Tauhid Asyariah dan Wahabi (2)
Tauhid Asyariah dan Wahabi (2)
Allah Ada tanpa tempat dan arah: Kutipan dari ulama madzhab empat
Tauhid Asyariah dan Wahabi (2)
Allah Ada tanpa tempat dan arah: Kutipan dari ulama madzhab empat
Baca juga:
Beda Akidah Ahlussunnah dan Wahabi Salafi (1)
Beda Akidah Ahlussunnah dan Wahabi Salafi (2)
Beda Akidah Ahlussunnah dan Wahabi Salafi (3)
Beda Akidah Ahlussunnah dan Wahabi Salafi (4)
Beda Akidah Ahlussunnah dan Wahabi Salafi (5)
- وقال أيضا ما نصه (1): "واعلموا أن مذهب أهل الحق: أن الرب سبحانه وتعالى يتقدس عن شغل حيز، ويتنزه عن الاختصاص بجهة.
وذهبت المشبهة إلى أنه مختص بجهة فوق، ثم افترقت ءاراؤهم بعد الاتفاق منهم على إثبات الجهة، فصار غلاة المشبهة إلى أن الرب تعالى مماس للصفحة العليا من العرش وهو مماسه، وجوزوا عليه التحول والأنتقال وتبدل الجهات والحركات والسكنات، وقد حكينا جملا من فضائح مذهبهم فيما تقدم" اهـ.
56- وقال الفقيه المتكلم أبو سعيد المتولي الشافعي الأشعري (478 هـ) أحد أصحاب الوجوه في المذهب الشافعي ما نصه (2): (ثبت بالدليل أنه لا يجوز أن يوصف ذاته- تعالى- بالحوادث، ولأن الجوهر متحيز، والحق تعالى لا يجوز أن يكون متحيزا" اهـ.
57- وقال أيضا ما نصه (3): "والغرض من هذا الفصل نفي الحاجة إلى المحل والجهة خلافا للكرامية والحشوية الذين قالوا:" إن لله جهة فوق" اهـ
58- وقال اللغوي أبو القاسم الحسين بن محمد المشهور بالراغب الأصفهاني (552 هـ) ما نصه (4): وقرب الله تعالى من العبد هو بالإفضال عليه والفيض لا بالمكان" اهـ.
59- وقال الشيخ أبو حامد محمد بن محمد الغزالي الشافعي الاشعري (505 هـ) ما نصه (5): " (تعالى- أي الله- عن أن يحويه مكان، كما تقدس عن أن يحده زمان، بل كان قبل أن خلق الزمان والمكان وهو الان على ما عليه كان " اهـ.
60- وقال أيضا في كتابه "إحياء علوم الدين) ما نصه (6): "الأصل السابع: العلم بأن الله تعالى منزه الذات عن الاختصاص بالجهات، فإن الجهة إما فوق وإما أسفل وإما يمين وإما شمال أو قدّام أو خلف، وهذه الجهات هو الذي خلقها وأحدثها بواسطة خلق الإنسان إذ خلق له طرفين أحدهما يعتمد على الأرض ويسمى رجلا، والاخر يقابله ويسمى رأسا، فحدث اسم الفوق لما يلي جهة الرأس واسم السفل لما يلي جهة الرِّجل، حتى إن النملة التي تدب منكسة تحت السقف تنقلب جهة الفوق في حقها تحت وإن كان في حقنا فوقًا. وخلق للإنسان اليدين وإحداهما أقوى من الأخرى في الغالب، فحدث اسم اليمين للأقوى واسم الشمال لما يقابله وتسمى الجهة التي تلي اليمين يمينا والأخرى شمالا، وخلق له جانبين يبصر من أحدهما ويتحرّك إليه فحدث اسم القدّام للجهة التي يتقدم إليها بالحركة واسم الخلف لما يقابلها، فالجهات حادثة بحدوث الإنسان. ثم قال: "فكيف كان في الأزل مختصًا بجهة والجهة حادثة؟ أو كيف صار مختصا بجهة بعد أن لم يكن له؟ أبأن خلق العالم فوقه، ويتعالى عن أن يكون له فوق إذ تعالى أن يكون له رأس، والفوق عبارة عما يكون جهة الرأس، أو خلق العالم تحته، فتعالى عن أن يكون له تحت إذ تعالى عن أن يكون له رجل والتحت عبارة عما يلي جهة الرّجل: وكل ذلك مما يستحيل في العقل ولأن المعقول من كونه مختصّا بجهة أنه مختص بحيز اختصاص الجواهر أو مختص بالجواهر اختصاص العرض، وقد ظهر استحالة كونه جوهرا أو عرضا فاستحال كونه مختصًا بالجهة: وإن اريد بالجهة غير هذين المعنيين كان غلطا في الاسم مع المساعدة على المعنى ولأنه لو كان فوق العالم لكان محاذيا له، وكل محاذ لجسم فإما أن يكون مثله أو أصغر منه أو أكبر وكل ذلك تقدير محوج بالضرورة إلى مقدّر ويتعالى عنه الخالق الواحد المدبّر، فأما رفع الأيدي عند السؤال إلى جهة السماء فهو لأنها قبلة الدعاء، وفيه أيضا اشاره إلى ما هو وصف للمدعو من الجلال و الكبرياء تنبيها بقصد جهة العلو على صفة المجد والعلاء، فإنه تعالى فوق كل موجود بالقهر والاستيلاء" اهـ.
61- وقال (7) لسان المتكلمين الشيخ أبو المعين ميمون بن محمد النسفي (توفي 508 هـ) مانصه "القول بالمكان – اي في حق الله – منافيا للتوحيد" اهـ
62- وقال أيضا (7 مكرر): "إنا ثبتنا بالآية المحكمة التي لا تحتمل التأويل، وبالدلائل العقلية التي لا احتمال فيها أن تمكنه- سبحانه- في مكان مخصوص أو الأمكنة كلها محال " اهـ.
63- وقال الإمام أبو القاسم سليمان (سلمان) بن ناصر الأنصاري النيسابوري (512 هـ) شارح كتاب "الإرشاد" لإمام الحرمين بعد كلام في الاستدلال على نفي التحيز في الجهة عن الله تعالى ما نصه (8): "ثم نقول سبيل التوصل إلى درك المعلومات الأدلة دون الأوهام، ورب أمر يتوصل العقل إلى ثبوته مع تقاعد الوهم عنه، وكيف يدرك العقل موجودا يحاذي العرش مع استحالة أن يكون مثل العرش في القدر أو دونه أو أكبر منه، وهذا حكم كل مختص بجهة" اهـ.
64- وقال أبو الوفاء علي بن عقيل البغدادي شيخ الحنابلة في زمانه (513 هـ) ما نصه (9): "تعالى الله أن يكون له صفة تشغل الأمكنة، هذا عين التجسيم، وليس الحق بذي أجزاء وأبعاض يعالج بها" اهـ.
65- وقال الشيخ أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم المعروف بابن القشيري (514هـ) الذي وصفه العلى عبد الرزاق الطبسي بامام الأئمة كما نقل ذلك الحافظ ابن عساكر في كتابه "تبيين كذب المفتري " ما نصه (10): "فالرب إذا موصوف بالعلو وفوقية الرتبة والعظمة منزه عن الكون في المكان " اهـ.
66- وقال القاضي الشيخ أبو الوليد محمد بن أحمد قاضي الجماعة بقرطبة المعروف بابن رشد الجد المالكي (520 هـ) ما نصه: "ليس- الله- في مكان، فقد كان قبل أن يخلق المكان) اهـ. ذكره ابن الحاج المالكي في كتابه "المدخل" (11).
67- وقال ابن رشد أيضا (12): " فلا يقال أين ولا كيف ولا متى لأنه خالق الزمان والمكان" اهـ.
68- وقال أيضا ما نصه (13): وإضافته- أي العرش- إلى الله تعالى إنما هو بمعنى التشريف له كما يقال: بيت الله وحرمه، لا أنه محل له وموضع لاستقراره" أ هـ.
وذكر ذلك أيضا الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه "فتح الباري (14) موافقا له ومقرا لكلامه.
69- وقال ابو الثناء محمود بن زيد اللاَّمشي الحنفي الماتريدي من علماء ما وراء النهر (كان حيا سنة 539 هـ) ما نصه (15): "ثم إن الصانع جل وعلا وعز لا يوصف بالمكان لما مر أنه لا مشابهة بينه تعالى وبين شىء من أجزاء العالم، فلو كان متمكنا بمكان لوقعت المشابهة بينه وبين المكان من حيث المقدار لأن المكان كل متمكن قدر ما يتمكن فيه. والمشابهة منتفية بين الله تعالى وبين شيء من أجزاء العالم لما ذكرنا من الدليل السمعي والعقلي، ولأن في القول بالمكان قولا بقدم المكان أو بحدوث البارىء تعالى، وكل ذلك محالُ، لأنه لو كان لم يزل في المكان لكان المكان قديم ازلي، ولو كان ولا مكان ثم خلق المكان وتمكن فيه لتغير عن حاله ولحدثت فيه صفة التمكن بعد أن لم تكن، وقبول الحوادث من أمارات الحدث، وهو على القدير محالٌ" اهـ.
70- وقال المحدث أبو حفص نجم الدين عمر بن محمد النسفي الحنفي (537 هـ) صاحب العقيدة المشهورة بـ "العقيدة النسفية " ما نصه (16): "والمحدث للعالم هو الله تعالى، لا يوصف بالماهية ولا بالكيفية ولا يتمكن في مكان " انتهى باختصار.
71- وقال أيضا ما نصه (17): "وقد وَرد الدليلُ السمعيُّ بايجاب رؤية المؤمنين اللهَ تعالى في دار الآخرة، فيُرى لا في مكان، ولا على جهة من مقابلة أو اتصال شعاع أو ثبوتِ مسافة بين الرائي وبين الله تعالى" اهـ.
72- وقال القاضي أبو بكر بن العربي المالكي . الأندلسي (543 هـ) ما نصه (18): "البارىء تعالى يتقدس عن ان يحد بالجهات أو تكتنفه الأقطار" اهـ.
