Obat Mengandung Enzim Babi
Hukum Obat Mengandung Enzim Babi apakah najis haram atau suci dan halal? Gelatin komersial biasanya diperoleh dari ikan, sapi, dan babi. Dalam industri pangan, gelatin luas dipakai sebagai salah satu bahan baku dari permen lunak, jeli, dan es krim.
Hukum Obat Mengandung Enzim Babi apakah najis haram atau suci dan halal?
فإذا مزجت هذه المادة المستخرجة من أمعاء الخنزير أو الميتة ونحوهما بغيرها، حتى استحالت ولم يبق لها أثر فلا حرج في التداوي بها
فإن الخمر والخنزير وغيرهما من النجاسات إذا استحالت استحالة كاملة عن طبيعتها وحقيقتها، بحيث صارت مادة أخرى مغايرة: ولم يبق لها أي أثر، فالذي عليه الأكثر من أهل العلم طهارة هذه الأعيان، وإعطاؤها حكم ما استحالت إليه.
ولمزيد بيان ذلك وتوضيحه نقول: اختلف العلماء في الأعيان النجسة إذا استحالت حتى صارت أعياناً أخرى طيبة، فذهب الشافعية والحنابلة في المشهور عنهم إلى عدم طهارتها وأن استحالتها لا تغير من حكم نجاستها شيئاً، إلا الخمر إذا تخللت بنفسها، فإنها تطهر عندهم بالاستحالة، لأن سبب نجاستها وصف الإسكار، وقد زال، بخلاف غيرها من الأعيان النجسة فإن نجاسته لعينه. كما استدلوا أيضا على نجاسة الأعيان وإن استحالت بنهيه صلى الله عليه وسلم عن أكل الجلالة وألبانها. رواه الإمام أحمد وأبو داود وغيرهم.
وذهب الأحناف والمالكية في المشهور من مذهبهم إلى طهارتها ـ نعني طهارة الأعيان النجسة بالاستحالة ـ وقالوا إن الشرع رتب وصف النجاسة على حقيقة، والحقيقة تنتفي بانتفاء بعض أجزاء مفهومها، فكيف إذا انتفت أجزاؤها بالكلية. فلو وقع كلب أو خنزير مثلا في مملحة حتى صارا ملحا، فلا شك أن هذا الملح الذي استحالا إليه غير العظم واللحم الذين رتب عليهما الحكم، وهذا مذهب أهل الظاهر والذي صوبه شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، بل قال شيخ الإسلام: إن هذه الأعيان لم تتناولها نصوص التحريم لا لفظاً ولا معنى، فليست محرمة، ولا في معنى المحرم، فلا وجه لتحريمها، بل الذي يتناولها نصوص الحل، فالنص والقياس يقتضي تحليلها.
لذا فإنا نقول: إن كل ما استحال من أعيان النجاسات وانتقل إلى حقيقة مغايرة للأصل النجس انتقالا تاماً، فإنه يصبح حلالا جائز الاستعمال على ما ذهب إليه الأكثر، وصوبه شيخ الإسلام.
أما ما استعملت في تصنيعه مادة محرمة من حيوان لم يذك أصلا، أو من حيوان نجس كالخنزير، فإنه لا يجوز استعماله لأنه بامتزاج تلك المادة النجسة به صار نجساً إلا في حالين:
الأولى: أن تكون العين النجسة قد تغيرت عينها بالاستحالة قبل إضافتها إلى المادة المراد تصنيعها، لأننا نقول: إن المادة المضافة هي عين أخرى غير نجسة.
الثانية: أن تضاف العين النجسة إلى المادة المراد تصنيعها، ثم تستحيل هذه المادة المزيج شيئاً آخر.
لأننا نقول أيضا: إن هذه المادة المزيج من النجس والطاهر استحالت عيناً أخرى فحكمها حكم ما استحالت إليه. والله أعلم.
HUKUM GELATIN HALAL ATAU HARAM?
Gelatin adalah zat kimia padat, tembus cahaya, tak berwarna, rapuh (jika kering), dan tak berasa, yang didapatkan dari kolagen yang berasal dari berbagai produk sampingan hewan. Gelatin umumnya digunakan sebagai zat pembuat gel pada makanan, farmasi, fotografi, dan pabrik kosmetik.
Gelatin merupakan campuran antara peptida dengan protein yang diperoleh dari hidrolisis kolagen yang secara alami terdapat pada tulang atau kulit binatang.
Gelatin komersial biasanya diperoleh dari ikan, sapi, dan babi. Dalam industri pangan, gelatin luas dipakai sebagai salah satu bahan baku dari permen lunak, jeli, dan es krim. ( Wikipedia)
أ- الجلاتين.
الجلاتين ماده لا لون لها,وأحيانا تكون صفراء, وهي شفافة هشة لا رائحة لا طعم.
وهي إما أن تكون بشكل رقائق أو بشكل بودرة خشنة.
وحين توضع في الماء تبدأ بالإنتفاخ , وتمتص حوالي 5-10 مرات ما يساوي وزنها من الماء البارد.
وهي قابلة للذوبان في الماء الحار , أو الجلسرول , أو الحامض الخليك وغير قابلة للذوبان في المحاليل العضوية .
