات، وبين سورة الإخلاص وسورة تبت، وترتاع على اعتقاد الفرق نفسك الخوارة المستغرقة بالتقليد؛ فقلد صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم فهو الذي أنزل عليه القرآن وقال: يس قلب القرآن، وفاتحة الكتاب أفضل سور القرآن، وآية الكرسي سيده آي القرآن، وقل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن، والأخبار الواردة في فضائل القرآن وتخصيص بعض السور والآيات بالفضل وكثرة الثواب في تلاوتها لا تحصى. انتهى.
- وقال ابن الحصار: العجب ممن يذكر الاختلاف في ذلك مع النصوص الواردة بالتفضيل.
- وقال الشيخ عز الدين بن عبد السلام: كلام الله في الله أفضل من كلامه في غيره، و{قل هو الله أحد} أفضل من {تبت يدا أبي لهب}.
- وقال الخويي: كلام الله أبلغ ن كلام المخلوقين، وهل يجوز أن يقال بعض كلامه أبلغ من بعض الكلام؟ جوزه قوم لقصور نظرهم. وينبغي أن تعلم أن معنى قول القائل هذا الكلام أبلغ من هذا أن هذا في موضعه له حسن ولطف، وذاك في موضعه له حسن ولطف، وهذا الحسن في موضعه أكمل من ذاك في موضعه.
قال: فإن من قال: إن {قل هو الله أحد} أبلغ من {تبت يدا أبي لهب} يجعل المقابلة بين ذكر الله وذكر أبي لهب، وبين التوحيد والدعاء على الكافر، وذلك غير صحيح بل ينبغي أن يقال: {تبت يدا أبي لهب} دعاء عليه بالخسران فهل توجد عبارة للدعاء بالخسران أحسن من هذه؟! وكذلك في {قل هو الله أحد} لا توجد عبارة تدل على الوحدانية أبلغ منها، فالعالم إذا نظر إلى {تبت يدا أبي لهب} في باب الدعاء بالخسران ونظر إلى {قل هو الله أحد} في باب التوحيد لا يمكنه أن يقول أحدهما أبلغ من الآخر. انتهى.
- وقال غيره: اختلف القائلون بالتفضيل فقال بعضهم الفضل راجع إلى عظم الأجر، ومضاعفة الثواب بحسب انفعالات النفس، وخشيتها، وتدبرها، وتفكرها عند ورود أوصاف العلا.
- وقيل: بل يرجع لذات اللفظ، وأن ما تضمنه قوله تعالى: {وإلهكم إله واحد} الآية، وآية الكرسي، وآخر سورة الحشر، وسورة الإخلاص من الدلالات على وحدانيته وصفاته ليس موجودا مثلا في {تبت يدا أبي لهب}، وما كان مثلها فالتفضيل إنما هو بالمعاني العجيبة وكثرتها.
- وقال الحليمي، ونقله عنه البيهقي: معنى التفضيل يرجع إلى أشياء:
أحدها: أن يكون العمل بآية أولى من العمل بأخرى وأعود على الناس.
وعلى هذا يقال آيات الأمر والنهي والوعد والوعيد خبر من آيات القصص؛ لأنها إنما أريد بها تأكيد الأمر والنهي والإنذار والتبشير ولا غنى بالناس عن هذه الأمور، وقد يستغنون عن القصص فكان ما هو أعود عليهم وأنفع لهم مما يجري مجرى الأصول؛ خيرا لهم مما يجعل تبعا لما لا بد منه.
الثاني: أن يقال الآيات التي تشتمل على تعديد أسماء الله تعالى وبيان صفاته والدلالة على عظمته أفضل؛ بمعنى أن مخبراتها أسنى وأجل قدرا.
الثالث: أن يقال سورة خير من سورة، أو آية خير من آية؛ بمعنى أن القارئ يتعجل له بقراءتها فائدة سوى الثواب الآجل ويتأدى منه بتلاوتها عبادة كقراءة آية الكرسي والإخلاص والمعوذتين فإن قارئها يتعجل بقراءتها الاحتراز مما يخشى والاعتصام بالله، ويتأدى بتلاوتها عبادة الله لما فيها من ذكره سبحانه وتعالى بالصفات العلا على سبيل الاعتقاد لها، وسكون النفس إلى فضل ذلك بالذكر وبركته.
فأما آيات الحكم فلا يقع بنفس تلاوتها إقامة حكم وإنما يقع بها علم.
