Bin Bayyah: Stigma Terhadap Islam
Bin Bayyah: Stigma kesalahpahaman Terhadap Islam تحدثنا في المقال السالف عن بعض الاوهام التي تطوف بأذهان القوم في الغرب عن شخصية رسولنا الكريم، وكذلك حول حقائق وتصورات ديننا العظيم، وفي السياق التالي سنواصل الحديث في هذا الاتجاه، فنقول: أولاً: مسألة إكراه الناس على اعتناق الديانة الإسلامية وعلاقة ذلك بالجهاد.
Bin Bayyah: Stigma kesalahpahaman Terhadap Islam
أوهام حول الإسلام
تحدثنا في المقال السالف عن بعض الاوهام التي تطوف بأذهان القوم في الغرب عن شخصية رسولنا الكريم، وكذلك حول حقائق وتصورات ديننا العظيم، وفي السياق التالي سنواصل الحديث في هذا الاتجاه، فنقول: أولاً: مسألة إكراه الناس على اعتناق الديانة الإسلامية وعلاقة ذلك بالجهاد.
سنقدم الرد في ثلاثة سياقات،
أولاً: إثبات عدم الإكراه من النصوص الدينية، وتفسير الجهاد وكيف شرع شهادة التاريخ، مقارنة مع نصوص توراتية.
قد يكون من المناسب أن أذكر بأن إسلام المكره غير مقبول لأن شريعة الإسلام تقوم على حرية الاختيار، وبدون هذه الحرية لا تترتب آثار على أي تصرف، سواء تعلق الأمر بالاعتقاد القلبي أم بالعقود والالتزامات. وهذا أمر مؤصل في عشرات النصوص من القرآن الكريم ومن حديث النبي عليه الصلاة والسلام.
ففي القرآن آية (لا إكراه في الدين) وهي آية محكمة من سورة البقرة وهي سورة مدنية نزلت بالمدينة والمسلمون في عز حكمهم – خلافاً لما أشار إليه البابا من أنها نزلت كما يقول في حالة ضعف، ومن المؤسف أن يدعي هذه الدعوى التي تخالف أبسط المعلومات ـ نزلت في فتية من الأنصار تربوا عند اليهود فأراد أولياؤهم إكراههم على الدين فنهاهم سبحانه وتعالى عن ذلك مقرراً عدم الإكراه.
وقال سبحانه وتعالى في سورة يونس (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ)،
وقال في سورة الكهف (وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ)
وفي سورة الغاشية (فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ).
ومن ترك دين الإسلام بناء على إكراه فلا يعتد بتركه (إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان) (سورة النحل).
كما أن الإكراه يعتبر من عيوب الإرادة التي تمنع صحة العقود والالتزامات في الفقه الاسلامي، وقد ورد عنه عليه الصلاة والسلام: «إن الله قد وضع عن أمتي الخطأ والنسيان والأمر يكرهون عليه».
ثانياً: مفهوم الجهاد: إن هذه الكلمة الجميلة «الجهاد» كلمة بالغ فيها البعض إفراطا وتفريطا، فما هو مفهوم الجهاد لغة واصطلاحا ومبرراته في القرآن الكريم؟
الجهاد هو مصدر من جاهد جهادا ومجاهدة ومعناه استفراغ الوسع أي بذل أقصى الجهد للوصول إلى غاية في الغالب محمودة. وهو في الإسلام كما يقول الراغب في مفرداته على ثلاثة أضرب حسب عبارته:
1ـ مجاهدة العدو الظاهر. 2 ـ مجاهدة الشيطان. 3 ـ مجاهدة النفس.
والمعنيان الأخيران وردا في أحاديث منها ما رواه الأمام أحمد في مسنده وأبو داود في سننه عن فضالة بن عبيد أنه قال: «والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله عز وجل».
وقد جاء في حديث ضعيف رواه البيهقي عن جابر أنه عليه الصلاة والسلام قال، عند عودته من آخر غزوة له «تبوك»: رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر. وفسره بمجاهدة الهوى.
وخدمة الوالدين جهاد قال عليه السلام: «ففيهما فجاهد».
وقد عرف ابن تيمية الجهاد بقوله: هو شامل لأنواع العبادات الظاهرة والباطنة، ومنها: محبة الله، والإخلاص له، والتوكل عليه، وتسليم النفس والمال له، والصبر، والزهد، وذكر الله تعالى ومنه ما هو باليد، ومنه ما هو بالقلب، ومنه ما هو بالدعوة والحجة واللسان والرأي والتدبير والصناعة والمال.