ب- الخصائص الكيميائية للجلاتين:
من المعروف أن مصدر الجلاتين الكيميائي هو (( الكولاجين )) ويعتبر التركيب الكميائي (( للكولاجين )) أنه ذو طيسعة حلزونية التركيب لبروتين ذي النمط (( ألفا )) مع سلسلة الهيدروجين المقيدة للبروتينات ذات النمط (( البيتا )) هذ السلاسل تتداخل ببعضها لتشكل تركيبا لولبيا ذا ثلاثة وجوه.
وعندما يوضع (( الكولاجين )) في ماء مغلي,فإنه يتحول إلى جلاتين سائل, وهو من البروتينات الناقصة لبعض الأحماض الأمينية الأساسية في التغذية.
وحين يبرد الجلاتين فإن السائل لايعود إلى طبيعته الأولى أي إلى (( الكولاجين )) ولكنه يجمد يشكل (( جل )) وهو ماده هلاميه تختلف اختلافا تاما من حيث الخصائص الطبيعية عن الكولاجين , وبعض الاختلاف من حيث الخصائص.
وينتمي الى البروتينات الكروية التي تشبه برتين الدم (( الهموجلوبين )) والأنسولين, والجاماجلوبين,وبروتين البيض,ولهذا السبب يكون قابلا للذوبان في الماء, أما (( الكولاجين ))فهو ينتمي إلي البروتينات النسيجية مثل (( الكيراتين )) ولذلك فهو لا يذوب في الماء.
ج- القيمة الغذائية للجلاتين:
الجيلاتين بروتين غير تام, إذ ينقصه حامضان من الأحماض الأمينية الأساسية هما (( التريبتوفان )) و (( الفالين )).
وهو يحتوي على كميات صغيرة من الأحماض الأمينة الأخرى , مثل (( التيروسين )) و(( السيستين )) وليس للجيلاتين أي أثر في مساندة حياة البشر الطبيعية أو زيادة ومساعدة النمو , حتى لو أخذت بكميات كبيرة , ولكن إذا أضفنا الأحماض الأمينة الناقصة إلى الجلاتين بكيمات معقولة ومناسبة في الطعام والمواد الكيميائية, فإنه في هذه الحالة يساعد على النمو الطبيعي للجسم.
د-استعمالات الجيلاتين:
(1) في صناعة الأطعمة:
يستعمل الجيلاتين في شركات الأطعمة لتحضير الحلويات و الجيلاتينيات والبوظة (الجيلاتي).
(2) بعض الاستعمالات الطبية:
أ- يستعمل في حالات سوء التغذية كمنشط بروتيني.
ب- يستعمل في علاج الأظافر الصعبة,وسريعة التقصف.
ج- يستعمل في علاج الصدمة الناتجة عن الإصابات والحروق وتمدد الأوعية.
د- يستعمل في علاج الورم الناتج عن نقص في المواد البروتينية في الغذاء كمحلول بنسبة 10%.
هـ- يستعمل كمستحضرات صيدلية (كبسولات) مراهم, محسنات للشعر,لبوس إسفنجي طبي,بودرة......الخ.
و- يستعمل كبدائل للدم والبلازما.
(3) الاستعمالات البيطرية:
أ- يستعمل في علاج الدمات الدورانية,حيث يستعمل كمحلول بنسبة 5-8 % كبديل لبلازما الدم.
ب- يستعمل في علاج وقف النزيف,وتغيير الجروح,حيث يستعكل كمادة امتصاصية.
(4) الاستعمالات الصناعة:
وهناك استعمالات عديده للجيلاتين, فهو يستعمل في الشركات الصناعية لإنتاج المطاط والصمغ,والإسمنت,وفي حبر الطباعة العادية والحجرية, وفي المواد البلاستيكية, وفي الحرير الإصطناعي, وفي تحضي الإفلام الفوتوغرافية, والألواح التصويرية,وفي تحضير علب الكبريت,وفي الإنارة الزئبقية.
هـ - حكم الجيلاتين:
سبق أن بينا في السؤال رقم 410 أن جمهور العلماء يرون أن الاستحالة-وهو تحول من حالة إلى حالة أخرى مختلفة- أي التغير الكيميائي للماده بغير حكمها, فالنجاسة تطهر بالاستحالة, والجيلاتين مادة أخرى غير مكوناته.
وقد استدل الجمهور بما يأتي:
(1) أن الشرع رتب وصف النجاسة على تلك النجاسة وتنتفي الحقيقة بانتفاء بعض أجاء مفهومها, فكيف بالكل,فإن الملح غير العظم واللحم فإذا صار ملحا ترتب حكم الملح.
ونظيره في الشرع العقلة نجسة فعندما تصبح حيوانا تطهر, والعصير طاهر فيصير خمرا فينجس ويصير خلا فيطهر, فعرفنا أن استحالة العين تستتبع زوال الوصف المرتب عليها.
(2) إذا كانت الخمر التي هي أم الخبائث- إذا انقلبت بنفسها حلت- باتفاق المسلمين, فغيرها من النجاسات أولى أن تطهر بالانقلاب.