ثم لو قيل في الجملة إن: القرآن خير من التوراة والإنجيل والزبور؛ بمعنى أن التعبد بالتلاوة والعمل واقع به دونها والثواب بحسب قراءته، لا بقراءتها أو أنه من حيث الإعجاز حجة النبي المبعوث، وتلك الكتب لم تكن معجزة ولا كانت حجج أولئك الأنبياء بل كانت دعوتهم والحجج غيرها لكان ذلك أيضا نظير ما مضى.
وقد يقال: إن سورة أفضل من سورة لأن الله جعل قراءتها كقراءة أضعافها مما سواها، وأوجب بها من الثواب ما لم يوجب بغيرها، وإن كان المعنى الذي لأجله بلغ بها هذا المقدار لا يظهر لنا، كما يقال إن يوما أفضل من يوم وشهرا أفضل من شهر؛ بمعنى العبادة فيه تفضل على العبادة في غيره، والذنب فيه أعظم منه في غيره، وكما يقال إن الحرم أفضل من الحل؛ لأنه يتأدى فيه من المناسك ما لا يتأدى في غيره، والصلاة فيه تكون كصلاة مضاعفة مما تقام في غيره. انتهى كلام الحليمي.
- وقال ابن التين في حديث البخاري ((لأعلمنك سورة هي أعظم السور)): معناه أن ثوابها أعظم من غيرها.
- وقال غيره: إنما كانت أعظم السور لأنها جمعت جميع مقاصد القرآن؛ ولذلك سميت أم القرآن.
- وقال الحسن البصري إن الله أودع علوم الكتب السابقة في القرآن ثم أودع علوم القرآن الفاتحة فمن علم تفسيرها كان كمن علم تفسير جميع الكتب المنزلة. أخرجه البيهقي.
وبيان اشتمالها على علوم القرآن قرره الزمخشري باشتمالها على الثناء على الله تعالى بما هو أهله وعلى التعبد بالأمر والنهي وعلى الوعد والوعيد وآيات القرآن لا تخلو عن أحد هذه الأمور
- وقال الإمام فخر الدين: المقصود من القرآن كله تقرير أمور أربعة الإلهيات والمعاد والنبوات وإثبات القضاء والقدر لله تعالى فقوله: {الحمد لله رب العالمين} يدل على الإلهيات وقوله: {مالك يوم الدين} يدل على المعاد وقوله: {إياك نعبد وإياك نستعين} يدل على نفي الجبر وعلى إثبات أن الكل بقضاء الله وقدره وقوله: {اهدنا الصراط المستقيم} إلى آخر السورة يدل على إثبات قضاء الله وعلى النبوات، فلما كان المقصد الأعظم من القرآن هذه المطالب الأربعة وهذه السورة مشتملة عليها؛ سميت أم القرآن.
- وقال البيضاوي: هي مشتملة على الحكم النظرية، والأحكام العملية التي هي سلوك الطريق المستقيم والاطلاع على مراتب السعداء، ومنازل الأشقياء.
- وقال الطيبي: هي مشتملة على أربعة أنواع من العلوم التي هي مناط الدين:
أحدها: علم الأصول ومعاقده معرفة الله تعالى وصفاته، وإليها الإشارة بقوله: {الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم}، ومعرفة النبوة وهي المرادة بقوله: {أنعمت عليهم}، ومعرفة المعاد وهو المومئ إليه قوله: {مالك يوم الدين}.
وثانيها: علم الفروع وأسه العبادات، وهو المراد بقوله: {إياك نعبد}.
وثالثها: علم ما يحصل به الكمال، وهو علم الأخلاق، وأجله الوصول إلى الحضرة الصمدانية، والالتجاء إلى جناب الفردانية، والسلوك لطريقه والاستقامة فيها، وإليه الإشارة بقوله: {وإياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم}.
ورابعها: علم القصص والأخبار عن الأمم السالفة والقرون الخالية السعداء منهم والأشقياء وما يتصل بها من وعد محسنهم ووعيد مسيئهم وهو
المراد بقوله: {أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين}.
- وقال الغزالي: مقاصد القرآن سنة، ثلاثة مهمة، وثلاثة متمة:
الأولى: تعريف المدعو إليه كما أشير إليه بصدرها، وتعريف الصراط المستقيم وقد صرح به فيها، وتعريف الحال عند الرجوع إليه تعالى وهو الآخرة، كما أشير إليه بـ {مالك يوم الدين}.
والأخرى: تعريف أحوال المطيعين كما أشير إليه بقوله: {الذين أنعمت عليهم}، وحكاية أقوال الجاحدين وقد أشير إليها بـ {المغضوب عليهم ولا الضالين}، وتعريف منازل الطريق كما أشير إليه بقوله: {إياك نعبد وإياك نستعين}. انتهى.
