Hadits Membenci Ayah itu Kafir
Penjelasan tentang Hadits yang menyatakan bahwa Membenci Ayah itu Kafir
Penjelasan tentang Hadits yang menyatakan bahwa Membenci Ayah itu Kafir
أَنَّ عِرَاكَ بْنَ مَالِكٍ ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " لا تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ أَبِيهِ فَإِنَّهُ كُفْرٌ
*****
فتح الباري شرح صحيح البخاري
أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
Juz 12, hlm. 55
مسألة: التحليل الموضوعي
6386 حدثنا أصبغ بن الفرج حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو عن جعفر بن ربيعة عن عراك عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا ترغبوا عن آبائكم فمن رغب عن أبيه فهو كفر
الحاشية رقم: 1
قوله : ( أخبرني عمرو ) هو ابن الحارث ، وعراك بكسر المهملة وتخفيف الراء وآخره كاف ، هو ابن مالك .
قوله : ( عن أبي هريرة ) في رواية مسلم عن هارون بن سعيد عن ابن وهب بسنده إلى عراك أنه سمع أبا هريرة .
قوله : ( لا ترغبوا عن آبائكم فمن رغب عن أبيه فهو كفر ) كذا للأكثر وكذا لمسلم ، ووقع للكشميهني " فقد كفر " ، وسيأتي في " باب رجم الحبلى من الزنا " في حديث عمر الطويل " لا ترغبوا [ ص: 56 ] عن آبائكم فهو كفر بربكم " .
قال ابن بطال : ليس معنى هذين الحديثين أن من اشتهر بالنسبة إلى غير أبيه أن يدخل في الوعيد كالمقداد بن الأسود ، وإنما المراد به من تحول عن نسبته لأبيه إلى غير أبيه عالما عامدا مختارا ، وكانوا في الجاهلية لا يستنكرون أن يتبنى الرجل ولد غيره ويصير الولد ينسب إلى الذي تبناه حتى نزل قوله تعالى : ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله وقوله سبحانه وتعالى : وما جعل أدعياءكم أبناءكم فنسب كل واحد إلى أبيه الحقيقي وترك الانتساب إلى من تبناه ، لكن بقي بعضهم مشهورا بمن تبناه فيذكر به لقصد التعريف لا لقصد النسب الحقيقي ، كالمقداد بن الأسود ، وليس الأسود أباه ، وإنما كان تبناه ، واسم أبيه الحقيقي عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة البهراني ، وكان أبوه حليف كندة فقيل له الكندي ، ثم حالف هو الأسود بن عبد يغوث الزهري فتبنى المقداد فقيل له ابن الأسود . انتهى ملخصا موضحا .
قال : وليس المراد بالكفر حقيقة الكفر التي يخلد صاحبها في النار ، وبسط القول في ذلك ، وقد تقدم توجيهه في مناقب قريش وفي كتاب الإيمان في أوائل الكتاب .
وقال بعض الشراح : سبب إطلاق الكفر هنا أنه كذب على الله ، كأنه يقول خلقني الله من ماء فلان ، وليس كذلك لأنه إنما خلقه من غيره ، واستدل به على أن قوله في الحديث الماضي قريبا : ابن أخت القوم من أنفسهم و مولى القوم من أنفسهم ليس على عمومه ؛ إذ لو كان على عمومه لجاز أن ينسب إلى خاله مثلا وكان معارضا لحديث الباب المصرح بالوعيد الشديد لمن فعل ذلك ، فعرف أنه خاص ، والمراد به أنه منهم في الشفقة والبر والمعاونة ونحو ذلك .
*****
( لا ترغبوا عن آبائكم ، فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم ) .
دليله قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه – في تكملة الحديث السابق - : ( ثُمَّ إِنَّا كُنَّا نَقْرَأُ فِيمَا نَقْرَأُ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ : " أَنْ لاَ تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ ، فَإِنَّهُ كُفْرٌ بِكُمْ أَنْ تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ ، أَوْ إِنَّ كُفْرًا بِكُمْ أَنْ تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ " ) رواه البخاري (6830) ومسلم (1691) .
يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" قوله : ( ثم إنا كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله ) أي : مما نسخت تلاوته ، قوله : ( لا ترغبوا عن آبائكم ) ، أي : لا تنتسبوا إلى غيرهم " انتهى.
