Imam Mahdi menurut Ahlussunnah
Imam Mahdi menurut Ahlussunnah dan tanda-tanda kemunculannya
Imam Mahdi menurut Ahlussunnah dan tanda-tanda kemunculannya
وه. وعلى هذا درج الصحابة والتابعون لهم بإحسان، وتتابع على هذا أئمة العلم على تعاقب العصور.
بعض الأحاديث الواردة في شأن المهدي
الأول: عن أبي سعيد الخدري : قال رسول الله : "يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويعطي المال صَحاحا، وتكثر الماشية، وتعظم الأمة، ويعيش سبعا أو ثمانيا"؛
الثاني: قال الإمام أحمد في مسنده: حدثنا محمد بن جعفر: حدثنا عوف عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري : قال رسول الله : "لا تقوم الساعة حتى تمتلئ الأرض ظلما وعدوانا، قال: ثم يخرج رجل من عِترتي -- أو من أهل بيتي --، يملؤها قِسطا وعدلا كما ملئت ظلما وعدوانا".
الثالث: عن أبي سعيد الخدري : قال رسول الله : "المهدي مني، أجلى الجبهة، أقنى الأنف، يملأ الأرض قِسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجَورا، ويملك سبع سنين".
الرابع: وعن أبي سعيد الخدري قال: خشينا أن يكون بعد نبينا حدث، فسألنا نبي الله فقال: "إن في أمتي المهدي يخرج، يعيش خمسا أو سبعا أو تسعا"—زيدٌ العمّيُّ الشاكُّ -- قال: قلنا: وما ذاك؟ قال: "سنين"، قال: "فيجيءُ إليه الرجل، فيقول: يا مهديُّ أعطني، أعطني"، قال: "فيحثي له في ثوبه ما استطاع أن يحملَه".
الخامس: عن علي : قال رسول الله : "المهدي منا أهل البيت، يصلحه الله في ليلة".
السادس: عن أم سَلَمة ا قالت: سمعت رسول الله يقول: "المهدي من عِترتي، من وَلَد فاطمة".
السابع: قال الحافظ ابن قيم الجوزية في "المنار المنيف" ص 147-148: (وقال الحارث بن أبي أسامة في مسنده: حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم: حدثنا إبراهيم بن عقيل عن أبيه، عن وهب بن منبه، عن جابر قال: قال رسول الله : "ينزل عيسى ابن مريم، فيقول أميرهم المهدي: "تعال صلِّ بنا"، فيقول: "لا؛ إن بعضهم أمير بعضٍ، تكرمة الله لهذه الأمة"، وهذا إسناد جيد).
الثامن: عن ابن مسعود عن النبي أنه قال: "لو لم يبقَ من الدنيا إلا يوم، لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلا مني -- أو من أهل بيتي -- يفوز باسمي ولقبي"، زاد في حديث فِطْر: "يملأ الأرض قِسطا وعدلا، كما ملئت ظلما وجَورا".
التاسع: قال الإمام أحمد: حدثنا سفيان بن عُيَيْنة: حدثنا عاصم عن زِرٍّ عن عبد الله عن النبي قال: "لا تقوم الساعة حتى يلِيَ رجل من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي".
العاشر: رواه الإمام أحمد عن علي مرفوعا بلفظ: "لو لم يبقَ من الدهر إلا يوم، لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملؤها عدلا كما ملئت جَورا"
أحاديث يحتمل كونها في شأن المهدي
الحادي عشر: عن الجريري، عن أبي نضرة قال: كنا عند جابر بن عبد الله ما قال: "يوشك أهل العراق أن لا يُجبى إليهم قفيز ولا درهم"، قلنا: من أين ذاك؟ قال: "من قبل العجم؛ يمنعون ذلك"، ثم قال: "يوشك أهل الشام أن لا يجبى إليهم دينار ولا مدي"، قلت: من أين ذاك؟ قال: "من قبل الروم"، ثم سكت هنية، ثم قال: قال رسول الله : أمتي خليفة يحثي المال حثيا، لا يعده عدا"، قال: قلت لأبي نضرة وأبي العلاء: "أتريان أنه عمر بن عبد العزيز؟ فقالا: لا".