(3) قال ابن حزم: أن العالم كله جوهرة واحدةتختلف أبعادها بأعراضها وبصفاتها فقط, وبحسب اختلاف صفات كل جزء من العالم تختلف أسماء تلك الأجزاء التي عليها تقع أحكام الله عز وجل في الديانة,وعليها يقع التخاطب والتفاهم مع جميع الناس بجميع اللغات.
فالعنب عنبا وليس زبيبا, والزبيب ليس عنبا, وعصير العنب ليس عنبا ولا خمرا, والخمر ليس عصيرا, والخل ليس خمرا, وأحكام كل ذلك في الديانة تختلف, والعين الحاملة واحدة, وكل ذلك له صفات منها يقوم وحده.
وهكذا كل شيء في العالم، فالدم يستحيل لحماً، وهو حينئذ لحم وليس دماً، والعين واحدة، واللحم يستحيل شحماً فليس لحما بعد، بل هو شحم، والعين واحدة.
والزبل، والبراز، والبول، والماء والتراب، يستحيل كل ذلك في النخلة ورقاً ورطباً، فليس شيء من ذلك زبلاً، ولا تراباً، ولا ماء.
والماء يستحيل هواءً متصاعداً وملحاً جامداً، فليس هو ماء، بل ولا يجوز الوضوء به، والعين واحدة، ثم يعود ذلك الهواء وذلك الملح ماء، فليس حينئذ هواء ولا ملحاً، بل هو ماء حلال يجوز الوضوء به والغسل.
فإن أنكرتم هذا وقلتم: إنه، وإن ذهبت صفاته فهو الذي كان نفسه لزمك -ولا بد- إباحة الوضوء بالبول لأنه ماء مستحيل بلا شك، وبالعرق لأنه ماء مستحيل ولزمك تحريم الثمار المغداة بالزبل والعذرة وتحريم لحوم الدجاج لأنها مستحيلة عن المحرمات، أ هـ.
وهي أدلة قوية معتبرة، لذا نختار رأي الجمهور في الموضوع.
فإذا عرفنا ذلك كله، وعرفنا أن الخصائص الفيزيائية والكيميائية للجيلاتين مختلفة عن الخصائص الفيزيائية والكيميائية للكولاجين -المستخرج من عظام وجلود الحيوانات.
فلا مانع من استعمال الجيلاتين الحيواني، وإن كنا نفضل استعمال الجيلاتين النباتي، أو المستخرج من الطحالب البحرية، وعلى هذا لا مانع من استعمال الدواء المذكور -والله أعلم.
وللاستزادة ارجع إلى كتابنا: "الأطعمة المستوردة: طبيعتها، حكمها، وحل مشكلاتها."
HUKUM MAKANAN KEJU: HALAL ATAU HARAM?
يصنع الجبن من اللبن، ومما لا يخفى أن اللبن إذا ترك وشأنه يصعد الزبد على سطحه على هيئة قشدة، وأن ما يبقى من اللبن يكون لبنا حامضا، وهذا اللبن الحامض يحتوي العناصر الأكثر تغذية من اللبن وهو الجزء الحاوي للأزوت المسمى"كازيين".
والجبنة تتركب في جزئها الرئيسي من هذه المادة "كازيين"، وهي مادة توجد ذائبة في اللبن، وترسب فيه بواسطة الحوامض على شكل حبوب بيضاء معتمة، وهي الجزء المغذي من اللبن.
ولأجل الحصول على جبنة ضعيفة "مركبة من الكازيين فقط" يترك الزبد ليعلو على سطح اللبن، ثم يرفع ويترك اللبن يحمض بعد أن يضاف إليه قليل من الأنفخة، ثم يوضع اللبن المتجمد على منخل ليسيل ما فيه من الماء، ثم يملح ويحفظ.
وللحصول على جبنة دسمة يعمل مثل ما تقدم، ولكن يضاف إليه الأنفخة قبل أن يصعد الزبد إلى أعلى فيتجمد، ويتحد مع الكازيين.
أما بالنسبة للأنفخة أو "المنفحة" فهي عبارة عن خلاصة من الإنزيمات المجبنة يسودها "الرنين" وتعرض هذه الخلاصة في الأسواق إما على صورة سائلة أو مجففة على هيئة أقراص أو مسحوق.
وقد جرت العادة في بلاد المسلمين على استيراد الأنفحة من الخارج إلا أنه أجريت التجارب في مصر عام 1961،1962م لإنتاجها محليا وفعلا تمت العملية بنجاح.
مصادر الأنفحة:
توجد الإنزيمات المجبنة للبن في بعض أجزاء الجهاز الهضمي للحيوانات المجترة، إلا أن تركيزها يزيد في المعدة، ولذلك جرت العادة على تحضير مستخلص المنفحة من بعض تلك الحيوانات كالعجول والأغنام والماعز والخنازير.
ومن المعروف أن الأنفحة –وهي المعدة الرابعة للحيوانات المجترة- على المعدة الأساسية للحيوانات الرضيعة التي تتغذى على اللبن، ففي هذه الفترة من عمر الحيوان يكون حجم المعدة كبيرا، إذ يبلغ نصف حجم الكرش والقلنسوة معا.