قال النووي في شرحه على مسلم:
"... وَأَمَّا قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( فِيمَنْ اِدَّعَى لِغَيْرِ أَبِيهِ وَهُوَ يَعْلَم أَنَّهُ غَيْر أَبِيهِ ، كَفَرَ )
فَقِيلَ : فِيهِ تَأْوِيلَانِ :
أَحَدُهُمَا أَنَّهُ فِي حَقّ الْمُسْتَحِلِّ .
وَالثَّانِي : أَنَّهُ كُفْر النِّعْمَة وَالْإِحْسَان وَحَقّ اللَّه تَعَالَى ، وَحَقّ أَبِيهِ ، وَلَيْسَ الْمُرَاد الْكُفْر الَّذِي يُخْرِجهُ مِنْ مِلَّة الْإِسْلَام . وَهَذَا كَمَا قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( يَكْفُرْنَ ) ، ثُمَّ فَسَّرَهُ بِكُفْرَانِهِنَّ الْإِحْسَان وَكُفْرَانِ الْعَشِير . وَمَعْنَى اِدَّعَى لِغَيْرِ أَبِيهِ أَيْ اِنْتَسَبَ إِلَيْهِ ، وَاِتَّخَذَهُ أَبًا .
وَقَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَهُوَ يَعْلَم )
تَقْيِيد لَا بُدَّ مِنْهُ فَإِنَّ الْإِثْم إِنَّمَا يَكُون فِي حَقّ الْعَالِم بِالشَّيْءِ..."
وقال :
"...قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( اِثْنَتَانِ فِي النَّاس هُمَا بِهِمْ كُفْرٌ : الطَّعْنُ فِي النَّسَب ، وَالنِّيَاحَةُ عَلَى الْمَيِّتِ )
وَفِيهِ أَقْوَال أَصَحُّهَا أَنَّ
مَعْنَاهُ هُمَا مِنْ أَعْمَال الْكُفَّار وَأَخْلَاق الْجَاهِلِيَّة .
وَالثَّانِي : أَنَّهُ يُؤَدِّي إِلَى الْكُفْر .
وَالثَّالِث : أَنَّهُ كُفْرُ النِّعْمَةِ وَالْإِحْسَانِ .
وَالرَّابِعُ : أَنَّ ذَلِكَ فِي الْمُسْتَحِلِّ .
وَفِي هَذَا الْحَدِيث تَغْلِيظُ تَحْرِيمِ الطَّعْنِ فِي النَّسَب وَالنِّيَاحَةِ . وَقَدْ جَاءَ فِي كُلّ وَاحِد مِنْهُمَا نُصُوصٌ مَعْرُوفَةٌ . وَاَللَّه أَعْلَم ..."
***
• وآية فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم ...!!
» مجمع الزوائد / ج: 1 ص: 97 :
وعن أيوب بن عدي بن عدي عن أبيه أو عمه أن مملوكاً كان يقال له كيسان فسمى نفسه قيساً وادعى إلى مولاه ولحق بالكوفة فركب أبوه إلى عمر بن الخطاب فقال ياأمير المؤمنين ابني ولد على فراشي وادعى ثم رغب عني وادعى إلى مولاي ومولاه فقال عمر لزيد بن ثابت أما تعلم أنا كنا نقرأ لاترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم ؟ فقال زيد بلى فقال عمر بن الخطاب انطلق فاقرن ابنك إلى بعيرك ثم إنطلق فاضرب بعيرك سوطاً وابنك سوطاً حتى تأتي به أهلك . رواه الطبراني في الكبير وأيوب بن عدي وأبوه أو عمه لم أر من ذكرهما .
» كنز العمال / ج: 2 ص: 596 :
4818 ـ عن عمر قال : كنا نقرأ لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم ، [ أو إن كفراً بكم ] أن ترغبوا عن آبائكم . ( الكجي في سننه ) .
» كنز العمال / ج: 6 ص: 208 :
15371 ـ عن عدي بن عدي عن أبيه قال : قال عمر كنا نقرأ فيما نقرأ لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم ، ثم قال لزيد بن ثابت : أكذلك يا زيد ؟ قال : نعم . ( عب ط وأبو عبيد في فضائله وابن راهويه ورستة في الإيمان طب ) .