73- وقال أيضا ما نصه (19): "إن الله سبحانه منزه عن الحركة والانتقال لأنه لا يحويه مكان كما لا يشتمل عليه زمان، ولا يشغل حيزا كما لا يدنو إلى مسافة بشىء، متقدس الذات عن الآفات منزه عن التغيير، وهذه عقيدة مستقرة في القلوب ثابتة بواضح الدليل" اهـ.
74- وقال أيضا ما نصه (20): "الله تعالى يتقدس عن أن يحد بالجهات "
75- وقال أيضا ما نصه (21): "وان علم الله لا يحل في مكان ولا ينتسب إلى جهة، كما أنه سبحانه كذلك، لكنه يعلم كل شىء في كل موضع وعلى كل حال، فما كان فهو بعلم الله لا يشذ عنه شىء ولا يعزب عن علمه موجود ولا معدوم، والمقصود من الخبر أن نسبة البارىء من الجهات إلى فوق كنسبته إلى تحت، إذ لا ينسب إلى الكون في واحدة منهما بذاته " اهـ.
76- وقال القاضي عياض بن موسى المالكي (544 ) ما نصه (22): "اعلم أن ما وقع من إضافة الدنو والقرب هنا من الله او إلى الله فليس بدنو مكان ولا قرب مدى، بل كما ذكرنا عن جعفر بن محمد الصادق: ليس بدنو حد، صفة المجد والعلاء، فإنه تعالى فوق كل موجود بالقهر والاستيلاء" اهـ.
77 - وقال الشيخ محمد بن عبد الكريم الشهرستاني الشافعي (548هـ) ما نصه (23): "فمذهب أهل الحق أن الله سبحانه لا يشبه شيئا من المخلوقات ولا يشبهه شىء منها بوجه من وجوه المشابهة والمماثلة"لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ" ( سورة الشورى/11). فليس البارىء سبحانه بجوهر ولا جسم ولا عرض ولا في مكان ولا في زمان " اهـ.
78- وقال الشيخ سراج الدين علي بن عثمان الأوشي الحنفي (569 هـ) مانصه (24):
"نسمي الله شيئا لا كالأشياء وذاتا عن الجهات الست خالي " اهـ
أي أن الله تعالى لا يحتاج إلى جهة ولا إلى مكان يحلُّ به لأنه خالق الأماكن والجهات. ومعنى الشىء: الثابت الوجود، قال الله تعالى:" قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللّهِ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ" (19) سورة الأنعام
79- وقال الحافظ المؤرخ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشهير بابن عساكر الدمشقي (571 هـ) (25) في بيان عقيدته التي هي عقيدة أبي الحسن الأشعري نقلا عن القاضي أبي المعالي بن عبد الملك ما نصه: "قالت النجارية: إن البارىء سبحانه بكل مكان من غير حلول ولا جهة. وقالت الحشوية والمجسمة: إنه سبحانه حالّ. في العرش وإن العرش مكان له وهو جالس عليه - وهي عقيدة ابن تيمية واتباعه الوهابية- فسلك طريقة بينهما فقال: كان ولا مكان فخلق العرش والكرسي ولم يحتج إلى مكان، وهو بعد خلق المكان كما كان قبل خلقه " اهـ.
80- وقال أيضا في تنزيه الله عن المكان والجهة ما نصه (26):
"خـلـق السـمـاءكـمـايـشـاء بـلا دعـائـم مستقلة
لا لـلـتـحـيـزكـي تـكـون لـذاتـه جـهـة مقله
رب عـلـى الـعـرش اسـتـوى قـهـرا ويـنـزل لابنقله "اهـ
81- وقال الشيخ إمام الصوفية العارف بالله السيد أحمد الرفاعي الشافعي الأشعري (578 هـ) ما نصه (27): "وطهروا عقائدكم من تفسير معنى الاستواء في حقه تعالى بالاستقرار، كاستواء الأجسام على الأجسام المستلزم للحلول، تعالى الله عن ذلك. وإياكم والقول بالفوقية والسفلية والمكان واليد والعين بالجارحة، والنزول بالإتيان والانتقال، فإن كل ما جاء في الكتاب والسنة مما يدل ظاهره على ما ذُكر فقد جاء في الكتاب والسنة مثله مما يؤيد المقصود" اهـ.
82- وقال أيضا ما نصه (28): "وقال الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه: من قال لا أعرف الله أفي السماء هو أم في الأرض، فقد كفر، لأن هذا القول يوهم أن للحق مكانا، ومن توهم أن للحق مكانا فهو مشبه " اهـ.
83- وقال أيضا ما نصه (29): "غاية المعرفة بالله الإيقان بوجوده تعالى بلا كيف ولا مكان " اهـ.
المراجع
(1) الشامل في أصول الدين (ص/ 511).
(2) الغنية قي أصول الدين (ص/83).
(3) المرجع السابق (ص/ 73).
(4) المفردات في غريب القرءان (مادة: ق رب، س/ 399).
(5) إحياء علوم الدين: كتاب قواعد العقاند، الفصل الأول (1/ 108).
(6) إحياء علوم الدين: كتاب قواعد العقائد، الفصل الثالت، الاصل السابع (1/ 128).
(7 و 7 مكرر) تبصرة الأدلة (1/ 171 و 182).
(8) شرح الإرشاد (ق/ 58- 59)، مخطوط.
(9) الباز الأشهب: الحديث الحادي عشر (ص/ 86).
(10) إتحاف السادة المتقين (108/2).
(11) المدخل: فصل في الاشتغال بالعلم يوم الجمعة (149/2).
(12) المدخل: نصانح المريد (3/ 181).
(13) المدخل: فصل في الاشتغال بالعلم يوم الجمعة (149/2).
(14) فتح الباري (7/ 124).
(15) التمهيد لقواعد التوحيد (ص/ 62- 63).
(16) العقيدة النسفية (ضمن مجموع مهمات المتون) (ص/28).
(17) المصدر السابق (ص/ 29).
(18) القبس في شرح موطأ مالك بن انس (1/396).
(19) المصدر السابق (1/289).
(20) المصدر السابق (1/395).
(21) عارضة الاحوذي بشرح سنن الترمذي (12/184).
(22) الشفا: فصل في حديث الاسراء (1/205).
(23) نهاية الأقدام (ص/ 103).
( 24) أنظر منظومتة بدء الأمالي (ضمن مجموع مهمات المتون) (رقم البيت 7، ص/ 19).
(25) تبيين كذب المفتري (ص/ 150).
(26) أنظر مقدمة تبيين كذب المفتري للكوثري (ص/ 2).
(27) البرهان المؤيد (ص/17 و 18).
(28) المصدر السابق (ص/18).
(29) انظر كتاب حكم الشيخ احمد الرفاعي الكبير (ص/35 -36).
***
84 - وقال أيضا ما نصه (1): " وأنه- أي الله- لا يحل في شىء ولا يحل فيه شىء، تعالى عن أن يحويه مكان، كما تقدَس عن أن يحده زمان، بل كان قبل خلق الزمان والمكان، وهو الآن على ما عليه كان " اهـ.
85- وقال أيضا ما نصه (2): "لايحده تعالى المقدار، ولا تحويه الأقطار، ولا تحيط به الجهات، ولا تكتنفه السماوات وأنه مستوٍ على العرش على الوجه الذي قاله وبالمعنى الذي أراده، استواء منزَها عن المماسة والاستقرار والتمكن والتحول والانتقال، لا يحمله العرش، بل العرش وحملتُه محمولون بلطف قدرته، ومقهورون في قبضته، وهو فوق العرش، وفوق كل شىء إلى تخوم الثرى، فوقية لا تزيده قربا إلى العرش والسماء بل هو رفيع الدرجات عن العرش كما أنه رفيع الدرجات عن الثرى " اهـ.
86- وكذا كان على هذا المعتقد السلطان المجاهد صلاح الدين الأيوبي رحمه الله (589 هـ) كما وصفه أصحاب التراجم: "شافعي المذهب، أشعري الاعتقاد"، وقد كان له اعتناء خاص بنشر عقيدة الإمام الأشعري رحمه الله فقد قال السيوطي ما نصه (3): "فلما ولي صلاح الدين بن أيوب أمر المؤذنين في وقت التسبيح أن يعلنوا العقيدة الأشعرية، فوظف المؤذنين على ذكرها كل ليلة الى و قتنا هذا) اهـ أي إلى وقت السيوطي المتوفى سنة 911.اهـ
ويقول الشيخ محمد بن علان الصديقي الشافعي ما نصه (4): "فلما ولي صلاح الدين بن أيوب وحمل الناس على اعتقاد مذهب الأشعري أمر المؤذنين أن يعلنوا وقت التسبيح بذكر العقيدة الأشعرية التي تعرف بالمرشدية فواظبوا على ذكرها كل ليلة" اهـ.
ولما كان للسلطان المذكور هذا الاهتمام بعقيدة الأشعري ألف الشيخ الفقيه النحوي محمد بن هبة الله رسالة في العقيدة وأسماها "حدائق الفصول وجواهر الأصول " وأهداها للسلطان فأقبل عليها وأمر بتعليمها حتى للصبيان في المكاتب، " وصارت تسمى فيما بعد "بالعقيدة الصلاحية". ومما جاء في هذه الرسالة (5):
و (صانـع الـعـالـم لا يحويه قطر تعالى الله عن تشبيه
قد كـان مـوجـودا. ولا مكـانـا وحكمه الان على ما كانا
سبحانه جـل عن المكان وعز عن تغيرِ الزمان
فـقـد غـلا وزاد فـي الغلو من خصه بجهة العلو
وحصر الصانع فـي السماء مبدعها والعرش فوق الماء
وأثـبـتـوا لذاته التحيزا قد ضل ذو التشبيه فيما جوزا
ولا يستغرب هذا الاهتمام البالغ من السلطان صلاح الدين الأيوبي رحمه الله تعالى فإنه كان قد نشأ على هذا الاعتقاد منذ كان في خدمة السلطان الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي بدمشق، فحفظ صلاح الدين في صباه عقيدة ألفها له قطب الدين أبو المعالي مسعود بن محمد بن مسعود النيسابوري وصار يحفّظها صغار أولاده، فلذلك عقد جميع سلاطين بني أيوب الخناصر وشدوا البنان على مذهب الأشعري واستمر الحال جميع أيامهم وانتقل إلى أيام السلاطين المماليك ثم إلى سلاطين بني عثمان رحمهم الله تعالى إلى وقتنا هذا.