وقد تقتصر محتويات الأنفحة من الإنزيمات المجبنة في هذا السن أساسا على أنزيم الرنين، وكلما كبر الحيوان وقلت تغذيته على اللبن زادت نسبة الببسين في الأنفحة، وانخفضت نسبة الرنين، ولذا يحسن استئصال الأنافح الناتجة عن عجول رضيعة لاستخلاص إنزيم الرنين الذي يفوق في صفاته باقي الإنزيمات الأخرى المجبنة للبن، سواء نباتية أو حيوانية.
صناعة الأنفحة من مصادر غير حيوانية:
(1) مصادر نباتية:
تتميز بعض النباتات باحتوائها على إنزيمات لها القدرة على تجبين اللبن مثل الباباظ المحتوي على إنزيم البابايين، ونباتات العائلة الباذنجانية، ونباتات التين وتحتوي على إنزيم الفيسين.
وقد أجريت تجارب في بعض البلدان –وخاصة الهند- على استخدام الأنفحة النباتية في صناعة الجبن، إلا أنه لوحظ أنها تعطي مرارة في الناتج، ولا زالت البحوث جارية لتحسين تلك الأنفحة.
(2) مصادر بكتيرية:
يوجد لبعض السلالات البكتيرية مثل سلالة البكتيريا العصوية "باسيلس سبستلس" القدرة على إفراز إنزيم يجبن اللبن ويعرف باسم الرينين البكتيري.
وتقوم بعض الدول حاليا مثل اليابان وأمريكا وبلجيكا بمحاولة استخلاص هذا الإنزيم وعمل مستحضرات منه لاستخدامها في صناعة الجبنة، ولا زالت الدراسات تجري بهذا الخصوص.
وقد كثر الكلام في هذه الأيام حول الأجبان المستوردة من الدول غير المسلمة.
فالناس يتساءلون هل يجوز أكلها أم لا؟
وما هو حكم الأنفحة المستخدمة فيها؟
وهذه المسألة ليست بالجديدة، بل إن فقهاء أشبعوها بحثاً.
أما بالنسبة للأنفحة فإن كانت مستخرجة من الخنزير فهي نجسة ومحرمة باتفاق الفقهاء وأما إن كانت من الحيوانات الميتة فقد اختلف الفقهاء في ذلك فجمهور الفقهاء يرون أنها نجسة، ويرى الحنفية أنها طاهرة، وهي رواية عن أحمد اختارها ابن تيمية، وهو مذهب داود الظاهري، أما ابن حزم فيوافق الجمهور.
أدلة الجمهور:
1- أنه مائع في وعاء نجس فكان نجسا كما لو حلب في وعاء نجس ولأنه لو أصاب الميتة بعد فصله عنها لكان نجسا فكذلك قبل فصله.
2- هو جزء من الحيوان الميت أشبه اليد.
أدلة الفريق الثاني:
1- أن الصحابة لما فتحوا بلاد العراق أكلوا من جبن المجوس، وكان هذا ظاهرا شائعا بينهم، وما ينقل عن بعضهم من كراهة ذلك، ففيه نظر.
2- أن الأنفحة لا تموت، لأنها لا تحلها الحياة.
3- أن الملاقاة من الباطن لا حكم لها، لذا لا نسلم أن الأنفحة تنجس بملاقاتها لمعدة الميتة.
والذي يظهر لي أن مذهب أولى بالإتباع لما مر من أدلة –والله أعلم- أما الرد على الدليل الأول للقائلين بطهارة الأنفحة:
فإنه ليس من الضروري أن يعقد الجبن بالأنفحة المستخرجة من معدة الحيوان، بل كان يعقد بواسطة بعض النباتات.
وأما المجوس فقد قيل إنهم ما كانوا يتولون الذبح بأنفسهم وكان جزاروهم اليهود والنصارى، والأصل الحل ولا يزول بالشك.
ومع أن جمهور العلماء قد قالوا بنجاسة الأنفحة إلا أن أكثر هؤلاء لم يقولوا بحرمة الجبن المجلوب من بلاد المجوس أو الروم الذين أثر عنهم أنهم كانوا لا يذكرون ذبائحهم، إلا إذا علمنا أن الجبن معقود بأنفحة ميتة من ذبائح هؤلاء الكفرة.
واستدل هؤلاء بما يلي:
1- حديث ابن عمر "أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أتى بجبن في تبوك فدعا بسكين فسمّى وقطع".
2- وعن ابن عباس "أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لما فتح مكة رأى جبنة فقال: ما هذا؟ فقالوا: طعام يصنع بأرض العجم. فقال -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- :ضعوا فيه السكين واذكروا اسم الله وكلوا".
3- وهناك آثار عن كثير من الصحابة رواها البيهقي، منها عن عمر رضي الله عنه: "الجبن من اللبن واللبا فكلوا واذكروا اسم الله عليه، ولا يغرنكم أعداء الله".