الثاني عشر: عن عائشة أم المؤمنين ا قالت: "عبث رسول الله في منامه، فقلنا: "يا رسول الله، صنعت شيئا في منامك لم تكن تفعله"، فقال: "العَجَبُ أن ناسا من أمتي يؤمون البيت لرجل من قريش، قد لجأ بالبيت، حتى إذا كانوا بالبيداء خُسِفَ بهم"، فقلنا: "يا رسول الله، إن الطريق قد يجمع الناس"، قال: "نعم، فيهم المستبصر والمجبور وابن السبيل، يهلكون مَهْلِكا واحدا، ويَصدُرون مصادر شتى، يبعثهم الله على نياتهم"
الثالث عشر: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "يبايع لرجل بين الركن والمقام، ولن يستحل البيت إلا أهله، فإذا استحلوه فلا يسأل عن هلكة العرب، ثم يأتي الحبشة، فيخربونه خرابا لا يعمر بعده أبدا، وهم الذين يستخرجون كنزه".
الرابع عشر: عن أبي هريرة : قال رسول الله : "لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق، فيخرج إليهم جيش من المدينة، من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافوا قالت الروم: "خلوا بيننا وبين الذين سَبَوا منا نقاتلهم"، فيقول المسلمون: "لا والله، لا نخلي بينكم وبين إخواننا"، فيقاتلونهم، فيفر ثلث لا يتوب الله عليهم أبدا، ويقتل ثلثهم أفضل الشهداء عند الله، ويَفتح الثلث، لا يفتنون أبدا، فيفتحون قسطنطينية، فبينما هم يقتسمون الغنائم، قد علقوا سيوفهم بالزيتون، إذ صاح فيهم الشيطان: "إن المسيح قد خلفكم في أهليكم"، فيخرجون—وذلك باطل --، فإذا جاءوا الشام خرج، فبينما هم يعدون للقتال، يسوون الصفوف، إذ أقيمت الصلاة، فينزل عيسى ابن مريم عليه وعلى نبينا السلام فأَمَّهم، فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء، فلو تركه لانذاب حتى يَهلِك، ولكن يقتله رسول الله بيده، فيريهم دمه في حربته".
الخامس عشر: عن جابر بن عبد الله ما قال: سمعت رسول الله يقول: "لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق، ظاهرين إلى يوم القيامة، فينزل عيسى ابن مريم، فيقول أميرهم: "تعال، صلِّ لنا"، فيقول: "لا، إن بعضكم على بعض أمراء، تكرمة الله هذه الأمة". وعند الإمام أحمد من حديث جابر أيضا: "...فإذا هُمْ بعيسى ابن مريم، فتقام الصلاة، فيقال له: "تقدم يا روح الله"، فيقول: "ليتقدم إمامكم فليصلِّ بكم"
وقد جاءت السنة ببيان اسمه وصفته ومكان خروجه، فمن ذلك:
1- ما رواه أحمد والترمذي وأبو داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تذهب أو لا تنقضي الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطيء اسمه اسمي" وفي رواية لأبي داود: "يواطيء اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي". والحديث قال عنه الترمذي: حسن صحيح، وصححه أحمد شاكر والألباني.
2- وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المهدي مني أجلى الجبهة، أقنى الأنف، يملأ الأرض قسطا وعدلاً، كما ملئت ظلما وجوراً، يملك سبع سنين" رواه أبو داود والحاكم، وحسنه الألباني في صحيح الجامع.
3- وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "المهدي من عترتي من ولد فاطمة" رواه أبو داود وابن ماجه وصححه الألباني.
4- وعن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة" رواه أحمد وابن ماجه، وصححه أحمد شاكر والألباني. قال ابن كثير في كتابه النهاية في الفتن والملاحم: (أي يتوب الله عليه، ويوفقه ويلهمه، ويرشده بعد أن لم يكن كذلك).
5- وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويُعطي المال صحاحاً، وتخرج الماشية، وتعظم الأمة، يعيش سبعاً أو ثمانياً. يعني حججا" رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي، وقال عنه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة: هذا سند صحيح رجاله ثقات.
6- وعن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة، ثم لا يصير إلى واحد منهم، ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق، فيقتلونكم قتلاً لم يقتله قوم ثم ذكر شيئاً لم أحفظه فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبواً على الثلج، فإنه خليفة الله المهدي" رواه ابن ماجه والحاكم وقال: على شرط الشيخين ووافقه الذهبي، وقال ابن كثير: هذا إسناد قوي صحيح.
قال ابن كثير: "والمقصود أن المهدي الممدوح الموعود بوجوده في آخر الزمان يكون أصل ظهوره وخروجه من ناحية المشرق، ويبايع له عند البيت، كما دل على ذلك بعض الأحاديث" انتهى.
وقال ابن كثير أيضاً: "والمراد بالكنز المذكور في هذا السياق كنز الكعبة، يقتل عنده ليأخذوه ثلاثة من أولاد الخلفاء، حتى يكون آخر الزمان، فيخرج المهدي، ويكون ظهوره من بلاد المشرق، لا من سرداب سامرا، كما يزعمه جهلة الرافضة من وجوده فيه الآن، وهم ينتظرون آخر الزمان، فإن هذا نوع من الهذيان، وقسط كبير من الخذلان، شديد من الشيطان، إذ لا دليل على ذلك ولا برهان، لا من كتاب ولا سنة ولا معقول صحيح ولا استحسان" انتهى.
التعريف بالمهدي وإطلاقاته في اللغة وفي الشرع
مصطلح "المهدي" مأخوذ من الفعل "هُدي"، فيقال: هُدي هدايةً فهو مهتدٍ ومهدي، والهدى يُطلق على الرشاد وعلى الدلالة، فقولهم: هذا هدى الله أي رشاده، ويقولون: هديته الطريق فما اهتدى أي دللته، كما قال الجوهري في الصحاح: "الهدى: الرشاد والدلالة، يؤنَّث ويذكَّر، يقال: هداه الله للدين هدى، وقوله تعالى: { أو لم يهد لهم } (السجدة:26)، قال أبو عمرو بن العلاء: أو لم يُبيِّن لهم. وهديته الطريق والبيت هِداية، أي عرَّفته..وهدى واهتدى بمعنى واحد".
وفي كتاب الكليّات للإمام أبي البقاء الكفوي بيان لمعنى الهدى: ".. والهدى اسم يقع على الإيمان والشرائع كلها؛ إذ الاهتداء إنما يقع بها كلها و:{ إنَّ الهُدى هُدَى الله } (آل عمران:73) أي الدين".
هذا عن الأصل اللغوي لمصطلح "المهدي"، أما عن الإطلاق الشرعيّ له فهو باعتبارين، أولهما: الاعتبار العام المأخوذ من الأصل اللغوي، بأن المهدي هو الذي أرشده الله إلى سبيله ووفقه لسلوك طريقه، ومن هذا القبيل جاء دعاء النبي –صلى الله عليه وسلم- لجرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه قوله: ( اللهم ثبّته، واجعله هادياً مهديّاً) متفق عليه، ودعاؤه عليه الصلاة والسلام لأبي سلمة رضي الله عنه :( اللهم اغفر لأبى سلمة وارفع درجته فى المهديين) رواه مسلم، ومنه أيضاً دعاؤه عليه الصلاة والسلام للصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان بقوله: ( اللهم اجعله هاديا مهديا واهد به) رواه الإمام أحمد والترمذي، بل جاء وصفاً لنبي الله عيسى بن مريم عليه السلام، وذلك في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : (يوشك من عاش منكم أن يلقى عيسى بن مريم إماما مهديّاً، وحكماً عدلاً) رواه أحمد في مسنده.
