Wali dan Aulia dalam Ilmu Tasawwuf
Wali dan tingkatan Aulia dalam Ilmu Tasawwuf dan tarekat (thoriqot)
Wali dan tingkatan Aulia dalam Ilmu Tasawwuf dan tarekat (thoriqot)
الولاية والأولياء عند الصوفية المعتدلين
يعد الحكيم الترمذي (ت 320هـ) أبرز الصوفية الذين تحدثوا عن الولاية والأولياء، بل هو الذي أصَّل الولاية في التصوف، فوضع لها الأسس والقواعد واللبنات الأولى، وعناوين كتبه تشهد بذلك : ختم الأولياء، علم الأولياء، سيرة الأولياء .
فهي عنده حجر الزاوية في جميع مذهبه، حولها يدور، وعليها يقوم، ونحوها يتجه، وإليها يشير، فهي المقصودة بالحديث في معظم آثاره المسيطرة على جميع اتجاهاته وأفكاره .
والولي عند الحكيم الترمذي هو : " ... من ولي الله هدايته، ونصره، وأخذه من نفسه، ورفعه بمحل عليّ، جاهد فصدق الله في جَهده حتى إذا استفرغ وسعه في ذلك ألقى نفسه بين يديه ضرعًا مستكينًا مستغيثًا به صارخًا إليه مضطرًا ... " (1).
والأولياء عند الحكيم الترمذي صنفان، أولياء الصدق وأولياء المنة، فأولياء المنة لهم طريق يتشعب شعبتين: شعبة لمن تناله المنة بادئ ذي بدء، فتجذبه جذبًا، وهؤلاء هم المجتبون أو المجذبون، وشعبة أخرى لمن بلغ غاية الصدق من أولياء حق الله فشملتهم رحمته، وخرجت لهم منته، فنالوا مجلسهم في منازل قربته، وهم المنيبون .
أما أولياء الصدق فهم أيضًا نوعان :
أولياء حق الله :
وهم الذين أدُّوا الفرائض، وحفظوا الحدود، ويمكن أن نطلق عليهم بتعبير القرآن الكريم : المقتصدين .
أولياء الله :
وهم الذين تمت ولاية الله لهم بخصال عشر، وهي أن الواحد منهم لزم المرتبة (أي مرتبة ولي حق الله) حتى : قوِّم وهذِّب ونقِّي وأدِّب وطهِّر وطيِّب ووسِّع وزكِّي وشجِّع وعوِّذ، فتمت ولاية الله له بهذه الخصال العشر، فنقل من مرتبته إلى مالك الملك، فولي حق الله خرجت له الولاية من الرحمة، وولي الله خرجت له الولاية من الجود (2).
وعند الحكيم الترمذي أن الولي إذا بلغ غاية الصدق في السير إلى الله تعالى ومجاهدة النفس، وفطم نفسه عن سيء الأخلاق، وقد انقطعت حيلته، وبقي بين يديه ينتظر رحمته انتخبه الله تعالى للولاية، ووكل الحق بهم من يهديه، ويطهره ويسير به إليه، وترد إليه الأنوار من قربه وتطهر نفسه، وتنقى من الأخلاق الرديئة، فذاك تربية الله تعالى له، فإذا تم البنيان والتربية كشف الغطاء، وأشرق على صدره نوره، وجعل لقلبه إليه طريقًا لا يحجبه عنه شيء، فهو ولي الله، يتولاه في أموره، وهو يكلؤه ويستعمله، فمن يتعرض له ويظلمه فقد اجترأ على الله تعالى (3).
ومن أبرز سمات الأولياء كما حددها الحكيم الترمذي :
1- أنهم إذا رآهم الناس يُذكر الله تعالى .
2- أن لهم سلطان الحق، لا يقاومهم أحد حتى يقهره سلطان حقهم .
3- استجابة الدعوة وظهور الآيات البينات على أيديهم .
4- أن لهم الفراسة .
5- أن لهم الإلهام .
6- أن من آذاهم صُرع وعُوقب بسوء الخاتمة .