قال العلامة السيد محمد عليش –رحمه الله تعالى- فإن تحقق وضعهم أنافحها فيه حرم قطعاً، وإن تحقق عدم وضعها فيه أبيح قطعاً، وإن شك كره لمجرد الإشاعة، ولا يحرم لأن الطعام لا يطرح بالشك، ولأن صنائع الكفار محمولة على الطهارة كنسجهم.أهـ
فإذا مزجت هذه المادة المستخرجة من أمعاء الخنزير أو الميتة ونحوهما بغيرها، حتى استحالت ولم يبق لها أثر فلا حرج في التداوي بها
فإن الخمر والخنزير وغيرهما من النجاسات إذا استحالت استحالة كاملة عن طبيعتها وحقيقتها، بحيث صارت مادة أخرى مغايرة: ولم يبق لها أي أثر، فالذي عليه الأكثر من أهل العلم طهارة هذه الأعيان، وإعطاؤها حكم ما استحالت إليه.
ولمزيد بيان ذلك وتوضيحه نقول: اختلف العلماء في الأعيان النجسة إذا استحالت حتى صارت أعياناً أخرى طيبة، فذهب الشافعية والحنابلة في المشهور عنهم إلى عدم طهارتها وأن استحالتها لا تغير من حكم نجاستها شيئاً، إلا الخمر إذا تخللت بنفسها، فإنها تطهر عندهم بالاستحالة، لأن سبب نجاستها وصف الإسكار، وقد زال، بخلاف غيرها من الأعيان النجسة فإن نجاسته لعينه. كما استدلوا أيضا على نجاسة الأعيان وإن استحالت بنهيه صلى الله عليه وسلم عن أكل الجلالة وألبانها. رواه الإمام أحمد وأبو داود وغيرهم.
وذهب الأحناف والمالكية في المشهور من مذهبهم إلى طهارتها ـ نعني طهارة الأعيان النجسة بالاستحالة ـ وقالوا إن الشرع رتب وصف النجاسة على حقيقة، والحقيقة تنتفي بانتفاء بعض أجزاء مفهومها، فكيف إذا انتفت أجزاؤها بالكلية. فلو وقع كلب أو خنزير مثلا في مملحة حتى صارا ملحا، فلا شك أن هذا الملح الذي استحالا إليه غير العظم واللحم الذين رتب عليهما الحكم، وهذا مذهب أهل الظاهر والذي صوبه شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، بل قال شيخ الإسلام: إن هذه الأعيان لم تتناولها نصوص التحريم لا لفظاً ولا معنى، فليست محرمة، ولا في معنى المحرم، فلا وجه لتحريمها، بل الذي يتناولها نصوص الحل، فالنص والقياس يقتضي تحليلها.
لذا فإنا نقول: إن كل ما استحال من أعيان النجاسات وانتقل إلى حقيقة مغايرة للأصل النجس انتقالا تاماً، فإنه يصبح حلالا جائز الاستعمال على ما ذهب إليه الأكثر، وصوبه شيخ الإسلام.
أما ما استعملت في تصنيعه مادة محرمة من حيوان لم يذك أصلا، أو من حيوان نجس كالخنزير، فإنه لا يجوز استعماله لأنه بامتزاج تلك المادة النجسة به صار نجساً إلا في حالين:
الأولى: أن تكون العين النجسة قد تغيرت عينها بالاستحالة قبل إضافتها إلى المادة المراد تصنيعها، لأننا نقول: إن المادة المضافة هي عين أخرى غير نجسة.
الثانية: أن تضاف العين النجسة إلى المادة المراد تصنيعها، ثم تستحيل هذه المادة المزيج شيئاً آخر.
لأننا نقول أيضا: إن هذه المادة المزيج من النجس والطاهر استحالت عيناً أخرى فحكمها حكم ما استحالت إليه. والله أعلم.
HUKUM GELATIN HALAL ATAU HARAM?
Gelatin adalah zat kimia padat, tembus cahaya, tak berwarna, rapuh (jika kering), dan tak berasa, yang didapatkan dari kolagen yang berasal dari berbagai produk sampingan hewan. Gelatin umumnya digunakan sebagai zat pembuat gel pada makanan, farmasi, fotografi, dan pabrik kosmetik.
Gelatin merupakan campuran antara peptida dengan protein yang diperoleh dari hidrolisis kolagen yang secara alami terdapat pada tulang atau kulit binatang.
Gelatin komersial biasanya diperoleh dari ikan, sapi, dan babi. Dalam industri pangan, gelatin luas dipakai sebagai salah satu bahan baku dari permen lunak, jeli, dan es krim. ( Wikipedia)
أ- الجلاتين.
الجلاتين ماده لا لون لها,وأحيانا تكون صفراء, وهي شفافة هشة لا رائحة لا طعم.
وهي إما أن تكون بشكل رقائق أو بشكل بودرة خشنة.
وحين توضع في الماء تبدأ بالإنتفاخ , وتمتص حوالي 5-10 مرات ما يساوي وزنها من الماء البارد.
وهي قابلة للذوبان في الماء الحار , أو الجلسرول , أو الحامض الخليك وغير قابلة للذوبان في المحاليل العضوية .