ولما كان أهل السنة والجماعة هم حرَّاس العقيدة الحقة والمدافعين عنها والداحضين لشبه المشبهة والمجسمة الذين انكسروا أمام الحجج القاطعة التي يوردها أهل الحق، ولمّاكان الوهابية أتباع ابن تيمية و محمد بن عبد الوهاب الذي خرج من نجد من الفِرق التي تدعو إلى عقيدة تشبيه الخالق بالمخلوق كوصف الله بالجلوس والاستقرار على العرش ونسبة الجهة والمكان والأعضاء والجوارح لله عزَّ وجل والعياذ بالله من الكفر، عمدوا إلى التضليل والطعن بعلماء أهل السنة والجماعة وبالأخص علماء التوحيد، حتى وصل الأمر بالوهابية إلى تعليم الناس أن هؤلاء العلماء كفار عند أهل السنة، فقالوا بعد أن ذكروا أن الجهمية ينفون أسماء الله ما نصه (6): "وتبعهم على ذلك طوائف من المعتزلة والأشاعرة وغيرهم، فلهذا كفّرهم كثيرون من أهل السنة" انتهى بحروفه. وهذا الكلام لعبد الرحمن بن حسن حفيد محمد بن عبد الوهاب مؤسس بدعة المذهب الوهابي، ذكره في كتابه المسمى "فتح المجيد"، وهذا دليل على أن الوهابية يضللون علماء المسلمين من الأشاعرة وغيرهم منذ مائتي سنة تقريبا، وزعمه أن أهل السنة كفروا الأشاعرة كذب وزور وبهتان فإن أكثر علماء الحديث والفقه والتفسير والتجويد واللغة وغيرهم من الأشاعرة. ودعاة الوهابية على هذا الانحراف في سب علماء الأمة، فهذا صالح ابن فوزان الفوزان أحد أبرز دعاتهـم يقول ما نصه (7): "و الأشاعرة والماتريدية خالفوا الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة في كثير من المسائل الاعتقادية وأصول الدين فلم يستحقوا أن يلقبوا بأهل السنة والجماعة" انتهى بحروفه.
وقال زميله محمد بن صالح العثيمين وهو من أبرز دعاة الوهابية أيضا عندما قيل له: "- سؤال: النووي وابن حجر نجعلهما من غير أهل السنة والجماعة؟- قال! العثيمين: فيما يذهبان إليه في الأسماء والصفات ليسا من أهل السنة والجماعة- سؤال: بالإطلاق ليسوا من أهل السنة والجماعة؟- قال العثيمين: لا نطلق " انتهى بحروفه (8).
قلنا: علماء أهل السنة من الاشاعرة والماتريدية الذين انتشروا في أنحاء الأرض لتعليم الناس عقيدة أهل الحق منذ ألف ومائتي سنة تقريبا لا يعلم عددهم على الحقيقة إلا الله تبارك وتعالى، واذا أردنا أن نجمع أسماءهم فقط مع تعدد فنونهم إن كان في العقيدة أو الحديث أو الفقه أو التفسير أو غير ذلك لجاء ذلك في مجلدات كثيرة. ولو عمل بقول الوهابية بتضليل كل ماتريدي وأشعري في عقيدته لانقطع سند العدالة بيننا وبين السلف الصالح الذي يزعم الوهابية أنهم ينتسبون إليه.
و الوهابية يقولون عن النووي وابن حجر وغيرهما من الأشاعرة والماتريدية إنهم على البدعة والضلالة والكفر، وكذلك على مقتضى كلامهم المجاهد صلاح الدين الأيوبي الذي دافع عن بلاد المسلمين ونصر المظلومين يكون من المبتدعة الضالين لأنه أشعري المعتقد، فلم تسلم من ألسنتهم الأموات ولا الأحياء، وإلى الله المشتكى واليه المصير.
87- قال الإمام الحافظ المفسر عبد الرحمن بن علي المعروف بابن الجوزي الحنبلي (597 هـ) ما نصه (9): " الواجب علينا أن نعتقد أن ذات الله تعالى لا يحويه مكان ولا يوصف بالتغير والانتقال" اهـ.
88- وقال أيضا (10): افترى اقواما يسمعون أخبار الصفات فيحملونها على ما يقتضيه الحس، كقول قائلهم: ينزل بذاته إلى السماء وينتقل، وهذا فهم ردىء، لأن المنتقل يكون من مكان إلى مكان، ويوجب ذلك كون المكان أكبر منه، ويلزم منه الحركة، وكل ذلك محال على الحق عز وجل " اهـ.
وابن الجوزي من أساطين الحنابلة وصاحب كتاب دفع شبه التشبيه " الذي رد فيه على المجسمة الذين ينسبون أنفسهم إلى مذهب الامام أحمد والإمام أحمد بريء مما يعتقدون. وقد بين ابن الجوزي في هذا الكتاب أن عقيدة السلف وعقيدة الإمام أحمد تنزيه الله عن الجهة والمكان والحد والجسمية والقيام والجلوس والاستقرار وغيرها من صفات الحوادث وا لأجسام.
89- ومما قاله في هذا الكتاب (11): " كل من هو في جهة يكون مقدرا محدودا وهو يتعالى عن ذلك، وإنما الجهات للجواهر والأجسام لأنها أجرام تحتاج إلى جهة، وإذا ثبت بطلان الجهة ثبت بطلان المكان" اهـ.
90- وقال أيضا ما نصه (12): " فإن قيل: نفي الجهات يحيل وجوده، قلنا: إن كان الموجود يقبل الاتصال والانفصال فقد صدقتَ، فأما إذا لم يقبلهما فليس خلوه من طرق النقيض بمحال " اهـ.
91- وقال الشيخ تاج الدين محمد بن هبة الله المكي الحموي المصري (599 هـ) (13) في تنزيه الله عن المكان ما نصه (14):
"وصـانـع الـعـالـم لا يـحـويـه قـطـر تـعـالـى الله عـن تـشـبـيـه
قد كـان مـوجـودا ولا مكـانـا وحـكـمـه الان عـلـى مـا كـانـا
سبحـانـه جل عن الـمكـان وعـز عـن تـغـيـر الـزمـان" اهـ
92- وقال المبارك بن محمد المعروف بابن الأثير (606 ص) ما نصه (15): "المراد بقرب العبد من الله تعالى القرب بالذكر والعمل الصالح، لا قرب الذات والمكان لأن ذلك من صفات الأجسام، والله يتعالى عن ذلك ويتقدس " اهـ.
93- وقال المفسر فخرالدين الرازي (6 0 6 هـ) ما نصه (16): "واعلم أن المشبهة احتجوا على إثبات المكان لله تعالى "أَأَمنتم من في السماء "اهـ أي أن اعتقاد أن الله في مكان فوق العرش أو غير ذلك من الأماكن هو اعتقاد المشبهة الذين قاسوا الخالق على المخلوق وهو قياس فاسد منشؤه الجهل واتباع الوهم "اهـ.
94- وقال أيضا (17): " قوله تعالى" وهو العلي العظيم " لا يجوز أن يكون المراد بكونه عليا العلو في الجهة والمكان لما ثبتت الدلالة على فساده، ولا يجوز أن يكون المراد من العظيم العظمة بالجثة وكبر الجسم، لأن ذلك يقتضي كونه مؤلفا من الأجزاء والأبعاض، وذلك ضد قوله" قل هو الله أَحد" فوجب أن يكون المراد من العلي المتعالي عن مشابهة الممكنات ومناسبة المحدثات، ومن العظيم العظمة بالقدرة والقهر بالاستعلاء وكمال الإلهية، اهـ.
95- وقال الشيخ أبو منصور فخر الدين عبد الرحمن بن محمد المعروف بابن عساكر (620 هـ) عن الله تعالى ما نصه (18): "موجود قبل الخلق ليس له قبل ولا بعد، ولا فوق ولا تحت، ولا يمين ولا شمال، ولا أمام ولا خلف، ولا كل ولا بعض، ولا يقال متى كان، ولا أين كـان ولا كيف، كان ولا مكان، كون الأكوان، ودبر الزمان، لا يتقيد بالزمان، ولا يتخصص بالمكان " اهـ.
96- وقال الشيخ إسماعيل بن إبراهيم الشيباني الحنفي (629 ص) ما نصه (19): "مسألة: قال أهل الحق: إن "الله تعالى متعال عن المكان، غير متمكن في مكان، ولا متحيز إلى جهة خلافا للكرامية والمجسمة... والذي يدل عليه قوله تعالى "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير "
فالله سبحانه وتعالى نفى أن يكون له مثل من الأشياء، والمكان والمتمكن متساويان قدرا متماثلا لاستوائهما في العدد، فكان القول بالمكان والتمكن ردا لهذا النص المحكم الذي لا احتمال فيه، ورد مثله يكون كفرا. ومن حيث المعقول: ان الله تعالى كان ولا مكان، لأن المكان حادث بالإجماع، فعلم يقينا أنه لم يكن متمكنا في الأزل في مكان، فلو صار متمكنا بعد وجود المكان لصار متمكنا بعد أن لم يكن متمكنا، ولا شك أن هذا المعنى حادث وحدوث المعنى في الذات أمارة الحدث، وذات القديم يستحيل أن يكون محل الحوادث على ما مر، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا" اهـ.
