Barokah Orang Soleh
Barokah tabarruk pada Orang Soleh dipersoalkan oleh kaum Wahabi dan dianggap bid'ah. Benarkah demikian? silahkan ikuti pembahasan berikut:
Barokah tabarruk pada Orang Soleh dipersoalkan oleh kaum Wahabi dan dianggap bid'ah. Benarkah demikian? silahkan ikuti pembahasan berikut:
ترسيخ اليقين بجواز التبرك بالصالحين
الحمد لله الأحد الفرد الصمد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد والصلاة والسلام على شفيعنا وسيدنا محمد وآل وصحب وقوفٌ عند الحد وتابعٍ بإحسان إلى اللحد أما بعد يروّج بعض أدعياء المعرفه أنّ التبرك بالصالحين بدعه وأنه مدخل من مداخل الشرك فسبحان الله !! الشركُ هو أن تجعل لله نِدا وتصّرِف له ماهو خاص بالله عز وجل وإذا علمت ذلك أصبح هُناك سؤال لمن يقول أن التبرك بالصالحين يؤدى إلى الشرك متى كان الناس يتبركون بذات الله تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً فتركو ذلك وتبركوا بالصالحين وآثارهم فأصبحو بذلك مشركين لأنهم صرفوا ما كان خاصاً بالله لغير الله عز وجل أم هو الإستخفاف بعقول العامه ومبتدئى طلبة العلم .
وأعلم أنّ على جواز التبرك بآثار الصالحين جمهور عُلماء الصوفيه ومشائخها وهو الحق الجلىّ الذى دلّ عليه الكتاب والسُنه وأقوال وأفعال السلف والأئمه والعُلماء ولما كان هنالك مُتنطعين يقولون بأن التبرك بدعه ضلاله رأينا أن نـُبيـّن الأمر ونُجليّه ونقهر منتقديه مستعينين بالحى القيوم الذى لاينوم ، وسميت هذه الرساله ترسيخ اليقين بجواز التبرك بالصالحين
التـــبــــــرك بالصـــــالحـيــن
1/ قـــالو : أن الصحابة رضوان الله عليهم لم يتبركو بغير النبى صلى الله عليه وسلم ، لا بسيدنا الصديق، ولا بسيدنا عمر رضىّ الله عنهما، ولا بغيرهما وهم خيار هذه الأمة، ولو كان ذلك سائغاً لسبقونا إليه، ولما أجمعوا على تركه، عُلّم أن الحق في ما سلكوه من عدم التبرك بآثار غيره صلى الله عليه وسلم ، وفى هذا دليل على أنّ التبرك بغير النبى صلى الله عليه وسلم غير جائز .
ويُجاب على ذلك بـ : أولاً : إعلم أخى المسلم أنّ نفى التبرك عن الصحابه بغير النبى صلى الله عليه وسلم وبآثار المسلمين نفى مُطلق غير صحيح فقد وردت آثار فى أُسد الغابه والطبقات لإبن سعد تجدها لاحقاً فى فصل ((الصحابه يتبركون بغير النبى صلى الله عليه وسلم )) تُفيد تبرك الصحابه بغير النبى صلى الله عليه وسلم ، وقال الإمام أبوعبد الله الحاكم فى كتابه المستدرك على الصحيحين / باب ذكر مناقب محمد بن طلحة بن عبيد الله السجاد رضي الله عنهما : كان محمد بن طلحة من الزهاد المجتهدين في العبادة وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبركون به وبدعائه وهو أول من لُقـّب بالسجاد حدثنا بصحة ذلك أبو عبد الله الأصبهاني كما قدمت ذكره .
ثانياً : أنّ الصحابه رضى الله عنهم كانوا مُكتفين بآثار النبى صلى الله عليه وسلم التى كانت بينهم مُتوافره حتى عهد تابعىّ التابعين وتابعيهم فقد نقل الذهبى فى سير أعلام النبلاء ترجمة الإمام أحمد بن حنبل المتوفى 241هـ : (( قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ: رَأَيْتُ أَبِي يَأْخُذُ شَعرةً مِن شَعرِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَيَضَعُهَا عَلَى فِيْهِ يُقبِّلُهَا. وَأَحسِبُ أَنِّي رَأَيْتُهُ يَضَعُهَا عَلَى عَيْنِهِ، وَيَغْمِسُهَا فِي المَاءِ وَيَشرَبُه يَسْتَشفِي بِهِ.)) وبهذا تعلم أنّ الصحابه والتابعين وحتى تابعيهم لم يحتاجوا للتبرك بغير آثار النبى صلى الله عليه وسلم لتوافرها بينهم فلم يُبدلوها بماهو دونها ، وليس لأنهم لايعتقدون البركه لغير النبى صلى الله عليه وسلم ، فكلنا إن وجدنا آثار النبى صلى الله عليه وسلم لأكتفينا بها بل ولأكتفى بها من يُتبّرك به من الصالحين فأفهم تغنم.
2/ قـــالو : أنّ التبرك بآثار غير النبى صلى الله عليه وسلم ممنوع ، وأنّ غيره صلى الله عليه وسلم لا يُقاس عليه وما ورد من تبرك الصحابة- رضوان الله عليهم- بوضوء رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونخامته وغير ذلك، فهو أمر يقيني، وأما الصلاح والتقوى في حق غيره فهو ظني، ولا يقاس ظني على يقيني، ولو كان ذلك جائزا لفعله صحابته- رضوان الله عليهم- بعضهم مع بعض! والله أعلم.
ويُجاب عن ذلك بـ : أولاً : أنّ التبرك بغير النبى صلى الله عليه وسلم ليس بالممنوع والقائل بمنعه يجب عليه إبراز الدليل من نصٍ قُرآنى أو نهىٍ نبوى ، ولايوجد دليل على النهى البته .
ثانياً : أنّ النبى صلى الله عليه وسلم أرشد الأمه إلى أنّ البركه موجوده فى غيره من المسلمين وأنها تُلتمس ويُبحث عنها ويُرسل لإحضار مافيه البركه ، فقد أورده الهيثمى فى مجمع الزوائد وقال رواه الطبرانى فى الأوسط : عن سيدنا عبد الله بن عمر أنه قال : " كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يبعث إلى المطاهر فيؤتى بالماء فيشربه يرجو بركة أيدي المسلمين ." إنتهى
وبهذا تعلم أنّ البركه فى صالحىّ أمة النبى صلى الله عليه وسلم أمر يقينىّ وليس ظنى كما يقول المنتقد وأنّ التبرك بغير النبى صلى الله عليه وسلم جائز لفعل النبى صلى الله عليه وسلم لذلك ، علماً أنّ تبرك النبى صلى الله عليه وسلم بآثار المسلمين تشريعاً منه يفيد جواز التبرك بالصالحين ولتعلم الأمه أنَّ هُناك بركه فى أمته ، وتجد تفصيل أوفى ومزيد أدله على ماقلنا فى باب أدلة جواز التبرك بالصالحين .
3/ قـــالو : لايجوز التبرك بغير النبى صلى الله عليه وسلم لأن ماجعل الله فيه هو من الخير والبركة لا يتحقق في غيره.
ويُجاب عن ذلك بـ : نعم أنّ ما جعل الله من الخير والبركة فى النبى الكريم صلى الله عليه وسلم لا يتحقق في غيره مماثله إلاّ أن المُقتفين آثاره المُستنين بسنته يرثـون شئ ًمن بركته صلى الله عليه وسلم ولنا على ذلك دليل وشاهد وهو : ما جاء فى صحيح البخارى : باب السَّمَرِ مَعَ الضَّيْفِ وَالأَهْلِ / عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ أَنَّ أَصْحَابَ الصُّفَّةِ كَانُوا أُنَاسًا فُقَرَاءَ وَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ كَانَ عِنْدَهُ طَعَامُ اثْنَيْنِ فَلْيَذْهَبْ بِثَالِثٍ وَإِنْ أَرْبَعٌ فَخَامِسٌ أَوْ سَادِسٌ وَأَنَّ أَبَا بَكْرٍ جَاءَ بِثَلاَثَةٍ فَانْطَلَقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَشَرَةٍ قَالَ فَهُوَ أَنَا وَأَبِي وَأُمِّي فَلاَ أَدْرِي قَالَ وَامْرَأَتِي وَخَادِمٌ بَيْنَنَا وَبَيْنَ بَيْتِ أَبِي بَكْرٍ وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ تَعَشَّى عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ لَبِثَ حَيْثُ صُلِّيَتْ الْعِشَاءُ ثُمَّ رَجَعَ فَلَبِثَ حَتَّى تَعَشَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ بَعْدَ مَا مَضَى مِنْ اللَّيْلِ مَا شَاءَ اللَّهُ قَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ وَمَا حَبَسَكَ عَنْ أَضْيَافِكَ أَوْ قَالَتْ ضَيْفِكَ قَالَ أو ما عَشَّيْتِيهِمْ قَالَتْ أَبَوْا حَتَّى تَجِيءَ قَدْ عُرِضُوا فَأَبَوْا قَالَ فَذَهَبْتُ أَنَا فَاخْتَبَأْتُ فَقَالَ يَا غُنْثَرُ فَجَدَّعَ وَسَبَّ وَقَالَ كُلُوا لاَ هَنِيئًا فَقَالَ وَاللَّهِ لاَ أَطْعَمُهُ أَبَدًا وَأيْمُ اللَّهِ مَا كُنَّا نَأْخُذُ مِنْ لُقْمَةٍ إِلاَّ رَبَا مِنْ أَسْفَلِهَا أَكْثَرُ مِنْهَا قَالَ يَعْنِي حَتَّى شَبِعُوا وَصَارَتْ أَكْثَرَ مِمَّا كَانَتْ قَبْلَ ذَلِكَ فَنَظَرَ إِلَيْهَا أَبُو بَكْرٍ فَإِذَا هِيَ كَمَا هِيَ أَوْ أَكْثَرُ مِنْهَا فَقَالَ لامْرَأَتِهِ يَا أُخْتَ بَنِي فِرَاسٍ مَا هَذَا قَالَتْ لاَ وَقُرَّةِ عَيْنِي لَهِيَ الآنَ أَكْثَرُ مِنْهَا قَبْلَ ذَلِكَ بِثَلاَثِ مَرَّاتٍ فَأَكَلَ مِنْهَا أَبُو بَكْرٍ وَقَالَ إِنَّمَا كَانَ ذَلِكَ مِنْ الشَّيْطَانِ يَعْنِي يَمِينَهُ ثُمَّ أَكَلَ مِنْهَا لُقْمَةً ثُمَّ حَمَلَهَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَصْبَحَتْ عِنْدَهُ وَكَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمٍ عَقْدٌ فَمَضَى الأَجَلُ فَفَرَّقَنَا اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا مَعَ كُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ أُنَاسٌ اللَّهُ أَعْلَمُ كَمْ مَعَ كُلِّ رَجُلٍ فَأَكَلُوا مِنْهَا أَجْمَعُونَ أَوْ كَمَا قَالَ. إنتهى
قال الحافظ إبن حجر عند شرحه للحديث : قوله: "قال أكلوا منها أجمعون أو كما قال" هو شك من أبي عثمان في لفظ عبد الرحمن، وأما المعنى فالحاصل أن جميع الجيش أكلوا من تلك الجفنة التي أرسل بها أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وظهر بذلك أن تمام البركة في الطعام المذكور كانت عند النبي صلى الله عليه وسلم لأن الذي وقع فيها ببيت أبي بكر ظهور أوائل البركة فيها، وأما إنتهاؤها إلى أن تكفي الجيش كلهم فما كان إلا بعد أن صارت عند النبي صلى الله عليه وسلم على ظاهر الخبر، والله أعلم.
وقال إبن حجر فيما يُستفاد من الحديث : وفيه التبرك بطعام الأولياء والصلحاء، وفيه عرض الطعام الذي تظهر فيه البركة على الكبار وقبولهم ذلك ............
وبهذا تعلم أخى يقيناً بركة سيدنا أبابكر الصديق رضى الله عنه وتزول عنك دعوى أن البركه مخصوصه فقط بالنبى صلى الله عليه وسلم وتعلم أن البركه موجوده فى أمة النبى صلى الله عليه وسلم ولذا كان النبى صلى الله عليه وسلم يأمر أن يُؤتى له بماء المطاهر لينبة الأمه على أن البركه موجوده فى أمته ولكن بركة غيره لا تُقارب بركته صلى الله عليه وسلم فمن وجِدّت فيه بركه فهىّ موروثه من بركة النبى صلى الله عليه وسلم وأنىّ للوارث أن يبلغ الموروث إذ الإرث بِضّع والموروث نبعّ فأفهم تغنم .
4/ قـــالو : أن التبّرك ربما أوقع في الغلو وأنواع الشرك، فوجب سد الذرائع بالمنع منه، وإنما جاز فيه صلى الله عليه وسلم لمجيء النص به .
يُجاب على ذلك بـ : إعلم أخى لو أنّ التبرك يوقع المُسلمين فى الشرك لمنعه وحرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولمّا علّم وسنّ وسمح رسول الله صلى الله عليه وسلم لصحابته أن يتبركو به بل أقرّهم على التبرك بعرقه وأعطاهم فضل وضوه وماغسل به يديه ووجهه وأفرغ فيه الماء من فمه وأمرهم أن يشربو ويغسلو وجوهم ورقابهم ووزع لصحابته شعرات من رأسه ليحتفظو بها إذ لا معنى لتوزيع الشعر غير ذلك وتبركوا وإشتشفوا وإستنصروا بتلك الشعرات بعد وفاته ، فلما كان ذلك منه صلى الله عليه وسلم وهو المُشّرع عُلم أن التبرك من سُنن الإسلام ، ومن عجب أن يأتنا وبعد كُلذلك مَنّ يقول أن التبّرك ربما أوقع في الغلو وأنواع الشرك ، فالقائل مثل ذلك كأنه يقول أنه أعلم بنفع الأمه من نبيها صلى الله عليه وسلم .
5/ قـــالو: لا يجوز التبرّك بغير النبى صلى الله عليه وسلم قياساً على عدم جواز الزيادة على أربع نسوة.
يُجاب على ذلك : القياس باطل فالنبي : (صلى الله عليه وآله) قد أعلم اُمّته الحكم الشرعي في ذلك، فليس هناك مسلم على وجه الأرض ـ منذ زمن النبي صلى الله عليه وسلم والى اليوم ـ إلاّ وهو يعلم حرمة ذلك لغيره (صلى الله عليه وآله) ، وهذا أكبر دليل على صحة ما نقول ، فلو كان التبرّك بغير النبي(صلى الله عليه وآله) محرّماً لبيّنه لاُمّته كما بيّن حرمة الزيادة في التزوج على أربع نسوة .
أدلـــة جـــواز التبــرك بالصــــالحـيـن
1/ تبرك النبى صلى الله عليه وسلم بآثار المُسلمين تشريعأً لأمته :
ـ الحديث //27// جاء فى مجمع الزوائد للهيثمى / باب الوضوء من المطاهر : عن ابن عمر قال قلت : يا رسول الله الوضوء من جر ( الجرة من الخزف ) جديد مخمر أحب إليك أم من المطاهر ؟ قال : " لا بل من المطاهر إن دين الله يسر الحنيفية السمحة " قال : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث إلى المطاهر فيؤتى بالماء فيشربه يرجو بركة أيدي المسلمين . إنتهى ثم قال الهيثمى : رواه الطبراني في الأوسط ورجاله موثقون وعبد العزيز بن أبي رواد ثقة يُنسب إلى الأرجاء ، قلت : أما الإرجاء فإنه مما لاترد به رواية الراوى كما هو مُقرر فى علم الحديث راجع موقظة الذهبى حيث قال : والذي تَقرَّرَ عندنا : أنه لا تُعتَبرُ المذاهبُ في الرواية ، ولا نُكفِّرُ أهلَ القِبلة ، إلا بإنكارِ مُتواترٍ من الشريعة ، فإذا اعتَبَرْنَا ذلك ، وأنضمَّ إليه الورَعُ والضبطُ والتقوى فقد حَصَل مُعْتمَدُ الرواية . وهذا مذهبُ الشافعي رضي الله عنه ، حيث يقول : أَقبَلُ شهادةَ أهلِ الأهواءِ إلا الخَطَّابيَّةَ من الرَّوَافِض . إنتهى ، وأورد الحديث الألبانى فى جامعه الصحيح ، وإيردانا للألبانى لا للإستشهاد والتعضيض إنما ليقتنع شيعته ومن يتعصب إليه ولنقطع الحُجه وإلا فالألبانى هو عند جماعه من أهل المعرفه لا يُعتدّ بتصحيحه وتضعيفه وقد أُلفـّت كتب فى الرد عليه منها تنبيه القارئ لما صححه الألبانى وهو ضعيف وتنبيه القارئ لما ضعفه الألبانى وهو صحيح لعبد الله الدويش وكتاب الألبانى شذوذه وأوهامه لأرشد السلفى والرد على الألبانى لأبى الفضل عبد الله بن محمد الصديق الغمارى وكتاب تناقضات الالبانى للسقاف وغيرها . وأعلم أنّ إلتماس النبى صلى الله عليه وسلم لبركة أيدى المسلمين ليس لحوجة النبىّ صلى الله عليه وسلم للبركه من أحد أو أنّ هُناك من هو أبرّك فسعى النبى صلى الله عليه وسلم لإلتماس بركته وإنما هذا من باب تشريعه لأُمته مثل ماروى الترمذى فى سننه / كتاب الدعوات وقال" هذا حديث حسن صحيح " والبيهقى فى سننه الكبرى / باب التوديع وأبو داوود فى سننه / باب الدعاء : عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال : أنه أستأذن النبي صلى الله عليه و سلم وسلم في العمرة فقال أي أخي أشركنا في دعائك ولا تنسنا. إهـ فطلبه الدعاء من سيدنا عمر رضى الله عنه ليس لحوجته صلى الله عليه وسلم إليه ولكن ليُشرّع للأمه طلب الدُعاء من الغير ، ورجاء البركه مما مسته أيدى المسلمين مثل طلب الدعاء من سيدنا عمر رضى الله عنه فأفهم تغنم .