7- اتفاق الألسنة بالثناء عليهم إلا من ابتلي بحسدهم (4).
ويضيف د/ أبو العلا عفيفي سمة الشفاعة، فقد رأى أن الأولياء عند صوفية المشرق هم شفعاء عند الله في الخلق يوم القيامة، وأنهم جهروا بذلك بين الناس، وبالغوا كل المبالغة، بل إنهم ادعوها لأنفسهم سواء أكانوا من الأولياء أم لم يكونوا (5).
وعن علم الأولياء وشمائلهم يقول الحكيم: " فأوضح علاماتهم ما ينطقون به من العلم من أصوله .
قال له قائل : ما ذلك العلم ؟
قال : علم البدء – أي ظهور العالم بعد أن لم يكن – وعلم الميثاق – أي معرفة العهد الذي أخذ على العباد، وهم في عالم الذر – وعلم المقادير – أي معرفة سر القدر وما يتعلق بالغيبيات – وعلم الحروف – أي علم الإشارة وهو معرفة الحقائق البسيطة من الأعيان عند مشايخ الصوفية - . فهذه أصول الحكمة، وهي الحكمة العليا، وإنما يظهر هذا العلم عن كبراء الأولياء، ويقبله عنهم من له حظ من الولاية .
وأما شمائلهم : فالقصد، والهدى، والحياء، واستعمال الحق فيما دق وجل، وسخاوة النفس، واحتمال الأذى، والرحمة، والنصيحة، وسلامة الصدر، وحسن الخلق مع الله في تدبيره ومع الخلق في أخلاقهم " (6).
وسئل سهل التستري عن أولياء الله عز وجل، فقال : " هم الذين يتبعون أمر الله، وينتهون عما نهى الله عنه، ويتبعون آثار رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )، مكانهم مكان العلم والقوة، وحالاتهم التفويض والتسليم، وحركاتهم لحوله وقوته"(7).
كما أن الولاية عند عبد القادر الجيلاني هي نوع مخصوص من القرب الذي حققه العبد المؤمن بأداء ما افترضه الله عليه ثم زاد عليه بنوافل من الطاعات (8).
والولي عند الإمام الواسطي(ت711هـ) هو: من لزم قانون الشريعة والتمسك بالأوامر وإتقانها، والاجتناب عن النواهي والتباعد عن ودقيقها...(9).
وأقوال الصوفية السابقة في الولاية تبين لنا أن الولاية عند هؤلاء الصوفية لم تخرج عن نطاق المحبة والقرب من الله تعالى والالتزام بأوامره تعالى، والابتعاد عن نواهيه، وتفويض الأمر له سبحانه، واتباع آثار الرسول (صلى الله عليه وسلم) .
وهذا ما حدده القرآن الكريم من صفات الولاية والأولياء، فقال تعالى: " أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ . الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ "(10) .
كانت هذه الولاية من وجهة نظر متصوفة أهل السنة، الذين التزموا بمنهج القرآن والسنة في النظر إلى الولاية والأولياء والتعبير عنهما دون غلو .
(1) الحكيم الترمذي: نوادر الأصول، 2: 42، 1408 هـ، دار الريان للتراث، القاهرة.
(2) الحكيم الترمذي: ختم الأولياء، ص 331- 333، المطبعة الكاثوليكية، بيروت – لبنان .
(3) الترمذي: نوادر الأصول، 2: 46 .
(4) الترمذي: ختم الأولياء، ص 361، الواسطي: مخطوط "في السلوك"، القسم الرابع، لوحة 236.
(5) د/ عفيفي: التصوف الثورة الروحية في الإسلام، ص 302 .
(6) الترمذي: ختم الأولياء، ص 362 .
(7) سهل التستري: المعارضة والرد على أهل الفرق والأهواء، تحقيق د/ كمال جعفر، ص 126 .
(8) د/ الجزار: الولاية بين الجيلاني وابن تيمية، ص 17 ،1990م، دار الثقافة للطباعة والنشر، القاهرة.
(9) الواسطي: مخطوط في السلوك، القسم الرابع، لوحة 236 ص أ .