97- وقال المتكلم سيف الدين الآمدي (631 هـ) ما نصه (20): "وما يروى عن السلف من ألفاظ يوهم ظاهرها إثبات الجهة والمكان فهو محمول على هذا الذي ذكرنا من امتناعهم عن إجرائها على ظواهرها والإيمان بتنزيلها وتلاوة كلءاية على ما ذكرنا عنهم، وبين السلف إلاختلاف في الألفاظ التي يطلقون فيها، كل ذلك اختلاف منهم في العبارة، مع اتفاقهم جميعا في المعنى أنه تعالى ليس بمتمكن في مكان ولا متحيز بجهة، ومن اشتغل منهم بتأويل يليق بدلائل التوحيد قالوا في قوله :" وهو الذي في السماء إِله وفي الأرضِ إِله" أراد به ثبوت الألوهية في السماء لا ثبوت ذاته، وكذي في هذا قوله :" وهو اللّه في السماوات وفي الأَرضِ " أى ألوهيته فيهما لاذاته، وكذي في (هذا) قوله :" أَأَمنتم من في السماء" ألوهيته إلا أن ألوهيته أضمرت بدلالة ما سيق من الايات، وقوله :" ما يكون من نجوى ثلاثة إِلا هو رابعهم " أي يعلم ذلك ولا يخفى عليه شىء، وقوله :" ونحن أَقرب إِليه من حبلِ الورِيد " أي بالسلطان والقدرة، وكذي القول بأنه فوق كل شىء أي بالقهر على ما قال تعالى:" وهو القاهر فوق عباده" وقالو في قوله :" إِليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه
سورة فاطـر، إن الله تعالى جعل ديوان أعمال العباد في السماء والحفظة من الملائكة فيها فيكون ما رفع الى هناك رفعا اليه، وهذا كما في قوله :" ونحن أقرب إِليه منكم ولكن لا تبصرون "(85/ سورة الواقعة)، وقوله :" وأنتم حينئذ تنظرون "(84/ سورة الواقعة) قالوا ملك الموت وأعوانه، والمجسمة لا يمكنهم أن يقولوا: إنه بالذات عند كل محتضر، ولا أن يقولوا: إنه بالذات في السماء لما يلزمهم القول بجعله تحت العرش وتحت عدد من السموات، فوقعوا بهواهم في مثل هذه المناقضات الفاحشة فيكون معنى قوله :" إِليه يصعد الكلم الطيب"(10/ سورة فاطر) كما في قوله تعالى خبرا عن إبراهيم صلوات الله عليه :" وقال إِني ذاهب إِلى ربي سيهدين "(99/ سورة الصافات) أي إلى الموضع الذي أمرني ربي أن أذهب إليه، وقالوا في في قوله :" إِن الذين عند ربك " (206/سورةالأعراف)، يعني الملائكة، أن المراد منه قرب المنزلة لا قرب المكان كما قال موسى:" وكان عند اللَّه وجيها"(69) سورة الأحزاب وقال تعالى :" واذكر عبادنا إبراهيم وإِسحق ويعقوب أولي الأَيدي والأبصارِ "(45/ سورة ص) قال المفسرون وأئمة الهدى: أي أولو القوة في الدين والبصارة في الأمر، ولم يفهم أحد من السلف والخلف منه الأيدي الجارحة مع كونهم موصوفين حقيقة بالأبصار الجارحة والأيدي الجارحة: فكيف فهمت المشبهة من قوله :" خلقت بيدي "(75) سورة ص اليدين الجارحتين، ومن قوله:" ولتصنع على عيني"(39/ سورة طه) العين الجارحة، ومن الخبر المروي: " إن الصدقة تقع في كف الرحمن " (1) الكف الجارحة مع قوله تعالى :" ليس كمثله شيء"(11/ سورة الشورى) وقوله :" ولم يكن له كفوا أَحد "(4) سورة الأخلاص وقوله :" سبحان اللّه عما يصفون"(91) سورة المؤمنون وقوله :" إِن الله لغني عن العالمين"(6) سورة العنكبوت فـما فهموا من تلك المتشابهات إثبات الجسم والجوارح " الصورة إلا لخبث عقيدتهم وسوء سريرتهم. وبالله العصمة من الخذلان " اهـ.
98- وقال الشيخ جمال الدين محمود بن أحمد الحصيري شيخ الحنفية في زمانه (636 ص) بعد أن قرأ فتوى ابن عبد السلام في تنزيه الله عن المكان والحروف والصوت ما نصه (21): "هذا اعتقاد المسلمين، وشعار الصالحين، ويقين المؤمنين، وكل ما فيهما صحيح، ومن خالف ما فيهما وذهب إلى ما قاله الخصم من إثبات الحرف والصوت فهو حمار" ا.هـ
99- وقال الشيخ جمال الدين أبو عمرو عثمان بن عمر المعروف بابن الحاجب المالكي (646 هـ) مثنيا على العقيدة التي كتبها الشيخ عبد العزيز ابن عبد السلام ومما جاء في هذه العقيدة قول ابن عبد السلام: "كان - الله- قبل أن كون المكان ودبر الزمان، وهو الآن على ما عليه كان " اهـ. ومن جملة ما ذكره في ثنائه قوله (22): "ما قاله ابن عبد السلام هو مذهب أهل الحق، وأن جمهور السلف والخلف على ذلك، ولم يخالفهم إلا طائفة مخذولة، يخفون مذهبهم ويدسونه على تخوف إلى من يستضعفون علمه وعقله " ا.هـ.
قلنا: منذ مائتي سنة تقريبا إلى زماننا هذا والوهابية يتجاسرون على إظهار ونشر عقيدة المشبهة والمجسمة وبكل وقاحة , فقد زعم عبد الرحمن بن حسن وهو حفيد محمد بن عبد الوهاب (مؤسس بدعة المذهب الوهابي) أن بعض الناس إذا سمعوا صفات الله ينكرونها، ويعني هذا المجسم- الذي أخذ عقيدة التجسيم من مدرسة جدّه محمد بن عبد الوهاب- بصفات الله: الجلوس على الكرسي والعياذ بالله تعالى، فقال ما نصه: "فإذا سمعوا شيئا من أحاديث الصفات انتفضوا كالمنكرين له، فلم يحصل منهم الإيمان الواجب الذي أوجبه الله تعالى على عباده المؤمنين. قال الذهبي: حدث وكيع عن إسرائيل بحديث: "إذا جلس الرب على الكرسي " فاقشعر رجل عند وكيع، فغضب وكيع وقال: "أدركنا الأعمش وسفيان يحدثون بهذه الأحاديث ولا ينكرونها" انتهى كلامه من كتابه المسمى "فتح المجيد شرح كتاب التوحيد" (23) الذي يعتبره الوهابية من أهم كتب العقيدة عندهم، فانظر أيها القارىء كيف يصفون الله تعالى بالجلوس الذي هو من صفات البشر والبهائم، ويموهون على الناس بنسبة هذا القول إلى علماء المسلمين ليسهل عليهم نشر هذا الاعتقاد الفاسد.
واعلم أنه لم يصح عن عالم من علماء السلف المعتبرين نسبة القول بالجلوس، بل عقيدة السلف كما قال الإمام الحافظ الفقيه أبو جعفر الطحاوي (توفي سنة 321 ص) وهو أحد أئمة السلف:، ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر، فمن أبصر هذا اعتبر، وعن مثل قول الكفار انزجر، وعلم أنه بصفاته ليس كالبشر" ا.هـ
فتمسك أخي المسلم بعقيدة أهل السنة ولا تلتفت إلى ما تمويه أهل البدع.
المراجع
(1) إجابة الداعي إلى بيان اعتقاد الإمام الرفاعي (ص/ 44).
(2) المرجع السابق (ص/ 43).
(3)الوسائل إلى مسامرة الأوانل (ص/ 15).
(4) الفتوحات الربانية (2/ 113).
(5) أنظر حدائق الفصول (ص/ 15).
(6) أنظر كتابهم المسمى "فتح المجيد": باب من جحد شيئا من الأسماء والصفات: (ص/ 353)، مكتبة دار السلام- الر ياض، ط أولى 13 4 1 ص- 992 1 ر.
(7) أنظر كتابه المسمى"من مشاهير المجددين في الإسلام ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب" على زعمه :(ص/ 32) طبع و نشر الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد- السعودية (طبع عام 1408 هـ) وهذا يعني أن مجلس الافتاء عندهم يتبنى الطعن وذم علماء الأمة.
(8) أنظر كتاب "لقاء الباب المفترح": (ص/ 42) دار الوطن- الرياض، ط أولى 1414هـ.
(9) دفع شبه التشبيه (ص/58). (2) صيد الخاطر (ص/ 476).
(10) الباز الأشهب (ص/ 57).
(11) المصدر السابق (ص/ 59).
(12) قال تاج الدين السبكي في طبقاته: "كان فقيها فرضيا نحويا متكلما، أشعري العقيدة، إماما من أئمة المسلمين، إليه مرجع أهل الديار المصرية في فتاويهم. وله نظم كثير منه ارجوزة سماها "حدائق الفصول وجواهر الأصول " صنفها للسلطان صلاح الدين، وهي حسنة جدا نافعة، عذبة النظم) اهـ. (7/23- 25).
<>
(13) منظومته "حدائق الفصول وجواهر الأصول" في التوحيد، التي كان أمر بتدريسها السلطان المجاهد صلاح الدين الأيوبي (ص10). <>
(14) النهاية في غريب الحديث (مادة ق ر ب، 4/ 32).
(15) تفسير الرازي المسمى بالتفسير الكبير (سورة الملك/ ءاية 16- 30/ 69).
(16) المصدر السابق (سورة الشورى ءاية 4- 27/ 144).
17) طبقات الشافعية (8/ 186).
(18) أنظر شرحه على العقيدة الطحاوية المسمى بيان اعتقاد أهل السنة (ص/ 45).
(19) أبكار الأفكار (ص/ 194- 195)، مخطوط.
(20) أخرجه مسلم في صحيحه بنحوه: كتاب الزكاة: باب قبول الصدقة من الكسب الطيب وتر بيتها
(21) و (22) طبقات الشافعية الكبرى: ترجمة عبد العزيزبن عبد السلام (8/ 237).