15372 ـ عن عدي بن عدي بن عميرة بن فروة عن أبيه عن جده أن عمر بن الخطاب قال لأبي : أو ليس كنا نقرأ من كتاب الله أن انتفاءكم من آبائكم كفر بكم ؟ فقال : بلى ، ثم قال : أو ليس كنا نقرأ الولد للفراش وللعاهر الحجر فقد فيما فقدنا من كتاب الله ؟ قال : بلى .
***
3 ـ آية لا ترغبوا عن آبائكم
مضافاً الى ما تقدم في صحيح البخاري ج 8 ص 24 وغيره ، فقد روى الهيثمي في مجمع الزوائد ج 1 ص 97 ( وعن أيوب بن عدي بن عدي عن أبيه أو عمه أن مملوكاً كان يقال له كيسان فسمى نفسه قيساً وادعى الى مولاه ولحق بالكوفة ، فركب أبوه الى عمر بن الخطاب فقال : يا أمير المؤمنين ابني ولد على فراشي ، ثم رغب عني وادعى الى مولاي ومولاه ! فقال عمر لزيد بن ثابت : أما تعلم أنا كنا نقرأ : لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم ؟ فقال زيد بلى ، فقال عمر بن الخطاب : إنطلق فاقرن ابنك الى بعيرك ثم انطلق فاضرب بعيرك سوطاً وابنك سوطاً حتى تأتي به أهلك ! رواه الطبراني في الكبير ، وأيوب بن عدي وأبوه أو عمه لم أر من ذكرهما .
وعن عبدالله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من ادعى الى غير أبيه لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من قدر سبعين عاماً ـ أو من مسيرة سبعين عاماً ـ قلت رواه ابن ماجه إلا أنه قال من مسيرة خمسمائة عام ـ رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح ) .
ورواه في كنز العمال ج 2 ص 480 وص 567 وج 5 ص 428 ـ 433 بعدة روايات ، وفي ص 429 ( .. ألا وإنا قد كنا نقرأ : لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم ـ عب ، ش ، حم ، والعدني ، والدارمي خ م د ت ن هـ ، وابن الجارود وابن جرير وأبو عوانة ، حب ، ق ) وروى مالك بعضه. ثم رواه في ص649 بعدة روايات وقال في رموزها ( مالك والشافعي وابن سعد والعدني ، حل ، ق ـ مالك وابن سعد ومسدد ، ك ـ عب ـ ابن الضريس ) .
وفي ج 2 ص 596 ( عن عمر قال : كنا نقرأ لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم، أو إن كفراً بكم أن ترغبوا عن آبائكم ـ الكجي في سننه ) .
وفي ج 6 ص 208 ( عن عدي بن عدي بن عميرة بن فروة عن أبيه عن جده أن عمر بن الخطاب قال لأبي : أو ليس كنا نقرأ من كتاب الله أن انتفاءكم من آبائكم كفر بكم ؟ فقال بلى ، ثم قال : أو ليس كنا نقرأ الولد للفراش وللعاهر الحجر ، فُقِدَ فيما فقدنا من كتاب الله ؟ قال بلى ـ ابن عبد البر في التمهيد ) كما روى استشهاد الخليفة على قوله بزيد بن ثابت ... وقال في مصادره ( عب ، ط ، وأبو عبيد في فضائله ، وابن راهويه ، ورستة في الايمان ، طب ) .
***
القرآن الكريم - تفسير ابن عاشور - تفسير سورة البقرة
۞ مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ۗ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106
وقد قسموا نسخ أدلة الأحكام ومدلولاتها إلى أقسام : نسخ التلاوة والحكم معاً وهو الأصل ومثلوه بما روى عن أبي بكر كان فيما أنزل لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم ، ونسخ الحكم وبقاء التلاوة وهذا واقع لأن إبقاء التلاوة يقصد منه بقاء الإعجاز ببلاغة الآية ومثاله آية : { إن يكن منكم عشرون صابرون } [ الأنفال : 65 ] إلى آخر الآيات . ونسخ التلاوة وبقاء الحكم ومثلوه بما روي عن عمر : كان فيما يتلى الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما وعندي أنه لا فائدة في نسخ التلاوة وبقاء الحكم وقد تأولوا قول عمر كان فيما يتلى أنه كان يتلى بين الناس تشهيراً بحكمه . وقد كان كثير من الصحابة يرى أن الآية إذا نسخ حكمها لا تبقى كتابتها في المصحف ففي البخاري في التفسير قال ابن الزبير قلت لعثمان : { والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً } [ البقرة : 234 ] نسختها الآية الأخرى فلم تكتبها قال : يا ابن أخي لا أغير شيئاً منه من مكانه .