ب- الخصائص الكيميائية للجلاتين:
من المعروف أن مصدر الجلاتين الكيميائي هو (( الكولاجين )) ويعتبر التركيب الكميائي (( للكولاجين )) أنه ذو طيسعة حلزونية التركيب لبروتين ذي النمط (( ألفا )) مع سلسلة الهيدروجين المقيدة للبروتينات ذات النمط (( البيتا )) هذ السلاسل تتداخل ببعضها لتشكل تركيبا لولبيا ذا ثلاثة وجوه.
وعندما يوضع (( الكولاجين )) في ماء مغلي,فإنه يتحول إلى جلاتين سائل, وهو من البروتينات الناقصة لبعض الأحماض الأمينية الأساسية في التغذية.
وحين يبرد الجلاتين فإن السائل لايعود إلى طبيعته الأولى أي إلى (( الكولاجين )) ولكنه يجمد يشكل (( جل )) وهو ماده هلاميه تختلف اختلافا تاما من حيث الخصائص الطبيعية عن الكولاجين , وبعض الاختلاف من حيث الخصائص.
وينتمي الى البروتينات الكروية التي تشبه برتين الدم (( الهموجلوبين )) والأنسولين, والجاماجلوبين,وبروتين البيض,ولهذا السبب يكون قابلا للذوبان في الماء, أما (( الكولاجين ))فهو ينتمي إلي البروتينات النسيجية مثل (( الكيراتين )) ولذلك فهو لا يذوب في الماء.
ج- القيمة الغذائية للجلاتين:
الجيلاتين بروتين غير تام, إذ ينقصه حامضان من الأحماض الأمينية الأساسية هما (( التريبتوفان )) و (( الفالين )).
وهو يحتوي على كميات صغيرة من الأحماض الأمينة الأخرى , مثل (( التيروسين )) و(( السيستين )) وليس للجيلاتين أي أثر في مساندة حياة البشر الطبيعية أو زيادة ومساعدة النمو , حتى لو أخذت بكميات كبيرة , ولكن إذا أضفنا الأحماض الأمينة الناقصة إلى الجلاتين بكيمات معقولة ومناسبة في الطعام والمواد الكيميائية, فإنه في هذه الحالة يساعد على النمو الطبيعي للجسم.
د-استعمالات الجيلاتين:
(1) في صناعة الأطعمة:
يستعمل الجيلاتين في شركات الأطعمة لتحضير الحلويات و الجيلاتينيات والبوظة (الجيلاتي).
(2) بعض الاستعمالات الطبية:
أ- يستعمل في حالات سوء التغذية كمنشط بروتيني.
ب- يستعمل في علاج الأظافر الصعبة,وسريعة التقصف.
ج- يستعمل في علاج الصدمة الناتجة عن الإصابات والحروق وتمدد الأوعية.
د- يستعمل في علاج الورم الناتج عن نقص في المواد البروتينية في الغذاء كمحلول بنسبة 10%.
هـ- يستعمل كمستحضرات صيدلية (كبسولات) مراهم, محسنات للشعر,لبوس إسفنجي طبي,بودرة......الخ.
و- يستعمل كبدائل للدم والبلازما.
(3) الاستعمالات البيطرية:
أ- يستعمل في علاج الدمات الدورانية,حيث يستعمل كمحلول بنسبة 5-8 % كبديل لبلازما الدم.
ب- يستعمل في علاج وقف النزيف,وتغيير الجروح,حيث يستعكل كمادة امتصاصية.
(4) الاستعمالات الصناعة:
وهناك استعمالات عديده للجيلاتين, فهو يستعمل في الشركات الصناعية لإنتاج المطاط والصمغ,والإسمنت,وفي حبر الطباعة العادية والحجرية, وفي المواد البلاستيكية, وفي الحرير الإصطناعي, وفي تحضي الإفلام الفوتوغرافية, والألواح التصويرية,وفي تحضير علب الكبريت,وفي الإنارة الزئبقية.
هـ - حكم الجيلاتين:
سبق أن بينا في السؤال رقم 410 أن جمهور العلماء يرون أن الاستحالة-وهو تحول من حالة إلى حالة أخرى مختلفة- أي التغير الكيميائي للماده بغير حكمها, فالنجاسة تطهر بالاستحالة, والجيلاتين مادة أخرى غير مكوناته.
وقد استدل الجمهور بما يأتي:
(1) أن الشرع رتب وصف النجاسة على تلك النجاسة وتنتفي الحقيقة بانتفاء بعض أجاء مفهومها, فكيف بالكل,فإن الملح غير العظم واللحم فإذا صار ملحا ترتب حكم الملح.
ونظيره في الشرع العقلة نجسة فعندما تصبح حيوانا تطهر, والعصير طاهر فيصير خمرا فينجس ويصير خلا فيطهر, فعرفنا أن استحالة العين تستتبع زوال الوصف المرتب عليها.
(2) إذا كانت الخمر التي هي أم الخبائث- إذا انقلبت بنفسها حلت- باتفاق المسلمين, فغيرها من النجاسات أولى أن تطهر بالانقلاب.
(3) قال ابن حزم: أن العالم كله جوهرة واحدةتختلف أبعادها بأعراضها وبصفاتها فقط, وبحسب اختلاف صفات كل جزء من العالم تختلف أسماء تلك الأجزاء التي عليها تقع أحكام الله عز وجل في الديانة,وعليها يقع التخاطب والتفاهم مع جميع الناس بجميع اللغات.