(23) صحيفة 356، مكتبة دار السلام: (الرياض، ط 1 عام 1413هـ \ر1992)
المصدر
Allah Ada tanpa tempat dan arah: Kutipan dari ulama madzhab empat
Baca juga:
Beda Akidah Ahlussunnah dan Wahabi Salafi (1)
Beda Akidah Ahlussunnah dan Wahabi Salafi (2)
Beda Akidah Ahlussunnah dan Wahabi Salafi (3)
Beda Akidah Ahlussunnah dan Wahabi Salafi (4)
Beda Akidah Ahlussunnah dan Wahabi Salafi (5)
- وقال أيضا ما نصه (1): "واعلموا أن مذهب أهل الحق: أن الرب سبحانه وتعالى يتقدس عن شغل حيز، ويتنزه عن الاختصاص بجهة.
وذهبت المشبهة إلى أنه مختص بجهة فوق، ثم افترقت ءاراؤهم بعد الاتفاق منهم على إثبات الجهة، فصار غلاة المشبهة إلى أن الرب تعالى مماس للصفحة العليا من العرش وهو مماسه، وجوزوا عليه التحول والأنتقال وتبدل الجهات والحركات والسكنات، وقد حكينا جملا من فضائح مذهبهم فيما تقدم" اهـ.
56- وقال الفقيه المتكلم أبو سعيد المتولي الشافعي الأشعري (478 هـ) أحد أصحاب الوجوه في المذهب الشافعي ما نصه (2): (ثبت بالدليل أنه لا يجوز أن يوصف ذاته- تعالى- بالحوادث، ولأن الجوهر متحيز، والحق تعالى لا يجوز أن يكون متحيزا" اهـ.
57- وقال أيضا ما نصه (3): "والغرض من هذا الفصل نفي الحاجة إلى المحل والجهة خلافا للكرامية والحشوية الذين قالوا:" إن لله جهة فوق" اهـ
58- وقال اللغوي أبو القاسم الحسين بن محمد المشهور بالراغب الأصفهاني (552 هـ) ما نصه (4): وقرب الله تعالى من العبد هو بالإفضال عليه والفيض لا بالمكان" اهـ.
59- وقال الشيخ أبو حامد محمد بن محمد الغزالي الشافعي الاشعري (505 هـ) ما نصه (5): " (تعالى- أي الله- عن أن يحويه مكان، كما تقدس عن أن يحده زمان، بل كان قبل أن خلق الزمان والمكان وهو الان على ما عليه كان " اهـ.
60- وقال أيضا في كتابه "إحياء علوم الدين) ما نصه (6): "الأصل السابع: العلم بأن الله تعالى منزه الذات عن الاختصاص بالجهات، فإن الجهة إما فوق وإما أسفل وإما يمين وإما شمال أو قدّام أو خلف، وهذه الجهات هو الذي خلقها وأحدثها بواسطة خلق الإنسان إذ خلق له طرفين أحدهما يعتمد على الأرض ويسمى رجلا، والاخر يقابله ويسمى رأسا، فحدث اسم الفوق لما يلي جهة الرأس واسم السفل لما يلي جهة الرِّجل، حتى إن النملة التي تدب منكسة تحت السقف تنقلب جهة الفوق في حقها تحت وإن كان في حقنا فوقًا. وخلق للإنسان اليدين وإحداهما أقوى من الأخرى في الغالب، فحدث اسم اليمين للأقوى واسم الشمال لما يقابله وتسمى الجهة التي تلي اليمين يمينا والأخرى شمالا، وخلق له جانبين يبصر من أحدهما ويتحرّك إليه فحدث اسم القدّام للجهة التي يتقدم إليها بالحركة واسم الخلف لما يقابلها، فالجهات حادثة بحدوث الإنسان. ثم قال: "فكيف كان في الأزل مختصًا بجهة والجهة حادثة؟ أو كيف صار مختصا بجهة بعد أن لم يكن له؟ أبأن خلق العالم فوقه، ويتعالى عن أن يكون له فوق إذ تعالى أن يكون له رأس، والفوق عبارة عما يكون جهة الرأس، أو خلق العالم تحته، فتعالى عن أن يكون له تحت إذ تعالى عن أن يكون له رجل والتحت عبارة عما يلي جهة الرّجل: وكل ذلك مما يستحيل في العقل ولأن المعقول من كونه مختصّا بجهة أنه مختص بحيز اختصاص الجواهر أو مختص بالجواهر اختصاص العرض، وقد ظهر استحالة كونه جوهرا أو عرضا فاستحال كونه مختصًا بالجهة: وإن اريد بالجهة غير هذين المعنيين كان غلطا في الاسم مع المساعدة على المعنى ولأنه لو كان فوق العالم لكان محاذيا له، وكل محاذ لجسم فإما أن يكون مثله أو أصغر منه أو أكبر وكل ذلك تقدير محوج بالضرورة إلى مقدّر ويتعالى عنه الخالق الواحد المدبّر، فأما رفع الأيدي عند السؤال إلى جهة السماء فهو لأنها قبلة الدعاء، وفيه أيضا اشاره إلى ما هو وصف للمدعو من الجلال و الكبرياء تنبيها بقصد جهة العلو على صفة المجد والعلاء، فإنه تعالى فوق كل موجود بالقهر والاستيلاء" اهـ.
61- وقال (7) لسان المتكلمين الشيخ أبو المعين ميمون بن محمد النسفي (توفي 508 هـ) مانصه "القول بالمكان – اي في حق الله – منافيا للتوحيد" اهـ
62- وقال أيضا (7 مكرر): "إنا ثبتنا بالآية المحكمة التي لا تحتمل التأويل، وبالدلائل العقلية التي لا احتمال فيها أن تمكنه- سبحانه- في مكان مخصوص أو الأمكنة كلها محال " اهـ.
63- وقال الإمام أبو القاسم سليمان (سلمان) بن ناصر الأنصاري النيسابوري (512 هـ) شارح كتاب "الإرشاد" لإمام الحرمين بعد كلام في الاستدلال على نفي التحيز في الجهة عن الله تعالى ما نصه (8): "ثم نقول سبيل التوصل إلى درك المعلومات الأدلة دون الأوهام، ورب أمر يتوصل العقل إلى ثبوته مع تقاعد الوهم عنه، وكيف يدرك العقل موجودا يحاذي العرش مع استحالة أن يكون مثل العرش في القدر أو دونه أو أكبر منه، وهذا حكم كل مختص بجهة" اهـ.
64- وقال أبو الوفاء علي بن عقيل البغدادي شيخ الحنابلة في زمانه (513 هـ) ما نصه (9): "تعالى الله أن يكون له صفة تشغل الأمكنة، هذا عين التجسيم، وليس الحق بذي أجزاء وأبعاض يعالج بها" اهـ.
65- وقال الشيخ أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم المعروف بابن القشيري (514هـ) الذي وصفه العلى عبد الرزاق الطبسي بامام الأئمة كما نقل ذلك الحافظ ابن عساكر في كتابه "تبيين كذب المفتري " ما نصه (10): "فالرب إذا موصوف بالعلو وفوقية الرتبة والعظمة منزه عن الكون في المكان " اهـ.
66- وقال القاضي الشيخ أبو الوليد محمد بن أحمد قاضي الجماعة بقرطبة المعروف بابن رشد الجد المالكي (520 هـ) ما نصه: "ليس- الله- في مكان، فقد كان قبل أن يخلق المكان) اهـ. ذكره ابن الحاج المالكي في كتابه "المدخل" (11).
67- وقال ابن رشد أيضا (12): " فلا يقال أين ولا كيف ولا متى لأنه خالق الزمان والمكان" اهـ.
68- وقال أيضا ما نصه (13): وإضافته- أي العرش- إلى الله تعالى إنما هو بمعنى التشريف له كما يقال: بيت الله وحرمه، لا أنه محل له وموضع لاستقراره" أ هـ.
وذكر ذلك أيضا الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه "فتح الباري (14) موافقا له ومقرا لكلامه.
69- وقال ابو الثناء محمود بن زيد اللاَّمشي الحنفي الماتريدي من علماء ما وراء النهر (كان حيا سنة 539 هـ) ما نصه (15): "ثم إن الصانع جل وعلا وعز لا يوصف بالمكان لما مر أنه لا مشابهة بينه تعالى وبين شىء من أجزاء العالم، فلو كان متمكنا بمكان لوقعت المشابهة بينه وبين المكان من حيث المقدار لأن المكان كل متمكن قدر ما يتمكن فيه. والمشابهة منتفية بين الله تعالى وبين شيء من أجزاء العالم لما ذكرنا من الدليل السمعي والعقلي، ولأن في القول بالمكان قولا بقدم المكان أو بحدوث البارىء تعالى، وكل ذلك محالُ، لأنه لو كان لم يزل في المكان لكان المكان قديم ازلي، ولو كان ولا مكان ثم خلق المكان وتمكن فيه لتغير عن حاله ولحدثت فيه صفة التمكن بعد أن لم تكن، وقبول الحوادث من أمارات الحدث، وهو على القدير محالٌ" اهـ.
70- وقال المحدث أبو حفص نجم الدين عمر بن محمد النسفي الحنفي (537 هـ) صاحب العقيدة المشهورة بـ "العقيدة النسفية " ما نصه (16): "والمحدث للعالم هو الله تعالى، لا يوصف بالماهية ولا بالكيفية ولا يتمكن في مكان " انتهى باختصار.
71- وقال أيضا ما نصه (17): "وقد وَرد الدليلُ السمعيُّ بايجاب رؤية المؤمنين اللهَ تعالى في دار الآخرة، فيُرى لا في مكان، ولا على جهة من مقابلة أو اتصال شعاع أو ثبوتِ مسافة بين الرائي وبين الله تعالى" اهـ.
72- وقال القاضي أبو بكر بن العربي المالكي . الأندلسي (543 هـ) ما نصه (18): "البارىء تعالى يتقدس عن ان يحد بالجهات أو تكتنفه الأقطار" اهـ.