2/ الحديث أن فى كل مسلم بركه :
ـ جاء فى صحيح البخارى : عن ابن عمر قال: "بينا نحن عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أتى بجمار، فقال: "إن من الشجر لما بركته كبركة المسلم " . قال الحافظ إبن حجر العسقلانى فى شرح الحديث : وبركة النخلة موجودة في جميع أجزائها، مستمرة في جميع أحوالها، فمن حين تطلع إلى أن تيبس تؤكل أنواعا، ثم بعد ذلك ينتفع بجميع أجزائها، حتى النوى في علف الدواب والليف في الحبال وغير ذلك مما لا يخفى، وكذلك بركة المسلم عامة في جميع الأحوال، ونفعه مستمر له ولغيره حتى بعد موته. إنتهى ، وبالحديث السابق تعلم أنّ فى كُلّ مسلم بركه ووما لاشك فيه وتؤيده الوقائع المُشاهده والمرويه أنّ البركه تختلف تبعاً لمرتبة حسب العبد من أنبياء وصديقين وشُهداء وصالحين وعوام وهم حسن أولائك رفيقاً .
.
3/ حديث البركه مع الأكابر وأنّ فى بعض ريق أُمة النبى صلى الله عليه وسلم الشفاء :
ـ جاء فى فى مستدرك الحاكم وصحيح إبن حبان : عن إبن عباس أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( البركة مع أكابركم ). وفى هذا الحديث دليل على وجود البركه فى بعض أمة النبى صلى الله عليه وسلم ، وقد أورد الحديث إبن حبان فى صحيحه فى باب ذكر إستحباب التبرك للمرء بعُشرة مشايخ أهل الدين والعقل ، وهو تصريحٌ منه بأنّ البركه المذكوره فى الحديث يُراد بها أهل الدين العقلاء وليس أهل العقل فقط إذ أنّ هُناك من وصفوا بالعقل وليسوا بمسلمين فأفهم تغنم .
ـ وفى مسلم / باب رُقْيَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي الرُّقْيَةِ تُرْبَةُ أَرْضِنَا بَرِيقَةُ بَعْضِنَا يُشْفَى سَقِيمُنَا بِإِذْنِ رَبِّنَا" . إنتهى . قال الشيخ بدر الدين العينى فى كتابه عُمدة القارئ فى شرح صحيح البخارى عند شرحه للحديث : قال النووي قيل المراد بأرضنا أرض المدينة خاصة لبركتها وبعضنا رسول الله لشرف ريقه فيكون ذلك مخصوصاً وفيه نظر لا يخفى قوله يشفي سقيمنا على بناء المجهول .إنتهى ، وقال الإمام النووى فى شرحه لصحيح مُسلم عند شرحه للحديث أعلاه : قال جمهور العلماء المراد بأرضنا هنا جملة الأرض وقيل أرض المدينة خاصة لبركتها والريقة أقل من الريق ومعنى الحديث أنه يأخذ من ريق نفسه على أصبعه السبابة ثم يضعها على التراب فيعلق بها منه شيء فيمسح به على الموضع الجريح أو العليل ويقول هذا الكلام فى حال المسح والله أعلم . إنتهى
فهاهو الإمام النووى ينقل لنا قول الجمهور بأن االمُرّاد بتربة أرضنا جُملة الأرض ، وبعضنا ليست خاصه بالنبى صلى الله عليه وسلم ، وإستدل ببناء النبى صلى الله عليه وسلم قوله يُشفى سقيمنا للمجهول ، إذ لم يقل صلى الله عليه وسلم يُشفى فُلان وهو الذى أعطى جوامع الكلم ولا ينطق عن الهوى . عليه أقول يُصبح معنى الحديث :
تربة أرضنا : جُملة الأرض كما قال بذلك الجمهور
بريقة بعضنا يشفى سقيمنا : يحتمل هذا اللفظ معنيان
الأول : أى بريقة بعضنا لبعض بمعنى بريقة كل مسلم لكل مسلم يشفى السقم والقائل بهذا يجزم بأن كل مسلم رقى بريقه يلزم الشفاء وهذا القول التجربه تُكذبه إذاً لايصح أن يُنسّب هذا الفهم لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الثانى : أى بريقة بعض مِن المسلمين وليس كُلهم يشفى السقيم وهذا الفهم التجربه تؤيده إذ أن هناك من يرُقى ولا شفاء قال إبن القيم الجوزيه فى كتابه الطب النبوى / آخر فصل : ( هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في رقية القرحة والجرح ) وهو الذى أورد فيه هذا الحديث قال : وقد تقدم أن قوّى الرقية وتأثيرها بحسب الراقي، وإنفعال المرقي عن رقيته، وهذا أمر لا ينكره طبيب فاضل عاقل مسلم، فان إنتفى أحد الأوصاف، فليقل ما شاء . إنتهى
وبهذا يتضح لك أخى المسلم أنّ ريق الصالحين المُقربين المقبولين عند لله عز وجل أصحاب الدعوات المُجابات ، الذين هم خيار الأمه وبعضها المُشّار لهم فى حديث النبى صلى الله عليه وسلم السابق ( بريقة بعضنا ) يكون به الشفاء بإذن الله عز وجل وهذا الحديث شاهد على ذلك ودال على أن البركه موجوده فى أمة النبى صلى الله عليه وسلم فأفهم تغنم
ولنا شاهد آخر فى بركة ريق الصالحين وأنه شفاء وهو ما جاء فى سنن أبى داوود / باب في كسب الأطباء : عن خارجة بن الصلت عن عمه أنه مرَّ بقوم فأتوه فقالوا إنك جئت من عند هذا الرجل بخير فارق لنا هذا الرجل فأتوه برجل معتوه في القيود فرقاه بأم القرآن ثلاثة أيام غدوة وعشية وكلما ختمها جمع بزاقه ثم تفل فكأنما أنشط من عقال ( أي حل من وثاق ) فأعطوه شيئا فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكره له فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم " كل فلعمري لمن أكل برقية باطل لقد أكلت برقية حق " .
الصحابه يتبركون بغير النبى صلى الله عليه وسلم
العباس عم النبى صلى الله عليه وسلم : أورد إبن الأثير فى كتابه أُسد الغابه فى معرفة الصحابه / ترجمة العباس بن عبد المطلب عم النبى صلى الله عليه وسلم فقال : وإستسقى عمر بن الخطاب بالعباس رضي الله عنهما عام الرمادة لما اشتد القحط. فسقاهم الله تعالى به، وأخصبت الأرض. فقال عمر: هذا والله الوسيلة إلى الله، والمكان منه. وقال حسان بن ثابت : :
سأل الإمام وقد تتابع جدبنا * فسقى الغمام بغرة العباس
عم النبي وصنو والده الـذي ** ورث النبي بذاك دون الناس
أحيا الإله به البلاد فأصبحت ** مخضرة الأجناب بعد الياس
ولما سُقيّ الناس طفقوا يتمسحون بالعباس، ويقولون: هنيئاً لك ساقي الحرمين.إنتهى ، فتمسحهم بالعباس هو تبركهم به لما ظهر من إجابة دعوته الداله على علو درجته وكمال قُربه من الله عزّ وجل فأفهم تغنم .
محمد بن طلحة السجاد : قال الإمام أبو عبد الله الحاكم فى كتابه المستدرك على الصحيحين عند ذكره لسيدنا محمد بن طلحة السجاد : ذكر مناقب محمد بن طلحة بن عبيد الله السجاد رضي الله عنهما كان محمد بن طلحة من الزهاد المجتهدين في العبادة وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبركون به وبدعائه وهو أول من لقب بالسجّاد حدثنا بصحة ذلك أبو عبد الله الأصبهاني كما قدمت ذكره .
الحسين إبن على : وجاء فى طبقات إبن سعد / ترجمة سعيد بن مسلم ، قال بإسناده : عن أبي عون قال لما خرج حسين بن علي من المدينة يريد مكة مرَّ بإبن مُطيع وهو يحفر بئره فقال له أين فداك أبي وأمي قال أردت مكة وذكر له أنه كتب إليه شيعته بها فقال له بن مطيع إني فداك أبي وأمي متعنا بنفسك ولا تسر إليهم فأبى حسين فقال له بن مطيع إن بئري هذه قد رشحتها وهذا اليوم أوان ما خرج إلينا في الدلو شيء من ماء فلو دعوت الله لنا فيها البركة قال هات مائها فأتي من مائها فشرب منه ثم مضمض ثم رده في البئر فأعذب وأمهىّ
عـلـمـــاء تبــركــو بالصــــالحيـــن
1/ الإمام محمد بن إدريس الشافعى 204هـ :
نقل الخطيب البغدادى بإسناد فيه مجهول فى كتابه تاريخ بغداد / باب ما ذكر في مقابر بغداد المخصوصة بالعلماء والزهاد : عن علي بن ميمون قال سمعت الشافعي يقول اني لأتبرك بأبي حنيفة وأجيء إلى قبره في كل يوم يعني زائرا فإذا عرضت لي حاجة صليت ركعتين وجئت إلى قبره وسألت الله تعالى الحاجة عنده فما تبعد عني حتى تقضى . قلت وأورد هذه القصه الهيثمى فى كتابه الخيرات الحسان فى مناقب أبى حنيفه النعمان الفصل 35 فى تادب الائمه معه فى مماته كما هو فى حياته وأنّ قبره يُزار لقضاء الحوائج
.
2/ الإمام أحمد بن حنبل المتوفى 241هـ : جاء فى كتاب الفروع لإبن مفلح / باب حملِ الْجنائز: ونقل المروذي في الْوَرَع أنّ يحيى بن يحيى النيسابورِيّ أَوصى لأَحمد بجبَته فقال رجلٌ صَالِح قد أطاع الله فيها أَتبَرّك بها .
3/ الإمام الثورى : تهذيب التهذيب لإبن حجر : عمرو بن قيس الملائي أبو عبد الله الكوفي وقال العجلي ثقة من كبار الكوفيين متعبد وكان الثوري يتبرك به .
4/ علي بن عمر أبو الحسن الدارقطني البغدادي صاحب سنن الدارقطنى يتبّرك المتوفى 385هـ: قال عنه الذهبى فى سيره فى مقدمة ترجمته له : الإمام، الحافظ، المُجَوِّد، شيخ الإسلاَم، علَم الجهابذَة ، وأورد الذهبى فى سيره وإبن الجوزى فى صفة الصفوه وأبا يعلى الحنبلى فى طبقات الحنابله كلهم فى ترجمة القوّاس أبو الفتح يُوسف بن عُمر بنِ مَسرور ، وأبن كثير فى البدايه والنهايه فى وفيات سنة 385هـ : أنّ أبو الحسن الدّارقُطنيّ قال : كُنّا نتبرّك بأبي الفتح القَواس وهو صبيّ .
5/ قاضى القضاه الإمام علي بن عبد الكافي السُبكى المتوفى 756هـ يتبرك بآثار الإمام النووى : قال عنه السيد جلال الدين السيوطى فى كتابه حسن المحاضره فى ملوك مصر والقاهره عند ترجمته له : وقال الصلاح الصفدي: الناس يقولون: ما جاء بعد الغزالي مثله ( يعنى السبكى )، وعندي أنهم يظلمونه بهذا وما هو عندي إلا مثل سفيان الثوري، وقال ابنه في الترشيح: قال الشيخ شهاب الدين ابن النقيب، صاحب مختصر الكفاية وغيرها من المصنفات: جلست بمكة بين طائفة من العلماء وقعدنا نقول: لو قدر الله تعالى بعد الأئمة الأربعة في هذا الزمان مجتهداً عارفاً بمذاهبهم أجمعين يُركّب لنفسه مذهباً من الربعة، بعد إعتبار هذه المذاهب المختلفة كلها، لازدان الزمان به، وأنقاد الناس، فاتفق رأينا على أن هذه الرتبة لا تعدو الشيخ تقي الدين السبكي، ولا ينتهي لها سواه.إنتهى .
قال إبنه تاج الدين بن عليّ بن عبد الكافيّ السبكي فى كتابه طبقات الشافعيه : أنه أعني الوالد رحمه الله لما سكن في قاعة دار الحديث الأشرفية في سنة إثنتين وأربعين وسُبعمائة كان يخرج في الليل إلى إيوانها ليتهجد تجاه الأثر الشريف ويُمّرغ وجههُ على البـِساط وهذا البساط من زمان الأشرف الواقف وعليه اسمه وكان النووي يجلس عليه وقت الدرس فأنشدني الوالد لنفسه :
وفي دار الحديث لطيف معنى *** على بسطٌ لها أصبو وآوي
عسىَّ أني أمسَّ بحر وجهـي *** مكـاناً مسّه قـدم النواوي
فهاهو الإمام العلامه على بن عبد الكافى السبكى يتبّرك بموضع جلس فيه النووى .
6/ صالح بن الأمام أحمد بن حنبل يتبرك:
قال الذهبى فى سيره ج 11 / ترجمة الإمام أحمد بن حنبل : وقد أثنَى على أبي عبد الله جَماعة من أولياء الله، وتبرَّكوا بِهِ ، أبو بَكر بن شاذَانَ: حَدثنا أَبو عيسى أحمد بن يعقوب، حدثتنِي فاطمة بنت أَحمد بن حَنبل، قالت: وقع الحريق في بيت أخي صالح، وكان قَد تزوج بفتِية، فحمَلوا إليه جهَازا شبِيها بأَربعة آلاف دينار، فأَكلته النّار، فجعل صَالح يَقول: ما غمني مَا ذهب إلاّ ثوب لأَبي كان يصلّي فيه أَتبرك بِه وأصَلّي فيه ، قالت: فطفئ الحريق، ودخلوا، فوجدوا الثوب علَى سرير قد أكلت النّار ما حوله وسلم .
7/ القاضى برهان الدين بن جماعه المتوفى 694هـ يتبرك : قال السخاوى فى الضؤ اللامع فى ترجمة أحمد بن محمد بن يوسف المعروف بابن العارف وبابن صدرالمتوفى سنة بضع وخمسين تقريبوعنده عصا من خشب القيقب ورثها من أسلافه كانوا يقولون إنها من عكاز سيدي إبراهيم بن ادهم قال وكان القاضي برهان الدين بن جماعة وغيره من أهل العلم ينزلون عندنا ويتبركون بها . إنتهى ، وإبن جماعه قال عنه إبن حجر فى حسن المحاضره : الحافظ ابن جماعة قاضي القضاة أكثر السماع فبلغت شيوخه ألفا وثلاثمائة نفس وعني بالشأن وصنف تخريج أحاديث الرافعي وغيره وولي القضاء بالدار المصرية وتدريس الخشابية .
8/ ضياء الدين المقدسى الحنبلى يستشفى بقبر الإمام أحمد :
الحافظ الضياء المقدسي الحنبلي في كتابه (الحكايات المنثورة) المحفوظ الآن تحت رقم 98 من المجاميع بظاهرية دمشق أنه سمع الحافظ عبدالغني المقدسي الحنبلي يقول أنه خرج في عضده شيء يشبه الدمل فأعيته مداواته ثم مسح به قبر أحمد بن حنبل فبرئ ولم يعد إليه.
عُلـمـــاء قــــالـو بالتـبــرك بالصـــالحـيـــــن
1/ الإمام مسلم بن الحجاج : ذكر الإمام مسلم التبرك بالصالحين فى كتابه صحيح مسلم فى كتاب الآداب ، له فيه باب سماهُُ إستحباب تحنيك المولود عند ولادته وحمله إلى صالح يحنكه : وأورد حديث السيده أسماء رضى الله عنها : أنها حملت بعبدالله بن الزبير بمكة قالت فخرجت وأنا متم فأتيت المدينة فنزلت بقباء فولدته بقباء ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فوضعه في حجره ثم دعا بتمرة فمضغها ثم تفل في فيه فكان أول شيء دخل جوفه ريق رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم حنكه بالتمرة ثم دعا له وبرّك عليه وكان أول مولود ولد في الإسلام .