ولا ينافي هذا وصفها في الحديث الآخر بكونها ثلثي القرآن؛ لأن بعضهم وجهه بأن دلالات القرآن الكريم إما أن تكون بالمطابقة أو بالتضمن أو بالالتزام، وهذه السورة تدل على جميع مقاصد القرآن بالتضمن والالتزام دون المطابقة والاثنان من الثلاثة ثلثان. ذكره الزركشي في شرح التنبيه وناصر الدين بن الميلق. قال: وأيضا الحقوق ثلاثة: حق الله على عباده، وحق العباد على الله، وحق بعض العباد على بعض، وقد اشتملت الفاتحة صريحا على الحقين الأولين فناسب كونها بصريحها ثلثين.
وحديث [قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين] شاهد لذلك.
- قلت: ولا تنافي أيضا بين كون الفاتحة أعظم السور، وبين الحديث الآخر أن البقرة أعظم السور؛ لأن المراد به ما عدا الفاتحة من السور التي فصلت فيها الأحكام، وضربت الأمثال وأقيمت الحجج؛ إذ لم تشتمل سورة على ما اشتملت عليه ولذلك سميت فسطاط القرآن.
- قال ابن العربي في أحكامه: سمعت بعض أشياخي يقول: فيها ألف أمر، وألف نهي، وألف حكم، وألف خبر، ولعظيم فقهها أقام ابن عمر ثماني سنين على تعليمها. أخرجه مالك في الموطأ.
- وقال ابن العربي أيضا: إنما صارت آية الكرسي أعظم الآيات لعظم مقتضاها؛ فإن الشيء إنما يشرف بشرف ذاته ومقتضاه وتعلقاته، وهي في آي القرآن كسورة الإخلاص في سورة إلا أن سورة الإخلاص تفضلها بوجهين:
أحدهما: أنها سورة، وهذه آية والسورة أعظم؛ لأنه وقع التحدي بها فهي أفضل من الآية التي لم يتحد بها.
والثاني: أن سورة الإخلاص اقتضت التوحيد في خمسة عشر حرفا، وآية الكرسي اقتضت التوحيد في خمسين حرفا، فظهرت القدرة في الإعجاز بوضع معنى معبر عنه بخمسين حرفا ثم يعبر عنه بخمسة عشر وذلك بيان لعظيم القدرة والانفراد بالوحدانية.
- وقال ابن المنير: اشتملت آية الكرسي على ما لم تشمل عليه آية من أسماء الله تعالى؛ وذلك أنها مشتملة على سبعة عشر موضعا فيها اسم الله تعالى ظاهرا في بعضها ومستكنا في بعض وهي: {الله}، {هو}، {الحي}، {القيوم}، ضمير {لا تأخذه}، و{له}، و{عنده}، و{بإذنه}، و{يعلم}، و{علمه}، و{شاء}، و{كرسيه}، و{يؤوده}، ضمير {حفظهما} المستتر الذي هو فاعل المصدر، {وهو}، {العلي}، {العظيم}.
وإن عددت الضمائر المتحملة في {الحي القيوم}، {العلي العظيم}، والضمير المقدر قبل {الحي} على أحد الأعاريب صارت اثنين وعشرين.
- وقال الغزالي: إنما كانت آية الكرسي سيدة الآيات؛ لأنها اشتملت على ذات الله وصفاته وأفعاله فقط، ليس فيها غير ذلك ومعرفة ذلك هي المقصد الأقصى في العلوم وما عداه تابع له.
* و"السيد" اسم للمتبوع المقدم فقوله: {الله} إشارة إلى الذات.
* {لا إله إلا هو}: إشارة إلى توحيد الذات.
* {الحي القيوم}: إشارة إلى صفة الذات وجلاله؛ فإن معنى {القيوم}: الذي يقوم بنفسه ويقوم به غيره، وذلك غاية الجلال والعظمة.
* {لا تأخذه سنة ولا نوم}: تنزيه وتقديس له عما يستحيل عليه من أوصاف الحوادث والتقديس عما يستحيل أحد أقسام المعرفة.
* {له ما في السموات وما في الأرض}: إشارة إلى الأفعال كلها وإن جميعها منه وإليه.
* {من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه}: إشارة إلى انفراده بالملك والحكم والأمر، وأن من يملك الشفاعة إنما يملكها بتشريفه إياه والإذن فيها وهذا نفي الشركة عنه في الحكم والأمر.