73- وقال أيضا ما نصه (19): "إن الله سبحانه منزه عن الحركة والانتقال لأنه لا يحويه مكان كما لا يشتمل عليه زمان، ولا يشغل حيزا كما لا يدنو إلى مسافة بشىء، متقدس الذات عن الآفات منزه عن التغيير، وهذه عقيدة مستقرة في القلوب ثابتة بواضح الدليل" اهـ.
74- وقال أيضا ما نصه (20): "الله تعالى يتقدس عن أن يحد بالجهات "
75- وقال أيضا ما نصه (21): "وان علم الله لا يحل في مكان ولا ينتسب إلى جهة، كما أنه سبحانه كذلك، لكنه يعلم كل شىء في كل موضع وعلى كل حال، فما كان فهو بعلم الله لا يشذ عنه شىء ولا يعزب عن علمه موجود ولا معدوم، والمقصود من الخبر أن نسبة البارىء من الجهات إلى فوق كنسبته إلى تحت، إذ لا ينسب إلى الكون في واحدة منهما بذاته " اهـ.
76- وقال القاضي عياض بن موسى المالكي (544 ) ما نصه (22): "اعلم أن ما وقع من إضافة الدنو والقرب هنا من الله او إلى الله فليس بدنو مكان ولا قرب مدى، بل كما ذكرنا عن جعفر بن محمد الصادق: ليس بدنو حد، صفة المجد والعلاء، فإنه تعالى فوق كل موجود بالقهر والاستيلاء" اهـ.
77 - وقال الشيخ محمد بن عبد الكريم الشهرستاني الشافعي (548هـ) ما نصه (23): "فمذهب أهل الحق أن الله سبحانه لا يشبه شيئا من المخلوقات ولا يشبهه شىء منها بوجه من وجوه المشابهة والمماثلة"لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ" ( سورة الشورى/11). فليس البارىء سبحانه بجوهر ولا جسم ولا عرض ولا في مكان ولا في زمان " اهـ.
78- وقال الشيخ سراج الدين علي بن عثمان الأوشي الحنفي (569 هـ) مانصه (24):
"نسمي الله شيئا لا كالأشياء وذاتا عن الجهات الست خالي " اهـ
أي أن الله تعالى لا يحتاج إلى جهة ولا إلى مكان يحلُّ به لأنه خالق الأماكن والجهات. ومعنى الشىء: الثابت الوجود، قال الله تعالى:" قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللّهِ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ" (19) سورة الأنعام
79- وقال الحافظ المؤرخ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشهير بابن عساكر الدمشقي (571 هـ) (25) في بيان عقيدته التي هي عقيدة أبي الحسن الأشعري نقلا عن القاضي أبي المعالي بن عبد الملك ما نصه: "قالت النجارية: إن البارىء سبحانه بكل مكان من غير حلول ولا جهة. وقالت الحشوية والمجسمة: إنه سبحانه حالّ. في العرش وإن العرش مكان له وهو جالس عليه - وهي عقيدة ابن تيمية واتباعه الوهابية- فسلك طريقة بينهما فقال: كان ولا مكان فخلق العرش والكرسي ولم يحتج إلى مكان، وهو بعد خلق المكان كما كان قبل خلقه " اهـ.
80- وقال أيضا في تنزيه الله عن المكان والجهة ما نصه (26):
"خـلـق السـمـاءكـمـايـشـاء بـلا دعـائـم مستقلة
لا لـلـتـحـيـزكـي تـكـون لـذاتـه جـهـة مقله
رب عـلـى الـعـرش اسـتـوى قـهـرا ويـنـزل لابنقله "اهـ
81- وقال الشيخ إمام الصوفية العارف بالله السيد أحمد الرفاعي الشافعي الأشعري (578 هـ) ما نصه (27): "وطهروا عقائدكم من تفسير معنى الاستواء في حقه تعالى بالاستقرار، كاستواء الأجسام على الأجسام المستلزم للحلول، تعالى الله عن ذلك. وإياكم والقول بالفوقية والسفلية والمكان واليد والعين بالجارحة، والنزول بالإتيان والانتقال، فإن كل ما جاء في الكتاب والسنة مما يدل ظاهره على ما ذُكر فقد جاء في الكتاب والسنة مثله مما يؤيد المقصود" اهـ.
82- وقال أيضا ما نصه (28): "وقال الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه: من قال لا أعرف الله أفي السماء هو أم في الأرض، فقد كفر، لأن هذا القول يوهم أن للحق مكانا، ومن توهم أن للحق مكانا فهو مشبه " اهـ.
83- وقال أيضا ما نصه (29): "غاية المعرفة بالله الإيقان بوجوده تعالى بلا كيف ولا مكان " اهـ.
المراجع
(1) الشامل في أصول الدين (ص/ 511).
(2) الغنية قي أصول الدين (ص/83).
(3) المرجع السابق (ص/ 73).
(4) المفردات في غريب القرءان (مادة: ق رب، س/ 399).
(5) إحياء علوم الدين: كتاب قواعد العقاند، الفصل الأول (1/ 108).
(6) إحياء علوم الدين: كتاب قواعد العقائد، الفصل الثالت، الاصل السابع (1/ 128).
(7 و 7 مكرر) تبصرة الأدلة (1/ 171 و 182).
(8) شرح الإرشاد (ق/ 58- 59)، مخطوط.
(9) الباز الأشهب: الحديث الحادي عشر (ص/ 86).
(10) إتحاف السادة المتقين (108/2).
(11) المدخل: فصل في الاشتغال بالعلم يوم الجمعة (149/2).
(12) المدخل: نصانح المريد (3/ 181).
(13) المدخل: فصل في الاشتغال بالعلم يوم الجمعة (149/2).
(14) فتح الباري (7/ 124).
(15) التمهيد لقواعد التوحيد (ص/ 62- 63).
(16) العقيدة النسفية (ضمن مجموع مهمات المتون) (ص/28).
(17) المصدر السابق (ص/ 29).
(18) القبس في شرح موطأ مالك بن انس (1/396).
(19) المصدر السابق (1/289).
(20) المصدر السابق (1/395).
(21) عارضة الاحوذي بشرح سنن الترمذي (12/184).
(22) الشفا: فصل في حديث الاسراء (1/205).
(23) نهاية الأقدام (ص/ 103).
( 24) أنظر منظومتة بدء الأمالي (ضمن مجموع مهمات المتون) (رقم البيت 7، ص/ 19).
(25) تبيين كذب المفتري (ص/ 150).
(26) أنظر مقدمة تبيين كذب المفتري للكوثري (ص/ 2).
(27) البرهان المؤيد (ص/17 و 18).
(28) المصدر السابق (ص/18).
(29) انظر كتاب حكم الشيخ احمد الرفاعي الكبير (ص/35 -36).
***
84 - وقال أيضا ما نصه (1): " وأنه- أي الله- لا يحل في شىء ولا يحل فيه شىء، تعالى عن أن يحويه مكان، كما تقدَس عن أن يحده زمان، بل كان قبل خلق الزمان والمكان، وهو الآن على ما عليه كان " اهـ.
85- وقال أيضا ما نصه (2): "لايحده تعالى المقدار، ولا تحويه الأقطار، ولا تحيط به الجهات، ولا تكتنفه السماوات وأنه مستوٍ على العرش على الوجه الذي قاله وبالمعنى الذي أراده، استواء منزَها عن المماسة والاستقرار والتمكن والتحول والانتقال، لا يحمله العرش، بل العرش وحملتُه محمولون بلطف قدرته، ومقهورون في قبضته، وهو فوق العرش، وفوق كل شىء إلى تخوم الثرى، فوقية لا تزيده قربا إلى العرش والسماء بل هو رفيع الدرجات عن العرش كما أنه رفيع الدرجات عن الثرى " اهـ.
86- وكذا كان على هذا المعتقد السلطان المجاهد صلاح الدين الأيوبي رحمه الله (589 هـ) كما وصفه أصحاب التراجم: "شافعي المذهب، أشعري الاعتقاد"، وقد كان له اعتناء خاص بنشر عقيدة الإمام الأشعري رحمه الله فقد قال السيوطي ما نصه (3): "فلما ولي صلاح الدين بن أيوب أمر المؤذنين في وقت التسبيح أن يعلنوا العقيدة الأشعرية، فوظف المؤذنين على ذكرها كل ليلة الى و قتنا هذا) اهـ أي إلى وقت السيوطي المتوفى سنة 911.اهـ
ويقول الشيخ محمد بن علان الصديقي الشافعي ما نصه (4): "فلما ولي صلاح الدين بن أيوب وحمل الناس على اعتقاد مذهب الأشعري أمر المؤذنين أن يعلنوا وقت التسبيح بذكر العقيدة الأشعرية التي تعرف بالمرشدية فواظبوا على ذكرها كل ليلة" اهـ.
ولما كان للسلطان المذكور هذا الاهتمام بعقيدة الأشعري ألف الشيخ الفقيه النحوي محمد بن هبة الله رسالة في العقيدة وأسماها "حدائق الفصول وجواهر الأصول " وأهداها للسلطان فأقبل عليها وأمر بتعليمها حتى للصبيان في المكاتب، " وصارت تسمى فيما بعد "بالعقيدة الصلاحية". ومما جاء في هذه الرسالة (5):
و (صانـع الـعـالـم لا يحويه قطر تعالى الله عن تشبيه
قد كـان مـوجـودا. ولا مكـانـا وحكمه الان على ما كانا
سبحانه جـل عن المكان وعز عن تغيرِ الزمان
فـقـد غـلا وزاد فـي الغلو من خصه بجهة العلو
وحصر الصانع فـي السماء مبدعها والعرش فوق الماء
وأثـبـتـوا لذاته التحيزا قد ضل ذو التشبيه فيما جوزا
ولا يستغرب هذا الاهتمام البالغ من السلطان صلاح الدين الأيوبي رحمه الله تعالى فإنه كان قد نشأ على هذا الاعتقاد منذ كان في خدمة السلطان الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي بدمشق، فحفظ صلاح الدين في صباه عقيدة ألفها له قطب الدين أبو المعالي مسعود بن محمد بن مسعود النيسابوري وصار يحفّظها صغار أولاده، فلذلك عقد جميع سلاطين بني أيوب الخناصر وشدوا البنان على مذهب الأشعري واستمر الحال جميع أيامهم وانتقل إلى أيام السلاطين المماليك ثم إلى سلاطين بني عثمان رحمهم الله تعالى إلى وقتنا هذا.