أما المعنى الأول وهو جهاد الناس فهو المعنى الأكثر انتشارا وهو جهاد غير المسلمين الذي يعني عمليات القتال والحرب، والذي وردت فيه آيات كثيرة وأحاديث في فضله وشروطه وضوابطه وكانت له ممارسات في التاريخ بين المسلمين وغيرهم، لا تزال أصداؤها تتردد في أسماع التاريخ، ومازالت إلى يومنا هذا موضوع أخذ ورد، إفراطا وتفريطا وإعجابا وشجبا، فكم من أناس برروا حروبا عدوانية ومطامع دنيوية بدعوى الجهاد، وكم آخرون فرطوا في الجهاد فتقاعسوا عن ردِّ العدو ونكصوا عن مقارعة العدو، فكانت النتائج وخيمة وكم حركات غير منضبطة بضوابط الجهاد شوهت سمعة الإسلام وأورثت المسلمين عنتا وضياعاً.
وكم متجنٍ على الإسلام معتبرا أن الجهاد لا ينتظر مبرراً وأنه دعوة إلى القتال الدائم ضد غير المسلمين كما يقول القس هانز فوكنج كما يحكيه مراد هوفمان.
وأمثال هذا في المقالات الاستشراقية كثير وهم بذلك يبررون حرباً عدوانية ضد المسلمين لتمدينهم وجعلهم مسالمين.
والحق أن مفهوم الجهاد في الإسلام ليس مرادفا دائما للقتال. فالجهاد مفهوم واسع، فهو دفاع عن الحق ودعوة إليه باللسان وهذا هو المعنى الأول قال تعالى: «وجاهدهم به جهاداً كبيراً» في سورة الفرقان أي بالقرآن الكريم، أقم عليهم الحجة وقدم لهم البرهان تلو البرهان.
ومعلوم أن تلاوة القرآن لا تتضمن أعمالا حربية. فليس كل جهاد قتالا وليس كل قتال جهادا والجهاد دعوة إلى الحرية. إلا أن الجهاد قد يكون أعمالاً حربية كما أن هناك أعمالاً حربية ليست جهاداً ولهذا قسم ابن خلدون الحرب إلى أربعة أنواع وذلك حسب دوافعها قائلا: إن أصل جميع الحروب إرادة الانتقام نوعان منها حروب بغي وفتنة: حرب المنافسة (التوسع) وحرب العدوان التي تقوم بها الأمم المتوحشة.
ونوعان عادلان: حرب غضب لله تعالى ودينه وهي جهاد.
وحرب على الخارجين عن السلطان وهي حرب للعناية بالملك كما سماها.
وفي المقال المقبل، نكمل حول الاوهام المتعلقة بمفهوم وحكم الجهاد في الاسلام.
*المصدر:جريدة الشرق الأوسط
(لخميـس 13 رمضـان 1427 هـ 5 اكتوبر 2006 العدد 10173)
أوهام حول الإسلام
تحدثنا في المقال السالف عن بعض الاوهام التي تطوف بأذهان القوم في الغرب عن شخصية رسولنا الكريم، وكذلك حول حقائق وتصورات ديننا العظيم، وفي السياق التالي سنواصل الحديث في هذا الاتجاه، فنقول: أولاً: مسألة إكراه الناس على اعتناق الديانة الإسلامية وعلاقة ذلك بالجهاد.
سنقدم الرد في ثلاثة سياقات،
أولاً: إثبات عدم الإكراه من النصوص الدينية، وتفسير الجهاد وكيف شرع شهادة التاريخ، مقارنة مع نصوص توراتية.
قد يكون من المناسب أن أذكر بأن إسلام المكره غير مقبول لأن شريعة الإسلام تقوم على حرية الاختيار، وبدون هذه الحرية لا تترتب آثار على أي تصرف، سواء تعلق الأمر بالاعتقاد القلبي أم بالعقود والالتزامات. وهذا أمر مؤصل في عشرات النصوص من القرآن الكريم ومن حديث النبي عليه الصلاة والسلام.
ففي القرآن آية (لا إكراه في الدين) وهي آية محكمة من سورة البقرة وهي سورة مدنية نزلت بالمدينة والمسلمون في عز حكمهم – خلافاً لما أشار إليه البابا من أنها نزلت كما يقول في حالة ضعف، ومن المؤسف أن يدعي هذه الدعوى التي تخالف أبسط المعلومات ـ نزلت في فتية من الأنصار تربوا عند اليهود فأراد أولياؤهم إكراههم على الدين فنهاهم سبحانه وتعالى عن ذلك مقرراً عدم الإكراه.
وقال سبحانه وتعالى في سورة يونس (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ)،
وقال في سورة الكهف (وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ)
وفي سورة الغاشية (فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ).
ومن ترك دين الإسلام بناء على إكراه فلا يعتد بتركه (إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان) (سورة النحل).