كما جاء هذا الوصف في حق الخلفاء الراشدين، في الحديث المشتهر عن العرباض بن سارية رضي الله عنه، وفيه: ( فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين) رواه أصحاب السنن عدا النسائي وأخرجه الإمام أحمد، يقول الإمام ابن الأثير موضحاً معنى الحديث: "المهدي : الذي قد هداه الله إلى الحق وقد استعمل في الأسماء حتى صار كالأسماء الغالبة .. ويريد بالخلفاء المهديين أبا بكر وعمر وعثمان وعليا رضي الله عنهم وإن كان عاما في كل من سار سيرتهم".
ومثل هذا التعميم اللغوي ورد على ألسنة أهل الفصاحة والبلاغة، فأُثر عن شاعر رسول الله –صلى الله عليه وسلم- حسان بن ثابت وفي معرض رثائه للنبي - صلى الله عليه وسلم - قوله:
ما بال عينك لا تنام كأنها ... كحلت مآقيها بكحل الأرمد
جزعاً على المهدي أصبح ثاوياً ... يا خير من وطيء الحصى لا تبعد
وورد على لسان زهير بن القين وصفه للحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما قوله :
أقدم هديت هادياً مهدياً ... فاليوم تلقى جدّك النبيا
أما الاعتبار الثاني فهو الاعتبار الخاصّ، بأن يكون المقصود هو المهدي الذي جاءت الأخبار بخروجه آخر الزمان، وهذا المعنى هو الأشهر والأعم، وهو المقصود من البحث، يقول اللغوي المرتضى: " قد استعمل في الأسماء حتى صار كالأسماء الغالبة وبه سمي المهدي الذي بشر به النبي صلى الله عليه وسلم أنه يجيء في آخر الزمان".
أقسام الناس في المهدي عليه السلام
انقسم الناس في شأن المهدي المنتظر إلى ثلاثة أصناف :
صنفٌ أنكروا هذه القضيّة، وردّوا الأحاديث الصحيحة والأقوال المأثورة والحجج الدامغة، وذلك حين عجزت عقولهم عن إدراك الحكمة الإلهيّة من خروج المهدي آخر الزمان، واعتبروا قضيّته "فتنةً" جرّت على الأمة ويلات وتسببت في إراقة الدماء وفي ضلال الناس وبعدهم عن جادة الصواب، بل قال قائلهم: " لن يفرض –أي الرسول عليه الصلاة والسلام-على أمته التصديق برجل من بني آدم ، مجهول في عالم الغيب ، ليس بملك مقرب ، ولا نبي مرسل ، ولا يأتي بدين جديد من ربه بما يجب الإيمان به ، ثم يترك أمته يتقاتلون على التصديق والتكذيب به إلى يوم القيامة ، إن هذا من المحال أن تأتي الشريعة به إذ هو جرثومة فتنة دائمة! ، ومشكلة لم تحل".
وصنفٌ على النقيض من ذلك تماماً ، حيث تجاوزوا حدّ الاعتدال إلى الغلو في الإثبات، فتضخّم معتقدهم في المهدي عليه السلام، ونسبوا له قدرات أسطوريّة وأحوالاً خرافيّة، وما داخلهم هذا الضلال إلا لفساد منهجهم في التعامل مع الأخبار الواردة، حيث قبلوا كل ما جاء دون تمحيصٍ أو تدقيق، فكان أن نسبوا للمهدي عليه السلام ما ليس فيه، وخلطوا بين الحق والباطل.
والحق دائماً وسطٌ بين طرفين، وهو الموقف الذي اتخذه علماء أهل السنة والجماعة على مرّ العصور وتوالي الدهور، فأثبتوا أصل المعتقد في المهدي المنتظر، باعتباره رجلاً صالحاً بشّر به النبي –صلى الله عليه وسلم- يصلحه الله في يومٍ وليلة، وله دورٌ محوري في العصر الذي يظهر فيه مع حاجته للشرفاء من الأمة حوله، ليس بنبي ولا معصوم ولكن إمام مهدي وموفق للحق، وبتوفيقه يتنعّم الناس في زمانه بالعيش الرغيد والخير الوفير والأمن والأمان، وسوف نقف على صفاته بشكل أوسع في الأجزاء الباقية من الموضوع بإذن الله تعالى.