ولما كان أهل السنة والجماعة هم حرَّاس العقيدة الحقة والمدافعين عنها والداحضين لشبه المشبهة والمجسمة الذين انكسروا أمام الحجج القاطعة التي يوردها أهل الحق، ولمّاكان الوهابية أتباع ابن تيمية و محمد بن عبد الوهاب الذي خرج من نجد من الفِرق التي تدعو إلى عقيدة تشبيه الخالق بالمخلوق كوصف الله بالجلوس والاستقرار على العرش ونسبة الجهة والمكان والأعضاء والجوارح لله عزَّ وجل والعياذ بالله من الكفر، عمدوا إلى التضليل والطعن بعلماء أهل السنة والجماعة وبالأخص علماء التوحيد، حتى وصل الأمر بالوهابية إلى تعليم الناس أن هؤلاء العلماء كفار عند أهل السنة، فقالوا بعد أن ذكروا أن الجهمية ينفون أسماء الله ما نصه (6): "وتبعهم على ذلك طوائف من المعتزلة والأشاعرة وغيرهم، فلهذا كفّرهم كثيرون من أهل السنة" انتهى بحروفه. وهذا الكلام لعبد الرحمن بن حسن حفيد محمد بن عبد الوهاب مؤسس بدعة المذهب الوهابي، ذكره في كتابه المسمى "فتح المجيد"، وهذا دليل على أن الوهابية يضللون علماء المسلمين من الأشاعرة وغيرهم منذ مائتي سنة تقريبا، وزعمه أن أهل السنة كفروا الأشاعرة كذب وزور وبهتان فإن أكثر علماء الحديث والفقه والتفسير والتجويد واللغة وغيرهم من الأشاعرة. ودعاة الوهابية على هذا الانحراف في سب علماء الأمة، فهذا صالح ابن فوزان الفوزان أحد أبرز دعاتهـم يقول ما نصه (7): "و الأشاعرة والماتريدية خالفوا الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة في كثير من المسائل الاعتقادية وأصول الدين فلم يستحقوا أن يلقبوا بأهل السنة والجماعة" انتهى بحروفه.
وقال زميله محمد بن صالح العثيمين وهو من أبرز دعاة الوهابية أيضا عندما قيل له: "- سؤال: النووي وابن حجر نجعلهما من غير أهل السنة والجماعة؟- قال! العثيمين: فيما يذهبان إليه في الأسماء والصفات ليسا من أهل السنة والجماعة- سؤال: بالإطلاق ليسوا من أهل السنة والجماعة؟- قال العثيمين: لا نطلق " انتهى بحروفه (8).
قلنا: علماء أهل السنة من الاشاعرة والماتريدية الذين انتشروا في أنحاء الأرض لتعليم الناس عقيدة أهل الحق منذ ألف ومائتي سنة تقريبا لا يعلم عددهم على الحقيقة إلا الله تبارك وتعالى، واذا أردنا أن نجمع أسماءهم فقط مع تعدد فنونهم إن كان في العقيدة أو الحديث أو الفقه أو التفسير أو غير ذلك لجاء ذلك في مجلدات كثيرة. ولو عمل بقول الوهابية بتضليل كل ماتريدي وأشعري في عقيدته لانقطع سند العدالة بيننا وبين السلف الصالح الذي يزعم الوهابية أنهم ينتسبون إليه.
و الوهابية يقولون عن النووي وابن حجر وغيرهما من الأشاعرة والماتريدية إنهم على البدعة والضلالة والكفر، وكذلك على مقتضى كلامهم المجاهد صلاح الدين الأيوبي الذي دافع عن بلاد المسلمين ونصر المظلومين يكون من المبتدعة الضالين لأنه أشعري المعتقد، فلم تسلم من ألسنتهم الأموات ولا الأحياء، وإلى الله المشتكى واليه المصير.
87- قال الإمام الحافظ المفسر عبد الرحمن بن علي المعروف بابن الجوزي الحنبلي (597 هـ) ما نصه (9): " الواجب علينا أن نعتقد أن ذات الله تعالى لا يحويه مكان ولا يوصف بالتغير والانتقال" اهـ.
88- وقال أيضا (10): افترى اقواما يسمعون أخبار الصفات فيحملونها على ما يقتضيه الحس، كقول قائلهم: ينزل بذاته إلى السماء وينتقل، وهذا فهم ردىء، لأن المنتقل يكون من مكان إلى مكان، ويوجب ذلك كون المكان أكبر منه، ويلزم منه الحركة، وكل ذلك محال على الحق عز وجل " اهـ.
وابن الجوزي من أساطين الحنابلة وصاحب كتاب دفع شبه التشبيه " الذي رد فيه على المجسمة الذين ينسبون أنفسهم إلى مذهب الامام أحمد والإمام أحمد بريء مما يعتقدون. وقد بين ابن الجوزي في هذا الكتاب أن عقيدة السلف وعقيدة الإمام أحمد تنزيه الله عن الجهة والمكان والحد والجسمية والقيام والجلوس والاستقرار وغيرها من صفات الحوادث وا لأجسام.
89- ومما قاله في هذا الكتاب (11): " كل من هو في جهة يكون مقدرا محدودا وهو يتعالى عن ذلك، وإنما الجهات للجواهر والأجسام لأنها أجرام تحتاج إلى جهة، وإذا ثبت بطلان الجهة ثبت بطلان المكان" اهـ.
90- وقال أيضا ما نصه (12): " فإن قيل: نفي الجهات يحيل وجوده، قلنا: إن كان الموجود يقبل الاتصال والانفصال فقد صدقتَ، فأما إذا لم يقبلهما فليس خلوه من طرق النقيض بمحال " اهـ.
91- وقال الشيخ تاج الدين محمد بن هبة الله المكي الحموي المصري (599 هـ) (13) في تنزيه الله عن المكان ما نصه (14):
"وصـانـع الـعـالـم لا يـحـويـه قـطـر تـعـالـى الله عـن تـشـبـيـه
قد كـان مـوجـودا ولا مكـانـا وحـكـمـه الان عـلـى مـا كـانـا
سبحـانـه جل عن الـمكـان وعـز عـن تـغـيـر الـزمـان" اهـ
92- وقال المبارك بن محمد المعروف بابن الأثير (606 ص) ما نصه (15): "المراد بقرب العبد من الله تعالى القرب بالذكر والعمل الصالح، لا قرب الذات والمكان لأن ذلك من صفات الأجسام، والله يتعالى عن ذلك ويتقدس " اهـ.
93- وقال المفسر فخرالدين الرازي (6 0 6 هـ) ما نصه (16): "واعلم أن المشبهة احتجوا على إثبات المكان لله تعالى "أَأَمنتم من في السماء "اهـ أي أن اعتقاد أن الله في مكان فوق العرش أو غير ذلك من الأماكن هو اعتقاد المشبهة الذين قاسوا الخالق على المخلوق وهو قياس فاسد منشؤه الجهل واتباع الوهم "اهـ.
94- وقال أيضا (17): " قوله تعالى" وهو العلي العظيم " لا يجوز أن يكون المراد بكونه عليا العلو في الجهة والمكان لما ثبتت الدلالة على فساده، ولا يجوز أن يكون المراد من العظيم العظمة بالجثة وكبر الجسم، لأن ذلك يقتضي كونه مؤلفا من الأجزاء والأبعاض، وذلك ضد قوله" قل هو الله أَحد" فوجب أن يكون المراد من العلي المتعالي عن مشابهة الممكنات ومناسبة المحدثات، ومن العظيم العظمة بالقدرة والقهر بالاستعلاء وكمال الإلهية، اهـ.
95- وقال الشيخ أبو منصور فخر الدين عبد الرحمن بن محمد المعروف بابن عساكر (620 هـ) عن الله تعالى ما نصه (18): "موجود قبل الخلق ليس له قبل ولا بعد، ولا فوق ولا تحت، ولا يمين ولا شمال، ولا أمام ولا خلف، ولا كل ولا بعض، ولا يقال متى كان، ولا أين كـان ولا كيف، كان ولا مكان، كون الأكوان، ودبر الزمان، لا يتقيد بالزمان، ولا يتخصص بالمكان " اهـ.
96- وقال الشيخ إسماعيل بن إبراهيم الشيباني الحنفي (629 ص) ما نصه (19): "مسألة: قال أهل الحق: إن "الله تعالى متعال عن المكان، غير متمكن في مكان، ولا متحيز إلى جهة خلافا للكرامية والمجسمة... والذي يدل عليه قوله تعالى "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير "
فالله سبحانه وتعالى نفى أن يكون له مثل من الأشياء، والمكان والمتمكن متساويان قدرا متماثلا لاستوائهما في العدد، فكان القول بالمكان والتمكن ردا لهذا النص المحكم الذي لا احتمال فيه، ورد مثله يكون كفرا. ومن حيث المعقول: ان الله تعالى كان ولا مكان، لأن المكان حادث بالإجماع، فعلم يقينا أنه لم يكن متمكنا في الأزل في مكان، فلو صار متمكنا بعد وجود المكان لصار متمكنا بعد أن لم يكن متمكنا، ولا شك أن هذا المعنى حادث وحدوث المعنى في الذات أمارة الحدث، وذات القديم يستحيل أن يكون محل الحوادث على ما مر، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا" اهـ.