وعن هشام ابن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يؤتى بالصبيان فيبرك عليهم ويحنكهم . إنتهى
إذاً فإن الإمام مسلم يقول بإيراده الحديثين تحت هذا الباب : يستحب لمن ولد له مولود أن يُذهب به إلى صالح ليُحنكه وهو عين التبرك بالصالحين فما قولك هل تعلم من سُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر مما علم الإمام مُسلم ، وإن رأيت ذلك فنحن معه فيما ذهب إليه.
2/محمد بن حبان بن أحمد أبو حاتم التميمي البستي صاحب صحيح إبن حبان : إعلم أخى المسلم أنّ الإمام إبن حبان ممن يقولون بالتبرك بالصالحين ودليلنا على ذلك مابوب من أبواب فى كتابه صحيح إبن حبان وإليك الأبواب :
أ/ كتاب البر والإحسان / باب الصحبة والمجالسة / ذكر ما يستحب للمرء التبرك بالصالحين وأشباهم
، ثم ذكـــر حديث صحيح البخارى أبو موسى وبـــلال بالجعـرانه الذى أعطى فيه النبى الكريم الصحابيين ماء غسل فيه يده ومجَّ فيه وأمرهم أن يغسلوا وجوههم به وان يشربو .
ب/ كتاب البر والإحسان / باب الصحبة والمجالسة / ذكر إستحباب التبرك للمرء بعُشرة مشايخ أهل الدين والعقل : ثم أورد الحديث : عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( البركة مع أكابركم ). .
قال أبو حاتم رضي الله عنه لم يحدث إبن المبارك هذا الحديث بخراسان إنما حدث به بدرب الروم فسمع منه أهل الشام وليس هذا الحديث في كتب ابن المبارك مرفوعاً ، قلت : والحديث إسناده صحيح
ج/ باب الماء المستعمل / ذكر إباحة التبرك بوضوء الصالحين من أهل العلم إذا كانوا متبعين لسنن المصطفى صلى الله عليه و سلم دون أهل البدع منهم : ثم أورد حديث إبن أبى جحيفه عن أبيه قال رأيت رسول الله في قبة حمراء من أدم ورأيت بلالا أخذ وضوء رسول الله ورأيت الناس يبتدرون ذاك الوضوء فمن أصاب منه شيئا تمسح به ومن لم يصب منه شيئا أخذ من بلل يد صاحبه.إنتهى
د/ كتاب السير / باب في الخلافة والإمارة / ذكر ما يستحب للإمام إعطاء رعيته ما يأملونه من الأسباب التي بها يتبركون من ناحيته : ثم أورد حديث محمود بن الربيع أن مالك بن عتبان طلب من النبى الكريم أن يحضر عنده فى البيت ليُصلى له فى موضع فى منزله ليتخذه مُصلى وحضره النبى الكريم وصلى له حيث أراد ليتخذه مُصلى .
3/ الإمام حُجة الإسلام أبى حامد الغزالى المتوفى 555 هـ : قال فى كتابه إحياء علوم الدين / باب في حق المسلم والرحم والجوار والملك : ولا بأس بقبلة يد المعظم في الدين تبركاً به وتوقيراً له.
ـ وقال فى كتاب آداب السفر / الباب الأول في الآداب من أول النهوض إلى آخر الرجوع وفي نية السفر وفائدته ، قال : وقد يقصد بها الأولياء والعلماء وهم إما موتى فتزار قبورهم وإما أحياء فيتبرك بمشاهدتهم ويستفاد من النظر إلى أحوالهم قوة الرغبة في الإقتداء بهم.
4/ جلال الدين السيوطى المتوفى 911هـ : أورد فى كتابه شرح سنن إبن ماجه/ كتاب الطهاره / باب المجّ فِيْ الإناء : عند شرحه لحديث : محمود بْن الربيع : ( وكان قَدْ عقل مجة مجها رَسُول اللَّه صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَم فِيْ دلو من بئر لهم.) ، قال : والمج في الإناء منه صلى الله عليه و سلم ثبت كثيرا والصحابة كانوا يتبركون وقد مج في بعض الابار فعذب ماءها بعد أن كان مالحاً وأما غيره صلى الله عليه و سلم فلا يسع له أن يفعل ذلك لأن فيه ايذاء المسلمين لكراهة الطبعية ذلك وقد نهى عن التنفس في الإناء لاحتمال خروج اللعاب والبزاق وأما إذا كان الرجل لا يتحرج الناس بمجه بل يتبركون ويستشفون به فلا بأس لعدم علة النهي والله أعلم .
ـ وقال السيوطى عند شرحه لحديث عتبان بن مالك فى باب المساجد في الدور : وإن السيل يأتي فيحول بينه وبين مسجد قومي. ويشق عليّ اجتيازه. فإن رأيت أن تأتيني فتصلي في بيتي مكاناً أتخذه مصلى، فافعل. قَالَ ((أفعل)). قال السيوطى : وفي الحديث التبرك بآثار الصالحين والصلاة في المكان الذي صلوا فيه .
ـ وقال السيوطى عند شرحه لحديث عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ فى باب لباس رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنّ رجل طلب من النبى صلى الله عليه وسلم برده كانت عليه فَقَالَ سَهْلٌ: فَكَانَتْ كَفَنَهُ يَوْمَ مَاتَ. فكانت كفنه يوم مات وفيه التبرك بآثار الصالحين حياً وميتاً .
5/ زكي الدين أبو محمد المنذري الشامي المتوفى 656 هـ : جاء فى سير أعلام النبلاء / ترجمة أبو القاسم عبد الملك إبن عيسى بن درباس قال الذهبى : روى عنه الحافظ زكي الدين المنذري وقال ( أىّ المنذرى ) كان مشهوراً بالصلاح والغزو وطلب العلم يتبرك بآثاره للمرضى.
6/ أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري القرطبي (المتوفى : 463هـ) : قال فى كتابه التمهيد لما فى الموطأ من الأسانيد : عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم "كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث قالت فلما اشتد وجعه كنت أنا أقرأ عليه وأمسح عليه بيمينه رجاء بركتها".
وفيه التبرك بأيمان الصالحين قياساً على ما صنعت عائشة بيد النبي صلى الله عليه وسلم وفيه التبرك باليمنى دون الشمال وتفضيلها عليها وفي ذلك معنى الفأل.
ـ وفى الموطأ باب جامع الحج / عن محمد بن عمران الأنصاري عن أبيه أنه قال عدل إلي عبد الله بن عمر وأنا نازل تحت سرحة بطريق مكة فقال ما أنزلك تحت هذه السرحة فقلت أردت ظلها فقال هل غير ذلك فقلت لا ما أنزلني الا ذلك فقال عبد الله بن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كنت بين الأخشبين من منى ونفخ بيده نحو المشرق فإن هناك وادياً يقال له السرر به شجرة سر تحتها سبعون نبياً .
ـ وقال فى الشرح وأما قوله "سر تحتها سبعون نبيا" ففيه قولان أحدهما أنهم بشروا تحتها بما سرهم واحداً بعد واحد أو مجتمعين أو نبئوا تحتها فسروا من السرور والقول الآخر أنها قطعت تحتها سررهم يعني ولدوا تحتها يقال قد سر الطفل إذا قطعت سرته وفي "هذا" الحديث دليل على التبرك بمواضع الأنبياء والصالحين ومقاماتهم ومساكنهم وإلى هذا قصد عبد الله بن عمر بحديثه هذا والله أعلم
7/ عليُّ بن سلطان محمد القاري الحنيفي الحنفى : قال فى كتابه مرقاة المفاتيح فى شرح مشكاة المصابيح / كتاب الاطعمه : وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي قال إذا أكل أحدكم فلا يمسح يده حتى يلعقها . بفتح الياء والعين أي يلمس أصابع يده أو يلعقها بضم الياء وكسر العين أي يلعقها غيره ممن لم يقذره كالزوجة والجارية والولد والخادم لأنه يتلذذون بذلك وفي معناهم التلميذ ومن يعتقد التبرك بلعقها ذكره النووي.
وقال فى كتابه شرح الوقايه واسم المتن المشروح وقاية الرواية في مسائل الهداية في الفقه الحنفي لبرهان الشريعة محمود بن صدر الشريعة قال عند تحدثه عن السلام والمصافحه : ثم لا بأس بتقبيل يد العالم والسلطان العادل على سبيل التبرُّك، وكذا تقبيل يد الأبوين والشيخ والرجل (الصالح).
8/ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر القرطبى المالكى المتوفى : 671 هـ: قال فى كتابه الجامع لأحكام القرآن : عند تفسيره للآيه 80 من سورة الحجر : ( ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلون ) : (روى البخاري عن بن عمر أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) لما نزل الحجر في غزوة تبوك أمرهم ألا يشربوا من بئرها ولا يستقوا منها فقالوا : قد عجنا واستقينا فأمرهم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أن يهرقوا الماء وأن يطرحوا ذلك العجين وفي الصحيح عن بن عمر أن الناس نزلوا مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) على الحجر أرض ثمود فاستقوا من آبارها وعجنوا به العجين فأمرهم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أن يهريقوا ما استقوا ويعلفوا الإبل العجين وأمرهم أن يستقوا من البئر التي تردها الناقة وروي أيضا عن بن عمر قال : مررنا مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) على الحجر فقال لنا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : ) لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين حذرا أن يصيبكم مثل ما أصابهم ) ثم زجر فأسرع قلت : ففي هذه الآية التي بين الشارع حكمها وأوضح أمرها ثمان مسائل استنبطها العلماء واختلف في بعضها الفقهاء.... فعددها إلى أن قال........ وخامسها أمره صلى الله عليه وسلم أن يستقوا من بئر الناقة دليل على التبرك بآثار الأنبياء والصالحين وإن تقادمت أعصارهم وخفيت آثارهم كما أن في الأول دليلا على بغض أهل الفساد وذم ديارهم وآثارهم هذا وإن كان التحقق أن الجمادات غير مؤاخذات لكن المقرون بالمحبوب محبوب والمقرون بالمكروه المبغوض مبغوض
9/ الشيخ أحمد زروق الفاسى المالكى المتوفى 899 هـ :
قال فى كتابه قواعد التصوف : كرامة المتبِع شاهدة بصدق المُتبَع، فله نسبة من (جهة) حرمته لثبوت الإرث له ، فمن ثم جاز التبرك بآثار أهل الخير ممن ظهرت كراماته، بديانة أو علم أو عمل ، أو اثر ظاهر ، كتكثير القليل أو الأخبار عن الغيب حسب فراسته وإجابة الدعوة ، وتسخير الماء والهواء إلى ذلك مما صح من آيات الأنبياء ، فيكون كرامة الأولياء.إذ الأصل التأسي حتى يأتي المخصص وقيل عكسه، ولم يزل أكابر الملة يتبركون بأهل الفضل من كل عصر وقطر، فلزم الاقتداء بهم حسبما يهدي إليهم النظر في الأشخاص، والله سبحانه أعلم.
10/ الخير الرملى و ابن عابدين : قال إبن عابدين فى حاشية رد المختار على الدر المختار شرح تنوير الأبصار فقه أبو حنيفة مطلب في زيارة القبور: وقال الخير الرملي إن كان ذلك لتجديد الحزن والبكاء والندب على ما جرت به عادتهن فلا تجوز وعليه حمل حديث لعن الله زائرات القبور وإن كان للاعتبار والترحم من غير بكاء والتبرك بزيارة قبور الصالحين فلا بأس إذا كن عجائز ويكره إذا كن شواب كحضور الجماعة في المساجد اهـ ثم قال إبن عابدين وهو : وهو توفيق حسن . إنتهى، قلت فالحاصل قال بالتبرك بالصالحين الخير الرملى ونقل ذلك إبن عابدين وأمنّ عليه .
11/ أبو بكر محمد بن أبى سهل السرخسى الحنفى : قال فى كتابه المبسوط فى فقه أباحنيفة النعمان / باب الآذان : وقد بينا أن الاذان ذكر معظم فيختار له من يكون محترما في الناس متبركا به ولهذا قال أحب إلى أن يكون المؤذن عالما بالسنة وفيه حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يؤمكم قراؤكم ويؤذن لكم خياركم.
12/ أبو الوليد سليمان بن خلف الباجى المالكى : قال فى كتابه المنتقى شرح الموطأ عند شرح وصية لقمان الحكيم لابنه فى باب ما جاء في طلب العلم: (( يا بني جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك فإن الله يحيي القلوب بنور الحكمة كما يحيي الله الأرض الميتة بوابل السماء)). قال ( مسأَلَة ) : وَالمُجَالَسَة لِلْعُلَماء إذَا كانَت قربَة فَإِنّما تكُونُ عَلَى وَجهين : أَحَدهما لِمَن ليسَ فِي قدرَتِهِ تعلّم الْعلمِ فَإِنَّه يجالسهم تبركا بمجالَستهم وَانحِيازًا إلَيهِم ومحبَّة فِيهِم
.
13/ محمد بن على الشوكانى : قال فى كتابه نيل الأوطار / باب الانحراف بعد السلام وقدر اللبث بينهما واستقبال المأمومين / بعد أنّ أورد الحديث: عن يَزِيدَ بْنِ الأَسْوَدِ قَالَ : { حَجَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَجَّةَ الْوَدَاعِ قَالَ : فَصَلَّى بِنَا صَلاةَ الصُّبْحِ ، ثُمَّ انْحَرَفَ جَالِسًا فَاسْتَقْبَلَ النَّاسَ بِوَجْهِهِ وَذَكَرَ قِصَّةَ الرَّجُلَيْنِ اللَّذَيْنِ لَمْ يُصَلِّيَا قَالَ : وَنَهَضَ النَّاسُ إلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَهَضْت مَعَهُمْ وَأَنَا يَوْمَئِذٍ أَشَبُّ الرِّجَالِ وَأَجْلَدُهُ قَالَ : فَمَا زِلْت أَزْحَمُ النَّاسَ حَتَّى وَصَلْت إلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخَذْت بِيَدِهِ فَوَضَعْتهَا إمَّا عَلَى وَجْهِي أَوْ صَدْرِي قَالَ : فَمَا وَجَدْت شَيْئًا أَطْيَبَ وَلا أَبْرَدَ مِنْ يَدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : وَهُوَ يَوْمَئِذٍ فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ } .
قال الشوكانى : قَوْلُهُ : ( فَوَضَعْتهَا إمَّا عَلَى وَجْهِي أَوْ صَدْرِي ) فِيهِ مَشْرُوعِيَّةُ التَّبَرُّكِ بِمُلامَسَةِ أَهْلِ الْفَضْلِ لِتَقْرِيرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ عَلَى ذَلِكَ .
وقال فى بَابُ صِفَةِ الْغُسْلِ عند شرحه لحديث أم عطيه : وَهُوَ أَصْلٌ فِي التَّبَرُّكِ بِآثَارِ الصَّالِحِينَ وَفِيهِ جَوَازُ تَكْفِينِ الْمَرْأَةِ فِي ثَوْبِ الرَّجُلِ
14/ شرف الدين موسى بن أحمد بن موسى أبو النجا الحجاوي (المتوفى : 960هـ)
قال فى كتابه الإقناع في فقه الإمام أحمد بن حنبل / فصل في آداب الأكل : قال : فصل: ويستحب أن يباسط الأخوان ويستحب للضيف أن يفضل شيئا لا سيما إن أكل ممن يتبرك بفضلته .
15/ منصور بن يونس بن إدريس البهوتي المتوفى سنة 1051هـ : قال فى كتابه كشاف القناع عن الإقناع موافقاً صاحب الإقناع فقال فى شرحه : ( ويستحب للضيف أن يفضل شيئا) من الطعام ( لا سيما إن كان ممن يتبرك بفضلته أو كان ثم حاجة ) إلى أبقاء شيء منه .
16/ عبد الرءوف المناوي : قال فى كتابه فيض القدير عند شرح ( لو كان حسن الخلق رجلاً يمشي في الناس لكان رجلاً صالحاً) ، فقال : (لو كان حسن الخلق رجلاً ) يعني إنساناً (يمشي في الناس) أي بينهم (لكان رجلاً صالحاً) أي يقتدى به ويتبرك وفي إفهامه أن سوء الخلق لو كان رجلاً يمشي في الناس لكان رجل سوء يتعين تجنبه وعدم مخالطته ما أمكن.
17/ محمد بن عبد الباقي بن يوسف الزرقاني المتوفى 1122 هـ : قال فى كتابه شرح الزرقاني على موطأ الإمام مالك : عند شرحه لحديث أم عطيه التى روت فيه أنّ النبى صلى الله عليه وسلم أعطاهم حقوه ليجعلوه ملاصقاً لجسد بنته بعد غسلها. قال الزرقانى : وهو أصل في التبرك بآثار الصالحين ، وقال وفي هذا الحديث من الفوائد الندب إلى حسن المعاشرة والتواضع والرفق بالصغار وتحنيك المولود والتبرك بأهل الفضل وحمل الأطفال إليهم حال الولادة وبعدها .