فالعنب عنبا وليس زبيبا, والزبيب ليس عنبا, وعصير العنب ليس عنبا ولا خمرا, والخمر ليس عصيرا, والخل ليس خمرا, وأحكام كل ذلك في الديانة تختلف, والعين الحاملة واحدة, وكل ذلك له صفات منها يقوم وحده.
وهكذا كل شيء في العالم، فالدم يستحيل لحماً، وهو حينئذ لحم وليس دماً، والعين واحدة، واللحم يستحيل شحماً فليس لحما بعد، بل هو شحم، والعين واحدة.
والزبل، والبراز، والبول، والماء والتراب، يستحيل كل ذلك في النخلة ورقاً ورطباً، فليس شيء من ذلك زبلاً، ولا تراباً، ولا ماء.
والماء يستحيل هواءً متصاعداً وملحاً جامداً، فليس هو ماء، بل ولا يجوز الوضوء به، والعين واحدة، ثم يعود ذلك الهواء وذلك الملح ماء، فليس حينئذ هواء ولا ملحاً، بل هو ماء حلال يجوز الوضوء به والغسل.
فإن أنكرتم هذا وقلتم: إنه، وإن ذهبت صفاته فهو الذي كان نفسه لزمك -ولا بد- إباحة الوضوء بالبول لأنه ماء مستحيل بلا شك، وبالعرق لأنه ماء مستحيل ولزمك تحريم الثمار المغداة بالزبل والعذرة وتحريم لحوم الدجاج لأنها مستحيلة عن المحرمات، أ هـ.
وهي أدلة قوية معتبرة، لذا نختار رأي الجمهور في الموضوع.
فإذا عرفنا ذلك كله، وعرفنا أن الخصائص الفيزيائية والكيميائية للجيلاتين مختلفة عن الخصائص الفيزيائية والكيميائية للكولاجين -المستخرج من عظام وجلود الحيوانات.
فلا مانع من استعمال الجيلاتين الحيواني، وإن كنا نفضل استعمال الجيلاتين النباتي، أو المستخرج من الطحالب البحرية، وعلى هذا لا مانع من استعمال الدواء المذكور -والله أعلم.
وللاستزادة ارجع إلى كتابنا: "الأطعمة المستوردة: طبيعتها، حكمها، وحل مشكلاتها."
HUKUM MAKANAN KEJU: HALAL ATAU HARAM?
يصنع الجبن من اللبن، ومما لا يخفى أن اللبن إذا ترك وشأنه يصعد الزبد على سطحه على هيئة قشدة، وأن ما يبقى من اللبن يكون لبنا حامضا، وهذا اللبن الحامض يحتوي العناصر الأكثر تغذية من اللبن وهو الجزء الحاوي للأزوت المسمى"كازيين".
والجبنة تتركب في جزئها الرئيسي من هذه المادة "كازيين"، وهي مادة توجد ذائبة في اللبن، وترسب فيه بواسطة الحوامض على شكل حبوب بيضاء معتمة، وهي الجزء المغذي من اللبن.
ولأجل الحصول على جبنة ضعيفة "مركبة من الكازيين فقط" يترك الزبد ليعلو على سطح اللبن، ثم يرفع ويترك اللبن يحمض بعد أن يضاف إليه قليل من الأنفخة، ثم يوضع اللبن المتجمد على منخل ليسيل ما فيه من الماء، ثم يملح ويحفظ.
وللحصول على جبنة دسمة يعمل مثل ما تقدم، ولكن يضاف إليه الأنفخة قبل أن يصعد الزبد إلى أعلى فيتجمد، ويتحد مع الكازيين.
أما بالنسبة للأنفخة أو "المنفحة" فهي عبارة عن خلاصة من الإنزيمات المجبنة يسودها "الرنين" وتعرض هذه الخلاصة في الأسواق إما على صورة سائلة أو مجففة على هيئة أقراص أو مسحوق.
وقد جرت العادة في بلاد المسلمين على استيراد الأنفحة من الخارج إلا أنه أجريت التجارب في مصر عام 1961،1962م لإنتاجها محليا وفعلا تمت العملية بنجاح.
مصادر الأنفحة:
توجد الإنزيمات المجبنة للبن في بعض أجزاء الجهاز الهضمي للحيوانات المجترة، إلا أن تركيزها يزيد في المعدة، ولذلك جرت العادة على تحضير مستخلص المنفحة من بعض تلك الحيوانات كالعجول والأغنام والماعز والخنازير.
ومن المعروف أن الأنفحة –وهي المعدة الرابعة للحيوانات المجترة- على المعدة الأساسية للحيوانات الرضيعة التي تتغذى على اللبن، ففي هذه الفترة من عمر الحيوان يكون حجم المعدة كبيرا، إذ يبلغ نصف حجم الكرش والقلنسوة معا.