97- وقال المتكلم سيف الدين الآمدي (631 هـ) ما نصه (20): "وما يروى عن السلف من ألفاظ يوهم ظاهرها إثبات الجهة والمكان فهو محمول على هذا الذي ذكرنا من امتناعهم عن إجرائها على ظواهرها والإيمان بتنزيلها وتلاوة كلءاية على ما ذكرنا عنهم، وبين السلف إلاختلاف في الألفاظ التي يطلقون فيها، كل ذلك اختلاف منهم في العبارة، مع اتفاقهم جميعا في المعنى أنه تعالى ليس بمتمكن في مكان ولا متحيز بجهة، ومن اشتغل منهم بتأويل يليق بدلائل التوحيد قالوا في قوله :" وهو الذي في السماء إِله وفي الأرضِ إِله" أراد به ثبوت الألوهية في السماء لا ثبوت ذاته، وكذي في هذا قوله :" وهو اللّه في السماوات وفي الأَرضِ " أى ألوهيته فيهما لاذاته، وكذي في (هذا) قوله :" أَأَمنتم من في السماء" ألوهيته إلا أن ألوهيته أضمرت بدلالة ما سيق من الايات، وقوله :" ما يكون من نجوى ثلاثة إِلا هو رابعهم " أي يعلم ذلك ولا يخفى عليه شىء، وقوله :" ونحن أَقرب إِليه من حبلِ الورِيد " أي بالسلطان والقدرة، وكذي القول بأنه فوق كل شىء أي بالقهر على ما قال تعالى:" وهو القاهر فوق عباده" وقالو في قوله :" إِليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه
سورة فاطـر، إن الله تعالى جعل ديوان أعمال العباد في السماء والحفظة من الملائكة فيها فيكون ما رفع الى هناك رفعا اليه، وهذا كما في قوله :" ونحن أقرب إِليه منكم ولكن لا تبصرون "(85/ سورة الواقعة)، وقوله :" وأنتم حينئذ تنظرون "(84/ سورة الواقعة) قالوا ملك الموت وأعوانه، والمجسمة لا يمكنهم أن يقولوا: إنه بالذات عند كل محتضر، ولا أن يقولوا: إنه بالذات في السماء لما يلزمهم القول بجعله تحت العرش وتحت عدد من السموات، فوقعوا بهواهم في مثل هذه المناقضات الفاحشة فيكون معنى قوله :" إِليه يصعد الكلم الطيب"(10/ سورة فاطر) كما في قوله تعالى خبرا عن إبراهيم صلوات الله عليه :" وقال إِني ذاهب إِلى ربي سيهدين "(99/ سورة الصافات) أي إلى الموضع الذي أمرني ربي أن أذهب إليه، وقالوا في في قوله :" إِن الذين عند ربك " (206/سورةالأعراف)، يعني الملائكة، أن المراد منه قرب المنزلة لا قرب المكان كما قال موسى:" وكان عند اللَّه وجيها"(69) سورة الأحزاب وقال تعالى :" واذكر عبادنا إبراهيم وإِسحق ويعقوب أولي الأَيدي والأبصارِ "(45/ سورة ص) قال المفسرون وأئمة الهدى: أي أولو القوة في الدين والبصارة في الأمر، ولم يفهم أحد من السلف والخلف منه الأيدي الجارحة مع كونهم موصوفين حقيقة بالأبصار الجارحة والأيدي الجارحة: فكيف فهمت المشبهة من قوله :" خلقت بيدي "(75) سورة ص اليدين الجارحتين، ومن قوله:" ولتصنع على عيني"(39/ سورة طه) العين الجارحة، ومن الخبر المروي: " إن الصدقة تقع في كف الرحمن " (1) الكف الجارحة مع قوله تعالى :" ليس كمثله شيء"(11/ سورة الشورى) وقوله :" ولم يكن له كفوا أَحد "(4) سورة الأخلاص وقوله :" سبحان اللّه عما يصفون"(91) سورة المؤمنون وقوله :" إِن الله لغني عن العالمين"(6) سورة العنكبوت فـما فهموا من تلك المتشابهات إثبات الجسم والجوارح " الصورة إلا لخبث عقيدتهم وسوء سريرتهم. وبالله العصمة من الخذلان " اهـ.
98- وقال الشيخ جمال الدين محمود بن أحمد الحصيري شيخ الحنفية في زمانه (636 ص) بعد أن قرأ فتوى ابن عبد السلام في تنزيه الله عن المكان والحروف والصوت ما نصه (21): "هذا اعتقاد المسلمين، وشعار الصالحين، ويقين المؤمنين، وكل ما فيهما صحيح، ومن خالف ما فيهما وذهب إلى ما قاله الخصم من إثبات الحرف والصوت فهو حمار" ا.هـ
99- وقال الشيخ جمال الدين أبو عمرو عثمان بن عمر المعروف بابن الحاجب المالكي (646 هـ) مثنيا على العقيدة التي كتبها الشيخ عبد العزيز ابن عبد السلام ومما جاء في هذه العقيدة قول ابن عبد السلام: "كان - الله- قبل أن كون المكان ودبر الزمان، وهو الآن على ما عليه كان " اهـ. ومن جملة ما ذكره في ثنائه قوله (22): "ما قاله ابن عبد السلام هو مذهب أهل الحق، وأن جمهور السلف والخلف على ذلك، ولم يخالفهم إلا طائفة مخذولة، يخفون مذهبهم ويدسونه على تخوف إلى من يستضعفون علمه وعقله " ا.هـ.
قلنا: منذ مائتي سنة تقريبا إلى زماننا هذا والوهابية يتجاسرون على إظهار ونشر عقيدة المشبهة والمجسمة وبكل وقاحة , فقد زعم عبد الرحمن بن حسن وهو حفيد محمد بن عبد الوهاب (مؤسس بدعة المذهب الوهابي) أن بعض الناس إذا سمعوا صفات الله ينكرونها، ويعني هذا المجسم- الذي أخذ عقيدة التجسيم من مدرسة جدّه محمد بن عبد الوهاب- بصفات الله: الجلوس على الكرسي والعياذ بالله تعالى، فقال ما نصه: "فإذا سمعوا شيئا من أحاديث الصفات انتفضوا كالمنكرين له، فلم يحصل منهم الإيمان الواجب الذي أوجبه الله تعالى على عباده المؤمنين. قال الذهبي: حدث وكيع عن إسرائيل بحديث: "إذا جلس الرب على الكرسي " فاقشعر رجل عند وكيع، فغضب وكيع وقال: "أدركنا الأعمش وسفيان يحدثون بهذه الأحاديث ولا ينكرونها" انتهى كلامه من كتابه المسمى "فتح المجيد شرح كتاب التوحيد" (23) الذي يعتبره الوهابية من أهم كتب العقيدة عندهم، فانظر أيها القارىء كيف يصفون الله تعالى بالجلوس الذي هو من صفات البشر والبهائم، ويموهون على الناس بنسبة هذا القول إلى علماء المسلمين ليسهل عليهم نشر هذا الاعتقاد الفاسد.
واعلم أنه لم يصح عن عالم من علماء السلف المعتبرين نسبة القول بالجلوس، بل عقيدة السلف كما قال الإمام الحافظ الفقيه أبو جعفر الطحاوي (توفي سنة 321 ص) وهو أحد أئمة السلف:، ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر، فمن أبصر هذا اعتبر، وعن مثل قول الكفار انزجر، وعلم أنه بصفاته ليس كالبشر" ا.هـ
فتمسك أخي المسلم بعقيدة أهل السنة ولا تلتفت إلى ما تمويه أهل البدع.
المراجع
(1) إجابة الداعي إلى بيان اعتقاد الإمام الرفاعي (ص/ 44).
(2) المرجع السابق (ص/ 43).
(3)الوسائل إلى مسامرة الأوانل (ص/ 15).
(4) الفتوحات الربانية (2/ 113).
(5) أنظر حدائق الفصول (ص/ 15).
(6) أنظر كتابهم المسمى "فتح المجيد": باب من جحد شيئا من الأسماء والصفات: (ص/ 353)، مكتبة دار السلام- الر ياض، ط أولى 13 4 1 ص- 992 1 ر.
(7) أنظر كتابه المسمى"من مشاهير المجددين في الإسلام ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب" على زعمه :(ص/ 32) طبع و نشر الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد- السعودية (طبع عام 1408 هـ) وهذا يعني أن مجلس الافتاء عندهم يتبنى الطعن وذم علماء الأمة.
(8) أنظر كتاب "لقاء الباب المفترح": (ص/ 42) دار الوطن- الرياض، ط أولى 1414هـ.
(9) دفع شبه التشبيه (ص/58). (2) صيد الخاطر (ص/ 476).
(10) الباز الأشهب (ص/ 57).
(11) المصدر السابق (ص/ 59).
(12) قال تاج الدين السبكي في طبقاته: "كان فقيها فرضيا نحويا متكلما، أشعري العقيدة، إماما من أئمة المسلمين، إليه مرجع أهل الديار المصرية في فتاويهم. وله نظم كثير منه ارجوزة سماها "حدائق الفصول وجواهر الأصول " صنفها للسلطان صلاح الدين، وهي حسنة جدا نافعة، عذبة النظم) اهـ. (7/23- 25).
<>
(13) منظومته "حدائق الفصول وجواهر الأصول" في التوحيد، التي كان أمر بتدريسها السلطان المجاهد صلاح الدين الأيوبي (ص10). <>
(14) النهاية في غريب الحديث (مادة ق ر ب، 4/ 32).
(15) تفسير الرازي المسمى بالتفسير الكبير (سورة الملك/ ءاية 16- 30/ 69).
(16) المصدر السابق (سورة الشورى ءاية 4- 27/ 144).
17) طبقات الشافعية (8/ 186).
(18) أنظر شرحه على العقيدة الطحاوية المسمى بيان اعتقاد أهل السنة (ص/ 45).
(19) أبكار الأفكار (ص/ 194- 195)، مخطوط.
(20) أخرجه مسلم في صحيحه بنحوه: كتاب الزكاة: باب قبول الصدقة من الكسب الطيب وتر بيتها
(21) و (22) طبقات الشافعية الكبرى: ترجمة عبد العزيزبن عبد السلام (8/ 237).
(23) صحيفة 356، مكتبة دار السلام: (الرياض، ط 1 عام 1413هـ \ر1992)
المصدر