18/ محمد بن عبد الرحمن المباركفوري : قال فى كتابه تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي / باب ما جَاءَ بأَيّ جانِبِ الرّأَسِ يَبْدَأُ في الحَلْق عند شرحه لحديث أنَسِ بنِ مالكٍ قالَ: "لمّا رَمَى النبي صلى الله عليه وسلم الجَمْرَةَ نَحَرَ نُسُكَهُ ثمّ ناوَلَ الحالِقَ شِقّهُ الأيْمَنَ فَحَلَقَهُ فأَعْطَاهُ أبا طَلْحَةَ، ثمّ ناوَلهُ شِقّهُ الأيْسَرَ فَحَلَقهُ فقال اقْسِمْهُ بيْنَ النّاسِ".
قال فى شرحه : (فقال اقسمه بين الناس) فيه مشروعية التبرك بشعر أهل الفضل ونحوه وفيه دليل على طهارته شعر الاَدمي وبه قال الجمهور.
شُــرّاح صـحــيــح الإمـام البــخــــــارى رحـمـهم الـلـه
19/ الحافظ إبن حجر العسقلانى : قال فى كتابه فتح البارئ فى شرح صحيح البخارى عند شرحه لحديث أُمِّ قَيْسٍ بِنْتِ مِحْصَنٍ أَنَّهَا أَتَتْ بِابْنٍ لَهَا صَغِيرٍ لَمْ يَأْكُلْ الطَّعَامَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَأَجْلَسَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجْرِهِ فَبَالَ عَلَى ثَوْبِهِ فَدَعَا بِمَاءٍ فَنَضَحَهُ وَلَمْ يَغْسِلْهُ قال فى الشرح : وفي هذا الحديث من الفوائد : ........ والتبرك بأهل الفضل، وحمل الأطفال إليهم حال الولادة وبعدها .
ــ وقال فى حديث زيادة طعام سيدنا أبابكر الصديق رضى الله عنه الذى أورده النووى برياض الصالحين فى باب كرامات لاأولياء قال : وفيه التبرك بطعام الأولياء والصلحاء . . وقال عند شرحه لحديث السيده عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَنْفُثُ عَلَى نَفْسِهِ فِي الْمَرَضِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ فَلَمَّا ثَقُلَ كُنْتُ أَنْفِثُ عَلَيْهِ بِهِنَّ وَأَمْسَحُ بِيَدِ نَفْسِهِ لِبَرَكَتِهَا".
ــ قال : وفي الحديث التبرك بالرجل الصالح وسائر أعضائه وخصوصا اليد اليمنى.
20/ أبو الحسن علي بن خلف إبن بطال : قال فى كتابه شرح صحيح البخارى عند شرحه لحديث عتبان بن مالك : أَنَّ نَّبِيَّ الله أَتَاهُ فِي مَنْزِلِهِ ، فَقَالَ : ( أَيْنَ تُحِبُّ أَنْ أُصَلِّيَ مِنْ بَيْتِكَ ؟ ) ، قَالَ : فَأَشَرْتُ لَهُ إِلَى مَكَانٍ ، فَكَبَّرَ النَّبِيُّ وَصَفّنَا خَلْفَهُ ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ وفيه التبرك بمصلى الصالحين ومساجد الفاضلين .
قال وفيه ( يعنى الحديث ) : أنه من دُعى من الصالحين إلى شىء يتبرك به منه ، فله أن يجيب إذا
أمن الفتنة من العجب .
21/ أبو محمد محمود بن أحمد بدر الدين العينى المتوفى : 855هـ : قال فى كتابه عمدة القارئ شرح صحيح البخارى عند شرحه لحديث أبا جحيفة : خرج علينا رسول الله بالهاجرة فأتي بوضوء فتوضأ فجعل الناس يأخذون من فضل وضوئه فيتمسحون به فصلى النبي الظهر ركعتين والعصر ركعتين وبين يديه عنزة . قال العينى بيان إستنباط الأحكام : الثاني فيه الدلالة على جواز التبرك بآثار الصالحين .
وعند شرحه لحديث أم المؤمنين السيده عائشة : أنها قالت اتي رسول الله بصبي فبال على ثوبه فدعا بماء فأتبعه إياه .
قال : استحباب حمل الاطفال إلى أهل الفضل للتبرك بهم وسواء في هذا الاستحباب المولود حال ولادته أو بعدها
وعند شرحه لحديث أبي جحيفة عن أبيه قال رأيت رسول الله في قبة حمراء من أدم ورأيت بلالا أخذ وضوء رسول الله ورأيت الناس يبتدرون ذاك الوضوء فمن أصاب منه شيئا تمسح به ومن لم يصب منه شيئا أخذ من بلل يد صاحبه.إنتهى ، قال فى إستنباطه للاحكام منه : وفيه ( أى الحديث ) التبرك بآثار الصالحين .
شُــرّاح صـحــيــح الإمــام مُــسـلــم رحمه الله
22/ الإمام أبو زكريا يحيى بن شرف النووى الشافعى المتوفى 676هـ : قال فى كتابه المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج عند شرحه لحديث أم قيس السالف الذكر : وفيه ( أى الحديث ) التبرك بأهل الصلاح والفضل وفيه استحباب حمل الأطفال إلى أهل الفضل للتبرك بهم وسواء فى هذا الإستحباب المولود فى حال ولادته وبعدها . . ــ وقال عند شـرح حديث خروج النبـى صلى الله عليه وسلم بحلته الحمراء الذى جاء فى باب سترة المصلى : والندب إلى الصلاة إلى سترة ، والذى فيه وخروج سيدنا بلال ببقية وضؤ النبى صلى الله عليه وسلم للصحابه فأخذو يتبركون به ، قال النووى : ففيه (أى الحديث ) التبرك بآثار الصالحين واستعمال فضل طهورهم وطعامهم وشرابهم ولباسهم قوله .
ــ وقال عند شرح حديث عتبان بن مالك الذى فى باب الرخصة في التخلف عن الجماعة لعذر ، والذى فيه أنّ عتبان بن مالك طلب من النبى صلى الله عليه وسلم أنّ يصلى له فى موضع فى منزله ليجعله مُصلى قال النووى : وفى حديث عتبان فوائد: ........ منها التبرك بالصالحين وآثارهم والصلاة في المواضع التي صلوا بها وطلب التبريك منهم .
23/ القاضى أبو الفضل عياض اليحصبي المالكى المتوفى 544 هـ :
قال فى كتابه إكمال المعلم شرح صحيح مسلم عند شرحه لحديث عتبان بن مالك السالف الذكر : فيه ( أى الحديث ) التبرك بالفضلاء ، ومشاهد الأنبياء وأهل الخير ومواطنـهم ، ومواضع صلاتهم ، وإجابة اهل الفضل لما رغب إليهم فيه من ذلك ، تعاونأ على طاعة الله ، وتنشيطا على عبادته .
وقال عند شرحه لحديث التحنيك فيه التبرك بالصالحين ودعائهم
أحمَدُ بنُ الشيخِ المرحومِ الفقيهِ أبي حَفْصٍ عُمَرَ بنِ إبراهيمَ الحافظ ، الأنصاريُّ القرطبيُّ : قال فى كتابه المُفْهِمْ لِمَا أَشْكَلَ مِنْ تلخيصِ كتابِ مُسْلِمْ وقوله : (( كان يؤتى بالصبيان فيبرِّك عليهم ويحنكهم )) : (( يبرِّك عليهم )) : يدعو لهم بالبركة ، (( ويحنكهم )) : يمضغ التمر ، ثم يدلكه بحنك الصبي . وكل ذلك تبرُّك بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ويؤخذ منه التبرك بأهل الفضل ، واغتنام أدعيتهم للصبيان عند ولادتهم . .
وقال : ومن باب تسمبة الصغير وتحنيكه والدعاء له وأحاديث هذا الباب كلها متواردة على أن إخراج الضغار عند ولادتهم للنبي صلى الله عليه وسلم وتحنيكهم بالتمر كان سُنَّة معروفة معمولاً بها ، فلا ينبغي أن يعدل عن ذلك اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم واغتنامًا لبركة الصالحين ، ودعائهم . والتحنيك هنا : جعل مضيغ التمر في حَنَكِ الصَّبي .
علماء نقلوا التبرك بالصالحين فى كتبهم
ويستفاد من ذلك إقرار العلماء الناقلين التبرك بالصالحين فى كتبهم بصحة وجواز التبرك بالصالحين سوف أحاول أن أنقل لك تاريخ وفات المُتبرك به لتعلم أن الأمه الإسلاميه وفى مُختلف عصورها يتبركون بالصالحين والعلماء وهو ما يُعد إجماع على مر العصور بغير نكير حتى أتانا المتمسلفين وخالفوا الأمه وجهلوا العلماء وأقنعوا الجُهلاء بصحة ما ذهبوا إليه فلاحول ولاقوة إلا بالله :
1/ أبا يعلى فى كتابه طبقات الحنابله :
ـ فى ترجمة معروف الكرخى قال عنه : يغشاه الصالحون ويتبرك بلقائه العارفون . توفى معروف 204هـ
ـ وفى ترجمة أبو جعفر عبد الخالق بن عيسى بن أحمد : وحفر له بجنب قبر إمامنا أحمد فدفن فيه وأخذ الناس من تراب قبره الكثير تبركاً به . توفى 470هـ .
ـ وفى ترجمة علي بن محمد بن بشار أبو الحسن الزاهد العارف: حدث عن أبي بكر المروذي وصالح وعبد الله ابني إمامنا أحمد وغيرهم.: وتوفي لسبع خلون من شهر ربيع الأول سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة ودفن بالعقبة قريباً من النجمي وقبره الآن ظاهر يتبرك الناس بزيارته.
2/أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي :
قال فى كتابه صفة الصفوه : فى ترجمة أبوإسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي : وتوفي ببغداد سنة خمس وثمانين ومائتين وقبره ظاهر يتبرك الناس به رحمه الله وفى ترجمة عبد الصمد بن عمر بن محمد بن اسحاق وقيل توفي ليلا وكانت وفاته بدرب شماس من نهر الغلابين وقبره اليوم ظاهر يتبرك به بمقبرة الامام احمد.397هـ .
ـ وفى ترجمة أخو جمادي : كان منقطعاً بباب الطاق والناس يزورونه ويتبركون به.
3/ إبن رجب الحنبلى : قال فى كتابه ذيل طبقات الحنابله / ترجمة أحمد بن مهلهل بن عبد اللّه بن أحمد البرداني : وكان الإمام المقتفي يزوره، وكذلك وزيره ابن هبيرة. والناس كافة يتبركوا به . توفى 554هـ .
ـ وترجمة كرم بن بختيار بن علي البغدادي، الرصافي الزاهد أبو الخير : وقال الناصح بن الحنبلي: وزرته يومًا، وهو مضطجع على جنبه، والفقيه ابن فضلان- يعني: شيخ الشافعية- عنده يزوره، فأخذ بيد الشيخ كرم يقبلها تبركًا. وكان زاهدًا، منقطعًا بالرصافة. توفى 579هـ
ـ وترجمة سعد بن عثمان بن مرزوق بن حميد بن سلام القرشي : قيل: إن شيخه ابن المنّي لما احتضر أوصى أن يصلى عليه الشيخ سعد، وقد تقدم أنه صلى عليه يومئذ، وأن الناس ازدحموا عليه للتبرك به، حتى كاد يهلك. قال المنذري: توفي في سادس شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة، ساجداً في صلاته، ودفن من الغد.
3/ أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي (المتوفى : 774هـ :
قال فى كتابه البدايه والنهايه/ خلافة عبد الملك بن مروانبن سهل كان عليه ثياب بياض وهو راكب برذونا أشهب، فما لبث أن اسودت ثيابه ودابته مما يتمسح الناس به ومن كثرة ما صبوا عليه من الطيب والمسك.
ـ وقال فى وفيات سنة471هـ / ترجمة سعد بن علي ابن محمد بن علي بن الحسين أبو القاسم الزنجاني: رحل إلى الآفاق، وسمع الكثير، وكان إماما حافظا متعبدا، ثم انقطع في آخر عمره بمكة، وكان الناس يتبركون به . قال ابن الجوزي: ويقبلون يده أكثر مما يقبلون الحجر الاسود .
4/ شمس الدين الذهبى : فى كتابه سير أعلام النبلاء : ترجمة تقي الدين أبو جعفر وأبو عبد الله محمد بن محمود بن إبراهيم بن الفرج الهمذاني ابن الحمامي المتوفى 718هـ / قال عنه الذهبى : الإمام المحدث المتقن الواعظ الصالح وقال : قال ابن النجار حضرت مجلس إملائه وكان له القبول التام والصيت الشائع ويتبركون به قال وكان من أئمة الحديث وحفاظه وله المعرفة بفقه الحديث ولغته ورجاله.
.
ـ وقال فى ترجمة : يحيى بن مجاهد ابن عوانة أبو بكر الفزاري الاندلسي الالبيري الزاهد ذكره ابن بشكوال في غير الصلة فقال زاهد عصره وناسك مصره الذي به يتبركون وإلى دعائه يفزعون كان منقطع القرين مجاب الدعوة جربت دعوته في اشياء ظهرت 366هـ.
ـ وقال فى ترجمة أبو جعفر أحمد بن علي بن أبي جعفر البيهقي : عالم نيسابور وصاحب التصانيف منها تاج المصادر وخرج له تلامذة نجباء وكان ذا تأله وعبادة يُزار ويتبرك به مات فجأة في آخر رمضان سن أربع وأربعين وخمس مئة
ـ وقال فى كتابه العبر أحداث سنة 764هـ : وكان يوم دخوله إلى دمشق كالعيد لأهلها وقد كان أيده الله تعالى في في مدة إقامته بمصر على حال شهيرةٍ من التعظيم والتبجيل يعتقده الخاص والعام ويتبرك بمجالسته ذوو السيوف والأقلام ويزدحم طلبة فنون العلم على أبوابه وتمسح العامة وجوهها بأهداب أثوابه ويقتدي المتنسكون بما يرونه من آدابه .
5/ الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي المعروف بابن عساكر المتوفى 571هـ :
قال فى تاريخه / ترجمة شقيق بن إبراهيم أبو علي الأزدي البلخي الزاهد : بإسناده عن أبوبكر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله البغدادي سنة ثمان وخمسين وحدثني عنه أولا عثمان بن محمد العثماني سنة أربع وخمسين ثنا عباس بن أحمد الشاشي ثنا أبو عقيل الرصافي ثنا أحمد بن عبد الله الزاهد قال قال علي بن محمد بن شقيق : وسيفه إلى الساعة معلق يتبركون به .
وما نقلت لك أخى المسلم على سبيل المثال لا الحصر لا المثال لتعلم أن التبرك بالصالحين كان معروفاً مُقراً به عند أهل العلم على مرّ الأزمان والله المستعان وعليه التكلان .
فـصـــــل فى التـبـــرك بالـكــعــبــــــه
الإمام الشافعى : قال النووى فى كتابه المجموع فى شرح المهذب عند شرحه للحج : قال القاضي أبو الطيب في تعليقه : قال الشافعي في مختصر كتاب الحج : إذا طاف للوداع استحب أن يأتي الملتزم فيلصق بطنه وصدره بحائط البيت ويبسط يديه على الجدار ، فيجعل اليمنى مما يلي الباب ، واليسرى مما يلي الحجر الأسود ، ويدعو بما أحب من أمر الدنيا والآخرة والله أعلم
الإمام أحمد بن حنبل: .
وكذا في المبدع لابن مفلح 4/200 :قال أحمد: فإن أراد أن يستشفي بطيب الكعبة، لم يأخذ منه شيئاً، ويلزق عليها طيباً من عنده، ثم يأخذه وقال إبن قدامه المقدسى فى كتابه المغنى / فصل يستحب لمن أتى مكة أن يطوف ولمن حج أن يدخل البيت الحرام : إذا أراد أن يستشفي بشيء من طيب الكعبة فليأت بطيب من عنده فليلزمه على البيت ثم يأخذه ولا يأخذ من طيب البيت شيئا .
سعيد بن جبير وعطاء :
القرطبى فى تفسيره الآية : 127 {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}. ، قال العلماء : ولا ينبغي أن يؤخذ من كسوة الكعبة شيء ، فإنه مهدى إليها ، ولا ينقص منها شيء. روي عن سعيد بن جبير أنه كان يكره أن يؤخذ من طيب الكعبة يستشفى به ، وكان إذا رأى الخادم يأخذ منه قفدها قفدة لا يألو أن يوجعها وقال عطاء : كان أحدنا إذا أراد أن يستشفي به جاء بطيب من عنده فمسح به الحجر ثم أخذه .