وقد تقتصر محتويات الأنفحة من الإنزيمات المجبنة في هذا السن أساسا على أنزيم الرنين، وكلما كبر الحيوان وقلت تغذيته على اللبن زادت نسبة الببسين في الأنفحة، وانخفضت نسبة الرنين، ولذا يحسن استئصال الأنافح الناتجة عن عجول رضيعة لاستخلاص إنزيم الرنين الذي يفوق في صفاته باقي الإنزيمات الأخرى المجبنة للبن، سواء نباتية أو حيوانية.
صناعة الأنفحة من مصادر غير حيوانية:
(1) مصادر نباتية:
تتميز بعض النباتات باحتوائها على إنزيمات لها القدرة على تجبين اللبن مثل الباباظ المحتوي على إنزيم البابايين، ونباتات العائلة الباذنجانية، ونباتات التين وتحتوي على إنزيم الفيسين.
وقد أجريت تجارب في بعض البلدان –وخاصة الهند- على استخدام الأنفحة النباتية في صناعة الجبن، إلا أنه لوحظ أنها تعطي مرارة في الناتج، ولا زالت البحوث جارية لتحسين تلك الأنفحة.
(2) مصادر بكتيرية:
يوجد لبعض السلالات البكتيرية مثل سلالة البكتيريا العصوية "باسيلس سبستلس" القدرة على إفراز إنزيم يجبن اللبن ويعرف باسم الرينين البكتيري.
وتقوم بعض الدول حاليا مثل اليابان وأمريكا وبلجيكا بمحاولة استخلاص هذا الإنزيم وعمل مستحضرات منه لاستخدامها في صناعة الجبنة، ولا زالت الدراسات تجري بهذا الخصوص.
وقد كثر الكلام في هذه الأيام حول الأجبان المستوردة من الدول غير المسلمة.
فالناس يتساءلون هل يجوز أكلها أم لا؟
وما هو حكم الأنفحة المستخدمة فيها؟
وهذه المسألة ليست بالجديدة، بل إن فقهاء أشبعوها بحثاً.
أما بالنسبة للأنفحة فإن كانت مستخرجة من الخنزير فهي نجسة ومحرمة باتفاق الفقهاء وأما إن كانت من الحيوانات الميتة فقد اختلف الفقهاء في ذلك فجمهور الفقهاء يرون أنها نجسة، ويرى الحنفية أنها طاهرة، وهي رواية عن أحمد اختارها ابن تيمية، وهو مذهب داود الظاهري، أما ابن حزم فيوافق الجمهور.
أدلة الجمهور:
1- أنه مائع في وعاء نجس فكان نجسا كما لو حلب في وعاء نجس ولأنه لو أصاب الميتة بعد فصله عنها لكان نجسا فكذلك قبل فصله.
2- هو جزء من الحيوان الميت أشبه اليد.
أدلة الفريق الثاني:
1- أن الصحابة لما فتحوا بلاد العراق أكلوا من جبن المجوس، وكان هذا ظاهرا شائعا بينهم، وما ينقل عن بعضهم من كراهة ذلك، ففيه نظر.
2- أن الأنفحة لا تموت، لأنها لا تحلها الحياة.
3- أن الملاقاة من الباطن لا حكم لها، لذا لا نسلم أن الأنفحة تنجس بملاقاتها لمعدة الميتة.
والذي يظهر لي أن مذهب أولى بالإتباع لما مر من أدلة –والله أعلم- أما الرد على الدليل الأول للقائلين بطهارة الأنفحة:
فإنه ليس من الضروري أن يعقد الجبن بالأنفحة المستخرجة من معدة الحيوان، بل كان يعقد بواسطة بعض النباتات.
وأما المجوس فقد قيل إنهم ما كانوا يتولون الذبح بأنفسهم وكان جزاروهم اليهود والنصارى، والأصل الحل ولا يزول بالشك.
ومع أن جمهور العلماء قد قالوا بنجاسة الأنفحة إلا أن أكثر هؤلاء لم يقولوا بحرمة الجبن المجلوب من بلاد المجوس أو الروم الذين أثر عنهم أنهم كانوا لا يذكرون ذبائحهم، إلا إذا علمنا أن الجبن معقود بأنفحة ميتة من ذبائح هؤلاء الكفرة.
واستدل هؤلاء بما يلي:
1- حديث ابن عمر "أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أتى بجبن في تبوك فدعا بسكين فسمّى وقطع".
2- وعن ابن عباس "أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لما فتح مكة رأى جبنة فقال: ما هذا؟ فقالوا: طعام يصنع بأرض العجم. فقال -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- :ضعوا فيه السكين واذكروا اسم الله وكلوا".
3- وهناك آثار عن كثير من الصحابة رواها البيهقي، منها عن عمر رضي الله عنه: "الجبن من اللبن واللبا فكلوا واذكروا اسم الله عليه، ولا يغرنكم أعداء الله".
قال العلامة السيد محمد عليش –رحمه الله تعالى- فإن تحقق وضعهم أنافحها فيه حرم قطعاً، وإن تحقق عدم وضعها فيه أبيح قطعاً، وإن شك كره لمجرد الإشاعة، ولا يحرم لأن الطعام لا يطرح بالشك، ولأن صنائع الكفار محمولة على الطهارة كنسجهم.أهـ