أَنَّ عِرَاكَ بْنَ مَالِكٍ ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " لا تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ أَبِيهِ فَإِنَّهُ كُفْرٌ
*****
فتح الباري شرح صحيح البخاري
أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
Juz 12, hlm. 55
مسألة: التحليل الموضوعي
6386 حدثنا أصبغ بن الفرج حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو عن جعفر بن ربيعة عن عراك عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا ترغبوا عن آبائكم فمن رغب عن أبيه فهو كفر
الحاشية رقم: 1
قوله : ( أخبرني عمرو ) هو ابن الحارث ، وعراك بكسر المهملة وتخفيف الراء وآخره كاف ، هو ابن مالك .
قوله : ( عن أبي هريرة ) في رواية مسلم عن هارون بن سعيد عن ابن وهب بسنده إلى عراك أنه سمع أبا هريرة .
قوله : ( لا ترغبوا عن آبائكم فمن رغب عن أبيه فهو كفر ) كذا للأكثر وكذا لمسلم ، ووقع للكشميهني " فقد كفر " ، وسيأتي في " باب رجم الحبلى من الزنا " في حديث عمر الطويل " لا ترغبوا [ ص: 56 ] عن آبائكم فهو كفر بربكم " .
قال ابن بطال : ليس معنى هذين الحديثين أن من اشتهر بالنسبة إلى غير أبيه أن يدخل في الوعيد كالمقداد بن الأسود ، وإنما المراد به من تحول عن نسبته لأبيه إلى غير أبيه عالما عامدا مختارا ، وكانوا في الجاهلية لا يستنكرون أن يتبنى الرجل ولد غيره ويصير الولد ينسب إلى الذي تبناه حتى نزل قوله تعالى : ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله وقوله سبحانه وتعالى : وما جعل أدعياءكم أبناءكم فنسب كل واحد إلى أبيه الحقيقي وترك الانتساب إلى من تبناه ، لكن بقي بعضهم مشهورا بمن تبناه فيذكر به لقصد التعريف لا لقصد النسب الحقيقي ، كالمقداد بن الأسود ، وليس الأسود أباه ، وإنما كان تبناه ، واسم أبيه الحقيقي عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة البهراني ، وكان أبوه حليف كندة فقيل له الكندي ، ثم حالف هو الأسود بن عبد يغوث الزهري فتبنى المقداد فقيل له ابن الأسود . انتهى ملخصا موضحا .
قال : وليس المراد بالكفر حقيقة الكفر التي يخلد صاحبها في النار ، وبسط القول في ذلك ، وقد تقدم توجيهه في مناقب قريش وفي كتاب الإيمان في أوائل الكتاب .
وقال بعض الشراح : سبب إطلاق الكفر هنا أنه كذب على الله ، كأنه يقول خلقني الله من ماء فلان ، وليس كذلك لأنه إنما خلقه من غيره ، واستدل به على أن قوله في الحديث الماضي قريبا : ابن أخت القوم من أنفسهم و مولى القوم من أنفسهم ليس على عمومه ؛ إذ لو كان على عمومه لجاز أن ينسب إلى خاله مثلا وكان معارضا لحديث الباب المصرح بالوعيد الشديد لمن فعل ذلك ، فعرف أنه خاص ، والمراد به أنه منهم في الشفقة والبر والمعاونة ونحو ذلك .
*****
( لا ترغبوا عن آبائكم ، فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم ) .
دليله قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه – في تكملة الحديث السابق - : ( ثُمَّ إِنَّا كُنَّا نَقْرَأُ فِيمَا نَقْرَأُ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ : " أَنْ لاَ تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ ، فَإِنَّهُ كُفْرٌ بِكُمْ أَنْ تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ ، أَوْ إِنَّ كُفْرًا بِكُمْ أَنْ تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ " ) رواه البخاري (6830) ومسلم (1691) .
يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" قوله : ( ثم إنا كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله ) أي : مما نسخت تلاوته ، قوله : ( لا ترغبوا عن آبائكم ) ، أي : لا تنتسبوا إلى غيرهم " انتهى.