الإمام النووى :
قال فى المرجع السابق (المجموع ) فى الموضع المذكور آنفاً : فرع : لا يجوز أخذ شىء من طيب الكعبة لا للتبرك ولا لغيره ، ومن أخذ شيئا منه لزمه رده إليها ، فإن أراد التبرك أتى بطيب من عنده فمسحها به ثم أخذه ، والله أعلم
فهل يا ترى الوهابيه أعرف بدين الله من هذا الجمع من أئمة الدين بمختلف عصورهم ..؟؟؟؟ والحمد لله أن تيقنا أن الساده الصوفيه فى تبركهم مواقين لأهل العلم ولم يأتوا بنشاز .. أنشـــــــررررر تؤؤؤؤؤؤؤجر
والله المستعان وعليه التكلان
أبو العباس
ترسيخ اليقين بجواز التبرك بالصالحين
الحمد لله الأحد الفرد الصمد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد والصلاة والسلام على شفيعنا وسيدنا محمد وآل وصحب وقوفٌ عند الحد وتابعٍ بإحسان إلى اللحد أما بعد يروّج بعض أدعياء المعرفه أنّ التبرك بالصالحين بدعه وأنه مدخل من مداخل الشرك فسبحان الله !! الشركُ هو أن تجعل لله نِدا وتصّرِف له ماهو خاص بالله عز وجل وإذا علمت ذلك أصبح هُناك سؤال لمن يقول أن التبرك بالصالحين يؤدى إلى الشرك متى كان الناس يتبركون بذات الله تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً فتركو ذلك وتبركوا بالصالحين وآثارهم فأصبحو بذلك مشركين لأنهم صرفوا ما كان خاصاً بالله لغير الله عز وجل أم هو الإستخفاف بعقول العامه ومبتدئى طلبة العلم .
وأعلم أنّ على جواز التبرك بآثار الصالحين جمهور عُلماء الصوفيه ومشائخها وهو الحق الجلىّ الذى دلّ عليه الكتاب والسُنه وأقوال وأفعال السلف والأئمه والعُلماء ولما كان هنالك مُتنطعين يقولون بأن التبرك بدعه ضلاله رأينا أن نـُبيـّن الأمر ونُجليّه ونقهر منتقديه مستعينين بالحى القيوم الذى لاينوم ، وسميت هذه الرساله ترسيخ اليقين بجواز التبرك بالصالحين
التـــبــــــرك بالصـــــالحـيــن
1/ قـــالو : أن الصحابة رضوان الله عليهم لم يتبركو بغير النبى صلى الله عليه وسلم ، لا بسيدنا الصديق، ولا بسيدنا عمر رضىّ الله عنهما، ولا بغيرهما وهم خيار هذه الأمة، ولو كان ذلك سائغاً لسبقونا إليه، ولما أجمعوا على تركه، عُلّم أن الحق في ما سلكوه من عدم التبرك بآثار غيره صلى الله عليه وسلم ، وفى هذا دليل على أنّ التبرك بغير النبى صلى الله عليه وسلم غير جائز .
ويُجاب على ذلك بـ : أولاً : إعلم أخى المسلم أنّ نفى التبرك عن الصحابه بغير النبى صلى الله عليه وسلم وبآثار المسلمين نفى مُطلق غير صحيح فقد وردت آثار فى أُسد الغابه والطبقات لإبن سعد تجدها لاحقاً فى فصل ((الصحابه يتبركون بغير النبى صلى الله عليه وسلم )) تُفيد تبرك الصحابه بغير النبى صلى الله عليه وسلم ، وقال الإمام أبوعبد الله الحاكم فى كتابه المستدرك على الصحيحين / باب ذكر مناقب محمد بن طلحة بن عبيد الله السجاد رضي الله عنهما : كان محمد بن طلحة من الزهاد المجتهدين في العبادة وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبركون به وبدعائه وهو أول من لُقـّب بالسجاد حدثنا بصحة ذلك أبو عبد الله الأصبهاني كما قدمت ذكره .
ثانياً : أنّ الصحابه رضى الله عنهم كانوا مُكتفين بآثار النبى صلى الله عليه وسلم التى كانت بينهم مُتوافره حتى عهد تابعىّ التابعين وتابعيهم فقد نقل الذهبى فى سير أعلام النبلاء ترجمة الإمام أحمد بن حنبل المتوفى 241هـ : (( قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ: رَأَيْتُ أَبِي يَأْخُذُ شَعرةً مِن شَعرِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَيَضَعُهَا عَلَى فِيْهِ يُقبِّلُهَا. وَأَحسِبُ أَنِّي رَأَيْتُهُ يَضَعُهَا عَلَى عَيْنِهِ، وَيَغْمِسُهَا فِي المَاءِ وَيَشرَبُه يَسْتَشفِي بِهِ.)) وبهذا تعلم أنّ الصحابه والتابعين وحتى تابعيهم لم يحتاجوا للتبرك بغير آثار النبى صلى الله عليه وسلم لتوافرها بينهم فلم يُبدلوها بماهو دونها ، وليس لأنهم لايعتقدون البركه لغير النبى صلى الله عليه وسلم ، فكلنا إن وجدنا آثار النبى صلى الله عليه وسلم لأكتفينا بها بل ولأكتفى بها من يُتبّرك به من الصالحين فأفهم تغنم.
2/ قـــالو : أنّ التبرك بآثار غير النبى صلى الله عليه وسلم ممنوع ، وأنّ غيره صلى الله عليه وسلم لا يُقاس عليه وما ورد من تبرك الصحابة- رضوان الله عليهم- بوضوء رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونخامته وغير ذلك، فهو أمر يقيني، وأما الصلاح والتقوى في حق غيره فهو ظني، ولا يقاس ظني على يقيني، ولو كان ذلك جائزا لفعله صحابته- رضوان الله عليهم- بعضهم مع بعض! والله أعلم.
ويُجاب عن ذلك بـ : أولاً : أنّ التبرك بغير النبى صلى الله عليه وسلم ليس بالممنوع والقائل بمنعه يجب عليه إبراز الدليل من نصٍ قُرآنى أو نهىٍ نبوى ، ولايوجد دليل على النهى البته .
ثانياً : أنّ النبى صلى الله عليه وسلم أرشد الأمه إلى أنّ البركه موجوده فى غيره من المسلمين وأنها تُلتمس ويُبحث عنها ويُرسل لإحضار مافيه البركه ، فقد أورده الهيثمى فى مجمع الزوائد وقال رواه الطبرانى فى الأوسط : عن سيدنا عبد الله بن عمر أنه قال : " كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يبعث إلى المطاهر فيؤتى بالماء فيشربه يرجو بركة أيدي المسلمين ." إنتهى
وبهذا تعلم أنّ البركه فى صالحىّ أمة النبى صلى الله عليه وسلم أمر يقينىّ وليس ظنى كما يقول المنتقد وأنّ التبرك بغير النبى صلى الله عليه وسلم جائز لفعل النبى صلى الله عليه وسلم لذلك ، علماً أنّ تبرك النبى صلى الله عليه وسلم بآثار المسلمين تشريعاً منه يفيد جواز التبرك بالصالحين ولتعلم الأمه أنَّ هُناك بركه فى أمته ، وتجد تفصيل أوفى ومزيد أدله على ماقلنا فى باب أدلة جواز التبرك بالصالحين .
3/ قـــالو : لايجوز التبرك بغير النبى صلى الله عليه وسلم لأن ماجعل الله فيه هو من الخير والبركة لا يتحقق في غيره.
ويُجاب عن ذلك بـ : نعم أنّ ما جعل الله من الخير والبركة فى النبى الكريم صلى الله عليه وسلم لا يتحقق في غيره مماثله إلاّ أن المُقتفين آثاره المُستنين بسنته يرثـون شئ ًمن بركته صلى الله عليه وسلم ولنا على ذلك دليل وشاهد وهو : ما جاء فى صحيح البخارى : باب السَّمَرِ مَعَ الضَّيْفِ وَالأَهْلِ / عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ أَنَّ أَصْحَابَ الصُّفَّةِ كَانُوا أُنَاسًا فُقَرَاءَ وَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ كَانَ عِنْدَهُ طَعَامُ اثْنَيْنِ فَلْيَذْهَبْ بِثَالِثٍ وَإِنْ أَرْبَعٌ فَخَامِسٌ أَوْ سَادِسٌ وَأَنَّ أَبَا بَكْرٍ جَاءَ بِثَلاَثَةٍ فَانْطَلَقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَشَرَةٍ قَالَ فَهُوَ أَنَا وَأَبِي وَأُمِّي فَلاَ أَدْرِي قَالَ وَامْرَأَتِي وَخَادِمٌ بَيْنَنَا وَبَيْنَ بَيْتِ أَبِي بَكْرٍ وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ تَعَشَّى عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ لَبِثَ حَيْثُ صُلِّيَتْ الْعِشَاءُ ثُمَّ رَجَعَ فَلَبِثَ حَتَّى تَعَشَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ بَعْدَ مَا مَضَى مِنْ اللَّيْلِ مَا شَاءَ اللَّهُ قَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ وَمَا حَبَسَكَ عَنْ أَضْيَافِكَ أَوْ قَالَتْ ضَيْفِكَ قَالَ أو ما عَشَّيْتِيهِمْ قَالَتْ أَبَوْا حَتَّى تَجِيءَ قَدْ عُرِضُوا فَأَبَوْا قَالَ فَذَهَبْتُ أَنَا فَاخْتَبَأْتُ فَقَالَ يَا غُنْثَرُ فَجَدَّعَ وَسَبَّ وَقَالَ كُلُوا لاَ هَنِيئًا فَقَالَ وَاللَّهِ لاَ أَطْعَمُهُ أَبَدًا وَأيْمُ اللَّهِ مَا كُنَّا نَأْخُذُ مِنْ لُقْمَةٍ إِلاَّ رَبَا مِنْ أَسْفَلِهَا أَكْثَرُ مِنْهَا قَالَ يَعْنِي حَتَّى شَبِعُوا وَصَارَتْ أَكْثَرَ مِمَّا كَانَتْ قَبْلَ ذَلِكَ فَنَظَرَ إِلَيْهَا أَبُو بَكْرٍ فَإِذَا هِيَ كَمَا هِيَ أَوْ أَكْثَرُ مِنْهَا فَقَالَ لامْرَأَتِهِ يَا أُخْتَ بَنِي فِرَاسٍ مَا هَذَا قَالَتْ لاَ وَقُرَّةِ عَيْنِي لَهِيَ الآنَ أَكْثَرُ مِنْهَا قَبْلَ ذَلِكَ بِثَلاَثِ مَرَّاتٍ فَأَكَلَ مِنْهَا أَبُو بَكْرٍ وَقَالَ إِنَّمَا كَانَ ذَلِكَ مِنْ الشَّيْطَانِ يَعْنِي يَمِينَهُ ثُمَّ أَكَلَ مِنْهَا لُقْمَةً ثُمَّ حَمَلَهَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَصْبَحَتْ عِنْدَهُ وَكَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمٍ عَقْدٌ فَمَضَى الأَجَلُ فَفَرَّقَنَا اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا مَعَ كُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ أُنَاسٌ اللَّهُ أَعْلَمُ كَمْ مَعَ كُلِّ رَجُلٍ فَأَكَلُوا مِنْهَا أَجْمَعُونَ أَوْ كَمَا قَالَ. إنتهى
قال الحافظ إبن حجر عند شرحه للحديث : قوله: "قال أكلوا منها أجمعون أو كما قال" هو شك من أبي عثمان في لفظ عبد الرحمن، وأما المعنى فالحاصل أن جميع الجيش أكلوا من تلك الجفنة التي أرسل بها أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وظهر بذلك أن تمام البركة في الطعام المذكور كانت عند النبي صلى الله عليه وسلم لأن الذي وقع فيها ببيت أبي بكر ظهور أوائل البركة فيها، وأما إنتهاؤها إلى أن تكفي الجيش كلهم فما كان إلا بعد أن صارت عند النبي صلى الله عليه وسلم على ظاهر الخبر، والله أعلم.
وقال إبن حجر فيما يُستفاد من الحديث : وفيه التبرك بطعام الأولياء والصلحاء، وفيه عرض الطعام الذي تظهر فيه البركة على الكبار وقبولهم ذلك ............
وبهذا تعلم أخى يقيناً بركة سيدنا أبابكر الصديق رضى الله عنه وتزول عنك دعوى أن البركه مخصوصه فقط بالنبى صلى الله عليه وسلم وتعلم أن البركه موجوده فى أمة النبى صلى الله عليه وسلم ولذا كان النبى صلى الله عليه وسلم يأمر أن يُؤتى له بماء المطاهر لينبة الأمه على أن البركه موجوده فى أمته ولكن بركة غيره لا تُقارب بركته صلى الله عليه وسلم فمن وجِدّت فيه بركه فهىّ موروثه من بركة النبى صلى الله عليه وسلم وأنىّ للوارث أن يبلغ الموروث إذ الإرث بِضّع والموروث نبعّ فأفهم تغنم .
4/ قـــالو : أن التبّرك ربما أوقع في الغلو وأنواع الشرك، فوجب سد الذرائع بالمنع منه، وإنما جاز فيه صلى الله عليه وسلم لمجيء النص به .
يُجاب على ذلك بـ : إعلم أخى لو أنّ التبرك يوقع المُسلمين فى الشرك لمنعه وحرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولمّا علّم وسنّ وسمح رسول الله صلى الله عليه وسلم لصحابته أن يتبركو به بل أقرّهم على التبرك بعرقه وأعطاهم فضل وضوه وماغسل به يديه ووجهه وأفرغ فيه الماء من فمه وأمرهم أن يشربو ويغسلو وجوهم ورقابهم ووزع لصحابته شعرات من رأسه ليحتفظو بها إذ لا معنى لتوزيع الشعر غير ذلك وتبركوا وإشتشفوا وإستنصروا بتلك الشعرات بعد وفاته ، فلما كان ذلك منه صلى الله عليه وسلم وهو المُشّرع عُلم أن التبرك من سُنن الإسلام ، ومن عجب أن يأتنا وبعد كُلذلك مَنّ يقول أن التبّرك ربما أوقع في الغلو وأنواع الشرك ، فالقائل مثل ذلك كأنه يقول أنه أعلم بنفع الأمه من نبيها صلى الله عليه وسلم .
5/ قـــالو: لا يجوز التبرّك بغير النبى صلى الله عليه وسلم قياساً على عدم جواز الزيادة على أربع نسوة.
يُجاب على ذلك : القياس باطل فالنبي : (صلى الله عليه وآله) قد أعلم اُمّته الحكم الشرعي في ذلك، فليس هناك مسلم على وجه الأرض ـ منذ زمن النبي صلى الله عليه وسلم والى اليوم ـ إلاّ وهو يعلم حرمة ذلك لغيره (صلى الله عليه وآله) ، وهذا أكبر دليل على صحة ما نقول ، فلو كان التبرّك بغير النبي(صلى الله عليه وآله) محرّماً لبيّنه لاُمّته كما بيّن حرمة الزيادة في التزوج على أربع نسوة .
أدلـــة جـــواز التبــرك بالصــــالحـيـن
1/ تبرك النبى صلى الله عليه وسلم بآثار المُسلمين تشريعأً لأمته :
ـ الحديث //27// جاء فى مجمع الزوائد للهيثمى / باب الوضوء من المطاهر : عن ابن عمر قال قلت : يا رسول الله الوضوء من جر ( الجرة من الخزف ) جديد مخمر أحب إليك أم من المطاهر ؟ قال : " لا بل من المطاهر إن دين الله يسر الحنيفية السمحة " قال : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث إلى المطاهر فيؤتى بالماء فيشربه يرجو بركة أيدي المسلمين . إنتهى ثم قال الهيثمى : رواه الطبراني في الأوسط ورجاله موثقون وعبد العزيز بن أبي رواد ثقة يُنسب إلى الأرجاء ، قلت : أما الإرجاء فإنه مما لاترد به رواية الراوى كما هو مُقرر فى علم الحديث راجع موقظة الذهبى حيث قال : والذي تَقرَّرَ عندنا : أنه لا تُعتَبرُ المذاهبُ في الرواية ، ولا نُكفِّرُ أهلَ القِبلة ، إلا بإنكارِ مُتواترٍ من الشريعة ، فإذا اعتَبَرْنَا ذلك ، وأنضمَّ إليه الورَعُ والضبطُ والتقوى فقد حَصَل مُعْتمَدُ الرواية . وهذا مذهبُ الشافعي رضي الله عنه ، حيث يقول : أَقبَلُ شهادةَ أهلِ الأهواءِ إلا الخَطَّابيَّةَ من الرَّوَافِض . إنتهى ، وأورد الحديث الألبانى فى جامعه الصحيح ، وإيردانا للألبانى لا للإستشهاد والتعضيض إنما ليقتنع شيعته ومن يتعصب إليه ولنقطع الحُجه وإلا فالألبانى هو عند جماعه من أهل المعرفه لا يُعتدّ بتصحيحه وتضعيفه وقد أُلفـّت كتب فى الرد عليه منها تنبيه القارئ لما صححه الألبانى وهو ضعيف وتنبيه القارئ لما ضعفه الألبانى وهو صحيح لعبد الله الدويش وكتاب الألبانى شذوذه وأوهامه لأرشد السلفى والرد على الألبانى لأبى الفضل عبد الله بن محمد الصديق الغمارى وكتاب تناقضات الالبانى للسقاف وغيرها . وأعلم أنّ إلتماس النبى صلى الله عليه وسلم لبركة أيدى المسلمين ليس لحوجة النبىّ صلى الله عليه وسلم للبركه من أحد أو أنّ هُناك من هو أبرّك فسعى النبى صلى الله عليه وسلم لإلتماس بركته وإنما هذا من باب تشريعه لأُمته مثل ماروى الترمذى فى سننه / كتاب الدعوات وقال" هذا حديث حسن صحيح " والبيهقى فى سننه الكبرى / باب التوديع وأبو داوود فى سننه / باب الدعاء : عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال : أنه أستأذن النبي صلى الله عليه و سلم وسلم في العمرة فقال أي أخي أشركنا في دعائك ولا تنسنا. إهـ فطلبه الدعاء من سيدنا عمر رضى الله عنه ليس لحوجته صلى الله عليه وسلم إليه ولكن ليُشرّع للأمه طلب الدُعاء من الغير ، ورجاء البركه مما مسته أيدى المسلمين مثل طلب الدعاء من سيدنا عمر رضى الله عنه فأفهم تغنم .