* {يعلم ما بين أيديهم} إلى قوله {شاء}: إشارة إلى صفة العلم وتفضيل بعض المعلومات والانفراد بالعلم، حتى لا علم لغيره إلا ما أعطاه ووهبه على قدر مشيئته وإرادته.
* {وسع كرسيه السموات والأرض}: إشارة إلى عظمة ملكه وكمال قدرته.
* {ولا يؤده حفظهما}: إشارة إلى صفة القدرة وكمالها، وتنزيهها عن الضعف والنقصان.
* {وهو العلي العظيم}: إشارة إلى أصلين عظيمين في الصفات.
فإذا تأملت هذه المعاني ثم تلوت جميع آي القرآن لم تجد جملتها مجموعة في آية واحدة؛ فإن {شهد الله} فيها إلا التوحيد، وسورة الإخلاص ليس فيها إلا التوحيد والتقديس، و{قل اللهم مالك الملك} ليس فيها إلا الأفعال، والفاتحة فيها الثلاثة لكن غير مشروحة بل مرموزة، والثلاثة مجموعة مشروحة في آية الكرسي.
والذي يقرب منها في جمعها آخر الحشر، وأول الحديد، ولكنها آيات لا آية واحدة؛ فإذا قابلت آية الكرسي بإحدى تلك الآيات وجدتها أجمع للمقاصد فلذلك استحقت السيادة على الآي كيف وفيها {الحي القيوم}، وهو الاسم الأعظم، كما ورد به الخبر. انتهى كلام الغزالي.
ثم قال: إنما صلى الله عليه وسلم قال في الفاتحة أفضل، وفي آية الكرسي سيدة لسر؛ وهو أن الجامع بين فنون الفضل وأنواعها الكثيرة يسمى أفضل، فإن الفضل هو الزيادة، والأفضل هو الأزيد، وأما السؤدد فهو رسوخ معنى الشرف الذي يقتضي الاستتباع ويأبى التبعية والفاتحة تتضمن التنبيه على معان كثيرة ومعارف مختلفة، فكانت أفضل وآية الكرسي تشتمل على المعرفة العظمى، التي هي المقصودة المتبوعة التي يتبعها سائر المعارف؛ فكان اسم "السيد" بها أليق. انتهى.
ثم قال في حديث ((قلب القرآن يس)): إن ذلك لأن الإيمان صحته بالاعتراف بالحشر والنشر، وهو مقرر في هذه السورة بأبلغ وجه، فجعلت قلب القرآن لذلك. واستحسنه الإمام فخر الدين.
- وقال النسفي: يمكن أن يقال إن هذه السورة ليس فيها إلا تقرير الأصول الثلاثة: الوحدانية، والرسالة، والحشر، وهو القدر الذي يتعلق بالقلب والجنان، وأما الذي باللسان وبالأركان ففي غير هذه السورة، فلما كان فيها أعمال القلب لا غير سماها قلبا؛ ولهذا أمر بقراءتها عند المحتضر لأن في ذلك الوقت يكون اللسان ضعيف القوة، والأعضاء ساقطة لكن القلب قد أقبل على الله تعالى، ورجع عما سواه؛ فيقرأ عنده ما يزداد به قوة في قلبه ويشتد تصديقه بالأصول الثلاثة. انتهى.
واختلف الناس في معنى كون سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن:
= فقيل: كأنه صلى الله عليه وسلم سمع شخصا يكررها تكرار من "يقرأ ثلث القرآن" فخرج الجواب على هذا.
وفيه بعد عن ظاهر الحديث وسائر طرق الحديث ترده.
= وقيل: لأن القرآن يشتمل على قصص وشرائع وصفات، وسورة الإخلاص كلها صفات؛ فكانت ثلثا بهذا الاعتبار.
= وقال الغزالي في الجواهر: معارف القرآن المهمة ثلاثة: معرفة التوحيد، والصراط المستقيم، والآخرة ، وهي مشتملة على الأول فكانت ثلثا.
وقال أيضا فيما نقله عنه الرازي: القرآن مشتمل على البراهين القاطعة على وجود الله تعالى ووحدانيته وصفاته؛ إما صفات الحقيقة، وإما صفات الفعل، وإما صفات الحكم.. فهذه ثلاثة أمور وهذه السورة تشتمل على صفات الحقيقة فهي ثلث.