كما أن الإكراه يعتبر من عيوب الإرادة التي تمنع صحة العقود والالتزامات في الفقه الاسلامي، وقد ورد عنه عليه الصلاة والسلام: «إن الله قد وضع عن أمتي الخطأ والنسيان والأمر يكرهون عليه».
ثانياً: مفهوم الجهاد: إن هذه الكلمة الجميلة «الجهاد» كلمة بالغ فيها البعض إفراطا وتفريطا، فما هو مفهوم الجهاد لغة واصطلاحا ومبرراته في القرآن الكريم؟
الجهاد هو مصدر من جاهد جهادا ومجاهدة ومعناه استفراغ الوسع أي بذل أقصى الجهد للوصول إلى غاية في الغالب محمودة. وهو في الإسلام كما يقول الراغب في مفرداته على ثلاثة أضرب حسب عبارته:
1ـ مجاهدة العدو الظاهر. 2 ـ مجاهدة الشيطان. 3 ـ مجاهدة النفس.
والمعنيان الأخيران وردا في أحاديث منها ما رواه الأمام أحمد في مسنده وأبو داود في سننه عن فضالة بن عبيد أنه قال: «والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله عز وجل».
وقد جاء في حديث ضعيف رواه البيهقي عن جابر أنه عليه الصلاة والسلام قال، عند عودته من آخر غزوة له «تبوك»: رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر. وفسره بمجاهدة الهوى.
وخدمة الوالدين جهاد قال عليه السلام: «ففيهما فجاهد».
وقد عرف ابن تيمية الجهاد بقوله: هو شامل لأنواع العبادات الظاهرة والباطنة، ومنها: محبة الله، والإخلاص له، والتوكل عليه، وتسليم النفس والمال له، والصبر، والزهد، وذكر الله تعالى ومنه ما هو باليد، ومنه ما هو بالقلب، ومنه ما هو بالدعوة والحجة واللسان والرأي والتدبير والصناعة والمال.
أما المعنى الأول وهو جهاد الناس فهو المعنى الأكثر انتشارا وهو جهاد غير المسلمين الذي يعني عمليات القتال والحرب، والذي وردت فيه آيات كثيرة وأحاديث في فضله وشروطه وضوابطه وكانت له ممارسات في التاريخ بين المسلمين وغيرهم، لا تزال أصداؤها تتردد في أسماع التاريخ، ومازالت إلى يومنا هذا موضوع أخذ ورد، إفراطا وتفريطا وإعجابا وشجبا، فكم من أناس برروا حروبا عدوانية ومطامع دنيوية بدعوى الجهاد، وكم آخرون فرطوا في الجهاد فتقاعسوا عن ردِّ العدو ونكصوا عن مقارعة العدو، فكانت النتائج وخيمة وكم حركات غير منضبطة بضوابط الجهاد شوهت سمعة الإسلام وأورثت المسلمين عنتا وضياعاً.
وكم متجنٍ على الإسلام معتبرا أن الجهاد لا ينتظر مبرراً وأنه دعوة إلى القتال الدائم ضد غير المسلمين كما يقول القس هانز فوكنج كما يحكيه مراد هوفمان.
وأمثال هذا في المقالات الاستشراقية كثير وهم بذلك يبررون حرباً عدوانية ضد المسلمين لتمدينهم وجعلهم مسالمين.
والحق أن مفهوم الجهاد في الإسلام ليس مرادفا دائما للقتال. فالجهاد مفهوم واسع، فهو دفاع عن الحق ودعوة إليه باللسان وهذا هو المعنى الأول قال تعالى: «وجاهدهم به جهاداً كبيراً» في سورة الفرقان أي بالقرآن الكريم، أقم عليهم الحجة وقدم لهم البرهان تلو البرهان.
ومعلوم أن تلاوة القرآن لا تتضمن أعمالا حربية. فليس كل جهاد قتالا وليس كل قتال جهادا والجهاد دعوة إلى الحرية. إلا أن الجهاد قد يكون أعمالاً حربية كما أن هناك أعمالاً حربية ليست جهاداً ولهذا قسم ابن خلدون الحرب إلى أربعة أنواع وذلك حسب دوافعها قائلا: إن أصل جميع الحروب إرادة الانتقام نوعان منها حروب بغي وفتنة: حرب المنافسة (التوسع) وحرب العدوان التي تقوم بها الأمم المتوحشة.
ونوعان عادلان: حرب غضب لله تعالى ودينه وهي جهاد.
وحرب على الخارجين عن السلطان وهي حرب للعناية بالملك كما سماها.
وفي المقال المقبل، نكمل حول الاوهام المتعلقة بمفهوم وحكم الجهاد في الاسلام.
*المصدر:جريدة الشرق الأوسط
(لخميـس 13 رمضـان 1427 هـ 5 اكتوبر 2006 العدد 10173)