2/ الحديث أن فى كل مسلم بركه :
ـ جاء فى صحيح البخارى : عن ابن عمر قال: "بينا نحن عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أتى بجمار، فقال: "إن من الشجر لما بركته كبركة المسلم " . قال الحافظ إبن حجر العسقلانى فى شرح الحديث : وبركة النخلة موجودة في جميع أجزائها، مستمرة في جميع أحوالها، فمن حين تطلع إلى أن تيبس تؤكل أنواعا، ثم بعد ذلك ينتفع بجميع أجزائها، حتى النوى في علف الدواب والليف في الحبال وغير ذلك مما لا يخفى، وكذلك بركة المسلم عامة في جميع الأحوال، ونفعه مستمر له ولغيره حتى بعد موته. إنتهى ، وبالحديث السابق تعلم أنّ فى كُلّ مسلم بركه ووما لاشك فيه وتؤيده الوقائع المُشاهده والمرويه أنّ البركه تختلف تبعاً لمرتبة حسب العبد من أنبياء وصديقين وشُهداء وصالحين وعوام وهم حسن أولائك رفيقاً .
.
3/ حديث البركه مع الأكابر وأنّ فى بعض ريق أُمة النبى صلى الله عليه وسلم الشفاء :
ـ جاء فى فى مستدرك الحاكم وصحيح إبن حبان : عن إبن عباس أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( البركة مع أكابركم ). وفى هذا الحديث دليل على وجود البركه فى بعض أمة النبى صلى الله عليه وسلم ، وقد أورد الحديث إبن حبان فى صحيحه فى باب ذكر إستحباب التبرك للمرء بعُشرة مشايخ أهل الدين والعقل ، وهو تصريحٌ منه بأنّ البركه المذكوره فى الحديث يُراد بها أهل الدين العقلاء وليس أهل العقل فقط إذ أنّ هُناك من وصفوا بالعقل وليسوا بمسلمين فأفهم تغنم .
ـ وفى مسلم / باب رُقْيَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي الرُّقْيَةِ تُرْبَةُ أَرْضِنَا بَرِيقَةُ بَعْضِنَا يُشْفَى سَقِيمُنَا بِإِذْنِ رَبِّنَا" . إنتهى . قال الشيخ بدر الدين العينى فى كتابه عُمدة القارئ فى شرح صحيح البخارى عند شرحه للحديث : قال النووي قيل المراد بأرضنا أرض المدينة خاصة لبركتها وبعضنا رسول الله لشرف ريقه فيكون ذلك مخصوصاً وفيه نظر لا يخفى قوله يشفي سقيمنا على بناء المجهول .إنتهى ، وقال الإمام النووى فى شرحه لصحيح مُسلم عند شرحه للحديث أعلاه : قال جمهور العلماء المراد بأرضنا هنا جملة الأرض وقيل أرض المدينة خاصة لبركتها والريقة أقل من الريق ومعنى الحديث أنه يأخذ من ريق نفسه على أصبعه السبابة ثم يضعها على التراب فيعلق بها منه شيء فيمسح به على الموضع الجريح أو العليل ويقول هذا الكلام فى حال المسح والله أعلم . إنتهى
فهاهو الإمام النووى ينقل لنا قول الجمهور بأن االمُرّاد بتربة أرضنا جُملة الأرض ، وبعضنا ليست خاصه بالنبى صلى الله عليه وسلم ، وإستدل ببناء النبى صلى الله عليه وسلم قوله يُشفى سقيمنا للمجهول ، إذ لم يقل صلى الله عليه وسلم يُشفى فُلان وهو الذى أعطى جوامع الكلم ولا ينطق عن الهوى . عليه أقول يُصبح معنى الحديث :
تربة أرضنا : جُملة الأرض كما قال بذلك الجمهور
بريقة بعضنا يشفى سقيمنا : يحتمل هذا اللفظ معنيان
الأول : أى بريقة بعضنا لبعض بمعنى بريقة كل مسلم لكل مسلم يشفى السقم والقائل بهذا يجزم بأن كل مسلم رقى بريقه يلزم الشفاء وهذا القول التجربه تُكذبه إذاً لايصح أن يُنسّب هذا الفهم لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الثانى : أى بريقة بعض مِن المسلمين وليس كُلهم يشفى السقيم وهذا الفهم التجربه تؤيده إذ أن هناك من يرُقى ولا شفاء قال إبن القيم الجوزيه فى كتابه الطب النبوى / آخر فصل : ( هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في رقية القرحة والجرح ) وهو الذى أورد فيه هذا الحديث قال : وقد تقدم أن قوّى الرقية وتأثيرها بحسب الراقي، وإنفعال المرقي عن رقيته، وهذا أمر لا ينكره طبيب فاضل عاقل مسلم، فان إنتفى أحد الأوصاف، فليقل ما شاء . إنتهى
وبهذا يتضح لك أخى المسلم أنّ ريق الصالحين المُقربين المقبولين عند لله عز وجل أصحاب الدعوات المُجابات ، الذين هم خيار الأمه وبعضها المُشّار لهم فى حديث النبى صلى الله عليه وسلم السابق ( بريقة بعضنا ) يكون به الشفاء بإذن الله عز وجل وهذا الحديث شاهد على ذلك ودال على أن البركه موجوده فى أمة النبى صلى الله عليه وسلم فأفهم تغنم
ولنا شاهد آخر فى بركة ريق الصالحين وأنه شفاء وهو ما جاء فى سنن أبى داوود / باب في كسب الأطباء : عن خارجة بن الصلت عن عمه أنه مرَّ بقوم فأتوه فقالوا إنك جئت من عند هذا الرجل بخير فارق لنا هذا الرجل فأتوه برجل معتوه في القيود فرقاه بأم القرآن ثلاثة أيام غدوة وعشية وكلما ختمها جمع بزاقه ثم تفل فكأنما أنشط من عقال ( أي حل من وثاق ) فأعطوه شيئا فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكره له فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم " كل فلعمري لمن أكل برقية باطل لقد أكلت برقية حق " .
الصحابه يتبركون بغير النبى صلى الله عليه وسلم
العباس عم النبى صلى الله عليه وسلم : أورد إبن الأثير فى كتابه أُسد الغابه فى معرفة الصحابه / ترجمة العباس بن عبد المطلب عم النبى صلى الله عليه وسلم فقال : وإستسقى عمر بن الخطاب بالعباس رضي الله عنهما عام الرمادة لما اشتد القحط. فسقاهم الله تعالى به، وأخصبت الأرض. فقال عمر: هذا والله الوسيلة إلى الله، والمكان منه. وقال حسان بن ثابت : :
سأل الإمام وقد تتابع جدبنا * فسقى الغمام بغرة العباس
عم النبي وصنو والده الـذي ** ورث النبي بذاك دون الناس
أحيا الإله به البلاد فأصبحت ** مخضرة الأجناب بعد الياس
ولما سُقيّ الناس طفقوا يتمسحون بالعباس، ويقولون: هنيئاً لك ساقي الحرمين.إنتهى ، فتمسحهم بالعباس هو تبركهم به لما ظهر من إجابة دعوته الداله على علو درجته وكمال قُربه من الله عزّ وجل فأفهم تغنم .
محمد بن طلحة السجاد : قال الإمام أبو عبد الله الحاكم فى كتابه المستدرك على الصحيحين عند ذكره لسيدنا محمد بن طلحة السجاد : ذكر مناقب محمد بن طلحة بن عبيد الله السجاد رضي الله عنهما كان محمد بن طلحة من الزهاد المجتهدين في العبادة وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبركون به وبدعائه وهو أول من لقب بالسجّاد حدثنا بصحة ذلك أبو عبد الله الأصبهاني كما قدمت ذكره .
الحسين إبن على : وجاء فى طبقات إبن سعد / ترجمة سعيد بن مسلم ، قال بإسناده : عن أبي عون قال لما خرج حسين بن علي من المدينة يريد مكة مرَّ بإبن مُطيع وهو يحفر بئره فقال له أين فداك أبي وأمي قال أردت مكة وذكر له أنه كتب إليه شيعته بها فقال له بن مطيع إني فداك أبي وأمي متعنا بنفسك ولا تسر إليهم فأبى حسين فقال له بن مطيع إن بئري هذه قد رشحتها وهذا اليوم أوان ما خرج إلينا في الدلو شيء من ماء فلو دعوت الله لنا فيها البركة قال هات مائها فأتي من مائها فشرب منه ثم مضمض ثم رده في البئر فأعذب وأمهىّ
عـلـمـــاء تبــركــو بالصــــالحيـــن
1/ الإمام محمد بن إدريس الشافعى 204هـ :
نقل الخطيب البغدادى بإسناد فيه مجهول فى كتابه تاريخ بغداد / باب ما ذكر في مقابر بغداد المخصوصة بالعلماء والزهاد : عن علي بن ميمون قال سمعت الشافعي يقول اني لأتبرك بأبي حنيفة وأجيء إلى قبره في كل يوم يعني زائرا فإذا عرضت لي حاجة صليت ركعتين وجئت إلى قبره وسألت الله تعالى الحاجة عنده فما تبعد عني حتى تقضى . قلت وأورد هذه القصه الهيثمى فى كتابه الخيرات الحسان فى مناقب أبى حنيفه النعمان الفصل 35 فى تادب الائمه معه فى مماته كما هو فى حياته وأنّ قبره يُزار لقضاء الحوائج
.
2/ الإمام أحمد بن حنبل المتوفى 241هـ : جاء فى كتاب الفروع لإبن مفلح / باب حملِ الْجنائز: ونقل المروذي في الْوَرَع أنّ يحيى بن يحيى النيسابورِيّ أَوصى لأَحمد بجبَته فقال رجلٌ صَالِح قد أطاع الله فيها أَتبَرّك بها .
3/ الإمام الثورى : تهذيب التهذيب لإبن حجر : عمرو بن قيس الملائي أبو عبد الله الكوفي وقال العجلي ثقة من كبار الكوفيين متعبد وكان الثوري يتبرك به .
4/ علي بن عمر أبو الحسن الدارقطني البغدادي صاحب سنن الدارقطنى يتبّرك المتوفى 385هـ: قال عنه الذهبى فى سيره فى مقدمة ترجمته له : الإمام، الحافظ، المُجَوِّد، شيخ الإسلاَم، علَم الجهابذَة ، وأورد الذهبى فى سيره وإبن الجوزى فى صفة الصفوه وأبا يعلى الحنبلى فى طبقات الحنابله كلهم فى ترجمة القوّاس أبو الفتح يُوسف بن عُمر بنِ مَسرور ، وأبن كثير فى البدايه والنهايه فى وفيات سنة 385هـ : أنّ أبو الحسن الدّارقُطنيّ قال : كُنّا نتبرّك بأبي الفتح القَواس وهو صبيّ .
5/ قاضى القضاه الإمام علي بن عبد الكافي السُبكى المتوفى 756هـ يتبرك بآثار الإمام النووى : قال عنه السيد جلال الدين السيوطى فى كتابه حسن المحاضره فى ملوك مصر والقاهره عند ترجمته له : وقال الصلاح الصفدي: الناس يقولون: ما جاء بعد الغزالي مثله ( يعنى السبكى )، وعندي أنهم يظلمونه بهذا وما هو عندي إلا مثل سفيان الثوري، وقال ابنه في الترشيح: قال الشيخ شهاب الدين ابن النقيب، صاحب مختصر الكفاية وغيرها من المصنفات: جلست بمكة بين طائفة من العلماء وقعدنا نقول: لو قدر الله تعالى بعد الأئمة الأربعة في هذا الزمان مجتهداً عارفاً بمذاهبهم أجمعين يُركّب لنفسه مذهباً من الربعة، بعد إعتبار هذه المذاهب المختلفة كلها، لازدان الزمان به، وأنقاد الناس، فاتفق رأينا على أن هذه الرتبة لا تعدو الشيخ تقي الدين السبكي، ولا ينتهي لها سواه.إنتهى .
قال إبنه تاج الدين بن عليّ بن عبد الكافيّ السبكي فى كتابه طبقات الشافعيه : أنه أعني الوالد رحمه الله لما سكن في قاعة دار الحديث الأشرفية في سنة إثنتين وأربعين وسُبعمائة كان يخرج في الليل إلى إيوانها ليتهجد تجاه الأثر الشريف ويُمّرغ وجههُ على البـِساط وهذا البساط من زمان الأشرف الواقف وعليه اسمه وكان النووي يجلس عليه وقت الدرس فأنشدني الوالد لنفسه :
وفي دار الحديث لطيف معنى *** على بسطٌ لها أصبو وآوي
عسىَّ أني أمسَّ بحر وجهـي *** مكـاناً مسّه قـدم النواوي
فهاهو الإمام العلامه على بن عبد الكافى السبكى يتبّرك بموضع جلس فيه النووى .
6/ صالح بن الأمام أحمد بن حنبل يتبرك:
قال الذهبى فى سيره ج 11 / ترجمة الإمام أحمد بن حنبل : وقد أثنَى على أبي عبد الله جَماعة من أولياء الله، وتبرَّكوا بِهِ ، أبو بَكر بن شاذَانَ: حَدثنا أَبو عيسى أحمد بن يعقوب، حدثتنِي فاطمة بنت أَحمد بن حَنبل، قالت: وقع الحريق في بيت أخي صالح، وكان قَد تزوج بفتِية، فحمَلوا إليه جهَازا شبِيها بأَربعة آلاف دينار، فأَكلته النّار، فجعل صَالح يَقول: ما غمني مَا ذهب إلاّ ثوب لأَبي كان يصلّي فيه أَتبرك بِه وأصَلّي فيه ، قالت: فطفئ الحريق، ودخلوا، فوجدوا الثوب علَى سرير قد أكلت النّار ما حوله وسلم .
7/ القاضى برهان الدين بن جماعه المتوفى 694هـ يتبرك : قال السخاوى فى الضؤ اللامع فى ترجمة أحمد بن محمد بن يوسف المعروف بابن العارف وبابن صدرالمتوفى سنة بضع وخمسين تقريبوعنده عصا من خشب القيقب ورثها من أسلافه كانوا يقولون إنها من عكاز سيدي إبراهيم بن ادهم قال وكان القاضي برهان الدين بن جماعة وغيره من أهل العلم ينزلون عندنا ويتبركون بها . إنتهى ، وإبن جماعه قال عنه إبن حجر فى حسن المحاضره : الحافظ ابن جماعة قاضي القضاة أكثر السماع فبلغت شيوخه ألفا وثلاثمائة نفس وعني بالشأن وصنف تخريج أحاديث الرافعي وغيره وولي القضاء بالدار المصرية وتدريس الخشابية .
8/ ضياء الدين المقدسى الحنبلى يستشفى بقبر الإمام أحمد :
الحافظ الضياء المقدسي الحنبلي في كتابه (الحكايات المنثورة) المحفوظ الآن تحت رقم 98 من المجاميع بظاهرية دمشق أنه سمع الحافظ عبدالغني المقدسي الحنبلي يقول أنه خرج في عضده شيء يشبه الدمل فأعيته مداواته ثم مسح به قبر أحمد بن حنبل فبرئ ولم يعد إليه.
عُلـمـــاء قــــالـو بالتـبــرك بالصـــالحـيـــــن
1/ الإمام مسلم بن الحجاج : ذكر الإمام مسلم التبرك بالصالحين فى كتابه صحيح مسلم فى كتاب الآداب ، له فيه باب سماهُُ إستحباب تحنيك المولود عند ولادته وحمله إلى صالح يحنكه : وأورد حديث السيده أسماء رضى الله عنها : أنها حملت بعبدالله بن الزبير بمكة قالت فخرجت وأنا متم فأتيت المدينة فنزلت بقباء فولدته بقباء ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فوضعه في حجره ثم دعا بتمرة فمضغها ثم تفل في فيه فكان أول شيء دخل جوفه ريق رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم حنكه بالتمرة ثم دعا له وبرّك عليه وكان أول مولود ولد في الإسلام .
وعن هشام ابن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يؤتى بالصبيان فيبرك عليهم ويحنكهم . إنتهى
إذاً فإن الإمام مسلم يقول بإيراده الحديثين تحت هذا الباب : يستحب لمن ولد له مولود أن يُذهب به إلى صالح ليُحنكه وهو عين التبرك بالصالحين فما قولك هل تعلم من سُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر مما علم الإمام مُسلم ، وإن رأيت ذلك فنحن معه فيما ذهب إليه.