= وقال الخويي: المطالب التي في القرآن معظمها الأصول الثلاثة التي بها يصح الإسلام ويحصل الإيمان؛ وهي معرفة الله والاعتراف بصدق رسوله واعتقاد القيام بين يدي الله تعالى؛ فإن من عرف أن الله واحد، وأن النبي صلى الله عليه وسلم صادق، وأن الدين واقع صار مؤمنا حقا ومن أنكر شيئا منها كفر قطعا، وهذه السورة تفيد الأصل الأول فهي ثلث القرآن من هذا الوجه.
= وقال غيره: القرآن قسمان: خبر وإنشاء، والخبر قسمان: خبر عن الخالق، وخبر عن المخلوق؛ فهذه ثلاثة أثلاث وسورة الإخلاص أخلصت الخبر عن الخالق فهي بهذا الاعتبار ثلث، وقيل تعدل في الثواب، وهو الذي يشهد له ظاهر الحديث والأحاديث الواردة في سورة الزلزلة والنصر والكافرين. لكن ضعف ابن عقيل ذلك، وقال: لا يجوز أن يكون المعنى فله أجر ثلث القرآن، لقوله ((من قرأ القرآن فله بكل حرف عشر حسنات)).
= قال ابن عبد البر: السكوت في هذه المسألة أفضل من الكلام فيها وأسلم. ثم أسند إلى إسحاق بن منصور: قلت لأحمد بن حنبل: قوله: {قل هو الله أحد} تعدل ثلث القرآن ما وجهه؟ فلم يقل لي فيها على أمر، وقال لي إسحاق بن راهويه معناه أن: الله لما فضل كلامه على سائر الكلام، جعل لبعضه أيضا فضلا في الثواب، لمن قرأه تحريضا على تعليمه، لا أن من قرأ {قل هو الله أحد} ثلاث مرات كان كمن قرأ القرآن جميعه! هذا لا يستقيم، ولو قرأها مائتي مرة.
قال ابن عبد البر: فهذان إمامان بالسنة ما قاما ولا قعدا في هذه المسألة.
= وقال ابن الميلق في حديث إن الزلزلة نصف القرآن: لأن أحكام القرآن تنقسم إلى أحكام الدنيا وأحكام الآخرة، وهذه السورة تشتمل على أحكام
الآخرة كلها إجمالا، وزادت على القارعة بإخراج الأثقال وتحديث الأخبار.
وأما تسميتها في الحديث الآخر "ربعا" فلأن الإيمان بالبعث ربع الإيمان في الحديث الذي رواه الترمذي: ((لا يؤمن عبد حتى يؤمن بأربع: يشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله بعثني بالحق، ويؤمن بالموت، ويؤمن بالبعث بعد الموت، ويؤمن بالقدر)) فاقتضى هذا الحديث أن الإيمان بالبعث الذي قررته هذه السورة ربع الإيمان الكامل الذي دعا إليه القرآن.
وقال أيضا في سر كون {ألهاكم} تعدل ألف آية: إن القرآن ستة آلاف آية ومائتا آية وكسر، فإذا تركنا الكسر كان الألف سدس القرآن، وهذه السورة تشتمل على سدس مقاصد القرآن؛ فإنها فيما ذكره الغزالي ستة: ثلاث مهمة، وثلاث متمة.. وتقدمت، وأحدها: معرفة الآخرة المشتمل عليه السورة، والتعبير عن هذا المعنى بألف آية أفخم وأجل وأضخم من التعبير بالسدس.
وقال أيضا في سر كون سورة الكافرين ربعا وسورة الإخلاص ثلثا مع أن كلا منهما يسمى الإخلاص أن سورة الإخلاص اشتملت من صفات الله على ما لم تشتمل عليه الكافرون.
وأيضا فالتوحيد إثبات إلهية المعبود، وتقديسه، ونفي إلهية ما سواه، وقد صرحت الإخلاص بالإثبات والتقديس ولوحت إلى نفي عبادة غيره، والكافرون صرحت بالنفي ولوحت بالإثبات والتقديس؛ فكان بين الرتبتين من التصريحين والتلويحين ما بين الثلث والربع. انتهى.
تذنيب
ذكر كثيرون في أثر أن الله جمع علوم الأولين والآخرين في الكتب الأربعة وعلومها في القرآن وعلومه في الفاتحة فزادوا علوم الفاتحة في البسملة وعلوم البسملة في بائها، ووجه بأن المقصود من كل العلوم وصول العبد إلى الرب وهذه الباء باء الإلصاق فهي تلصق العبد بجناب الرب وذلك كمال المقصود. ذكره الإمام الرازي وابن النقيب في تفسيرهما). [الإتقان في علوم القرآن: 6/2139-2158]