قال النووي في شرحه على مسلم:
"... وَأَمَّا قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( فِيمَنْ اِدَّعَى لِغَيْرِ أَبِيهِ وَهُوَ يَعْلَم أَنَّهُ غَيْر أَبِيهِ ، كَفَرَ )
فَقِيلَ : فِيهِ تَأْوِيلَانِ :
أَحَدُهُمَا أَنَّهُ فِي حَقّ الْمُسْتَحِلِّ .
وَالثَّانِي : أَنَّهُ كُفْر النِّعْمَة وَالْإِحْسَان وَحَقّ اللَّه تَعَالَى ، وَحَقّ أَبِيهِ ، وَلَيْسَ الْمُرَاد الْكُفْر الَّذِي يُخْرِجهُ مِنْ مِلَّة الْإِسْلَام . وَهَذَا كَمَا قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( يَكْفُرْنَ ) ، ثُمَّ فَسَّرَهُ بِكُفْرَانِهِنَّ الْإِحْسَان وَكُفْرَانِ الْعَشِير . وَمَعْنَى اِدَّعَى لِغَيْرِ أَبِيهِ أَيْ اِنْتَسَبَ إِلَيْهِ ، وَاِتَّخَذَهُ أَبًا .
وَقَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَهُوَ يَعْلَم )
تَقْيِيد لَا بُدَّ مِنْهُ فَإِنَّ الْإِثْم إِنَّمَا يَكُون فِي حَقّ الْعَالِم بِالشَّيْءِ..."
وقال :
"...قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( اِثْنَتَانِ فِي النَّاس هُمَا بِهِمْ كُفْرٌ : الطَّعْنُ فِي النَّسَب ، وَالنِّيَاحَةُ عَلَى الْمَيِّتِ )
وَفِيهِ أَقْوَال أَصَحُّهَا أَنَّ
مَعْنَاهُ هُمَا مِنْ أَعْمَال الْكُفَّار وَأَخْلَاق الْجَاهِلِيَّة .
وَالثَّانِي : أَنَّهُ يُؤَدِّي إِلَى الْكُفْر .
وَالثَّالِث : أَنَّهُ كُفْرُ النِّعْمَةِ وَالْإِحْسَانِ .
وَالرَّابِعُ : أَنَّ ذَلِكَ فِي الْمُسْتَحِلِّ .
وَفِي هَذَا الْحَدِيث تَغْلِيظُ تَحْرِيمِ الطَّعْنِ فِي النَّسَب وَالنِّيَاحَةِ . وَقَدْ جَاءَ فِي كُلّ وَاحِد مِنْهُمَا نُصُوصٌ مَعْرُوفَةٌ . وَاَللَّه أَعْلَم ..."
***
• وآية فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم ...!!
» مجمع الزوائد / ج: 1 ص: 97 :
وعن أيوب بن عدي بن عدي عن أبيه أو عمه أن مملوكاً كان يقال له كيسان فسمى نفسه قيساً وادعى إلى مولاه ولحق بالكوفة فركب أبوه إلى عمر بن الخطاب فقال ياأمير المؤمنين ابني ولد على فراشي وادعى ثم رغب عني وادعى إلى مولاي ومولاه فقال عمر لزيد بن ثابت أما تعلم أنا كنا نقرأ لاترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم ؟ فقال زيد بلى فقال عمر بن الخطاب انطلق فاقرن ابنك إلى بعيرك ثم إنطلق فاضرب بعيرك سوطاً وابنك سوطاً حتى تأتي به أهلك . رواه الطبراني في الكبير وأيوب بن عدي وأبوه أو عمه لم أر من ذكرهما .
» كنز العمال / ج: 2 ص: 596 :
4818 ـ عن عمر قال : كنا نقرأ لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم ، [ أو إن كفراً بكم ] أن ترغبوا عن آبائكم . ( الكجي في سننه ) .
» كنز العمال / ج: 6 ص: 208 :
15371 ـ عن عدي بن عدي عن أبيه قال : قال عمر كنا نقرأ فيما نقرأ لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم ، ثم قال لزيد بن ثابت : أكذلك يا زيد ؟ قال : نعم . ( عب ط وأبو عبيد في فضائله وابن راهويه ورستة في الإيمان طب ) .
15372 ـ عن عدي بن عدي بن عميرة بن فروة عن أبيه عن جده أن عمر بن الخطاب قال لأبي : أو ليس كنا نقرأ من كتاب الله أن انتفاءكم من آبائكم كفر بكم ؟ فقال : بلى ، ثم قال : أو ليس كنا نقرأ الولد للفراش وللعاهر الحجر فقد فيما فقدنا من كتاب الله ؟ قال : بلى .