2/محمد بن حبان بن أحمد أبو حاتم التميمي البستي صاحب صحيح إبن حبان : إعلم أخى المسلم أنّ الإمام إبن حبان ممن يقولون بالتبرك بالصالحين ودليلنا على ذلك مابوب من أبواب فى كتابه صحيح إبن حبان وإليك الأبواب :
أ/ كتاب البر والإحسان / باب الصحبة والمجالسة / ذكر ما يستحب للمرء التبرك بالصالحين وأشباهم
، ثم ذكـــر حديث صحيح البخارى أبو موسى وبـــلال بالجعـرانه الذى أعطى فيه النبى الكريم الصحابيين ماء غسل فيه يده ومجَّ فيه وأمرهم أن يغسلوا وجوههم به وان يشربو .
ب/ كتاب البر والإحسان / باب الصحبة والمجالسة / ذكر إستحباب التبرك للمرء بعُشرة مشايخ أهل الدين والعقل : ثم أورد الحديث : عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( البركة مع أكابركم ). .
قال أبو حاتم رضي الله عنه لم يحدث إبن المبارك هذا الحديث بخراسان إنما حدث به بدرب الروم فسمع منه أهل الشام وليس هذا الحديث في كتب ابن المبارك مرفوعاً ، قلت : والحديث إسناده صحيح
ج/ باب الماء المستعمل / ذكر إباحة التبرك بوضوء الصالحين من أهل العلم إذا كانوا متبعين لسنن المصطفى صلى الله عليه و سلم دون أهل البدع منهم : ثم أورد حديث إبن أبى جحيفه عن أبيه قال رأيت رسول الله في قبة حمراء من أدم ورأيت بلالا أخذ وضوء رسول الله ورأيت الناس يبتدرون ذاك الوضوء فمن أصاب منه شيئا تمسح به ومن لم يصب منه شيئا أخذ من بلل يد صاحبه.إنتهى
د/ كتاب السير / باب في الخلافة والإمارة / ذكر ما يستحب للإمام إعطاء رعيته ما يأملونه من الأسباب التي بها يتبركون من ناحيته : ثم أورد حديث محمود بن الربيع أن مالك بن عتبان طلب من النبى الكريم أن يحضر عنده فى البيت ليُصلى له فى موضع فى منزله ليتخذه مُصلى وحضره النبى الكريم وصلى له حيث أراد ليتخذه مُصلى .
3/ الإمام حُجة الإسلام أبى حامد الغزالى المتوفى 555 هـ : قال فى كتابه إحياء علوم الدين / باب في حق المسلم والرحم والجوار والملك : ولا بأس بقبلة يد المعظم في الدين تبركاً به وتوقيراً له.
ـ وقال فى كتاب آداب السفر / الباب الأول في الآداب من أول النهوض إلى آخر الرجوع وفي نية السفر وفائدته ، قال : وقد يقصد بها الأولياء والعلماء وهم إما موتى فتزار قبورهم وإما أحياء فيتبرك بمشاهدتهم ويستفاد من النظر إلى أحوالهم قوة الرغبة في الإقتداء بهم.
4/ جلال الدين السيوطى المتوفى 911هـ : أورد فى كتابه شرح سنن إبن ماجه/ كتاب الطهاره / باب المجّ فِيْ الإناء : عند شرحه لحديث : محمود بْن الربيع : ( وكان قَدْ عقل مجة مجها رَسُول اللَّه صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَم فِيْ دلو من بئر لهم.) ، قال : والمج في الإناء منه صلى الله عليه و سلم ثبت كثيرا والصحابة كانوا يتبركون وقد مج في بعض الابار فعذب ماءها بعد أن كان مالحاً وأما غيره صلى الله عليه و سلم فلا يسع له أن يفعل ذلك لأن فيه ايذاء المسلمين لكراهة الطبعية ذلك وقد نهى عن التنفس في الإناء لاحتمال خروج اللعاب والبزاق وأما إذا كان الرجل لا يتحرج الناس بمجه بل يتبركون ويستشفون به فلا بأس لعدم علة النهي والله أعلم .
ـ وقال السيوطى عند شرحه لحديث عتبان بن مالك فى باب المساجد في الدور : وإن السيل يأتي فيحول بينه وبين مسجد قومي. ويشق عليّ اجتيازه. فإن رأيت أن تأتيني فتصلي في بيتي مكاناً أتخذه مصلى، فافعل. قَالَ ((أفعل)). قال السيوطى : وفي الحديث التبرك بآثار الصالحين والصلاة في المكان الذي صلوا فيه .
ـ وقال السيوطى عند شرحه لحديث عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ فى باب لباس رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنّ رجل طلب من النبى صلى الله عليه وسلم برده كانت عليه فَقَالَ سَهْلٌ: فَكَانَتْ كَفَنَهُ يَوْمَ مَاتَ. فكانت كفنه يوم مات وفيه التبرك بآثار الصالحين حياً وميتاً .
5/ زكي الدين أبو محمد المنذري الشامي المتوفى 656 هـ : جاء فى سير أعلام النبلاء / ترجمة أبو القاسم عبد الملك إبن عيسى بن درباس قال الذهبى : روى عنه الحافظ زكي الدين المنذري وقال ( أىّ المنذرى ) كان مشهوراً بالصلاح والغزو وطلب العلم يتبرك بآثاره للمرضى.
6/ أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري القرطبي (المتوفى : 463هـ) : قال فى كتابه التمهيد لما فى الموطأ من الأسانيد : عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم "كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث قالت فلما اشتد وجعه كنت أنا أقرأ عليه وأمسح عليه بيمينه رجاء بركتها".
وفيه التبرك بأيمان الصالحين قياساً على ما صنعت عائشة بيد النبي صلى الله عليه وسلم وفيه التبرك باليمنى دون الشمال وتفضيلها عليها وفي ذلك معنى الفأل.
ـ وفى الموطأ باب جامع الحج / عن محمد بن عمران الأنصاري عن أبيه أنه قال عدل إلي عبد الله بن عمر وأنا نازل تحت سرحة بطريق مكة فقال ما أنزلك تحت هذه السرحة فقلت أردت ظلها فقال هل غير ذلك فقلت لا ما أنزلني الا ذلك فقال عبد الله بن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كنت بين الأخشبين من منى ونفخ بيده نحو المشرق فإن هناك وادياً يقال له السرر به شجرة سر تحتها سبعون نبياً .
ـ وقال فى الشرح وأما قوله "سر تحتها سبعون نبيا" ففيه قولان أحدهما أنهم بشروا تحتها بما سرهم واحداً بعد واحد أو مجتمعين أو نبئوا تحتها فسروا من السرور والقول الآخر أنها قطعت تحتها سررهم يعني ولدوا تحتها يقال قد سر الطفل إذا قطعت سرته وفي "هذا" الحديث دليل على التبرك بمواضع الأنبياء والصالحين ومقاماتهم ومساكنهم وإلى هذا قصد عبد الله بن عمر بحديثه هذا والله أعلم
7/ عليُّ بن سلطان محمد القاري الحنيفي الحنفى : قال فى كتابه مرقاة المفاتيح فى شرح مشكاة المصابيح / كتاب الاطعمه : وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي قال إذا أكل أحدكم فلا يمسح يده حتى يلعقها . بفتح الياء والعين أي يلمس أصابع يده أو يلعقها بضم الياء وكسر العين أي يلعقها غيره ممن لم يقذره كالزوجة والجارية والولد والخادم لأنه يتلذذون بذلك وفي معناهم التلميذ ومن يعتقد التبرك بلعقها ذكره النووي.
وقال فى كتابه شرح الوقايه واسم المتن المشروح وقاية الرواية في مسائل الهداية في الفقه الحنفي لبرهان الشريعة محمود بن صدر الشريعة قال عند تحدثه عن السلام والمصافحه : ثم لا بأس بتقبيل يد العالم والسلطان العادل على سبيل التبرُّك، وكذا تقبيل يد الأبوين والشيخ والرجل (الصالح).
8/ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر القرطبى المالكى المتوفى : 671 هـ: قال فى كتابه الجامع لأحكام القرآن : عند تفسيره للآيه 80 من سورة الحجر : ( ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلون ) : (روى البخاري عن بن عمر أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) لما نزل الحجر في غزوة تبوك أمرهم ألا يشربوا من بئرها ولا يستقوا منها فقالوا : قد عجنا واستقينا فأمرهم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أن يهرقوا الماء وأن يطرحوا ذلك العجين وفي الصحيح عن بن عمر أن الناس نزلوا مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) على الحجر أرض ثمود فاستقوا من آبارها وعجنوا به العجين فأمرهم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أن يهريقوا ما استقوا ويعلفوا الإبل العجين وأمرهم أن يستقوا من البئر التي تردها الناقة وروي أيضا عن بن عمر قال : مررنا مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) على الحجر فقال لنا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : ) لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين حذرا أن يصيبكم مثل ما أصابهم ) ثم زجر فأسرع قلت : ففي هذه الآية التي بين الشارع حكمها وأوضح أمرها ثمان مسائل استنبطها العلماء واختلف في بعضها الفقهاء.... فعددها إلى أن قال........ وخامسها أمره صلى الله عليه وسلم أن يستقوا من بئر الناقة دليل على التبرك بآثار الأنبياء والصالحين وإن تقادمت أعصارهم وخفيت آثارهم كما أن في الأول دليلا على بغض أهل الفساد وذم ديارهم وآثارهم هذا وإن كان التحقق أن الجمادات غير مؤاخذات لكن المقرون بالمحبوب محبوب والمقرون بالمكروه المبغوض مبغوض
9/ الشيخ أحمد زروق الفاسى المالكى المتوفى 899 هـ :
قال فى كتابه قواعد التصوف : كرامة المتبِع شاهدة بصدق المُتبَع، فله نسبة من (جهة) حرمته لثبوت الإرث له ، فمن ثم جاز التبرك بآثار أهل الخير ممن ظهرت كراماته، بديانة أو علم أو عمل ، أو اثر ظاهر ، كتكثير القليل أو الأخبار عن الغيب حسب فراسته وإجابة الدعوة ، وتسخير الماء والهواء إلى ذلك مما صح من آيات الأنبياء ، فيكون كرامة الأولياء.إذ الأصل التأسي حتى يأتي المخصص وقيل عكسه، ولم يزل أكابر الملة يتبركون بأهل الفضل من كل عصر وقطر، فلزم الاقتداء بهم حسبما يهدي إليهم النظر في الأشخاص، والله سبحانه أعلم.
10/ الخير الرملى و ابن عابدين : قال إبن عابدين فى حاشية رد المختار على الدر المختار شرح تنوير الأبصار فقه أبو حنيفة مطلب في زيارة القبور: وقال الخير الرملي إن كان ذلك لتجديد الحزن والبكاء والندب على ما جرت به عادتهن فلا تجوز وعليه حمل حديث لعن الله زائرات القبور وإن كان للاعتبار والترحم من غير بكاء والتبرك بزيارة قبور الصالحين فلا بأس إذا كن عجائز ويكره إذا كن شواب كحضور الجماعة في المساجد اهـ ثم قال إبن عابدين وهو : وهو توفيق حسن . إنتهى، قلت فالحاصل قال بالتبرك بالصالحين الخير الرملى ونقل ذلك إبن عابدين وأمنّ عليه .
11/ أبو بكر محمد بن أبى سهل السرخسى الحنفى : قال فى كتابه المبسوط فى فقه أباحنيفة النعمان / باب الآذان : وقد بينا أن الاذان ذكر معظم فيختار له من يكون محترما في الناس متبركا به ولهذا قال أحب إلى أن يكون المؤذن عالما بالسنة وفيه حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يؤمكم قراؤكم ويؤذن لكم خياركم.
12/ أبو الوليد سليمان بن خلف الباجى المالكى : قال فى كتابه المنتقى شرح الموطأ عند شرح وصية لقمان الحكيم لابنه فى باب ما جاء في طلب العلم: (( يا بني جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك فإن الله يحيي القلوب بنور الحكمة كما يحيي الله الأرض الميتة بوابل السماء)). قال ( مسأَلَة ) : وَالمُجَالَسَة لِلْعُلَماء إذَا كانَت قربَة فَإِنّما تكُونُ عَلَى وَجهين : أَحَدهما لِمَن ليسَ فِي قدرَتِهِ تعلّم الْعلمِ فَإِنَّه يجالسهم تبركا بمجالَستهم وَانحِيازًا إلَيهِم ومحبَّة فِيهِم
.
13/ محمد بن على الشوكانى : قال فى كتابه نيل الأوطار / باب الانحراف بعد السلام وقدر اللبث بينهما واستقبال المأمومين / بعد أنّ أورد الحديث: عن يَزِيدَ بْنِ الأَسْوَدِ قَالَ : { حَجَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَجَّةَ الْوَدَاعِ قَالَ : فَصَلَّى بِنَا صَلاةَ الصُّبْحِ ، ثُمَّ انْحَرَفَ جَالِسًا فَاسْتَقْبَلَ النَّاسَ بِوَجْهِهِ وَذَكَرَ قِصَّةَ الرَّجُلَيْنِ اللَّذَيْنِ لَمْ يُصَلِّيَا قَالَ : وَنَهَضَ النَّاسُ إلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَهَضْت مَعَهُمْ وَأَنَا يَوْمَئِذٍ أَشَبُّ الرِّجَالِ وَأَجْلَدُهُ قَالَ : فَمَا زِلْت أَزْحَمُ النَّاسَ حَتَّى وَصَلْت إلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخَذْت بِيَدِهِ فَوَضَعْتهَا إمَّا عَلَى وَجْهِي أَوْ صَدْرِي قَالَ : فَمَا وَجَدْت شَيْئًا أَطْيَبَ وَلا أَبْرَدَ مِنْ يَدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : وَهُوَ يَوْمَئِذٍ فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ } .
قال الشوكانى : قَوْلُهُ : ( فَوَضَعْتهَا إمَّا عَلَى وَجْهِي أَوْ صَدْرِي ) فِيهِ مَشْرُوعِيَّةُ التَّبَرُّكِ بِمُلامَسَةِ أَهْلِ الْفَضْلِ لِتَقْرِيرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ عَلَى ذَلِكَ .
وقال فى بَابُ صِفَةِ الْغُسْلِ عند شرحه لحديث أم عطيه : وَهُوَ أَصْلٌ فِي التَّبَرُّكِ بِآثَارِ الصَّالِحِينَ وَفِيهِ جَوَازُ تَكْفِينِ الْمَرْأَةِ فِي ثَوْبِ الرَّجُلِ
14/ شرف الدين موسى بن أحمد بن موسى أبو النجا الحجاوي (المتوفى : 960هـ)
قال فى كتابه الإقناع في فقه الإمام أحمد بن حنبل / فصل في آداب الأكل : قال : فصل: ويستحب أن يباسط الأخوان ويستحب للضيف أن يفضل شيئا لا سيما إن أكل ممن يتبرك بفضلته .
15/ منصور بن يونس بن إدريس البهوتي المتوفى سنة 1051هـ : قال فى كتابه كشاف القناع عن الإقناع موافقاً صاحب الإقناع فقال فى شرحه : ( ويستحب للضيف أن يفضل شيئا) من الطعام ( لا سيما إن كان ممن يتبرك بفضلته أو كان ثم حاجة ) إلى أبقاء شيء منه .
16/ عبد الرءوف المناوي : قال فى كتابه فيض القدير عند شرح ( لو كان حسن الخلق رجلاً يمشي في الناس لكان رجلاً صالحاً) ، فقال : (لو كان حسن الخلق رجلاً ) يعني إنساناً (يمشي في الناس) أي بينهم (لكان رجلاً صالحاً) أي يقتدى به ويتبرك وفي إفهامه أن سوء الخلق لو كان رجلاً يمشي في الناس لكان رجل سوء يتعين تجنبه وعدم مخالطته ما أمكن.
17/ محمد بن عبد الباقي بن يوسف الزرقاني المتوفى 1122 هـ : قال فى كتابه شرح الزرقاني على موطأ الإمام مالك : عند شرحه لحديث أم عطيه التى روت فيه أنّ النبى صلى الله عليه وسلم أعطاهم حقوه ليجعلوه ملاصقاً لجسد بنته بعد غسلها. قال الزرقانى : وهو أصل في التبرك بآثار الصالحين ، وقال وفي هذا الحديث من الفوائد الندب إلى حسن المعاشرة والتواضع والرفق بالصغار وتحنيك المولود والتبرك بأهل الفضل وحمل الأطفال إليهم حال الولادة وبعدها .