Courtesy: wikipedia and islamweb.net
وه. وعلى هذا درج الصحابة والتابعون لهم بإحسان، وتتابع على هذا أئمة العلم على تعاقب العصور.
بعض الأحاديث الواردة في شأن المهدي
الأول: عن أبي سعيد الخدري : قال رسول الله : "يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويعطي المال صَحاحا، وتكثر الماشية، وتعظم الأمة، ويعيش سبعا أو ثمانيا"؛
الثاني: قال الإمام أحمد في مسنده: حدثنا محمد بن جعفر: حدثنا عوف عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري : قال رسول الله : "لا تقوم الساعة حتى تمتلئ الأرض ظلما وعدوانا، قال: ثم يخرج رجل من عِترتي -- أو من أهل بيتي --، يملؤها قِسطا وعدلا كما ملئت ظلما وعدوانا".
الثالث: عن أبي سعيد الخدري : قال رسول الله : "المهدي مني، أجلى الجبهة، أقنى الأنف، يملأ الأرض قِسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجَورا، ويملك سبع سنين".
الرابع: وعن أبي سعيد الخدري قال: خشينا أن يكون بعد نبينا حدث، فسألنا نبي الله فقال: "إن في أمتي المهدي يخرج، يعيش خمسا أو سبعا أو تسعا"—زيدٌ العمّيُّ الشاكُّ -- قال: قلنا: وما ذاك؟ قال: "سنين"، قال: "فيجيءُ إليه الرجل، فيقول: يا مهديُّ أعطني، أعطني"، قال: "فيحثي له في ثوبه ما استطاع أن يحملَه".
الخامس: عن علي : قال رسول الله : "المهدي منا أهل البيت، يصلحه الله في ليلة".
السادس: عن أم سَلَمة ا قالت: سمعت رسول الله يقول: "المهدي من عِترتي، من وَلَد فاطمة".
السابع: قال الحافظ ابن قيم الجوزية في "المنار المنيف" ص 147-148: (وقال الحارث بن أبي أسامة في مسنده: حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم: حدثنا إبراهيم بن عقيل عن أبيه، عن وهب بن منبه، عن جابر قال: قال رسول الله : "ينزل عيسى ابن مريم، فيقول أميرهم المهدي: "تعال صلِّ بنا"، فيقول: "لا؛ إن بعضهم أمير بعضٍ، تكرمة الله لهذه الأمة"، وهذا إسناد جيد).
الثامن: عن ابن مسعود عن النبي أنه قال: "لو لم يبقَ من الدنيا إلا يوم، لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلا مني -- أو من أهل بيتي -- يفوز باسمي ولقبي"، زاد في حديث فِطْر: "يملأ الأرض قِسطا وعدلا، كما ملئت ظلما وجَورا".
التاسع: قال الإمام أحمد: حدثنا سفيان بن عُيَيْنة: حدثنا عاصم عن زِرٍّ عن عبد الله عن النبي قال: "لا تقوم الساعة حتى يلِيَ رجل من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي".
العاشر: رواه الإمام أحمد عن علي مرفوعا بلفظ: "لو لم يبقَ من الدهر إلا يوم، لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملؤها عدلا كما ملئت جَورا"
أحاديث يحتمل كونها في شأن المهدي
الحادي عشر: عن الجريري، عن أبي نضرة قال: كنا عند جابر بن عبد الله ما قال: "يوشك أهل العراق أن لا يُجبى إليهم قفيز ولا درهم"، قلنا: من أين ذاك؟ قال: "من قبل العجم؛ يمنعون ذلك"، ثم قال: "يوشك أهل الشام أن لا يجبى إليهم دينار ولا مدي"، قلت: من أين ذاك؟ قال: "من قبل الروم"، ثم سكت هنية، ثم قال: قال رسول الله : أمتي خليفة يحثي المال حثيا، لا يعده عدا"، قال: قلت لأبي نضرة وأبي العلاء: "أتريان أنه عمر بن عبد العزيز؟ فقالا: لا".