***
3 ـ آية لا ترغبوا عن آبائكم
مضافاً الى ما تقدم في صحيح البخاري ج 8 ص 24 وغيره ، فقد روى الهيثمي في مجمع الزوائد ج 1 ص 97 ( وعن أيوب بن عدي بن عدي عن أبيه أو عمه أن مملوكاً كان يقال له كيسان فسمى نفسه قيساً وادعى الى مولاه ولحق بالكوفة ، فركب أبوه الى عمر بن الخطاب فقال : يا أمير المؤمنين ابني ولد على فراشي ، ثم رغب عني وادعى الى مولاي ومولاه ! فقال عمر لزيد بن ثابت : أما تعلم أنا كنا نقرأ : لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم ؟ فقال زيد بلى ، فقال عمر بن الخطاب : إنطلق فاقرن ابنك الى بعيرك ثم انطلق فاضرب بعيرك سوطاً وابنك سوطاً حتى تأتي به أهلك ! رواه الطبراني في الكبير ، وأيوب بن عدي وأبوه أو عمه لم أر من ذكرهما .
وعن عبدالله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من ادعى الى غير أبيه لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من قدر سبعين عاماً ـ أو من مسيرة سبعين عاماً ـ قلت رواه ابن ماجه إلا أنه قال من مسيرة خمسمائة عام ـ رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح ) .
ورواه في كنز العمال ج 2 ص 480 وص 567 وج 5 ص 428 ـ 433 بعدة روايات ، وفي ص 429 ( .. ألا وإنا قد كنا نقرأ : لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم ـ عب ، ش ، حم ، والعدني ، والدارمي خ م د ت ن هـ ، وابن الجارود وابن جرير وأبو عوانة ، حب ، ق ) وروى مالك بعضه. ثم رواه في ص649 بعدة روايات وقال في رموزها ( مالك والشافعي وابن سعد والعدني ، حل ، ق ـ مالك وابن سعد ومسدد ، ك ـ عب ـ ابن الضريس ) .
وفي ج 2 ص 596 ( عن عمر قال : كنا نقرأ لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم، أو إن كفراً بكم أن ترغبوا عن آبائكم ـ الكجي في سننه ) .
وفي ج 6 ص 208 ( عن عدي بن عدي بن عميرة بن فروة عن أبيه عن جده أن عمر بن الخطاب قال لأبي : أو ليس كنا نقرأ من كتاب الله أن انتفاءكم من آبائكم كفر بكم ؟ فقال بلى ، ثم قال : أو ليس كنا نقرأ الولد للفراش وللعاهر الحجر ، فُقِدَ فيما فقدنا من كتاب الله ؟ قال بلى ـ ابن عبد البر في التمهيد ) كما روى استشهاد الخليفة على قوله بزيد بن ثابت ... وقال في مصادره ( عب ، ط ، وأبو عبيد في فضائله ، وابن راهويه ، ورستة في الايمان ، طب ) .
***
القرآن الكريم - تفسير ابن عاشور - تفسير سورة البقرة
۞ مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ۗ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106
وقد قسموا نسخ أدلة الأحكام ومدلولاتها إلى أقسام : نسخ التلاوة والحكم معاً وهو الأصل ومثلوه بما روى عن أبي بكر كان فيما أنزل لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم ، ونسخ الحكم وبقاء التلاوة وهذا واقع لأن إبقاء التلاوة يقصد منه بقاء الإعجاز ببلاغة الآية ومثاله آية : { إن يكن منكم عشرون صابرون } [ الأنفال : 65 ] إلى آخر الآيات . ونسخ التلاوة وبقاء الحكم ومثلوه بما روي عن عمر : كان فيما يتلى الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما وعندي أنه لا فائدة في نسخ التلاوة وبقاء الحكم وقد تأولوا قول عمر كان فيما يتلى أنه كان يتلى بين الناس تشهيراً بحكمه . وقد كان كثير من الصحابة يرى أن الآية إذا نسخ حكمها لا تبقى كتابتها في المصحف ففي البخاري في التفسير قال ابن الزبير قلت لعثمان : { والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً } [ البقرة : 234 ] نسختها الآية الأخرى فلم تكتبها قال : يا ابن أخي لا أغير شيئاً منه من مكانه .