(10) سورة يونس : الآيتان 62- 63 .
المصدر: رسالة دكتوراه-كلية دار العلوم-جامعة القاهرة
الولاية والأولياء عند الصوفية المعتدلين
يعد الحكيم الترمذي (ت 320هـ) أبرز الصوفية الذين تحدثوا عن الولاية والأولياء، بل هو الذي أصَّل الولاية في التصوف، فوضع لها الأسس والقواعد واللبنات الأولى، وعناوين كتبه تشهد بذلك : ختم الأولياء، علم الأولياء، سيرة الأولياء .
فهي عنده حجر الزاوية في جميع مذهبه، حولها يدور، وعليها يقوم، ونحوها يتجه، وإليها يشير، فهي المقصودة بالحديث في معظم آثاره المسيطرة على جميع اتجاهاته وأفكاره .
والولي عند الحكيم الترمذي هو : " ... من ولي الله هدايته، ونصره، وأخذه من نفسه، ورفعه بمحل عليّ، جاهد فصدق الله في جَهده حتى إذا استفرغ وسعه في ذلك ألقى نفسه بين يديه ضرعًا مستكينًا مستغيثًا به صارخًا إليه مضطرًا ... " (1).
والأولياء عند الحكيم الترمذي صنفان، أولياء الصدق وأولياء المنة، فأولياء المنة لهم طريق يتشعب شعبتين: شعبة لمن تناله المنة بادئ ذي بدء، فتجذبه جذبًا، وهؤلاء هم المجتبون أو المجذبون، وشعبة أخرى لمن بلغ غاية الصدق من أولياء حق الله فشملتهم رحمته، وخرجت لهم منته، فنالوا مجلسهم في منازل قربته، وهم المنيبون .
أما أولياء الصدق فهم أيضًا نوعان :
أولياء حق الله :
وهم الذين أدُّوا الفرائض، وحفظوا الحدود، ويمكن أن نطلق عليهم بتعبير القرآن الكريم : المقتصدين .
أولياء الله :
وهم الذين تمت ولاية الله لهم بخصال عشر، وهي أن الواحد منهم لزم المرتبة (أي مرتبة ولي حق الله) حتى : قوِّم وهذِّب ونقِّي وأدِّب وطهِّر وطيِّب ووسِّع وزكِّي وشجِّع وعوِّذ، فتمت ولاية الله له بهذه الخصال العشر، فنقل من مرتبته إلى مالك الملك، فولي حق الله خرجت له الولاية من الرحمة، وولي الله خرجت له الولاية من الجود (2).
وعند الحكيم الترمذي أن الولي إذا بلغ غاية الصدق في السير إلى الله تعالى ومجاهدة النفس، وفطم نفسه عن سيء الأخلاق، وقد انقطعت حيلته، وبقي بين يديه ينتظر رحمته انتخبه الله تعالى للولاية، ووكل الحق بهم من يهديه، ويطهره ويسير به إليه، وترد إليه الأنوار من قربه وتطهر نفسه، وتنقى من الأخلاق الرديئة، فذاك تربية الله تعالى له، فإذا تم البنيان والتربية كشف الغطاء، وأشرق على صدره نوره، وجعل لقلبه إليه طريقًا لا يحجبه عنه شيء، فهو ولي الله، يتولاه في أموره، وهو يكلؤه ويستعمله، فمن يتعرض له ويظلمه فقد اجترأ على الله تعالى (3).
ومن أبرز سمات الأولياء كما حددها الحكيم الترمذي :
1- أنهم إذا رآهم الناس يُذكر الله تعالى .
2- أن لهم سلطان الحق، لا يقاومهم أحد حتى يقهره سلطان حقهم .
3- استجابة الدعوة وظهور الآيات البينات على أيديهم .
4- أن لهم الفراسة .
5- أن لهم الإلهام .
6- أن من آذاهم صُرع وعُوقب بسوء الخاتمة .
7- اتفاق الألسنة بالثناء عليهم إلا من ابتلي بحسدهم (4).