الثاني عشر: عن عائشة أم المؤمنين ا قالت: "عبث رسول الله في منامه، فقلنا: "يا رسول الله، صنعت شيئا في منامك لم تكن تفعله"، فقال: "العَجَبُ أن ناسا من أمتي يؤمون البيت لرجل من قريش، قد لجأ بالبيت، حتى إذا كانوا بالبيداء خُسِفَ بهم"، فقلنا: "يا رسول الله، إن الطريق قد يجمع الناس"، قال: "نعم، فيهم المستبصر والمجبور وابن السبيل، يهلكون مَهْلِكا واحدا، ويَصدُرون مصادر شتى، يبعثهم الله على نياتهم"
الثالث عشر: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "يبايع لرجل بين الركن والمقام، ولن يستحل البيت إلا أهله، فإذا استحلوه فلا يسأل عن هلكة العرب، ثم يأتي الحبشة، فيخربونه خرابا لا يعمر بعده أبدا، وهم الذين يستخرجون كنزه".
الرابع عشر: عن أبي هريرة : قال رسول الله : "لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق، فيخرج إليهم جيش من المدينة، من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافوا قالت الروم: "خلوا بيننا وبين الذين سَبَوا منا نقاتلهم"، فيقول المسلمون: "لا والله، لا نخلي بينكم وبين إخواننا"، فيقاتلونهم، فيفر ثلث لا يتوب الله عليهم أبدا، ويقتل ثلثهم أفضل الشهداء عند الله، ويَفتح الثلث، لا يفتنون أبدا، فيفتحون قسطنطينية، فبينما هم يقتسمون الغنائم، قد علقوا سيوفهم بالزيتون، إذ صاح فيهم الشيطان: "إن المسيح قد خلفكم في أهليكم"، فيخرجون—وذلك باطل --، فإذا جاءوا الشام خرج، فبينما هم يعدون للقتال، يسوون الصفوف، إذ أقيمت الصلاة، فينزل عيسى ابن مريم عليه وعلى نبينا السلام فأَمَّهم، فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء، فلو تركه لانذاب حتى يَهلِك، ولكن يقتله رسول الله بيده، فيريهم دمه في حربته".
الخامس عشر: عن جابر بن عبد الله ما قال: سمعت رسول الله يقول: "لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق، ظاهرين إلى يوم القيامة، فينزل عيسى ابن مريم، فيقول أميرهم: "تعال، صلِّ لنا"، فيقول: "لا، إن بعضكم على بعض أمراء، تكرمة الله هذه الأمة". وعند الإمام أحمد من حديث جابر أيضا: "...فإذا هُمْ بعيسى ابن مريم، فتقام الصلاة، فيقال له: "تقدم يا روح الله"، فيقول: "ليتقدم إمامكم فليصلِّ بكم"
وقد جاءت السنة ببيان اسمه وصفته ومكان خروجه، فمن ذلك:
1- ما رواه أحمد والترمذي وأبو داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تذهب أو لا تنقضي الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطيء اسمه اسمي" وفي رواية لأبي داود: "يواطيء اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي". والحديث قال عنه الترمذي: حسن صحيح، وصححه أحمد شاكر والألباني.
2- وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المهدي مني أجلى الجبهة، أقنى الأنف، يملأ الأرض قسطا وعدلاً، كما ملئت ظلما وجوراً، يملك سبع سنين" رواه أبو داود والحاكم، وحسنه الألباني في صحيح الجامع.
3- وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "المهدي من عترتي من ولد فاطمة" رواه أبو داود وابن ماجه وصححه الألباني.
4- وعن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة" رواه أحمد وابن ماجه، وصححه أحمد شاكر والألباني. قال ابن كثير في كتابه النهاية في الفتن والملاحم: (أي يتوب الله عليه، ويوفقه ويلهمه، ويرشده بعد أن لم يكن كذلك).
5- وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويُعطي المال صحاحاً، وتخرج الماشية، وتعظم الأمة، يعيش سبعاً أو ثمانياً. يعني حججا" رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي، وقال عنه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة: هذا سند صحيح رجاله ثقات.
6- وعن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة، ثم لا يصير إلى واحد منهم، ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق، فيقتلونكم قتلاً لم يقتله قوم ثم ذكر شيئاً لم أحفظه فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبواً على الثلج، فإنه خليفة الله المهدي" رواه ابن ماجه والحاكم وقال: على شرط الشيخين ووافقه الذهبي، وقال ابن كثير: هذا إسناد قوي صحيح.
قال ابن كثير: "والمقصود أن المهدي الممدوح الموعود بوجوده في آخر الزمان يكون أصل ظهوره وخروجه من ناحية المشرق، ويبايع له عند البيت، كما دل على ذلك بعض الأحاديث" انتهى.
وقال ابن كثير أيضاً: "والمراد بالكنز المذكور في هذا السياق كنز الكعبة، يقتل عنده ليأخذوه ثلاثة من أولاد الخلفاء، حتى يكون آخر الزمان، فيخرج المهدي، ويكون ظهوره من بلاد المشرق، لا من سرداب سامرا، كما يزعمه جهلة الرافضة من وجوده فيه الآن، وهم ينتظرون آخر الزمان، فإن هذا نوع من الهذيان، وقسط كبير من الخذلان، شديد من الشيطان، إذ لا دليل على ذلك ولا برهان، لا من كتاب ولا سنة ولا معقول صحيح ولا استحسان" انتهى.
التعريف بالمهدي وإطلاقاته في اللغة وفي الشرع
مصطلح "المهدي" مأخوذ من الفعل "هُدي"، فيقال: هُدي هدايةً فهو مهتدٍ ومهدي، والهدى يُطلق على الرشاد وعلى الدلالة، فقولهم: هذا هدى الله أي رشاده، ويقولون: هديته الطريق فما اهتدى أي دللته، كما قال الجوهري في الصحاح: "الهدى: الرشاد والدلالة، يؤنَّث ويذكَّر، يقال: هداه الله للدين هدى، وقوله تعالى: { أو لم يهد لهم } (السجدة:26)، قال أبو عمرو بن العلاء: أو لم يُبيِّن لهم. وهديته الطريق والبيت هِداية، أي عرَّفته..وهدى واهتدى بمعنى واحد".
وفي كتاب الكليّات للإمام أبي البقاء الكفوي بيان لمعنى الهدى: ".. والهدى اسم يقع على الإيمان والشرائع كلها؛ إذ الاهتداء إنما يقع بها كلها و:{ إنَّ الهُدى هُدَى الله } (آل عمران:73) أي الدين".
هذا عن الأصل اللغوي لمصطلح "المهدي"، أما عن الإطلاق الشرعيّ له فهو باعتبارين، أولهما: الاعتبار العام المأخوذ من الأصل اللغوي، بأن المهدي هو الذي أرشده الله إلى سبيله ووفقه لسلوك طريقه، ومن هذا القبيل جاء دعاء النبي –صلى الله عليه وسلم- لجرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه قوله: ( اللهم ثبّته، واجعله هادياً مهديّاً) متفق عليه، ودعاؤه عليه الصلاة والسلام لأبي سلمة رضي الله عنه :( اللهم اغفر لأبى سلمة وارفع درجته فى المهديين) رواه مسلم، ومنه أيضاً دعاؤه عليه الصلاة والسلام للصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان بقوله: ( اللهم اجعله هاديا مهديا واهد به) رواه الإمام أحمد والترمذي، بل جاء وصفاً لنبي الله عيسى بن مريم عليه السلام، وذلك في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : (يوشك من عاش منكم أن يلقى عيسى بن مريم إماما مهديّاً، وحكماً عدلاً) رواه أحمد في مسنده.