18/ محمد بن عبد الرحمن المباركفوري : قال فى كتابه تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي / باب ما جَاءَ بأَيّ جانِبِ الرّأَسِ يَبْدَأُ في الحَلْق عند شرحه لحديث أنَسِ بنِ مالكٍ قالَ: "لمّا رَمَى النبي صلى الله عليه وسلم الجَمْرَةَ نَحَرَ نُسُكَهُ ثمّ ناوَلَ الحالِقَ شِقّهُ الأيْمَنَ فَحَلَقَهُ فأَعْطَاهُ أبا طَلْحَةَ، ثمّ ناوَلهُ شِقّهُ الأيْسَرَ فَحَلَقهُ فقال اقْسِمْهُ بيْنَ النّاسِ".
قال فى شرحه : (فقال اقسمه بين الناس) فيه مشروعية التبرك بشعر أهل الفضل ونحوه وفيه دليل على طهارته شعر الاَدمي وبه قال الجمهور.
شُــرّاح صـحــيــح الإمـام البــخــــــارى رحـمـهم الـلـه
19/ الحافظ إبن حجر العسقلانى : قال فى كتابه فتح البارئ فى شرح صحيح البخارى عند شرحه لحديث أُمِّ قَيْسٍ بِنْتِ مِحْصَنٍ أَنَّهَا أَتَتْ بِابْنٍ لَهَا صَغِيرٍ لَمْ يَأْكُلْ الطَّعَامَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَأَجْلَسَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجْرِهِ فَبَالَ عَلَى ثَوْبِهِ فَدَعَا بِمَاءٍ فَنَضَحَهُ وَلَمْ يَغْسِلْهُ قال فى الشرح : وفي هذا الحديث من الفوائد : ........ والتبرك بأهل الفضل، وحمل الأطفال إليهم حال الولادة وبعدها .
ــ وقال فى حديث زيادة طعام سيدنا أبابكر الصديق رضى الله عنه الذى أورده النووى برياض الصالحين فى باب كرامات لاأولياء قال : وفيه التبرك بطعام الأولياء والصلحاء . . وقال عند شرحه لحديث السيده عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَنْفُثُ عَلَى نَفْسِهِ فِي الْمَرَضِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ فَلَمَّا ثَقُلَ كُنْتُ أَنْفِثُ عَلَيْهِ بِهِنَّ وَأَمْسَحُ بِيَدِ نَفْسِهِ لِبَرَكَتِهَا".
ــ قال : وفي الحديث التبرك بالرجل الصالح وسائر أعضائه وخصوصا اليد اليمنى.
20/ أبو الحسن علي بن خلف إبن بطال : قال فى كتابه شرح صحيح البخارى عند شرحه لحديث عتبان بن مالك : أَنَّ نَّبِيَّ الله أَتَاهُ فِي مَنْزِلِهِ ، فَقَالَ : ( أَيْنَ تُحِبُّ أَنْ أُصَلِّيَ مِنْ بَيْتِكَ ؟ ) ، قَالَ : فَأَشَرْتُ لَهُ إِلَى مَكَانٍ ، فَكَبَّرَ النَّبِيُّ وَصَفّنَا خَلْفَهُ ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ وفيه التبرك بمصلى الصالحين ومساجد الفاضلين .
قال وفيه ( يعنى الحديث ) : أنه من دُعى من الصالحين إلى شىء يتبرك به منه ، فله أن يجيب إذا
أمن الفتنة من العجب .
21/ أبو محمد محمود بن أحمد بدر الدين العينى المتوفى : 855هـ : قال فى كتابه عمدة القارئ شرح صحيح البخارى عند شرحه لحديث أبا جحيفة : خرج علينا رسول الله بالهاجرة فأتي بوضوء فتوضأ فجعل الناس يأخذون من فضل وضوئه فيتمسحون به فصلى النبي الظهر ركعتين والعصر ركعتين وبين يديه عنزة . قال العينى بيان إستنباط الأحكام : الثاني فيه الدلالة على جواز التبرك بآثار الصالحين .
وعند شرحه لحديث أم المؤمنين السيده عائشة : أنها قالت اتي رسول الله بصبي فبال على ثوبه فدعا بماء فأتبعه إياه .
قال : استحباب حمل الاطفال إلى أهل الفضل للتبرك بهم وسواء في هذا الاستحباب المولود حال ولادته أو بعدها
وعند شرحه لحديث أبي جحيفة عن أبيه قال رأيت رسول الله في قبة حمراء من أدم ورأيت بلالا أخذ وضوء رسول الله ورأيت الناس يبتدرون ذاك الوضوء فمن أصاب منه شيئا تمسح به ومن لم يصب منه شيئا أخذ من بلل يد صاحبه.إنتهى ، قال فى إستنباطه للاحكام منه : وفيه ( أى الحديث ) التبرك بآثار الصالحين .
شُــرّاح صـحــيــح الإمــام مُــسـلــم رحمه الله
22/ الإمام أبو زكريا يحيى بن شرف النووى الشافعى المتوفى 676هـ : قال فى كتابه المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج عند شرحه لحديث أم قيس السالف الذكر : وفيه ( أى الحديث ) التبرك بأهل الصلاح والفضل وفيه استحباب حمل الأطفال إلى أهل الفضل للتبرك بهم وسواء فى هذا الإستحباب المولود فى حال ولادته وبعدها . . ــ وقال عند شـرح حديث خروج النبـى صلى الله عليه وسلم بحلته الحمراء الذى جاء فى باب سترة المصلى : والندب إلى الصلاة إلى سترة ، والذى فيه وخروج سيدنا بلال ببقية وضؤ النبى صلى الله عليه وسلم للصحابه فأخذو يتبركون به ، قال النووى : ففيه (أى الحديث ) التبرك بآثار الصالحين واستعمال فضل طهورهم وطعامهم وشرابهم ولباسهم قوله .
ــ وقال عند شرح حديث عتبان بن مالك الذى فى باب الرخصة في التخلف عن الجماعة لعذر ، والذى فيه أنّ عتبان بن مالك طلب من النبى صلى الله عليه وسلم أنّ يصلى له فى موضع فى منزله ليجعله مُصلى قال النووى : وفى حديث عتبان فوائد: ........ منها التبرك بالصالحين وآثارهم والصلاة في المواضع التي صلوا بها وطلب التبريك منهم .
23/ القاضى أبو الفضل عياض اليحصبي المالكى المتوفى 544 هـ :
قال فى كتابه إكمال المعلم شرح صحيح مسلم عند شرحه لحديث عتبان بن مالك السالف الذكر : فيه ( أى الحديث ) التبرك بالفضلاء ، ومشاهد الأنبياء وأهل الخير ومواطنـهم ، ومواضع صلاتهم ، وإجابة اهل الفضل لما رغب إليهم فيه من ذلك ، تعاونأ على طاعة الله ، وتنشيطا على عبادته .
وقال عند شرحه لحديث التحنيك فيه التبرك بالصالحين ودعائهم
أحمَدُ بنُ الشيخِ المرحومِ الفقيهِ أبي حَفْصٍ عُمَرَ بنِ إبراهيمَ الحافظ ، الأنصاريُّ القرطبيُّ : قال فى كتابه المُفْهِمْ لِمَا أَشْكَلَ مِنْ تلخيصِ كتابِ مُسْلِمْ وقوله : (( كان يؤتى بالصبيان فيبرِّك عليهم ويحنكهم )) : (( يبرِّك عليهم )) : يدعو لهم بالبركة ، (( ويحنكهم )) : يمضغ التمر ، ثم يدلكه بحنك الصبي . وكل ذلك تبرُّك بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ويؤخذ منه التبرك بأهل الفضل ، واغتنام أدعيتهم للصبيان عند ولادتهم . .
وقال : ومن باب تسمبة الصغير وتحنيكه والدعاء له وأحاديث هذا الباب كلها متواردة على أن إخراج الضغار عند ولادتهم للنبي صلى الله عليه وسلم وتحنيكهم بالتمر كان سُنَّة معروفة معمولاً بها ، فلا ينبغي أن يعدل عن ذلك اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم واغتنامًا لبركة الصالحين ، ودعائهم . والتحنيك هنا : جعل مضيغ التمر في حَنَكِ الصَّبي .
علماء نقلوا التبرك بالصالحين فى كتبهم
ويستفاد من ذلك إقرار العلماء الناقلين التبرك بالصالحين فى كتبهم بصحة وجواز التبرك بالصالحين سوف أحاول أن أنقل لك تاريخ وفات المُتبرك به لتعلم أن الأمه الإسلاميه وفى مُختلف عصورها يتبركون بالصالحين والعلماء وهو ما يُعد إجماع على مر العصور بغير نكير حتى أتانا المتمسلفين وخالفوا الأمه وجهلوا العلماء وأقنعوا الجُهلاء بصحة ما ذهبوا إليه فلاحول ولاقوة إلا بالله :
1/ أبا يعلى فى كتابه طبقات الحنابله :
ـ فى ترجمة معروف الكرخى قال عنه : يغشاه الصالحون ويتبرك بلقائه العارفون . توفى معروف 204هـ
ـ وفى ترجمة أبو جعفر عبد الخالق بن عيسى بن أحمد : وحفر له بجنب قبر إمامنا أحمد فدفن فيه وأخذ الناس من تراب قبره الكثير تبركاً به . توفى 470هـ .
ـ وفى ترجمة علي بن محمد بن بشار أبو الحسن الزاهد العارف: حدث عن أبي بكر المروذي وصالح وعبد الله ابني إمامنا أحمد وغيرهم.: وتوفي لسبع خلون من شهر ربيع الأول سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة ودفن بالعقبة قريباً من النجمي وقبره الآن ظاهر يتبرك الناس بزيارته.
2/أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي :
قال فى كتابه صفة الصفوه : فى ترجمة أبوإسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي : وتوفي ببغداد سنة خمس وثمانين ومائتين وقبره ظاهر يتبرك الناس به رحمه الله وفى ترجمة عبد الصمد بن عمر بن محمد بن اسحاق وقيل توفي ليلا وكانت وفاته بدرب شماس من نهر الغلابين وقبره اليوم ظاهر يتبرك به بمقبرة الامام احمد.397هـ .
ـ وفى ترجمة أخو جمادي : كان منقطعاً بباب الطاق والناس يزورونه ويتبركون به.
3/ إبن رجب الحنبلى : قال فى كتابه ذيل طبقات الحنابله / ترجمة أحمد بن مهلهل بن عبد اللّه بن أحمد البرداني : وكان الإمام المقتفي يزوره، وكذلك وزيره ابن هبيرة. والناس كافة يتبركوا به . توفى 554هـ .
ـ وترجمة كرم بن بختيار بن علي البغدادي، الرصافي الزاهد أبو الخير : وقال الناصح بن الحنبلي: وزرته يومًا، وهو مضطجع على جنبه، والفقيه ابن فضلان- يعني: شيخ الشافعية- عنده يزوره، فأخذ بيد الشيخ كرم يقبلها تبركًا. وكان زاهدًا، منقطعًا بالرصافة. توفى 579هـ
ـ وترجمة سعد بن عثمان بن مرزوق بن حميد بن سلام القرشي : قيل: إن شيخه ابن المنّي لما احتضر أوصى أن يصلى عليه الشيخ سعد، وقد تقدم أنه صلى عليه يومئذ، وأن الناس ازدحموا عليه للتبرك به، حتى كاد يهلك. قال المنذري: توفي في سادس شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة، ساجداً في صلاته، ودفن من الغد.
3/ أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي (المتوفى : 774هـ :
قال فى كتابه البدايه والنهايه/ خلافة عبد الملك بن مروانبن سهل كان عليه ثياب بياض وهو راكب برذونا أشهب، فما لبث أن اسودت ثيابه ودابته مما يتمسح الناس به ومن كثرة ما صبوا عليه من الطيب والمسك.
ـ وقال فى وفيات سنة471هـ / ترجمة سعد بن علي ابن محمد بن علي بن الحسين أبو القاسم الزنجاني: رحل إلى الآفاق، وسمع الكثير، وكان إماما حافظا متعبدا، ثم انقطع في آخر عمره بمكة، وكان الناس يتبركون به . قال ابن الجوزي: ويقبلون يده أكثر مما يقبلون الحجر الاسود .
4/ شمس الدين الذهبى : فى كتابه سير أعلام النبلاء : ترجمة تقي الدين أبو جعفر وأبو عبد الله محمد بن محمود بن إبراهيم بن الفرج الهمذاني ابن الحمامي المتوفى 718هـ / قال عنه الذهبى : الإمام المحدث المتقن الواعظ الصالح وقال : قال ابن النجار حضرت مجلس إملائه وكان له القبول التام والصيت الشائع ويتبركون به قال وكان من أئمة الحديث وحفاظه وله المعرفة بفقه الحديث ولغته ورجاله.
.
ـ وقال فى ترجمة : يحيى بن مجاهد ابن عوانة أبو بكر الفزاري الاندلسي الالبيري الزاهد ذكره ابن بشكوال في غير الصلة فقال زاهد عصره وناسك مصره الذي به يتبركون وإلى دعائه يفزعون كان منقطع القرين مجاب الدعوة جربت دعوته في اشياء ظهرت 366هـ.
ـ وقال فى ترجمة أبو جعفر أحمد بن علي بن أبي جعفر البيهقي : عالم نيسابور وصاحب التصانيف منها تاج المصادر وخرج له تلامذة نجباء وكان ذا تأله وعبادة يُزار ويتبرك به مات فجأة في آخر رمضان سن أربع وأربعين وخمس مئة
ـ وقال فى كتابه العبر أحداث سنة 764هـ : وكان يوم دخوله إلى دمشق كالعيد لأهلها وقد كان أيده الله تعالى في في مدة إقامته بمصر على حال شهيرةٍ من التعظيم والتبجيل يعتقده الخاص والعام ويتبرك بمجالسته ذوو السيوف والأقلام ويزدحم طلبة فنون العلم على أبوابه وتمسح العامة وجوهها بأهداب أثوابه ويقتدي المتنسكون بما يرونه من آدابه .
5/ الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي المعروف بابن عساكر المتوفى 571هـ :
قال فى تاريخه / ترجمة شقيق بن إبراهيم أبو علي الأزدي البلخي الزاهد : بإسناده عن أبوبكر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله البغدادي سنة ثمان وخمسين وحدثني عنه أولا عثمان بن محمد العثماني سنة أربع وخمسين ثنا عباس بن أحمد الشاشي ثنا أبو عقيل الرصافي ثنا أحمد بن عبد الله الزاهد قال قال علي بن محمد بن شقيق : وسيفه إلى الساعة معلق يتبركون به .
وما نقلت لك أخى المسلم على سبيل المثال لا الحصر لا المثال لتعلم أن التبرك بالصالحين كان معروفاً مُقراً به عند أهل العلم على مرّ الأزمان والله المستعان وعليه التكلان .
فـصـــــل فى التـبـــرك بالـكــعــبــــــه
الإمام الشافعى : قال النووى فى كتابه المجموع فى شرح المهذب عند شرحه للحج : قال القاضي أبو الطيب في تعليقه : قال الشافعي في مختصر كتاب الحج : إذا طاف للوداع استحب أن يأتي الملتزم فيلصق بطنه وصدره بحائط البيت ويبسط يديه على الجدار ، فيجعل اليمنى مما يلي الباب ، واليسرى مما يلي الحجر الأسود ، ويدعو بما أحب من أمر الدنيا والآخرة والله أعلم
الإمام أحمد بن حنبل: .
وكذا في المبدع لابن مفلح 4/200 :قال أحمد: فإن أراد أن يستشفي بطيب الكعبة، لم يأخذ منه شيئاً، ويلزق عليها طيباً من عنده، ثم يأخذه وقال إبن قدامه المقدسى فى كتابه المغنى / فصل يستحب لمن أتى مكة أن يطوف ولمن حج أن يدخل البيت الحرام : إذا أراد أن يستشفي بشيء من طيب الكعبة فليأت بطيب من عنده فليلزمه على البيت ثم يأخذه ولا يأخذ من طيب البيت شيئا .
سعيد بن جبير وعطاء :
القرطبى فى تفسيره الآية : 127 {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}. ، قال العلماء : ولا ينبغي أن يؤخذ من كسوة الكعبة شيء ، فإنه مهدى إليها ، ولا ينقص منها شيء. روي عن سعيد بن جبير أنه كان يكره أن يؤخذ من طيب الكعبة يستشفى به ، وكان إذا رأى الخادم يأخذ منه قفدها قفدة لا يألو أن يوجعها وقال عطاء : كان أحدنا إذا أراد أن يستشفي به جاء بطيب من عنده فمسح به الحجر ثم أخذه .
الإمام النووى :
قال فى المرجع السابق (المجموع ) فى الموضع المذكور آنفاً : فرع : لا يجوز أخذ شىء من طيب الكعبة لا للتبرك ولا لغيره ، ومن أخذ شيئا منه لزمه رده إليها ، فإن أراد التبرك أتى بطيب من عنده فمسحها به ثم أخذه ، والله أعلم
فهل يا ترى الوهابيه أعرف بدين الله من هذا الجمع من أئمة الدين بمختلف عصورهم ..؟؟؟؟ والحمد لله أن تيقنا أن الساده الصوفيه فى تبركهم مواقين لأهل العلم ولم يأتوا بنشاز .. أنشـــــــررررر تؤؤؤؤؤؤؤجر
والله المستعان وعليه التكلان
أبو العباس