ويضيف د/ أبو العلا عفيفي سمة الشفاعة، فقد رأى أن الأولياء عند صوفية المشرق هم شفعاء عند الله في الخلق يوم القيامة، وأنهم جهروا بذلك بين الناس، وبالغوا كل المبالغة، بل إنهم ادعوها لأنفسهم سواء أكانوا من الأولياء أم لم يكونوا (5).
وعن علم الأولياء وشمائلهم يقول الحكيم: " فأوضح علاماتهم ما ينطقون به من العلم من أصوله .
قال له قائل : ما ذلك العلم ؟
قال : علم البدء – أي ظهور العالم بعد أن لم يكن – وعلم الميثاق – أي معرفة العهد الذي أخذ على العباد، وهم في عالم الذر – وعلم المقادير – أي معرفة سر القدر وما يتعلق بالغيبيات – وعلم الحروف – أي علم الإشارة وهو معرفة الحقائق البسيطة من الأعيان عند مشايخ الصوفية - . فهذه أصول الحكمة، وهي الحكمة العليا، وإنما يظهر هذا العلم عن كبراء الأولياء، ويقبله عنهم من له حظ من الولاية .
وأما شمائلهم : فالقصد، والهدى، والحياء، واستعمال الحق فيما دق وجل، وسخاوة النفس، واحتمال الأذى، والرحمة، والنصيحة، وسلامة الصدر، وحسن الخلق مع الله في تدبيره ومع الخلق في أخلاقهم " (6).
وسئل سهل التستري عن أولياء الله عز وجل، فقال : " هم الذين يتبعون أمر الله، وينتهون عما نهى الله عنه، ويتبعون آثار رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )، مكانهم مكان العلم والقوة، وحالاتهم التفويض والتسليم، وحركاتهم لحوله وقوته"(7).
كما أن الولاية عند عبد القادر الجيلاني هي نوع مخصوص من القرب الذي حققه العبد المؤمن بأداء ما افترضه الله عليه ثم زاد عليه بنوافل من الطاعات (8).
والولي عند الإمام الواسطي(ت711هـ) هو: من لزم قانون الشريعة والتمسك بالأوامر وإتقانها، والاجتناب عن النواهي والتباعد عن ودقيقها...(9).
وأقوال الصوفية السابقة في الولاية تبين لنا أن الولاية عند هؤلاء الصوفية لم تخرج عن نطاق المحبة والقرب من الله تعالى والالتزام بأوامره تعالى، والابتعاد عن نواهيه، وتفويض الأمر له سبحانه، واتباع آثار الرسول (صلى الله عليه وسلم) .
وهذا ما حدده القرآن الكريم من صفات الولاية والأولياء، فقال تعالى: " أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ . الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ "(10) .
كانت هذه الولاية من وجهة نظر متصوفة أهل السنة، الذين التزموا بمنهج القرآن والسنة في النظر إلى الولاية والأولياء والتعبير عنهما دون غلو .
(1) الحكيم الترمذي: نوادر الأصول، 2: 42، 1408 هـ، دار الريان للتراث، القاهرة.
(2) الحكيم الترمذي: ختم الأولياء، ص 331- 333، المطبعة الكاثوليكية، بيروت – لبنان .
(3) الترمذي: نوادر الأصول، 2: 46 .
(4) الترمذي: ختم الأولياء، ص 361، الواسطي: مخطوط "في السلوك"، القسم الرابع، لوحة 236.
(5) د/ عفيفي: التصوف الثورة الروحية في الإسلام، ص 302 .
(6) الترمذي: ختم الأولياء، ص 362 .
(7) سهل التستري: المعارضة والرد على أهل الفرق والأهواء، تحقيق د/ كمال جعفر، ص 126 .
(8) د/ الجزار: الولاية بين الجيلاني وابن تيمية، ص 17 ،1990م، دار الثقافة للطباعة والنشر، القاهرة.
(9) الواسطي: مخطوط في السلوك، القسم الرابع، لوحة 236 ص أ .
(10) سورة يونس : الآيتان 62- 63 .
المصدر: رسالة دكتوراه-كلية دار العلوم-جامعة القاهرة