كما جاء هذا الوصف في حق الخلفاء الراشدين، في الحديث المشتهر عن العرباض بن سارية رضي الله عنه، وفيه: ( فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين) رواه أصحاب السنن عدا النسائي وأخرجه الإمام أحمد، يقول الإمام ابن الأثير موضحاً معنى الحديث: "المهدي : الذي قد هداه الله إلى الحق وقد استعمل في الأسماء حتى صار كالأسماء الغالبة .. ويريد بالخلفاء المهديين أبا بكر وعمر وعثمان وعليا رضي الله عنهم وإن كان عاما في كل من سار سيرتهم".
ومثل هذا التعميم اللغوي ورد على ألسنة أهل الفصاحة والبلاغة، فأُثر عن شاعر رسول الله –صلى الله عليه وسلم- حسان بن ثابت وفي معرض رثائه للنبي - صلى الله عليه وسلم - قوله:
ما بال عينك لا تنام كأنها ... كحلت مآقيها بكحل الأرمد
جزعاً على المهدي أصبح ثاوياً ... يا خير من وطيء الحصى لا تبعد
وورد على لسان زهير بن القين وصفه للحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما قوله :
أقدم هديت هادياً مهدياً ... فاليوم تلقى جدّك النبيا
أما الاعتبار الثاني فهو الاعتبار الخاصّ، بأن يكون المقصود هو المهدي الذي جاءت الأخبار بخروجه آخر الزمان، وهذا المعنى هو الأشهر والأعم، وهو المقصود من البحث، يقول اللغوي المرتضى: " قد استعمل في الأسماء حتى صار كالأسماء الغالبة وبه سمي المهدي الذي بشر به النبي صلى الله عليه وسلم أنه يجيء في آخر الزمان".
أقسام الناس في المهدي عليه السلام
انقسم الناس في شأن المهدي المنتظر إلى ثلاثة أصناف :
صنفٌ أنكروا هذه القضيّة، وردّوا الأحاديث الصحيحة والأقوال المأثورة والحجج الدامغة، وذلك حين عجزت عقولهم عن إدراك الحكمة الإلهيّة من خروج المهدي آخر الزمان، واعتبروا قضيّته "فتنةً" جرّت على الأمة ويلات وتسببت في إراقة الدماء وفي ضلال الناس وبعدهم عن جادة الصواب، بل قال قائلهم: " لن يفرض –أي الرسول عليه الصلاة والسلام-على أمته التصديق برجل من بني آدم ، مجهول في عالم الغيب ، ليس بملك مقرب ، ولا نبي مرسل ، ولا يأتي بدين جديد من ربه بما يجب الإيمان به ، ثم يترك أمته يتقاتلون على التصديق والتكذيب به إلى يوم القيامة ، إن هذا من المحال أن تأتي الشريعة به إذ هو جرثومة فتنة دائمة! ، ومشكلة لم تحل".
وصنفٌ على النقيض من ذلك تماماً ، حيث تجاوزوا حدّ الاعتدال إلى الغلو في الإثبات، فتضخّم معتقدهم في المهدي عليه السلام، ونسبوا له قدرات أسطوريّة وأحوالاً خرافيّة، وما داخلهم هذا الضلال إلا لفساد منهجهم في التعامل مع الأخبار الواردة، حيث قبلوا كل ما جاء دون تمحيصٍ أو تدقيق، فكان أن نسبوا للمهدي عليه السلام ما ليس فيه، وخلطوا بين الحق والباطل.
والحق دائماً وسطٌ بين طرفين، وهو الموقف الذي اتخذه علماء أهل السنة والجماعة على مرّ العصور وتوالي الدهور، فأثبتوا أصل المعتقد في المهدي المنتظر، باعتباره رجلاً صالحاً بشّر به النبي –صلى الله عليه وسلم- يصلحه الله في يومٍ وليلة، وله دورٌ محوري في العصر الذي يظهر فيه مع حاجته للشرفاء من الأمة حوله، ليس بنبي ولا معصوم ولكن إمام مهدي وموفق للحق، وبتوفيقه يتنعّم الناس في زمانه بالعيش الرغيد والخير الوفير والأمن والأمان، وسوف نقف على صفاته بشكل أوسع في الأجزاء الباقية من الموضوع بإذن الله تعالى.